لم تَقلِبِ الولاياتُ المتحدة صفحةً رئاسيةً لتفتحَ اخرى، بل كشفت على صفحتِها الخامسةِ والاربعينَ حقيقَتَها بلا قفازاتٍ دبلوماسية ، وقدمت وجهَها الطبيعيَ دونالد ترامب بلا عملياتِ تجميلٍ سياسيةٍ ليكونَ رئيساً لاربعِ سنوات..
اربعُ جهاتِ الارض تابعَت الحدثَ المسبوقَ بضوضاءِ التصريحاتِ وصخَبِ التحليلات حولَ شخصٍ يُعبِرُ عن عمقِ السياسةِ الاميركيةِ وما تَكُنُهُ لحلفائِها قبل اعدائِها..
فماذا ستفعلُ ادارةُ ترامب اكثرَ مما فعلتهُ الاداراتُ السابقة؟ هل ستخوضُ الحروبَ وتستعملُ السلاحَ النوويَ وتُعلنُ دعمَها المطلقَ للكيانِ العبري وتفعِّلُ تمييزَها العنصري؟ فهل كانت السياسةُ الاميركيةُ منذُ نشأتِها الا كذلك؟
اما فيما يخصُ مِنطقَتَنا من الساكنِ الجديدِ للبيتِ الابيضِ وفريقِه، فيبدو انهُ يَحُقُ لبعضِ حلفائهِ التعبيرُ عن قلقِهِم وخوفِهِم من رئيسٍ اميركيٍ قد يكشِفُ للعلنِ حقيقةَ تعاملِ واشنطن معهُم، من الاستغلالِ الاقتصاديِ والاستنزافِ العسكريِ الى التوبيخِ السياسيِ والتجاهلِ الدبلوماسيِ وغيرِها من التعاملاتِ الاميركيةِ مع حلفائِها، التي اضافَ اليها في خطابِ القسمِ اليومَ رؤيةً جديدةً هي التي ستحكمُ، عنوانُها اميركا اولاً واميركا فقط ..
اما لبنانُ الذي استفاقَ بعضُ اهلهِ من احلامِ الرِهانات، وساروا في دروبِ الواقعيةِ بعدَ تخفيفِ المزايدات، فزادَهُم تفعيلُ المؤسساتِ التي انتجَت في اليومينِ الماضيينِ تشريعياً، ويُنتظرُ ان تنتجَ انتخابيا..
اما ما انتجته التحالفاتُ الحقيقيةُ والعَلاقاتُ الصادقةُ والوفيةُ فلا تُغيِرُهُ التأويلاتُ ولا الاجتهادات.. فاللقاءُ الذي جمَعَ اليومَ الامينَ العامَّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله ورئيسَ تيارِ المردة النائب سليمان فرنجية اعادَ تأكيدَ المؤكدِ في العَلاقةِ الراسخةِ بينَ الحليفين، وقَيَمَ الاوضاعَ السياسيةَ القائمةَ في البلاد ، وناقشَ العديدَ من الملفاتِ والاستحقاقاتِ ومن جملتِها الوضعُ الحكوميُ وقانونُ الانتخابِ…
المصدر: قناة المنار