يصاب نحو نصف البشر خلال حياتهم بمرض السرطان، كما ذكرت دراسة بريطانية حديثة. ويمكن في المراحل الأولى للمرض معالجة الخلايا السرطانية والقضاء عليها غالباً بنجاح.
وقبل الشروع في تبيان الأعراض، يجب معرفة 3 حقائق، بحسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة Focus الألمانية:
• يعتبر مرض السرطان أقل خطورة بعض الشيء على النساء منه على الرجال.
• يعتبر السن عاملاً كبيراً وفعالاً لمعظم أنواع السرطانات.
• لا يسع أحداً أبداً جهل العلامات العشر الآتي ذكرها، والتي تدل على مرض السرطان.
نصف البريطانيين الذين وُلِدوا بعد سنة 1960 مصابون في أوقات مختلفة من أعمارهم بمرض السرطان، وقد وصل إلى هذه النهاية المقلقة مركز دراسات بريطاني متخصص في أبحاث السرطان، وقام الباحثون بنشر نتائجهم في الصحيفة السرطان البريطانية British Journal of Cancer.
وفي عام 1975 كان هناك في بريطانيا العظمى شخص من بين كل أربعة أشخاص مصاب بأحد الأورام، وفي التسعينيات كانت نسبة خطر الإصابة بالمرض قد وصلت إلى أن يكون هناك شخص مصاب بالسرطان من بين كل ثلاث أشخاص، إلى أن ارتفعت النسبة إلى وجود أربعة أشخاص مصابين بالسرطان من بين كل عشرة أشخاص.
واحد من بين كل اثنين مصاب بالمرض بألمانيا
وتعد نسبة المصابين بالسرطان في ألمانيا عالية بالمقارنة إلى غيرها، بل في تزايد مماثل، وتذهب احتمالية الإصابة بمرض السرطان حسبما ذكرت مؤسسة روبرت كوخ إلى أن نسبة الإصابة بمرض السرطان في ألمانيا عند الرجال تصل إلى 50.7 %، بينما تصل النسبة لدى النساء إلى 42.8%.
وطبقاً للتوقعات يزداد خطر الإصابة بالمرض مع تقدم العمر؛ فإن نسبة الوفاة نتيجة الإصابة بالمرض لرجلٍ عمره 40 عاماً لا تتجاوز 0.6%، أما نسبة الوفاة نتيجة الإصابة بالمرض لرجلٍ عمره 70 عاماً تقريبا فتبلغ على الراجح الـ 10.9% لحين بلوغه عامه الـ 80 من عمره.
فتقدم العمر، وفقاً لما يذكره بعض الباحثين البريطانيين له دور كبير في الإصابة بمعظم أنواع السرطانات، ولذا فالإنسان الذي يبلغ من العمر أرذله ترتفع احتمالية إصابته بالسرطان في أي وقت.
كل شخص يمكنه الوقاية
وأضاف بيتر ساسيني من جامعة “كوين ماري” في لندن، وهو مؤلف الدراسة البريطانية، تعليقاً على الدراسة أن “أكثر من 60% من الأورام السرطانية تم اكتشافها عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، وأن كبار السن يصابون يوماً ما بالسرطان”.
ورغم ذلك فهناك الكثير من الأمور التي يمكن أن يفعلها الإنسان ليقلل نسبة إصابته بالمرض، ومنها ما يلي:
• الإقلاع عن التدخين
• كثرة الحركة
• الحفاظ على الوزن الملائم.
وبالإضافة إلى ذلك فهناك بعض الإرشادات التي يجهلها الكثير من الأشخاص أو يغضون الطرف عنها، لأن السرطانات يمكن أن تظهر من خلال عدد لا نهائي من الأعراض.
فما بين عدم الاهتمام (من عدم وجود شيء بالفعل) وبين الخوف المبالغ فيه (من الإصابة بمرض السرطان) يجب أن يكون هناك توازن صحي لإدراك العلامات التحذيرية وتصنيفها.
مثال: إذا ما كانت عملية هضم الطعام تتم لدى الإنسان بانتظام، وحدث فجأة أن أُصيب بحالة إمساك أو إسهال، فيجب عليه زيارة الطبيب، ولا يلزم من ذلك أبداً أنه يعاني من شيء، ولكنه قد يكون مصاباً بسرطان الأمعاء، أما إذا ما كان مصاباً في الأساس بعسر هضم مزمن، فلا يُعدُّ ما حدث هذا إشارة مقلقة له أبداً.
تحذير: تغيرات مستمرة ولا يمكن تفسيرها
للإنسان إحساس جيد تماماً بحالته الجسمية الطبيعية، وإذا ما شعر باضطرابات مستديمة، فإن هذا إنما يشير لأول وهلة إلى إصابته بمرض ما، وليس بالضرورة أن يكون هذا المرض سرطاناً، حسب ما ذكر يوهانس برونس، السكرتير العام لجمعية السرطان الألمانية، وأضاف برونس قائلاً: “التغيرات غير المألوفة التي تستمر فترة طويلة في جسم الإنسان، والتي لا تحمل أسباباً واضحة لنشوئها، تشكل إشارات تحذير. وعلى الشخص المصاب بها مراجعة الطبيب”.
وقدم الدكتور برونس مثالاً على ذلك: “عندما تلتهب العقد اللمفاوية، فإنها إشارة إلى ظهور عدوى ما. وإذا بقيت هذه الحالة 10 أيام أو 14 يوماً، يجب على المصاب مراجعة الطبيب مباشرة”.
وفيما يتعلق بالموضوع يذكر يوهانس برونس ثلاث إشارات عامة تدل على إصابة الشخص بالسرطان:
1- تغير يحدث في نمو الخلايا بشكل عشوائي، فتظهر في شكل شامة تكبر دوماً.
2- كل أشكال النزيف والذي يتكرر بدون سبب واضح على فترات.
3- تغيير في وظائف الجسد، نحو مشاكل البلع.
أما الأعراض كالتعب المزمن أو نقصان الوزن والألم فكلها لا تظهر إلا عند تقدم المرض وتحكمه، حسب ما يذكر طبيب السرطان.
قد يكون ورماً؟.. هذه الأعراض يجب الانتباه إليها
وقد أشارت الجمعية الأميركية للسرطان إلى أن هناك سبع علامات تدل على إصابة الشخص بالسرطان. وقدمت هذه العلامات في كتيب أطلقت عليه اسم “CAUTION”، والذي يعني بالعربية “تحذير”، وقد اشتقت تلك الكلمة عن طريق التعبير بكل حرف منها عن أول حروف بالإنكليزية لكل مصطلح من هذه الأعراض، وتم ذكر العلامات كما يلي:
• تغير في وظيفة الأمعاء والمثانة:
تغير لون البراز وشكله. وعند الإصابة بالإسهال والإمساك بصورة متبادلة، وعند خروج دم مع البول أو مع البراز.
• جروح لا تلتئم:
عندما لا تلتئم الجروح بصورة طبيعية ويزداد حجمها وتصاب بالالتهابات وتسبب الألم ويخرج الدم منها.
• نزيف غير طبيعي أو خروج دم بصورة غير طبيعية من الجسم
ظهور عقد غريبة في الجسم او تورمات تحت أي عضو في الجسم.
• صعوبة البلع:
عندما يشعر الشخص بصعوبة في البلع أو أن شيئاً ما يقف في الرقبة أو في الصدر، أو عند الشعور بالشبع دون تناول الطعام.
• تغير في لون الوحمات في الجسم أو لون الندبات أو في الغشاء المخاطي:
عند تغير لون الوحمات وظهور ألوان مختلفة فيها، وعند ظهور وحمات أو شامات جديدة وكبيرة (قطرها أكبر من خمسة مليمترات)، وخاصة تلك التي تبرز لارتفاع مليمتر واحد على الأقل فوق الجلد.
• السعال المستمر:
تغير في طبقة الصوت وسعال مستمر وخروج دم مع السعال.
وتوصي الجمعية الأميركية للسرطان بزيارة الطبيب عند ظهور أي شكوى من العلامات التي تشير إلى وجود أورام سرطانية وعند عدم وجود أسباب واضحة أو استمرت الشكوى لفترة أكثر من أسبوعين.
ويذكر يوهانس برونوس أنه يجب الانتباه ورفع مستوى الوعي لدى الجميع حول قائمة العلامات السابقة حتى ينتبهوا عند حدوث أي تغيرات أو وجود أي عرض من الأعراض السرطانية.
ينبغي ملاحظة أورام المخ مبكراً
هناك بعض الأنواع من السرطانات التي يصعب اكتشاف أعراضها خصوصاً إذا ما كانت تلك الأورام صغيرة جداً، ويعد ورم المخ أحد هذه الأنواع طبقاً لمكانه.
وتتنوع أعراضه بداية من آلام الرأس ومروراً بالحالات العصبية حتى اضطرابات الشخصية، وفي مقابل ذلك يُلاحَظ أن سرطان البنكرياس سهل أن ينتَبه إليه، وذلك عندما يضغط على الأنسجة المحيطة، فإذا ما أعاق الورم العصارة الصفراوية يظهر على المصاب الصفراء، ويثير تغير لون البشرة المفاجئ الانتباه لوجود سرطان.
وبالإضافة إلى هذه العلامات توجد ثلاث إشارات أخرى التي قد تدل في وقت مبكر على إصابة الشخص ببعض أنواع السرطانات المحددة دون غيرها، وهي كما يلي:
• نقص غير محدد في الوزن:
يعتقد العلماء أن نقصان الوزن دون سبب مرتبط غالباً بسرطان الرئة أو بسرطان البنكرياس أو سرطان الأمعاء أو سرطان المريء.
• آلام العظام:
وترتبط غالباً بسرطان العظام. أما آلام الظهر فقد تكون إشارة للإصابة بسرطان الأمعاء..
• الحكة الشديدة:
أما ظاهرة الحكة الشديدة فقد تعد مؤشراً على الإصابة بسرطان الكبد.
بعد كل ما ذُكر بقي هناك نوع أخر من الحذر المبكر، وهو السيرة الطبية للأسرة، فأي تراكم عائلي للأمراض السرطانية يجب أن يكون إشارة تستجلب يقظة سريعة عاجلة، لعمل فحص التشخيص المبكر بشكل ثابت ومستمر.
المصدر: مواقع