تصاعد في الاعتراض داخل جيش الاحتلال.. ونتنياهو يرد: غوغائيون يخدمون أعداء “إسرائيل” – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

تصاعد في الاعتراض داخل جيش الاحتلال.. ونتنياهو يرد: غوغائيون يخدمون أعداء “إسرائيل”

الجيش الاسرائيلي

تتزايد مظاهر الاعتراض داخل صفوف جيش الاحتلال على استمرار الحرب في قطاع غزة، الأمر الذي استدعى ردًّا من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، واصفًا المعترضين بـ”الغوغائيين الذين يقدمون خدمة مجانية لأعداء إسرائيل”.

وفي هجوم واسع، شنّ نتنياهو انتقادات لاذعة ضد عدد من الضباط والجنود في مختلف الوحدات العسكرية الذين وقعوا على عرائض تطالب بوقف الحرب وتشُكك في خلفيات قرار الحكومة بمواصلتها، معتبرين أن الدوافع وراءها سياسية وشخصية أكثر منها أمنية. وتأتي تصريحات نتنياهو وسط اتساع دائرة الاعتراض لتشمل وحدات في سلاحي الجو والبر، والبحرية، إضافة إلى جهاز الاستخبارات العسكرية.

وفي هذا السياق، قال المحلل العسكري الصهيوني روعي شارون: “انضمت وحدة 8200 إلى الاعتراض، وفي المساء انضم لواء المظليين، ووحدة ‘شاييطت 13’، ووحدة هيئة الأركان الخاصة، و’شَلداغ’، ووحدة ‘موران’، حيث وقع ما بين 150 إلى 200 من عناصرها – لا يزالون في الخدمة الاحتياطية الفعلية – على عرائض مشابهة لرسالة الطيارين التي تؤكد أن استمرار الحرب نابع من دوافع سياسية لا من اعتبارات أمنية”.

ويرى مراقبون صهاينة أن هذه الرسائل تعكس عودة الانقسام الداخلي الذي كان قد تفجّر قبل الحرب على خلفية التعديلات القضائية، لكنه يأخذ اليوم منحًى أكثر خطورة في ظل استمرار العدوان على غزة.

من جهته، اعتبر القائد السابق لسلاح البحرية في جيش الاحتلال، إليعازر تسيني، أن “إبداء الرأي بشأن عملية عسكرية في ظل الحرب يُعد أمرًا بالغ الخطورة. أنا أخشى أن يذهب الجنود إلى القتال دون أن يحملوا معهم أهم سلاح معنوي، وهو الإيمان بعدالة الطريق. فإذا فقدنا هذا الإيمان، فنحن أمام مشكلة حقيقية. لقد ربينا أجيالًا من الجنود الذين ينظرون إلينا كقادة سابقين، وما نبثّه إليهم الآن يثير الكثير من الإشكاليات في هذه المرحلة الحساسة من الحرب”.

أما المحلل السياسي الصهيوني داني زاكين، فرأى أن “التعاطي الإعلامي مع رفض استمرار الحرب لا يعكس فقط مبادرات فردية من داخل المؤسسة العسكرية أو من قِبَل مسؤولين سابقين، بل يُعد امتدادًا لحملة احتجاجات أوسع بدأت قبل عامين. وقد بادر بعض عناصر سلاح الجو مؤخرًا إلى تفعيلها، حيث اجتمعت مجموعات من الحراك مساء الأمس، وحددت خطواتها القادمة، ووزعت المهام، وصاغت بيانًا موحدًا، مع تغيير أسماء الوحدات المشاركة”.

وفي المقابل، رحبت أوساط اليمين الصهيوني بموقف رئيس الأركان وقائد سلاح الجو الداعم لتسريح الجنود الموقعين على عرائض الاحتجاج، معتبرة أن من الضروري التعامل مع هذه الظاهرة بحزم قبل أن تتفاقم وتخرج عن السيطرة.

أزمة غير مسبوقة في الجيش الإسرائيلي: أكثر من 100 ألف جندي يرفضون الخدمة الاحتياطية

وبالتزامن، كشفت مجلة “972+” الإسرائيلية، في تقرير حديث، أن جيش الاحتلال يواجه أكبر أزمة رفض للخدمة العسكرية منذ عقود، حيث توقف أكثر من 100 ألف جندي احتياطي عن الاستجابة لنداءات التجنيد، في وقت يرفض عدد متزايد منهم المشاركة في الحرب على غزة لأسباب أخلاقية أو احتجاجية.

وأشارت المجلة إلى أن الأرقام الرسمية بشأن استجابة جنود الاحتياط غير دقيقة، مؤكدة أن النسبة الفعلية لا تتجاوز 60%، فيما أظهرت تقارير أخرى انخفاضًا إلى نحو 50%، ما يعكس تراجعًا واضحًا في شرعية الحرب المستمرة منذ أكثر من 18 شهرًا.

ولفت التقرير إلى أن ظاهرة الرفض بدأت تتصاعد خلال الاحتجاجات ضد التعديلات القضائية عام 2023، حين هدد أكثر من ألف طيار وعنصر في القوات الجوية بالامتناع عن الخدمة إذا استمرت الحكومة في سياستها.

وقد حذّر قادة عسكريون آنذاك من أن هذه الخطوة تُهدد الأمن القومي. وبحسب المجلة، فإن معظم الرافضين ينتمون إلى ما يُعرف بـ”الرافضين الرماديين”، وهم جنود أنهكتهم الحرب الطويلة دون أن يكون لديهم اعتراض أيديولوجي واضح، في حين تشهد الأوساط العسكرية تزايدًا ملحوظًا في أعداد “الرافضين الأخلاقيين”، الذين يرفضون القتال في غزة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

من جهته، كشف إيشاي منوخين، أحد قادة حركة “يش غفول” المناهضة للحرب، عن تواصله مع أكثر من 150 جنديًا رفضوا الخدمة لأسباب أخلاقية منذ بداية الحرب، في حين قدّمت منظمة “نيو بروفايل” الدعم لمئات آخرين.

وأشار إلى أن الجيش يتعامل بحذر مع هذه الأزمة، ويتجنب سجن الرافضين خشية تفاقمها وتآكل صورة “جيش الشعب”.

وفي تطور ذي صلة، وقّع 970 جنديًا احتياطيًا في سلاح الجو رسالة طالبوا فيها الحكومة بإعادة الأسرى الإسرائيليين “حتى لو تطلب ذلك إنهاء الحرب”، ما أثار غضب وزير الجيش، يسرائيل كاتس، الذي وصف الرسالة بأنها “مسيئة لشرعية الحرب العادلة”.

ولم يستبعد الجيش انضمام مزيد من الجنود إلى هذه المطالب، في مؤشر جديد على تعمق الانقسامات داخل المؤسسة العسكرية.

المصدر: موقع المنار