اتصال بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري.. واتفاق على وقف إطلاق النار في المنطقة الحدودية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

اتصال بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري.. واتفاق على وقف إطلاق النار في المنطقة الحدودية

الجيش اللبناني 2

أجرى وزير الدفاع الوطني في الحكومة اللبنانية اللواء ميشال منسى مساء يوم الاثنين اتصالا بنظيره السوري مرهف ابو قصرة وبحثا في التطورات الحاصلة على الحدود اللبنانية – السورية.

وجرى الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين على أن يستمر التواصل بين مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمخابرات السورية للحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود بين البلدين تجنبا لسقوط ضحايا مدنيين ابرياء.

بدوره، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في لبنان في بيان له مساء يوم الاثنين أن “حصيلة تطورات اليومين الأخيرين على الحدود اللبنانية – السورية أدت إلى استشهاد سبعة مواطنين وجرح اثنين وخمسين آخرين”.

وشهدت المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا هدوءًا حذرًا بعد اعتداءات نفذتها مجموعات مسلحة متمركزة في ريف القصير السوري، حيث استهدفت الأحياء السكنية في بلدة القصر وقرى حوش السيد علي وسهلات الماء في قضاء الهرمل بالقذائف المدفعية والصواريخ.

وقد أسفر القصف عن استشهاد فتى وإصابة عدد آخر بجروح، إضافة إلى وقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات.

وفي المقابل، ردّ الجيش اللبناني على مصادر النيران التي انطلقت من الجانب السوري، بعد تعرض القرى الحدودية اللبنانية للقصف مساء أمس. وأصدر الجيش اللبناني بيانًا أوضح فيه أنه “إثر مقتل سوريَّين وإصابة آخر عند الحدود اللبنانية السورية في محيط منطقة القصر – الهرمل، نُقل الجريح إلى المستشفى لتلقي العلاج، لكنه فارق الحياة لاحقًا”.

وأضاف البيان أن الجيش “اتخذ تدابير أمنية استثنائية وأجرى اتصالات مكثفة منذ ليل 16 حتى صباح 17 آذار 2025، ما أسفر عن تسليم الجثامين الثلاثة إلى الجانب السوري”.

وأشار الجيش إلى أن “قرى وبلدات لبنانية تعرضت للقصف من داخل الأراضي السورية، فقامت الوحدات العسكرية بالرد على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة، كما عززت انتشارها في المنطقة للحفاظ على الأمن”. وأكد أن “الاتصالات مستمرة بين قيادة الجيش والسلطات السورية لضبط الوضع ومنع التصعيد”.

عون: ما يحصل على الحدود لا يمكن أن يستمر وسنرد على مصادر النيران

وفي السياق، أكد رئيس الجمهورية اللبنانية أن ما يحصل على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لا يمكن أن يستمر، ولن نقبل باستمراره، وقال “قد أعطيتُ توجيهاتي للجيش اللبناني بالردّ على مصادر النيران”.

كما اتصل عون بوزير الخارجية يوسف رجي، الموجود في بروكسل، وطلب منه التواصل مع الوفد السوري المُشارك في “المؤتمر التاسع لدعم مستقبل سوريا”، للعمل على معالجة المشكلة القائمة بأسرع وقت ممكن، بما يضمن سيادة الدولتين ويحول دون تدهور الأوضاع.

في سياق متصل، أفادت مصادر محلية بأن خمسة عناصر من القوات السورية الجديدة توغلوا داخل الحدود اللبنانية من جهة الهرمل، حيث اشتبكوا مع مواطنين لبنانيين تصدوا لهم، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من العناصر وإصابة اثنين آخرين انسحبا فورًا.

من جهته، ردّ حزب الله على بيان وزارة الدفاع السورية الجديدة، نافيًا “أي علاقة له بالأحداث التي وقعت على الحدود السورية اللبنانية”. وأكد الحزب في بيان مقتضب: “نجدد التأكيد على ما سبق وأعلنا عنه مرارًا، بأنه لا علاقة لحزب الله بأي أحداث تجري داخل الأراضي السورية”.

الشيخ علي الخطيب يبحث مع الرئيس عون الأحداث عند الحدود

أجرى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، اتصالًا اليوم بفخامة رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، وتداول معه في موضوع الأحداث الجارية على الحدود اللبنانية-السورية في منطقة الهرمل.

وطالب العلامة الخطيب بتعزيز وجود الجيش في المنطقة، وحماية الأهالي وأرواحهم وممتلكاتهم، والحؤول دون تطور الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه. وقال إننا نعول على حكمة فخامة رئيس الجمهورية في مواجهة هذا الواقع.

وأكد الرئيس عون أن الجيش موجود في المنطقة ويقوم بواجبه، ولن يألو جهدًا في سبيل تأمين الأمن والاستقرار فيها.

وكان العلامة الخطيب قد تلقى اتصالات من عدد من وجهاء العشائر في البقاع، تمنوا خلالها على المجلس الشيعي القيام بما يلزم من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة.

الرئيس عون: كل هذه الأحداث تستوجب انعقاد المجلس الأعلى للدفاع لاتخاذ الخطوات المناسبة

من جانبه، شدد رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، على أن لبنان اليوم معرض لخطر كبير ناتج عن ثلاثة تحديات رئيسية.

أولًا، تمادي إسرائيل في اعتداءاتها وانتهاكها للسيادة اللبنانية من دون أي رادع، وسقوط الشهداء والضحايا يوميًا في قراهم وأراضيهم، رغم ترتيبات وقف إطلاق النار ذات الصلة بتطبيق القرار 1701.

ثانيًا، تفلت الحدود البرية مع سوريا واستباحتها من قبل جماعات متعددة الانتماءات، تمارس عمليات تهريب وعبور غير شرعي، إضافة إلى الحوادث المتكررة والمتصاعدة، والمواجهات المسلحة، والاعتداءات التي طالت قرى وبلدات على الحدود الشرقية والشمالية، وصولًا إلى عمليات خطف وقتل وذبح لمواطنين لبنانيين. وما النداءات والتحذيرات الصادرة عن الأهالي والمسؤولين المحليين في تلك المناطق سوى إنذارات وإشارات لما هو أعظم.

ثالثًا، تزايد أعداد النازحين السوريين، في ظل غياب أي خطة أو أفق، سواء لبناني أو دولي، لمعالجة قضيتهم، رغم المتغيرات السياسية المستجدة في سوريا وانتفاء أي مبرر كان يدعى لعدم عودتهم، إضافة إلى موجات النزوح الجديدة في الفترة الأخيرة.

وقال الرئيس عون إن المطلوب اليوم من المسؤولين المبادرة الفورية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة حفاظًا على سلامة الوطن والمواطنين، وتحمل المسؤولية التاريخية لمواجهة التحديات المصيرية المحدقة بلبنان.

وأضاف أن كل هذه الأحداث تستوجب انعقاد المجلس الأعلى للدفاع لاتخاذ الخطوات المناسبة لمجابهة الأخطار المهددة لأمن وسلامة الوطن، وهذا واجب وليس خيارًا لمن هم في موقع المسؤولية.

وختم بالقول إن لا أحد من أبناء هذا الوطن سيكون بمنأى عن تداعيات هذه الأخطار، فالوطن واحد، وما يطال جنوبه أو شماله أو شرقه، يطاله كله ويطال قلبه، فلا تستخفوا ولا تستهينوا.

المصدر: موقع المنار + جريدة الأخبار