تواصل قوات الاحتلال الصهيوني، لليوم الـ 13 عدوانها الدموي الواسع على شمال غزة، وسط تصاعد وتيرة القصف والقتل والتدمير ومحاولات تهجير السكان وتفريغ المحافظة من سكانها.
وارتكبت قوات الاحتلال اليوم مجزرة في جباليا شمالي قطاع غزة، حيث استهدفت مدرسة تؤوي نازحين، ما أدى الى استشهاد (25) شخصاً على الأقل، وإصابة (150) على الأقل، جلهم من النساء والأطفال.
وقصفت طائرات الاحتلال مدرسة “أبو حسين الابتدائية” التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، كنا اندلعت النيران اندلعت في خيام النازحين الموجودة في باحة المدرسة نتيجة قصف الاحتلال.
ونقل بعض الشهداء والجرحى نُقلوا إلى مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع غزة، إذ تعجز طواقم الإسعاف عن الوصول إلى البقية في المدرسة المستهدفة، كما أن مستشفيات شمال قطاع غزة عاجزة عن تقديم الخدمات للمصابين في ظل الحصار المطبق الذي يفرضه الاحتلال لليوم الـ13 على التوالي.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 42,438 مواطنا، وإصابة 99,246 آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
الوضع كارثي في شمال قطاع غزة
وأوضح مدير الإسعاف والطوارئ في شمال غزة فارس عفانة، أن الاحتلال استهدف مدرسة أبو حسين في مخيم جباليا بصاروخين، مشيراً إلى أن بعض التخصصات اللازمة لعلاج المصابين غير متوفرة في شمال القطاع.
وقال إن بعض المصابين يلفظون أنفاسهم الأخيرة في المستشفيات بسبب نقص التخصصات، في حين أنه لم تدخل أي مساعدات إلى مخيم جباليا منذ 13 يومًا.
ولفت الدكتور فارس عفانة إلى أن الوضع في شمالي قطاع غزة كارثي، وما يحدث هو إبادة حقيقية، داعياً إلى الضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات إلى مخيم جباليا.
وقال إن “الوضع مأساوي وخارج عن سيطرتنا، ومركبات الإسعاف تواجه صعوبة في التحرك”، وإن “على العالم التحرك لوقف هذه المجازر”.
حماس: المجزرة المروعة في مدرسة أبو حسين في جباليا جريمة إبادة يتحمّل الاحتلال كامل تداعياتها وعواقبها
وأكدت حركة حماس في بيان أن شمال قطاع غزة يتعرض لمحرقة وإبادة جماعية وتهجير ممنهج على مرأى ومسمع من العالم، ما يمثل وصمة عار على جبين تلك الهياكل الدولية العاجزة عن حماية الإنسانية.
وقالت “إن ادعاءات الاحتلال الإرهابي استخدام مدرسة أبو حسين لأغراض المقاومة مجرد أكاذيب، وهي سياسة ممنهجة لدى العدو لتبرير جريمته ومحرقته بحق النازحين الأبرياء”.
وجددت حماس الدعوة “لأشقائنا في الدول العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي والأمم المتحدة، بضرورة التحرك الفوري لوقف جريمة الإبادة التي يرتكبها الاحتلال النازي في قطاع غزة، وتتهدّد السلم والأمن في عموم المنطقة”.
أبرز تطورات العدوان في يومه الـ 377
وضمن أبرز تطورات العدوان في يومه الثالث عشر، شنت طائرات الاحتلال غارة صباح الخميس استهدفت منطقة التوبة بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وقصفت قوات الاحتلال فجر اليوم مدرسة خليفة في منطقة أبراج الشيخ زايد بالقصف المدفعي والقنابل الحارقة ونتج عن ذلك حريق كبير في الطابق الثالث للمدرسة وتدخلت طواقم الدفاع المدني لإطفاء الحريق دون التبليغ عن إصابات تذكر وفق المصادر الطبية.
واندلع حريق في منزل لعائلة صالحة قرب بركة أبوراشد وسط مخيم جباليا جراء عمليات نسف الاحتلال منازل في المكان المذكور ونتج عن ذلك عدد من الإصابات.
وحذرت وزارة الصحة من كارثة إنسانية حقيقية تواجه الأطفال حديثي الولادة في حضانة مستشفى كمال عدوان، في ظل ما تعانيه من أزمة الوقود ونقص الأدوية والمستهلكات الطبية نتيجة حصار الإحتلال لشمال قطاع غزة لليوم الـ 13على التوالي.
كما وجهت عائلات محاصرة في مخيم جباليا والصفطاوي مناشدة لإجلائها وسط القصف العشوائي من قوات الاحتلال.
وأكدت مصادر إعلامية أن ما يحدث في محافظة شمال غزة وفي القلب منها مخيم جباليا ليس اجتياحاً أو عملية عسكرية، بل أكبر عملية تطهير عرقي في العصر الحديث.
وأضافت المصادر أن “جيش العدو ينسف بشكل متدرج ما تبقى من الكتلة العمرانية التي تؤوي الأهالي، حيث تخرج الآليات ليلاً وتزرع البراميل المتفجرة وسط المنازل ثم تعاود الاختباء، دون قتال حقيقي ولا مواجهات”.
وفي غضون ذلك تمارس الولايات المتحدة الأمريكية أكبر عملية خداع وتعمية لتمرير مخطط تدمير الشمال، حين تلفت الأنظار إلى أولوية الغذاء والتجويع، بينما أولى الأولويات وقف التطهير والإبادة.
وعدّت مصادر فلسطينية ما يجري أنه أخبث عملية منذ بداية الحرب، حيث أبادت قوة التدمير التي استقدمت إلى الشمال (٤٠٠) إنسان ودمرت مئات المنازل، واذا استمرت العملية على هذا النحو سيهدم ما تبقى من الشمال على رؤوس سكانه.
وتواصل قوات الاحتلال اجتياح محافظة شمال غزة منذ مساء 5 أكتوبر/تشرين أول 202 الجاري، وسط قصف جوي ومدفعي عنيف وغير منقطع.
وقالت منظمات حقوق إنسان إن قوات الاحتلال ترتكب جرائم قتل واسعة، مع حصار خانق وعزل كامل للمنطقة عن مدينة غزة، وتجويع ومنع إدخال أي إمدادات إنسانية إليها، وتعطيل متعمد لعمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني، وتدمير ما تبقى من مقومات أساسية للحياة، ونسف عدد كبير من المنازل ومحاولات محمومة لتفريغ المحافظة بالكامل من سكانها وتهجيرهم قسرًا باتجاه جنوب قطاع غزة.
ووفق المنظمات الحقوقية؛ يواجه عشرات الآلاف من السكان خطر الموت جوعًا أو قتلًا بالقصف الإسرائيلي المتواصل بكثافة عالية.
المصدر: مواقع