بعد خوضه عدوانا عبثيا مستمرا على قطاع غزة لمدة سنة كاملة، عاد جيش العدو الاسرائيلي لارتكاب نفس الحماقة في لبنان عبر الغرق من جديد في مستنقع قد يعرف كيف يدخله لكنه بالتأكيد لن يعرف كيف سيخرج منه، فهذا العدو الذي يحسب بعقل الحقد ويقرر بعقيدة القتل والانتقام والغطرسة عاد ليشن عدوانا جديدا على لبنان، غير مدرك بما سيحل به جراء ضربات المقاومة الاسلامية التي توجه له صليات صاروخية مركّزة منذ بدء عدوانه على غزة.
ولا شك ان المقاومة الإسلامية ترفع وتيرة ردها منذ بدء العدو بتصعيد عدوانه، وكما قال مراسل المنار في جنوب لبنان في إحدى رسالاته المباشرة على الهواء فإن “المقاومة الاسلامية تواجه العدو الاسرائيلي بالمثل ونرى تصاعدا في الصليات الصاروخية باتجاه الكيان من حيث الكم والنوع واختيار القواعد العسكرية الصهيونية التي تقصف..”، فالمقاومة تعمل بعقل هادئ ومسؤول وهي تضرب حيث يجب وبالشكل والقدر المطلوب والمناسب بدون أي تهور او انفعال ولو قام العدو بتوجيه ضربات قاسية أحيانا: كما حصل بتفجير “البايجرات” او باستهداف القادة الشهداء كالقائدين الجهاديين فؤاد شكر وابراهيم عقيل، او اعتدى العدو بقصف مباشر للمدنيين لا سيما النساء والاطفال بدون أي اعتبار لحرمة القوانين الدولية والقانون الدولي الانساني.
فما يحكم المقاومة هو كيفية الرد على العدو وتلقينه الضربات الموجعة مقابل أي اعتداء، بدون أي انجرار لما قد يسعى العدو لجراها إليه، فالمقاومة هي من يرسم القواعد وأساليب الرد في المكان والزمان وفي الكم والنوع والاسلوب، ما يعكس حتى الساعة قدرة عالية على التحكم والسيطرة وإدارة المعركة بعكس ما يعتقد او يسعى العدو لتحقيقه، وهذا ما يفسر كل ما جرى منذ اغتيال الشهيد السيد فؤاد شكر(السيد محسن) وصولا الى اغتيال الشهيد القائد الحاج ابراهيم عقيل(الحاج عبد القادر) مرورا بتفجير البايجرات واستهداف مئات الشباب من مجاهدي المقاومة.
وهنا يمكن التنويه بقدرات المقاومة العالية، التي برهنتها الوقائع ولا شك ستثبتها الايام المقبلة، فرغم خسارة قادة كبار واستهداف عدد وازن من الاخوة المجاهدين ولو كانت غالبيتهم جرحى والعدد الاكبر تمت معالجته وخرج من المستشفيات مع عدد أقل كانت جراحه بالغة وعدد آخر من الشهداء، فرغم كل ذلك لم يتأثر عمل المقاومة واستمرارها بنفس وتيرة الرد، بل اكثر من ذلك ارتفعت ردود المقاومة حيث يجب ان ترتفع وتكون اكثر ايلاما للعدو وتأثيرا في مجريات المعركة، كما حصل في ضربة “يوم الاربعين” وصولا الى استهداف تل ابيب بصاروخ باليستي من نوع “قادر 1” مرورا بضرب مقرات للعدو بصاروخي “فادي 1 وفادي 2″، بالاضافة الى ارسال صواريخ ومسيّرات الى مناطق مختلفة في الشمال وعمق فلسطين المحتلة او الى الجولان السوري المحتل.
كل ذلك يؤكد المؤكد ان لدينا مقاومة قادرة مقتدرة صاحبة مسؤولية وبصيرة عالية تعرف ماذا تفعل وكيف تكون ردودها حفاظا على مصلحة شعبها ووطنها وامتها وردعا للعدو الذي قد يحاول البعض الايهام بالتهويل وتضخيم جرائمه وعدوانه وببث الاشاعات انه يحقق انتصارات او تقدم ما، إلا ان الوقائع تثبت انه يقتل المدنيين ويحاول بذلك زيادة الضغط على لبنان والمقاومة للحصول على أي تنازل او تراجع، وهذا ما لم ولن يحصل.
وبنفس السياق تحدثت القناة 14 الصهيونية قائلة “نحن في بداية المعركة وبحسب ما نفهم فإن لـ(السيد) نصر الله قدرات مهمة جدا ونأمل جدا ألا يرينا إياها”.
وانطلاقا من كل ما سبق فالعدو سيدرك مع الوقت ان أيا من الاهداف التي يسعى عليها سيفشل بتحقيقها(سواء ما يتعلق بإبعاد الخطر عن كيانه الغاصب وإعادة المستوطنين بأمان الى الشمال بدون وقف العدوان عن غزة وصولا الى إضعاف المقاومة وغيرها من الاهداف التي ترسم في مخيلة الصهاينة ومن يقف خلفهم)، وبالتالي فالعدو سيجد نفسه مرغما على التراجع صاغرا ووقف العدوان او سيجد نفسه في حالة من النكران والهروب اكثر الى الأمام وسيقع في مستنقع المعركة البرية والاعتقاد ان العدوان البري قد يحل له مشاكله ويحقق له أحلامه، وهذا ما يعني ان العدو سيكون قد دخل “الفخ القاتل” برجليه، فهذا السيناريو هو تنتظره المقاومة ورجال الله منذ حرب تموز 2006 لتلقين العدو ما لا يتخيله من دروس وعِبر ستجعله يندم على اتخاذ القرار بالعدوان على لبنان.
وبكل الاحوال سيكون العدو هو الخاسر الاكبر من هذا العدوان وسيدرك بعد طول انتظار ان اليد العليا في فلسطين ولبنان والمنطقة هي للمقاومة التي سيكون حليفها النصر المؤزر بإذن الله.
المصدر: موقع المنار