لم يعد هناك من صفقةٍ لتبادلِ الاسرى، فبنيامين نتنياهو ابرمَها مع نفسِه، جاعلاً دماءَهم وَقوداً لاستمرارِ حكمِه..
هذا ما تراهُ شريحةٌ وازنةٌ من الخبراءِ والسياسيين والمستوطنين الصهاينة، ما يعني ان الازمةَ ستَستوطنُ طويلاً في اروقةِ الحكمِ الصهيوني، وشوارعِه التي تَضيقُ بالخلافاتِ السياسيةِ والعسكريةِ والازماتِ الاقتصاديةِ والاجتماعية. وباتَ الجميعُ مُسلِّماً بأنْ لا حلَّ في ظلِّ حكمِ نتنياهو المضطرب..
وهذا ما تعرفُه الادارةُ الاميركيةُ التي تُكملُ مسلسلَ نفاقِها وادعاءاتِها تارةً بالحديثِ عن ايجابياتٍ واخرى عن ضغوطٍ تمارسُها لتحقيقِ اتفاقٍ لوقفِ اطلاقِ النار، فيما البصيصُ الوحيدُ المتاحُ لتلكَ الادارةِ كما يرى بعض الصهاينة – عقدُ صفقةٍ مع نتنياهو تضمنُ له حصانةً تُبقيهِ في الحكم، لتَجنيَ هي وقفاً لاطلاقِ النارِ تَستثمرُه ورقةً زمنَ الضيقِ الانتخابي ..
فعندَ فيلاديلفيا يَعلَقُ الجميعُ الآن، ومتى حُلَّت عُقدتُهُ اَقفلَ نتنياهو معابرَ اخرى لمنعِ الوصولِ الى الصفقة، فيما لا يُنكرُ المحللون الصهاينةُ انه واِن لم يَفقِد الاوراقَ بعدُ لكنه يعاني من ضغطِ الشارعِ العبريِّ والنزْفِ العسكريِّ الحاصلِ على جبهاتٍ ثلاث هي غزةُ والضفةُ والشمال، ويَنتظرُ رداً ايرانياً وآخرَ يمنياً قد يُعقِّدُ عليهِ الحسابات. وبحسبةِ عقولِه الشيطانية، فانَ الخشيةَ من هروبِه مرةً جديدةً الى الامام، واِن كانت الصورةُ امامَه صعبةً لا سيما حيثُ الجبهةُ الشماليةُ تَلوي يُمناه،مع رفعِ المقاومةِ اللبنانيةِ من نيرانِ استهدافاتِها نصرةً لغزةَ ورداً على العدوانيةِ الصهيونيةِ ضدَ القرى والبلداتِ الجنوبية..
وما يزيدُ من تعقيدِ المشهدِ نزيفُ الاستقالاتِ الذي بدأَ يضربُ مفاصلَ مهمةً في القواتِ العسكريةِ الصهيونية. فبعدَ قائدِ القواتِ البريةِ في جيشِ الاحتلالِ اللواء تامير يدعي، ابلغَ رئيسُ شعبةِ المخابراتِ في الشرطةِ “درور أسرف” رؤساءَه نيتَه تركَ الخدمةِ بمبررِ التقاعد، وهو اسمٌ مرموقٌ في صدارةِ الصفوفِ العسكريةِ الصهيونيةِ وصاحبُ خبرةٍ كبيرة..
في لبنانَ بلدِ المفاجآت، ما زالَ يتصدرُ صفوفَ الاحداثِ رياض سلامة، الحاكمُ السابقُ للبنكِ المركزي الموقوفُ لدى القضاءِ بقرارٍ جديدٍ من المدعي العامّ المالي، والمحالُ الى قاضي التحقيقِ الاول في بيروت القاضي بلال حلاوي، الذي سيَستمعُ اليه في القادمِ من الايامِ ليَبنيَ على الشيءِ مقتضاه..
المصدر: قناة المنار