لا زال إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي العثور على جثث ستة من أسراه في نفق بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة، يلقي بظلاله على الكيان، خصوصاً مع تأكيد صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن ثلاثة من الأسرى الذين عُثر على جثامينهم كانوا ضمن قائمة وافقت عليها حماس في 2 تموز/يوليو، وكذلك نقل إذاعة الاحتلال عن مسؤولين أمنيين صهاينة أنه “كان من الممكن إعادة 4 من الأسرى القتلى أحياء في صفقة تبادل”.
كما وأفادت “القناة 11” الإسرائيلية أن الأسرى الستة كانوا على قيد الحياة قبل أيام قليلة. وذكر المراسل العسكري للقناة، أور هيلر، أن “الجيش الإسرائيلي لم يكن لديه معلومات مسبقة حول مكان الأسرى الستة، ووجدوا جراء البحث في أنفاق قرب النفق الذي عثر فيه على الأسير فرحان القاضي”.
هذه التداعيات، الثقيلة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لا زال تعنته ورفضه التنازل عن أي من النقاط الخلافية يحول دون اتمام اتفاق تبادل للأسرى ووقف لاطلاق النار في قطاع غزة، هذه التداعيات حضرت في الشارع لدى الكيان، حيث أغلق متظاهرون اليوم الأحد تقاطع معهد “وايزمان” في رحوفوت قرب تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل.
وبحسب جيش الاحتلال، فإن الأسرى هم:
– كرمل جات (39 سنة).
– عيدان يروشالمي (24 سنة).
– هيرش غولدبرغ بولين (أميركي الجنسية) (23 سنة).
– ألكسندر لوبانوف (32 سنة).
– ألموغ ساروسي (26 سنة).
– الرقيب أول أوري دانينو (25 سنة).
نتنياهو يكذب
ولم يجد نتنياهو سبيلاً للهروب من هذا المأزق، الذي لا زال لا يعرف الخروج منه منذ 7 تشرين الأول/اكتوبر 2023، (عملية طوفان الأقصى)، بل إنه يزداد غرقاً فيه يوماً بعد يوم، مع استمرار المقاومة بشنّ عملياتها ضد قواته على مختلف المحاور في القطاع بعد عام تقريباً من كل أشكال التدمير، لم يجد سبيلاً لذلك كما دائماً سوى المراوغة والكذب، إذ زعم في بيان أن “جهود تحرير المخطوفين متواصلة منذ كانون الأول/ديسمبر وحماس ترفض إجراء مفاوضات حقيقية”. وهو نفسه الذي أفشل منذ أيام جولة تفاوضية حاسمة في العاصمة المصرية القاهرة بتمسكه بإبقاء الاحتلال في محور فيلادلفيا ونيتساريم، وغيرها من العراقيل التي وضعها لتفجير المحادثات.
هذا وخرج الوزير بحكومة العدو بتسلئيل سموتريتش، تعليقاً على العثور على 6 جثث لأسرى بغزة، ليقول إنه “سنواصل ضرب حماس حتى تدميرها بالكامل وإعادة أبنائنا من غزة”. لكن إعلام العدو هزأ بتصريحات الأخير قائلاً إنه “من الأفضل لنتنياهو ووزرائه التوقف عن قول إن الضغط العسكري هو الذي يعيد الأسرى لأنه بالواقع يقتلهم”.
مطالبات للكابينيت بإلغاء قراره بشأن محور فيلادلفيا
وفي هذا الاطار، قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي شهد الكابينيت منذ أيام مشادة كلامية بينه وبين نتنياهو بخصوص الحرب على غزة والمفاوضات، إنه “يجب أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني فوراً ويتراجع عن القرار الذي اتخذه يوم الخميس”، في إشارة إلى التصديق على إبقاء السيطرة على محور فيلادلفيا (الشريط الحدودي بين مصر وغزة).
ولفت غالانت إلى أنه “فات الأوان بالنسبة للمختطفين الذين قتلوا ويجب إعادة المختطفين الباقين في الأسر”.
هذا وانضم إلى غالانت زعيم حزب “شاس” آريه درعي الذي أيد إعادة النقاش في موضوع محور فيلادلفيا في الكابينيت.
أما زعيم معسكر الدولة بيني غانتس فقد قال إن “نتنياهو خائف ومتردد ويلعب بالوقت لاعتبارات سياسية بدلاً من إنقاذ المختطفين”، متابعاً أنه على الأخير “حماية المختطفين وليس ائتلافه الذي يسيطر عليه المتطرفون”.
ودعا غانتس “الجمهور أن يخرج إلى الشارع، فالوقت حان لاستبدال حكومة الفشل المطلق”، مشيراً إلى أن “المختطفين يموتون ويتم إجلاء أطفال الشمال والمجتمع الإسرائيلي ينهار”.
من جهته، زعيم المعارضة في الكيان يائير لابيد أعلن أن “نتنياهو وحكومة الموت قررا عدم إنقاذ الأسرى”، داعياً نقابات العمال وأرباب العمل والسلطات المحلية إلى إغلاق الاقتصاد. وفي حال حدوث هذا النوع من الإضراب فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى شلل كبير داخل الكيان.
“حماس”: الأسرى قتلوا بقصف صهيوني
في المقابل، أكدت حركة حماس كذب نتنياهو وهي التي أعلنت استعدادها منذ تموز/يوليو المضي قدماً باتفاق يطلق سراح الأسرى ويوقف الإبادة الجماعية بحق المدنيين العزل، وذلك استناداً إلى ورقة سميت بورقة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وفي هذا السياق، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق أن “من يتحمّل مسؤولية موت الأسرى لدى المقاومة هو الاحتلال، لأن الأسرى قتلوا بقصف صهيوني”، مضيفاً أن ” حماس حريصة أكثر من بايدن على حياة الأسرى لديها ولهذا وافقت على مقترحه بالخصوص وعلى قرار مجلس الأمن”.
بايدن حزين
من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن “من بين الجثث الست التي عثر عليها في غزة جثة الإسرائيلي الأميركي هيرش غولدبرغ بولين”، معبراً عن “حزنه وغضبه لوفاته”. وقال بايدن “لا يُخطئنّ أحد، قادة حماس سيدفعون ثمن هذه الجرائم. وسنواصل العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين”. كلام بادين يأتي في وقت زعمت فيه إدارته العمل خلال الأسابيع الأخيرة لدفع المسار التفاوضي بشأن العدوان على قطاع غزة، ليتبين لاحقاً حسبما أكدت المقاومة إجراء الأخيرة بالتعاون مع نتنياهو تعديلات على ما يُسمى “ورقة بايدن” والتي وافقت عليها المقاومة، مما أفشل المحادثات خصوصاً أن هذه التعديلات كانت بمثابة رضوخ لشروط نتنياهو.
وكانت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) قد نشرت في أبريل/نيسان الماضي تسجيلاً مصوراً للأسير بولين هاجم فيه حكومة بنيامين نتنياهو واتهمه بالإهمال والتقاعس في العمل على الإفراج عنه وعن بقية المحتجزين.
“كتائب القـ.ـسام” تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بما وصفه بإهمال حكومة نتنياهو للأسرى ويطالبها بالعمل للإفراج عنه#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/jsPSnnchWY
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) April 24, 2024
المصدر: مواقع إخبارية