تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 15-8-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
«حماس» متمسّكة بشروطها… وبُرود في إسرائيل: الدوحة تحتضن جولة تفاوض حاسمة
ينعقد اليوم في الدوحة، اجتماع «رباعي» يضم وفوداً من الولايات المتحدة ومصر وقطر والكيان الإسرائيلي. ويرأس الوفد الأميركي، مدير «CIA» وليام بيرنز، على أن يشارك المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، في الاجتماع أيضاً. وبينما سيمثّل مصر رئيس «الاستخبارات العامة» المصرية عباس كامل، وقطر رئيس حكومتها محمد بن عبد الرحمن، يرأس الوفد الإسرائيلي رئيس «الموساد» ديفيد برنياع، وإلى جانبه رئيس «الشاباك» رونين بار، وممثّل الجيش نتسان ألوني، والمستشار السياسي لرئيس الحكومة أوفير فليك. وبحسب المعلومات، ستمتدّ جولة الدوحة على يومين، على أن تجري خلالها مناقشة النقاط الخلافية بين طرفي التفاوض، في ظل توقعات بأن يطرح الأميركيون مقترحات جديدة، قد تتيح تجاوز المسائل العالقة.
وبالنسبة إلى حركة «حماس»، فهي واجهت ضغوطاً من الوسيطين القطري والمصري، لتنضمّ إلى المفاوضات غير المباشرة، لكنها أكّدت أنها غير معنية بالمشاركة في «مفاوضات جديدة»، معلنةً أن «ما وافقت عليه سابقاً، أي اتفاق الإطار الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن، هو الأساس الوحيد الصالح للتفاوض، وعلى إسرائيل أن توافق عليه، لا أن تقدّم مقترحات جديدة». لكنّ مسؤولي الحركة، الموجودين في الدوحة، سيتلقّون تحديثات مستمرّة من قبل الوسطاء القطريين حول مجريات الاجتماعات.
وأمس، شدّدت «حماس»، في بيان مشترك مع «لجان المقاومة في فلسطين» و«حركة المجاهدين الفلسطينية» و«حركة الأحرار الفلسطينية» بعد اجتماعٍ في قطاع غزة، على «ضرورة بحث آليات تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه في أوراق الإطار المُقدّمة من الوسطاء، والتي تُحقّق وقفاً شاملاً للعدوان، وانسحاباً كاملاً للاحتلال، وكسراً للحصار وفتحاً للمعابر، وإعادة الإعمار وتحقيق صفقة جادة لتبادل الأسرى». كما أكّدت أن «ما يُسمّى اليوم التالي للحرب هو شأن وطني فلسطيني خالص، يُناقش على مستديرة الكُل الوطني الفلسطيني فقط لا غير»، منبهةً إلى أن «أي محاولات من أي جهة كانت تسعى لأن تكون أداة طيّعة في يد الاحتلال وبديلاً عن إرادة الشعب الفلسطيني ستُعامل معاملة العدو الصهيوني».
وقال القيادي في حركة «حماس»، أسامة حمدان، بدوره، أمس، إن «الحركة فقدت الثقة في قدرة الولايات المتحدة على التوسّط في وقف إطلاق النار في غزة». وأضاف، في مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس»: «لقد أبلغنا الوسطاء بأن أي اجتماع يجب أن يعتمد على الحديث عن آليّات التنفيذ وتحديد المواعيد النهائية بدلاً من التفاوض على شيء جديد، وإلا فإن حماس لا تجد سبباً للمشاركة». وتابع حمدان أن الحركة لا تعتقد بأن «الولايات المتحدة قادرة أو راغبة في ممارسة الضغط على إسرائيل لإبرام صفقة».
واجهت حركة «حماس» ضغوطاً من الوسيطين القطري والمصري، لتنضمّ إلى المفاوضات في الدوحة
على المقلب الإسرائيلي، اجتمع، أمس، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأعضاء الوفد المفاوض، والذي قرّر إرساله كاملاً إلى اجتماعات الدوحة، بعدما كان الحديث يدور حول تفويض رئيس «الموساد» وحده للمشاركة.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فقد جرى منح الوفد صلاحيات أوسع هذه المرة؛ إذ نقلت «القناة 12»، عن مسؤول كبير مطّلع على المفاوضات، أنه قد «تمّ قبول هامش ضئيل للغاية للمناورة، ما يجعل من الممكن إحراز تقدم في المحادثات، ولكن ليس من المؤكّد أن يكون ذلك كافياً للتوصّل إلى اتفاق»، فيما نقلت «القناة 13» عن مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية، قولهم إن «هذه تغييرات مهمّة قد تساعد في التوصّل إلى اتفاق. هناك مرونة في القضايا الأساسية». وبحسب هؤلاء المسؤولين، «يعتزم فريق التفاوض الإسرائيلي البقاء في الدوحة حتى يتمّ التوصل إلى اتفاقات معيّنة بشأن الصفقة».
ورأى المحلل العسكري في «القناة 13»، ألون بن دافيد، من جهته أن «غداً (اليوم) هو يوم دراماتيكي، سواء لموضوع المخطوفين أو للمنطقة كلها»، مشيراً إلى أنه «ليس من الضروري تحقيق صفقة في جولة المفاوضات هذه، فمن الواضح أنها ستأخذ وقتاً أطول». لكن، بحسب بن دافيد، «ما عرضه مسؤولون أمنيّون أمام رئيس الحكومة في سلسلة النقاشات التي حصلت اليوم (أمس)، هو أننا في الواقع نتواجد على مفترق طرق؛ بين صفقة تبادل، أو الذهاب إلى حرب إقليمية مقابل حزب الله وربما أيضاً مقابل إيران، وهذا ما يجب أخذه في الحسبان».
واعتبر أن هذا «ربّما هو سبب التقارير التي نسمعها عن ليونة لدى رئيس الحكومة في المواضيع التي كان متعنّتاً فيها». كذلك، رأى المحلل العسكري الإسرائيلي أن «المسؤولين الأميركيين معنيّون بالإعلان عن حدوث تقدّم في مفاوضات الدوحة، لأنهم يعتقدون بأن هذا سيسهم في التأثير على عدة أمور في الشرق الأوسط، منها الردّ الإيراني».
وفي موازاة ذلك، عُقدت محادثات في القاهرة خلال اليومين الماضيين، شارك فيها المبعوث الأميركي الخاص، ماكغورك، وتركّزت على محورين رئيسييْن: الأوّل مرتبط بالشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، والمساعدات الإنسانية؛ والثاني بصفقة تبادل الأسرى وآلية تطبيقها. وبحسب قناة «كان» الإسرائيلية، ناقش ممثّلون عن «الموساد» و«الشاباك» والجيش الإسرائيلي مع المصريين، «الترتيبات الأمنية في منطقة فيلادلفيا تمهيداً لصفقة التبادل»، في ظلّ تمسّك نتنياهو بشرطين قبل التوصّل إلى أي اتفاق، وهما بحسب القناة: بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا الحدودي، وتفتيش النازحين الفلسطينيين الراغبين في العودة إلى شمال قطاع غزة. وأكّدت القناة أنه «إذا انسحبت إسرائيل من المحور، فستطالب بإجراءات تمنع اقتراب مقاتلي حماس من الحدود المصرية، مثل إجراءات تكنولوجية وطائرات استطلاع جوية وإجراءات أخرى».
وبدوره، قال رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، إن «إسرائيل تعرف كيف تبقى في محور فيلادلفيا وكيف تخرج وكيف تعود»، مضيفاً أن «الجيش سيكثّف العملية حتى يعود المحتجزون».
هوكشتين مهوّلاً: انصحوا حزب الله بعدم الردّ
زيارة غير مفهومة للموفد الأميركي… ووزير خارجية فرنسا في بيروت اليوم
يُنتظر أن يصل إلى بيروت اليوم وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه في زيارة متصلة بالمساعي الغربية الخاصة بالوضع على الجبهة اللبنانية مع فلسطين المحتلة. وهي زيارة تلي زيارة «غير مفهومة» للموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين أمس، كرّر خلالها سردية بلاده حول الضغوط لتحقيق وقف لإطلاق النار في غزة، ولو أن بعض من التقاهم قالوا إنهم سمعوا «للمرة الأولى كلاماً يشير إلى وجود خطة أميركية لإنهاء الحرب في غزة».أما المشترك الذي خرج به كل من التقاهم هوكشتين، فهو أنه أشار بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى أن «أي رد من حزب الله على اغتيال قائده العسكري (السيد فؤاد شكر)، قد يتسبب بتفجير محاولات وقف الحرب، وأن ما حصل بعد حادثة مجدل شمس لم يكن مقدّراً أن يحصل، ولذلك لا أحد يعلم كيف ستجري الأمور، وقد يُجرّ لبنان والمنطقة إلى انفجار كبير يُلحِق الأذى بالجميع، ويكون لبنان أكبر المتضررين بسبب أوضاعه الصعبة اقتصادياً ومؤسساتياً واجتماعياً».
وعقد هوكشتين اجتماعات شملت الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزيف عون ووفداً نيابياً يمثل المعارضين لحزب الله ضمّ جورج عدوان وميشال الدويهي وفؤاد مخزومي والياس حنكش. وقال أحد الذين شاركوا في اجتماع معه: «بصراحة، لم نفهم ما الذي أتى به، إذ ليس لديه أي جواب واضح حول مسار المفاوضات، وليس لديه أي معلومات حول آخر الاتصالات، وهو تصرّف كمن يقوم بحفلة علاقات عامة».
وتقاطعت مصادر مطّلعة على زيارة هوكشتين على أنه «لم يحمِل أي عرض أو رسالة جديدة بل كرّر ما سبق أن أشار إليه في زياراته السابقة عن أن بلاده تسعى جدياً إلى وقف إطلاق النار في غزة، وأن على الجبهات الأخرى أن تواكب هذا الجهد وتساعد في التوصل إلى اتفاق». وكشفت المصادر أن «كلام هوكشتين مع قائد الجيش كانَ مختلفاً بعض الشيء عن نقاشه مع الآخرين، إذ ركّز اللقاء على جهوزية الجيش واحتياجاته في المرحلة المقبلة، خصوصاً في حال تطلّب الأمر منه انتشاراً أوسع في الجنوب لحفظ الاستقرار». أما مع بري وميقاتي، فقد كرّر الكلام نفسه عن أن «الولايات المتحدة تعمل بجهد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وأن هناك مؤشرات إيجابية في هذا الاتجاه، والمطلوب من لبنان خفض التوتر وعدم تخريب الجهد الذي يقوم به الوسطاء».
ولفتت المصادر إلى أن «هوكشتين لم يتناول بوضوح مسألة رد حزب الله ولم يطلب شيئاً بهذا الخصوص، لكن الرغبة كانت واضحة بين السطور»، إذ اعتبر أن «على لبنان أن يلعب دوراً مساعداً في التهدئة لأن الحرب ستكون مدمّرة للجميع، ومؤذية كثيراً للبنان».
وصرّح هوكشتين بأن «لا أحد يريد حرباً شاملة، والتوترات بين حزب الله وإسرائيل تصاعدت منذ آخر زيارة لي إلى هنا»، فيما اعتبر الرئيس بري، في حديث إلى قناة «الجديد» أن السؤال حول احتمالية توسّع الحرب «يتوقف على الأيام القليلة المقبلة». ونُقل عن هوكشتين تأكيده أن واشنطن مارست ضغطاً كبيراً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقبول باقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن، في مقابل ضغط مصري وقطري على حماس لإنجاح المفاوضات».
وأضاف بري أنه سمع من المبعوث الأميركي أن بلاده «تريد التهدئة وتخفيض التصعيد العسكري، وهو لم يطلب منا أي تدخل مع حزب الله، لكنه تمنى أن لا يجري التصعيد على طرفي الحدود ومن الجميع».
وعلى عكس ما أشيع في كيان الاحتلال، كشف بري أن هوكشتين لم يأت من تل أبيب، بل حضر مباشرة إلى بيروت ليل الثلاثاء واستهلّ صباح الأربعاء نشاطه. وأضاف أن الموفد الأميركي علّل وجود البوارج الأميركية بأنها لمنع الحرب، مشيراً إلى أن التمديد لليونيفل أخذ حيزاً كبيراً من النقاش نتيجة بعض الاعتراضات الأميركية، مشيراً إلى أنه أحال هوكشتين إلى رئيس الحكومة ووزير الخارجية للاستماع إلى موقفيهما، ومؤكداً ضرورة وقف إطلاق النار في غزة للانطلاق نحو تطبيق الـ 1701 بكل مندرجاته.
الاسترضاء بدأ
وقبل دقائق من وصول المبعوث الأميركي إلى السراي الحكومي للقاء رئيس الحكومة، كان الأخير قد أعدّ له «هدية استباقية» كبادرة حسن نية تجاه التزام لبنان بالقرار 1701، عبر الموافقة المبدئية على تطويع 1500 عنصر لصالح الجيش اللبناني. وهو بند طرحه ميقاتي على جلسة مجلس الوزراء أمس، من خارج جدول الأعمال، متحدّثاً عن «مرحلة دقيقة يشهدها لبنان والمنطقة في ظل ازدياد الضغوط الدولية وتزايد زيارات الموفدين الدوليين المطالبين بتنفيذ التزامات لبنان الدولية ولا سيما تلك المتعلقة بالقرار 1701».
وقدّم ميقاتي إلى المجلس خطة قائد الجيش جوزيف عون لتعزيز قدرات وحدات الجيش المنتشرة في الجنوب وتطبيق القرار 1701 بمختلف مندرجاته، بعدما «خفّضت المؤسسة العسكرية منذ عام 2014 من انتشارها في المناطق الجنوبية لمواجهة التحديات الأخرى كمكافحة الإرهاب وتأمين الحدود البرية والبحرية ومواجهة أزمة النزوح».
الحكومة وافقت على بدء تطويع جنود في الجيش والأميركيون يناقشون الحاجات المادية واللوجستية
وتقوم الخطة على تطويع 6 آلاف جندي على مراحل: المرحلة الصفر أو المرحلة الحالية التي ترتكز على تحسين الخطط وتعزيز التنسيق مع الجهات المانحة لتأمين التمويل واستكمال الاستعدادات اللوجستية والإدارية لاستدعاء المتطوّعين، والمرحلة الأولى التي تبدأ بعد الحصول على الموافقة السياسية وتتضمن استدعاء 2000 جندي كدفعة أولى وتجهيزهم وتدريبهم بالتوازي مع بدء استقبال أعتدة وتجهيزات من الدول المانحة وبدء استقبال طلبات التطويع للدفعة الثانية. وقد بدأت هذه المرحلة فعلياً أمس مع منح مجلس الوزراء الموافقة المبدئية على تطويع 1500 جندي (وليس 2000) بعد نقاش حول قدرات الدولة المالية وضرورة تضمين الاعتمادات في موازنة 2025 بعد التنسيق بين وزارتي الدفاع والمالية، خصوصاً أن الخطة تفتقد إلى أي طلب من وزارة الدفاع وإلى موافقة المالية. وتنطلق المرحلة الثانية بعد التحاق الدفعة الأولى من المتطوعين بالوحدات المنتشرة في الجنوب، في حين أن المرحلة الثالثة ستُنفد بعد إلحاق الدفعة الثانية من المتطوعين، على أن يجري في المرحلة الرابعة والأخيرة تقييم ما تم تنفيذه ووضع خطط مستقبلية لاستدراك الحاجات واستكمال القدرات لتحقيق الغاية المرجوّة للخطة.
يشار إلى أن قيادة الجيش، تستخدم حساباً مصرفياً مستقلاً عن الخزينة العامة وعن موازنة الدفاع، في مصرف لبنان، يستقبل الهبات القطرية والأميركية وغيرها، وهو يدار مباشرة من قائد الجيش، ولا وصاية لأي جهة رسمية عليه. وسبق لوزيري دفاع سابقيْن أن سألا عن الحساب، وتولّت السفارة الأميركية في حينه التوضيح بأنه حساب خاص بقيادة الجيش، الأمر الذي انتهى بصمت وزارة الدفاع!
الهزّات مستمرّة داخل التيار الوطني: كنعان يعترض ولا يستقيل
ما كان مُقدّراً له أن يحصل داخل التيار الوطني الحر صار حقيقة، إذ قرّر النائب جبران باسيل إعادة تنظيم الوضع القيادي والتنظيمي وفق آلية صارمة، ولو أدّت إلى خروج أو إخراج عدد من القيادات التي لم تعد تخفي خلافها معه في الإدارة الحزبية والمواقف السياسية. وبعد فصل النائبين الياس بو صعب وآلان عون، واستقالة النائب سيمون أبي رميا، ظهر أمس شكل آخر من المواجهة في المؤتمر الصحافي للنائب إبراهيم كنعان الذي عبّر عن موقف نقدي لطريقة إدارة التيار، لكنه لم يقرر الخروج منه، بل طالب قيادته بالعودة عن قراراتها. ودفع ذلك بباسيل إلى الطلب من جهاز الإعلام في التيار الرد علناً على كنعان وتأنيبه على إطلاق مواقف تتعلق بالشؤون الداخلية للتيار في مؤتمر صحافي، في خطوة تقدّر مصادر في التيار بأنها مقدّمة لاتخاذ إجراء بإحالة كنعان إلى المحكمة الحزبية تمهيداً لفصله أيضاً.وبمعزل عن الماضييْن القريب والبعيد اللذين حاول فيهما كنعان أن «لا يقطع» مع أحد في الداخل والخارج، وأن يمارس دبلوماسيته داخل التيار الوطني الحر كما خارجه، إلا أنه تحوّل أخيراً إلى اللاعب الأبرز في الفريق المناوئ لباسيل داخل التيار، رغم أنه لم يرغب بأن تنزلق الأمور نحو الإقالات والاستقالات كما حصل في الأيام القليلة الماضية، ولا يرى أي مصلحة له أو للنواب الممتعضين بالاستقالة أو الإقالة.
وخلافاً للثلاثي السابق ذكره، شارك كنعان في اجتماع تكتل لبنان القوي عشية جلسة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في منزل باسيل، وقال رأيه كاملاً في ما يخص المرشح جهاد أزعور و«خطيئة انتخابه»، مؤكداً مع ذلك استعداده لتجاوز كل المآخذ والاقتراع لأزعور إذا حسم التكتل ذلك، وهو ما فعله فعلاً. ولاحقاً واصل كنعان التحرك الإيجابي بين باسيل والنواب الثلاثة. وحتى بعد إقالة بو صعب، كان الانطباع العام بأن العلاقة الشخصية بين بو صعب وباسيل هي ما أوصلت الأمور إلى هنا، نظراً إلى صداقتهما الوطيدة السابقة وشعور كل منهما بالغدر والخيانة. ولا شك أن كنعان وعون وأبي رميا ما كانوا ليصدقوا أبداً أن الرئيس ميشال عون يمكن أن يطلب في رسالة مكتوبة طرد ابن شقيقته الأقرب إليه، وأن يندفع باسيل بهذا الجزم لإخراجهم دفعة واحدة.
واضح في هذا السياق أن سوء التقدير تبعه سوء إدارة للملف. وقد بدا واضحاً قبيل مؤتمر باسيل وبعده أن الأخير لا يريد أي شكل من أشكال «الاستيعاب» أو «التفاهم» أو الاعتراف بخصوصيات داخل التيار، إذ يمكن لمن يشاء أن يستقيل من التيار ويبقى في تكتل لبنان القوي إذا كان يريد الجمع بين تمثيله العوني واستقلالية ما، أما إذا كان يريد الاحتفاظ ببطاقته الحزبية فعليه الالتزام بحرفية النظام الداخلي للتيار. والواضح هنا أن باسيل لا يريد مزيداً من أنصاف الحلول أو الهروب إلى الأمام تحت مسميات مختلفة، علماً أنه كانت لإقالة آلان عون تداعيات لمصلحته داخل التيار، فيما أعادت استقالة أبي رميا خلط الأوراق، ليطل كنعان في مؤتمره أمس بمظهر الحريص على استمرارية التيار ووحدته وقوته، علماً أن مشكلة الأخير الرئيسية تكمن في أن من يفترض أن يؤيدوه أو يشكلوا رافعة له داخل التيار أصبحوا بغالبيتهم خارجه.
وكان كنعان، عقد أمس مؤتمراً صحافياً، شدّد فيه على أنّ «المرحلة الراهنة تتطلب لمّ الشمل والحفاظ على دور التيار ووحدته وثقله النيابي. وهذا ما أعتبر نفسي مؤتمناً عليه». ولفت الى أنّ «الشرذمة طريق النهاية والانهيار. ولنا في تاريخ الأحزاب اللبنانية أكثر من دليل على ذلك. وإذا كان من حقّ القيادة أن تسهر على تطبيق النظام الداخلي للتيار، فمن حقّ القاعدة القلقة ولديها ملاحظات أن يُسمع صوتُها»، معتبراً أنّ «القلق عند القاعدة، لا يعالج بالتجاهل والتمسّك بالنصوص، بل بالحوار والتفهّم والتواصل الهادئ، لأن الشرخ سيضرّ بالتيار وبمبادئه ويؤذي نضاله ويتنكر لتاريخه». ووجّه كنعان دعوة إلى «حوار جدي وعميق»، مقترحاً مبادرة تنص على «التراجع عن كلّ المواقف والقرارات المسبقة من فصل واستقالات وإحالات مسلكية، ووقف الحملات الإعلامية بين أبناء البيت الواحد، وإعطاء مهلة أسبوع لحل إشكالية الالتزام من خلال حوار مباشر يجب أن يبدأ بالتفاهم على سقفه ومضمونه، وضمان الالتزام بالقرارات الحزبية وفقاً لآلية ديمقراطية واضحة وشفافة تتخطى الشكليات، إلى المشاركة الفعلية في اتخاذ القرار، مع عودة الجميع إلى المؤسسة الحزبية والمشاركة في اجتماعاتها وعقد خلوة للتكتل النيابي تضع الخطوط العريضة للأولويات السياسية والوطنية في المرحلة المقبلة».
وسريعاً، صدر عن اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في التيار بيان استغرب «أن يلجأ أي نائب ملتزم بحزبه إلى عقد مؤتمر صحافي للحديث عن شؤون حزبه الداخلية، وكان الأجدى بالنائب إبراهيم كنعان أن يقوم، حرصاً على التيار، بأي مسعى جدي بشأن لمّ الشمل داخل أروقة التيار المفتوحة للنقاش وليس بحركة استعراضية في الإعلام وكان الأحرى به أن يكون مثالاً للالتزام بالأنظمة الحزبية وبسياسة التيار، وليس محرّكاً لحالة سياسية خارجة عن النظام والأصول».
اللواء:
رسالة هوكشتاين: الحرص على استقرار لبنان وبرِّي يعتبر نجاح المفاوضات يمنع الحرب
واشنطن أقرت برامج الإجلاء الثالث.. وخطة الطوارئ تبحث عن الدول المانحة
أشاعت محادثات الوسيط الأميركي، موفد الرئيس جو بايدن الى لبنان آموس هوكشتاين من دون المرور بتل أبيب أجواء استرخاء، وانتظار لمعرفة ما سيحصل في مفاوضات وقف الحرب في غزة، حسب مقترح بايدن، مما سينعكس إيجاباً على الوضع في لبنان، من زاوية باتت معروفة بأن وقف النار في غزة سينعكس على لبنان، وعلى سائر جهات المساندة.
وعلى الرغم من تصاعد الغارات الاسرائيلية على البلدات الجنوبية من عيتا الشعب وميس الجبل الى بليدا ومرجعيون والعباسية البعيدة عن شريط الاشتباكات، فإن الثابت ان الجانب الاميركي وفقاً لما لمسه المسؤولون الذين التقاهم هوكشتاين، ضنين بمنع التصعيد في لبنان، وحريص على الاستمرار ببذل جهوده من اجل خفض التصعيد، والانطلاق الى المفاوضات الدبلوماسية للتوصل الى اتفاق.
وهذه المهمة فتحت الباب امام وزير خارجية فرنسا للمجيء الى لبنان اليوم، في اطار تعزيز المسعى الدبلوماسي الدولي لمنع توسع الحرب في لبنان.
واعتبرت مصادر سياسية مطلعة أن لا نتيجة فورية بالتهدئة من زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتيان إلى بيروت خصوصا أن ما من ضمانات مكتوبة من قبل الجانب الإسرائيلي لتفادي التصعيد أو الشروع في حرب موسعة، أما الدولة اللبنانية فتسعى إلى تزخيم الاتصالات الديبلوماسية والالتزام بالقرار ١٧٠١.
وقالت لـ«اللواء» أن لبنان يتحول إلى محطة لزيارات مسؤولين أجانب في سياق التهدئة والحؤول دون تفجير الوضع، وأكدت أن الانتظار سيد الموقف على أن الحكومة ماضية في خطة الطوارىء تحسباً لأي تصعيد غير متوقع، ومن هناك جاءت جملة توجهات منها فضلا عن المواكبة لبعض التفاصيل اللوجستية.
الجولة
استهل هوكشتاين جولته بلقاء قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، قبل ان ينتقل الى عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري لمدة ساعة و5 دقائق، ومن هناك انتقل الى السراي الكبير، حيث استقبله الرئيس نجيب ميقاتي، الذي اعتبر ان مدخل الحل وقف النار في غزة، ثم انتقل الى مجلس النواب، والتقى مع وفد المعارضة الذي ضم النواب فؤاد مخزومي، الياس حنكش، جورج عدوان، وميشال الدويهي، حيث اكد عدوان ان المشترك لدى كل اللبنانيين العداء لاسرائيل، معلناً ان النواب ضد ادخال لبنان بالحرب، وأن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية.
تقييم بري للجولة
على ان الابرز ما قاله الرئيس بري في معرض تقييم جولة هوكشتاين، اذ اعلن لـ«الجديد»: الحرب الكبرى تتوقف على الايام القليلة المقبلة.
وكشف ان هوكشتاين اكد ان المفاوضات تحدث على اساس اقتراح بايدن الاساسي دون اي تعديلات، وهي بمثابة «الخرطوشة الاخيرة»، مضيفاً ان بلاده مارست ضغطاً كبيراً على نتنياهو جعلته يقبل باقتراح بايدن.
ونفى بري ان يكون هوكشتاين طلب اي تدخل منه مع حزب الله، مشيراً الى ان هوكشتاين لم يأتِ من تل ابيب انما حضر مباشرة الى بيروت، وأن حضوره رسالة اميركية واضحة ان لبنان غير مغيَّب عن المفاوضات الجارية.
وقال بري: هوكشتاين ذكر موضوع البوارج الاميركية وعلل وجودها لمنع الحرب في المنطقة، وقال: لا نتمنى ان نستعملها.
واثناء استقباله للوسيط هوكشتاين اعتبر بري ان: «سياسة الاغتيالات الاسرائيلية العابرة للحدود وارتكاب المجازر اليومية في غزة ولبنان تدل على تصميم اسرائيل المضي بالتصعيد العسكري وافشالها اي مسعى لوقف الحرب»، مؤكداً ان لبنان متمسك بدور اليونيفيل وبالقرار 1701.
المعلومات
وفي المعلومات، ان هوكشتاين قال لمن التقاهم ان بلاده تضغط على تل ابيب لانجاح المسعى التفاوضي وفقاً لورقة بايدن، مراهناً على خفض التصعيد في الايام المقبلة.
ومن عين التينة، ذكر هوكشتاين انه جاء الى لبنان بناءً لطلب من الرئيس الاميركي جو بايدن، قبل انطلاق المفاوضات للوصول الى وقف اطلاق النار في غزة، من زاوية ان ذلك سينعكس ايجاباً على لبنان وان الصراع في المنطقة، طال اكثر من اللازم، وان واشنطن ما تزال عند نظرتها بأن الحل الدبلوماسي ما يزال ممكناً.
ومع ان بعض التسريبات تحدثت عن «إيجابية لافتة» ظهرت خلال لقاءاته، لكن لم تتضح طبيعتها، فقد علمت «اللواء» من مصادرتابعت جزءاً من لقاءات هوكشتاين ان «الجديد الايجابي في الزيارة هو تأكيد الاهتمام الاميركي بلبنان والسعي لتجنيبه الحرب المُكلفة، وان الجهود قائمة لتحقيق وقف اطلاق النار في غزة، وهناك تفاؤل اميركي بنجاح مفاوضات الدوحة اليوم، لأن الوسطاء، لاسيما الاميركي، وضعوا كل ثقلهم لإنجاحها، وهو امر بحسب ما قال هوكشتاين ينعكس ايجابا على لبنان ويؤدي الى منع الحرب».
وبرأي المصادر، ظهرت علامات «الايجابية»، في كلام هوكشتاين عن ان «مفاوضات غزة ستعقد (اليوم) في الدوحة لإنجاح الحل الديبلوماسي الذي دعا اليه الرئيسان الاميركي والمصري وامير قطر وتستمر اياماً عدة»، لكن ثمة من رأى «ان السبب الرئيسي للدفع الاميركي من خلال زيارة هوكشتاين، هو وقف او تأخير رد ايران وحزب الله على اغتيالات اسرائيل بما يؤدي الى منع توسع الحرب لو نجحت مفاوضات الدوحة»، خاصة ان المعلومات الاميركية افادت امس، ان مدير المخابرات المركزية وليام بيرنز وكبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك توجها الى الدوحة للمشاركة في المفاوضات المقررة اليوم. فيما اعلنت جهات إعلامية اميركية «ان حركة حماس لن تشارك في المفاوضات، لكنها منفتحة على لقاء الوسطاء بعد الاجتماع». اما نتنياهو فقرر امس ايفاد رئيسا جهازي «الموساد وشين بيت» للمشاركة في محادثات الدوحة، حسبما نقلت «فرانس برس» عن مكتبه.
ميقاتي: فرصة قلقة
وقبيل لقائه، واثناء جلسة مجلس الوزراء، وصف الرئيس ميقاتي الوضع بأنه امام فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان، معتبراً ان تكثيف التحركات مردّه الى ان الوضع بالغ الخطورة.
واكد ميقاتي خلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء تمسك الحكومة بحق لبنان بتحرير ارضه وحفظ سيادته..
وسحب مجلس الوزراء بندي التعيينات في وزارتي الصناعة والشؤون الاجتماعية لمزيد من الدرس.
وقال وزير الاعلام انه تم تكليف وزير المهجرين متابعة اعادة النازحين السوريين طوعياً الى بلادهم.
وفي موضوع الكهرباء، كشف عن اتجاه لشراء جزء من الفيول من السوق اللبناني باموال شركة كهرباء لبنان، وذلك قبل يوم بعد غد السبت.
وفي السياق كشف وزير الطاقة والمياه وليد فياض عن اتصالات تجري لتحرير جزء من الفيول العراقي، بانتظار عقد مجلس النواب جلسة لاصدار قانون يتيح لمصرف لبنان تحويل المال اللازم لشراء الفيول العراقي بموجب قانون.
واعلن منسق خطة الطوارئ الوطنية الوزير ناصر ياسين انه جرى عرض الخطة، وتأمين الاعتمادات، مفتتحاً اعتماداً بقيمة 150 مليار ليرة للامور الملحة، للهيئة العليا للاغاثة، كما تم تجهيز 200 مدرسة كمراكز ايواء وعقد لقاءات مع الهيئات المانحة اعتباراً من الاسبوع المقبل، لان المساعدات المقدمة ما تزال خجولة.
الاجلاء الثالث
وعلى الرغم من جدية المساعي الاميركية لفرض هدنة في غزة وتوقيع صفقة تبادل للاسرى والرهائن، وضعت الولايات المتحدة خطة لاجلاء الرعايا الاميركيين من لبنان، والتي قد تشمل 100 الف شخص، بعضهم يحمل جنسية مزدوجة (اميركية ولبنانية).
واعتبر ان الاجلاء رهن التطورات الجارية، وقد تكون حسب مسؤول اميركي رسمي العملية اذا حدثت، وهي الاكبر مقارنة بعمليات اجلاء الاميركيين من هانوي في فيتام عام 1975 ومن كابول عام 2021.
مبادرة كنعان مرفوضة
حزبياً، ما ان انهى النائب ابراهيم كنعان (عضو تكتل لبنان القوي) مؤتمره الصحفي، حتى ابدى التيار استغرابه ان يلجأ للحديث عن شؤون حزبه الداخلية، وكان الاجدر به ان يقوم بمسعى للم الشمل داخل اروقة التيار، وليس بحركة استعراضية في الاعلام.
وكان كنعان قال في مؤتمر صحفي انه سيقوم بمسعى يشعر انه صعب بل مستحيل للحوار الجدي العميق من اجل انهاء الوضع في التيار، وعودة النواب الذين اقيلوا او استقالوا الى ممارسة دورهم من ضمن التيار.
الوضع الميداني
ميدانياً، ردت المقاومة الاسلامية على الاعتداء والاغتيال الذي وقع ليل امس الاول في بلدة برعشيت باستهداف قاعدة جبل نيريا (مقر قيادة تشغله قوات من لواء غولاني) بصواريخ الكاتيوشا، كما استهدفت تجمعات لجنود العدو في حرش شتولا بالاسلاحة الصاروخية، وهاجم سرب من مسيرات المقاومة الانقضاضية تجمعاً لجنود الاحتلال شمال ايريم.
كما استهدفت غارة معادية بلدة بليدا، مما ادى الى استشهاد مواطن وجرح آخر، بعد ان كانت استهدفت غارة في وقت سابق سيارتين ودراجة نارية في منطقة مفترق العباسية مما ادى الى اصابة 17 شخصاً بجروح.
ومن بلدة مرجعيون استهدفت غارة اسرائيلية شهيدين من الجماعة الاسلامية، واصابة 4 اشخاص اخرين بجروح.
البناء:
اليوم تبدأ في الدوحة بقيادة بيرنز مفاوضات بحضور وفد الكيان وغياب حماس
هوكشتاين وعد بالتوصل لاتفاق ينهي حرب غزة خلال يومين… يخفض التوتر
المقاومة تقصف بالصواريخ بيت هليل… وحردان: معادلة 14 آب تحمي لبنان
كتب المحرّر السياسيّ
ليس هناك ما يمنع أن تبدأ واشنطن جلسات التفاوض في الدوحة اليوم بقيادة مدير وكالة المخابرات المركزيّة الأميركية وليام بيرنز، بغياب حركة حماس، كما بدأت جلسات تفاوض قبل يومين حول السودان في جنيف بغياب الوفد الحكومي، وأن تبقى تتمنى انضمام حماس الى مفاوضات الدوحة، كما تمنّت انضمام الوفد الحكومي السوداني الى مفاوضات جنيف، والمفارقة أن الوفد الحكومي السوداني قال إن لا مبرر للتفاوض لأن المطلوب هو تطبيق اتفاق جدة، بينما حماس تقول إن لا مبرر للتفاوض حول اتفاق موجود ومنصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي، ومضمون مبادرة الرئيس الأميركي التي أيدها القرار وقبلتها حماس، بينما لم تقبلها حكومة الكيان، وقالت حماس إنها مستعدة للانضمام الى التفاوض عندما يصبح البحث بخطة تنفيذية للاتفاق، وليس للتفاوض على التفاوض وكسب الوقت وتغطية ارتكاب المزيد من المجازر، في ظل ما كشفته صحيفة النيويورك تايمز عن شروط جديدة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، واتهام شريكه في الحرب ووزير حربه يوآف غالانت له بالعمل لتخريب مسار التفاوض.
مصادر متابعة للمفاوضات ودورها في التأثير على قرار إيران وقوى المقاومة بالردّ على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت طهران وبيروت واغتالت قائدين كبيرين هما إسماعيل هنية وفؤاد شكر، قالت إن بالرغم من إعلان حماس عدم المشاركة بالمفاوضات، فإن وفدها المعنيّ بالتفاوض موجود على مقربة من إمكانية الانضمام الى التفاوض عندما تظهر مؤشرات على الجدّية تستدعي ذلك، وبالرغم من عدم ربط إيران وقوى المقاومة بين الردّ ومصير الاتفاق حول غزة، وإن نجاح المفاوضات بالتوصل إلى اتفاق سيُؤخذ في حسابات إيران وقوى المقاومة، لكن لا تراجع عن حق الردّ وعن الوظيفة المتعلقة بالردع للردّ.
في بيروت أجرى المبعوث الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين جولة اتصالات ومحادثات كان أبرزها اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال بعد اللقاء إن مفاوضات الدوحة هي الخرطوشة الأخيرة، ناقلاً عن هوكشتاين قوله إن المفاوضات سوف تجري على أساس مبادرة الرئيس جو بايدن وإن واشنطن مارست ضغوطاً كبيرة على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حتى جعلته يقبل بمقترح بايدن.
بانتظار ما سيجري اليوم وفي اليومين المقبلين، تبقى حالة الاستنفار وحبس الأنفاس هي السائدة مع احتمالات اندلاع المواجهة، خصوصاً إذا فشلت المفاوضات بالتوصل الى اتفاق. وليل أمس، كانت المقاومة تردّ على سقوط المزيد من الشهداء المدنيين واغتيال اثنين من مقاتلي المقاومة، واستهدفت المقاومة بالصواريخ موقع بيت هليل، وقد أحيا اللبنانيون أمس، ذكرى النصر في حرب تموز 2006، التي انتهت بانتصار المقاومة في 14 آب 2006، وتناول رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان المناسبة بكلمة وجّهها للبنانيين أكد فيها أن معادلة 14 آب هي التي تحمي لبنان اليوم.
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان، أن الانتصار الذي حقّقته المقاومة للبنان على العدو الصهيوني في 14 آب 2006، رسّخ معادلة ردع قوية، تتطوّر وتتعاظم، كلما تصاعدت الأخطار والتحديات على لبنان وفلسطين وكل الأمة.
وشدّد حردان على أن حرب الإبادة التي يشنّها العدو الصهيونيّ على غزة وفلسطين، وعدوانه على جنوب لبنان، هما للأهداف نفسها التي كانت في العام 2006، لكن صمود شعبنا في فلسطين ومقاومته، كما فِعل جبهات الإسناد لا سيّما جبهة لبنان، يؤكدان أن معادلة الردع تزداد فاعليّة، وأن حقّ الرد على جرائم العدو هو في صلب هذه المعادلة.
وقال حردان: إن التهديدات التي يُطلقها قادة العدو الصهيونيّ بشنّ حرب مدمّرة على لبنان، والتي نسمع أصداءها من وكلاء العدو وأدواته، لن تثني قوى المقاومة عن خياراتها. والذين لم يُصدّقوا بأنّ كيان الاحتلال الصهيونيّ هُزم في لبنان، عليهم أن يعودوا إلى تقرير “فينوغراد” وملحقاته، لتتبيّن لهم جيداً هزيمة هذا العدو، وليتثبت في أذهانهم انتصارُ المقاومة.
وشدّد حردان على ضرورة أن يفهم العدو أنّ ما قبل انتصار 14 آب، كان تحرير بيروت في العام 1982 وتحرير جنوب لبنان وبقاعه الغربي وراشيا في 25 أيار 2000. وأن ما بعد 14 آب 2006، كان تكريس المقاومة لمعادلة الردع في مواجهة العدو الحاقد. وحققت مع الجيش السوري والجيش اللبناني انتصارات متتالية على الإرهاب ورعاته، وهذا يؤكد الانتصار الحتميّ في هذه الحرب المفتوحة مع عدوّنا الوجوديّ، وإفشال أهدافه الرامية إلى تصفية المسألة الفلسطينية والقضاء على المقاومة.
إلى ذلك، خطفت زيارة مبعوث الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين العاجلة الى لبنان الأضواء، وسط حالٍ من الترقب والحذر تسيطر على المنطقة بانتظار ردّ حزب الله وإيران ومحور المقاومة على الاغتيالات الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية وطهران.
وإذ حملت زيارة الموفد الأميركي في الظاهر إشارات إيجابية لجهة استئناف المفاوضات التي تنطلق اليوم وإمكانية التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار، عاكست مصادر سياسية مطلعة مناخ التفاؤل الذي أشيع عقب زيارة هوكشتاين، مشيرة لـ”البناء” الى أن هدف الزيارة هو محاولة أميركية لإقناع الحكومة اللبنانية بأن هناك اتفاقاً وشيكاً لوقف إطلاق النار في غزة وعلى لبنان أن يستفيد من هذه الفرصة ليكون شريكاً في المفاوضات للتوصل الى اتفاق على ترتيبات حدودية لضمان الأمن على حدوده وإعادة المهجرين الى الجنوب، ما يتوجب على الحكومة الضغط على حزب الله لمنعه من الرد أو تخفيض حجم الرد بما يمكن لـ”إسرائيل” استيعابه لكي لا تنزلق الأمور الى الحرب الشاملة، في المقابل لا يأبه هوكشتاين ولا الولايات المتحدة الأميركية للبنان ولا لغزة وتقف صامتة أمام المجازر الإسرائيلية في القطاع والجنوب.
وتساءلت المصادر: لماذا يسارع هوكشتاين والمسؤولون الغربيون الى لبنان عندما يكون الاحتلال في مأزق وأمام تهديد رد المقاومة؟ ما يؤكد أن الهدف الأميركي هو الدفاع عن الكيان الإسرائيلي وإنقاذه من المآزق التي يضع نفسه فيها، وهذا ما حصل قبل الرد الإيراني، حيث عاش الكيان حالة ذعر واستنفار كبيرين، وتجنّد العالم وهرول الموفدون لمحاولة تخفيف حجم الرد.
ورأى هوكشتاين خلال جولته على المسؤولين اللبنانيين أن “الحل الدبلوماسي ما زال ممكناً الوصول اليه، لأننا نعتقد ونؤمن ان لا أحد يريد حرباً شاملة بين لبنان و”إسرائيل””، مؤكداً “الحاجة الى خفض التصعيد عبر الخط الأزرق وفي المنطقة”. وأمل هوكشتاين “في التوصل الى وقف إطلاق النار في غزة مما سيساهم في وقف وتيرة التصعيد في الجنوب”، معتبراً “ان القرار 1701 هو ضمانة الاستقرار في الجنوب”.
وبعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، أكد هوكشتاين أنه في لبنان بناء لطلب الرئيس جو بايدن قبل انطلاق المفاوضات للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة، معتبراً ان ذلك سينعكس إيجاباً على لبنان، مشيراً الى أن أمد الصراع في المنطقة قد طال بما فيه الكفاية وآن الأوان لدوامة الحرب أن تتوقف. من جهته، جدّد الرئيس بري التأكيد والمطالبة بضرورة وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة ولبنان منذ أكثر من 10 أشهر، مبدياً قلقه الشديد من الخطوات التصعيدية التي تقدم عليها المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية من خلال سياسة الاغتيالات العابرة للحدود سواء ما حصل في العاصمة الإيرانية طهران أو العاصمة اللبنانية بيروت ناهيك عن سلسلة المجازر الاسرائيلية اليومية التي ترتكب بحق الأطفال والمدنيين في قطاع غزة ولبنان وليس آخرها ما حصل بحق المصلين فجراً في مدرسة التابعين في قطاع غزة، مشيراً الى أن هذه السياسة تدلّ على تصميم “إسرائيل” على المضي بالتصعيد العسكري وإفشالها أي مسعى لوقف الحرب.
وجدّد الرئيس بري التأكيد أمام الموفد الأميركي على تمسك لبنان بالتمديد لمهام قوات اليونيفل وفقاً لمنطوق القرار الأممي 1701 الذي يطالب لبنان بتطبيقه كاملاً منذ اللحظات الأولى لصدوره عام 2006.
وفي سياق ذلك، أكد الرئيس بري في حديث لقناة “الجديد”، أنّ “موضوع الحرب الكبرى يتوقّف على الأيام القليلة المقبلة”، في إشارة الى المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة والتي تعقد في الدوحة غدًا.
ولفت إلى أنّ “الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أكد أن المفاوضات ستحدث على أساس اقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن الأساسي دون أي تعديلات”، معتبرًا أن المفاوضات بمثابة “الخرطوشة الأخيرة”.
وقال بري “هوكشتاين أكد أن الولايات المتحدة الأميركية مارست ضغطًا كبيرًا على نتنياهو جعلته يقبل باقتراح بايدن”، مضيفًا “سمعت من هوكشتاين أن أميركا تريد التهدئة وتخفيض التصعيد العسكري ولم يطلب منا أي تدخل مع حزب الله”.
وأشار إلى أنّ “هوكشتاين لم يأتِ من تل أبيب إنما حضر مباشرة الى بيروت”، موضحًا أنّ “حضور هوكشتاين في بيروت رسالة أميركية واضحة بأن لبنان غير مغيّب عن المفاوضات الجارية”.
لفت بري إلى أنّ “هوكشتاين ذكر موضوع البوارج الأميركية وعلّل وجودها لمنع الحرب في المنطقة وقال: لا نتمنى أن نستعملها”، مشيرًا إلى أنّ “عنوان الحلّ في المرحلة المقبلة هو الـ 1701 لا غير”.
كما اجتمع هوكشتاين مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وأكد ميقاتي “ضرورة الضغط على “إسرائيل” لوقف اعتداءاتها وتهديداتها وان مدخل الحل هو في وقف أطلاق النار في غزة، وتطبيق قرارات مجلس الامن لا سيما القرار 1701 الذي يضمن استقرار الجنوب”.
وأكد هوكشتاين “ان العمل يجري على مختلف المستويات الدبلوماسية وفي كل العواصم لإنجاح الحل الدبلوماسي الذي دعا اليه الرئيسان الأميركي والمصري وأمير قطر، وستتم مناقشته في اجتماعات الدوحة التي تبدأ غداً وستستمر أياماً عدة”. وأمل “في التوصل الى وقف إطلاق النار في غزة مما سيساهم في وقف وتيرة التصعيد في الجنوب”. كما اعتبر “ان القرار 1701 هو ضمانة الاستقرار في الجنوب”.
كما استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة هوكشتاين بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات على الحدود الجنوبية.
وأفيد أن اللقاء لم يتطرق إلى أي ملف سياسي وتناول حاجات الجيش في هذه المرحلة حصراً.
كما التقى هوكشتاين في مجلس النواب وفداً من نواب المعارضة ضم الياس حنكش، جورج عدوان، فؤاد مخزومي وميشال الدويهي. بعد اللقاء قال عدوان: أبلغنا آموس أننا ضد توسيع الحرب والذهاب الى تصعيد أكبر ويجب أن نضع كل جهدنا لعدم جر لبنان الى حرب هو بغنى عنها ونحن ندعم أي مسعى بهذا الاتجاه. وأكد “أننا نطالب الدولة اللبنانية والحكومة بأن تتخذ القرار وتنشر الجيش وتطبق القرار 1701 وأن يطبق من الجهات المعنية بشكل كامل وواضح بحيث يلتزم الأفرقاء المعنيون ومن بينهم حزب الله بالقرار 1701 بشكل كامل من ضبط الحدود وألا سلاح إلا بيد الدولة وبأن لا ترسل أي دولة سلاحها للبنان”.
ويصل اليوم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الى بيروت “في إطار الجهود الدبلوماسية المستمرة من أجل خفض التصعيد في المنطقة”، على ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر دبلوماسية. ومن المتوقع أن يلتقي بري وميقاتي ونظيره عبد الله بو حبيب، بحسب المصدر.
وفيما رجّحت مصادر مواكبة للتطورات على الساحة الفلسطينية لـ”البناء” عدم مشاركة حركة حماس في مفاوضات اليوم بسبب تمسك رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشروطه، شككت المصادر بنجاح جولة المفاوضات الجديدة في التوصل الى اتفاق لإطلاق النار. وخيّم الغموض على موقف حزب الله ومحور المقاومة حيال الرد أو تأجيله بانتظار حصيلة المفاوضات، في ظل الحديث عن مهلة محددة قد يمنحها محور المقاومة لجولة المفاوضات، وينتظر نتائجها ويبني على الشيء مقتضاه.
على أن أوساطاً نيابية تشير لـ”البناء” الى أن جولة المفاوضات المقبلة تهدف الى أمرين: تجويف وإجهاض رد محور المقاومة تحت ذريعة استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والثاني تشكيل غطاء لاستمرار المجازر الإسرائيلية في غزة.
متسائلة: هل من يريد وقف الحرب وإطلاق النار يستمر في ارتكاب المجازر بحق المهجّرين الفلسطينيين من الأطفال والنساء؟ وهل من يدعو لجولة مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة يستمر في دعم “إسرائيل” بكافة أنواع الأسلحة والقنابل ويستنفر جيوشه ومدمراته واساطيله في المنطقة والعالم لحماية الكيان، ويمنحه الضوء الأخضر للقيام باغتيالات في طهران والضاحية؟
ميدانياً، أغار الطيران الإسرائيلي المُسَيَر على سيارة قرب مفترق بلدة العباسية مدخل صور وأفيد عن سقوط عدد من الجرحى. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في حصيلة أولية ان الغارة أدت الى “اصابة عشرة أشخاص بجروح من بينهم ثلاثة إصاباتهم حرجة. وتم توزيعهم على مستشفيات المنطقة لتلقي العلاجات السريعة”. وتعرّضت أطراف بلدة راشيا الفخار لقصف مدفعي إسرائيلي، وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية استهدفت بلدة عيتا الشعب. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي ان سلاح الجو ضرب بنى تحتية لحزب الله في عيتا الشعب.
في المقابل، أعلن حزب الله انه و”رداً على الاعتداء والاغتيال الذي قام به العدو الإسرائيلي في بلدة برعشيت، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية قاعدة جبل نيريا (مقر قيادي كتائبي تشغله حاليًا قوات من لواء غولاني) بصليات من صواريخ الكاتيوشا. كما استهدف “التجهيزات التجسسية في موقع المطلة ودمّرها”، واستهدف أيضاً “تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في حرش شتولا بالأسلحة الصاروخية وأصابها إصابة مباشرة”. وأعلن انه هاجم بأسراب من المسيرات الانقضاضية تجمعاً مستحدثاً لجنود العدو في شمال أبيريم وأصابت أهدافها بدقة”.
على صعيد آخر، أكد وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري أن مجلس الوزراء أكد تكليف وزير المهجرين متابعة موضوع إعادة النازحين السوريين في الشق المتعلق بالعودة الطوعيّة.
وأشار الى ان موضوع الكهرباء تتم معالجته، عبر شراء جزء من الفيول المطلوب من السوق اللبناني والأموال مؤمنة من شركة كهرباء لبنان، لافتاً الى ان بنود التعيينات سُحِبت قبل صدور بيان “التيار الوطني الحر” الذي حذّر فيه من تمرير تعيينات لحكومة غير شرعية في ظل غياب رئيس الجمهورية.
من جهته، أكد وزير الصناعة جورج بوشكيان ان سحب البندين المتعلقين بوزارة الصناعة ووزارة الشؤون الاجتماعية تمّ نظراً للتناقض الحاصل في المواقف من الأمس الى اليوم، خصوصاً في هذا الظرف الاستثنائي الذي نمرّ فيه.
وفي مستهل الجلسة الوزارية قال ميقاتي، “نؤكد كحكومة تمسكنا بحق لبنان بتحرير أرضه وحفظ سيادته. إننا ندين بقوة مجزرة “مدرسة التابعين” التي ارتكبتها “إسرائيل” بحق الأبرياء وسقوط اكثر من مئة شهيد، ونسأل الضمير العالمي التحرك لوقف هذه الإبادة الجرمية المنظمة.
بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب على لبنان وغزَة لا نزال ندفع ثمناً باهظاً من ارواح شبابنا واهلنا وبلداتنا واقتصادنا، مصرِّين على وقف الحرب ومؤكدين موقف لبنان الواضح بالتقيد الحرفي بمضامين القرار 1701 وتنفيذ كامل بنوده ومندرجاته من قبل الجميع، لأنه المدخل إلى أي حل. نحن أمام فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان الاسرائيلي، فالجولات الخارجية مع رؤساء وقادة أجانب واخوة عرب، تكثفت نظراً لخطورة الوضع اللبناني والإقليمي على امن المنطقة، وبالأخص ما يعنينا من منع الحرب ووقف إطلاق النار هو وقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وغزة، وما تتركه من تدمير وتهجير وقتل، على مرأى من العالم اجمع”.
الى ذلك وبعد فصل النائب آلان عون وانسحاب النائب سيمون أبي رميا من التيار الوطني الحر، كشف عضو تكتل “لبنان القوي”، النائب إبراهيم كنعان عن مبادرة تحمل “دعوة لحوار جدّي وعميق يجمع بين الأصول والقواعد الحزبية من جهة والتضامن والوحدة من جهة أخرى”.
دعوة رأى فيها التيار استعراضاً، وقال في بيان “كان الاجدر بالنائب ابراهيم كنعان ان يقوم، حرصاً على التيار، بأي مسعى جدي بشأن “لمّ الشمل” داخل أروقة التيار المفتوحة للنقاش وليس بحركة استعراضية في الإعلام، وهو المدرك جيداً انه ما دقّ باباً الّا ووجده مفتوحاً امامه. كذلك كان الأحرى به أن يكون مثالاً للالتزام بالأنظمة الحزبية وبسياسة التيار، وليس محرّكاً لحالة سياسية خارجة عن النظام والأصول”.
المصدر: صحف