تفاقم معاناة الفلسطينيين في غزة مع انتشار الأوبئة ونقص الدواء، في ظل التكدس الكبير للنازحين، والحصار الذي يفرضه الاحتلال على دخول كافة المواد الغذائية أو الطبية لقطاع غزة، باتت البيئة في القطاع خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة.
ويعجز المواطنون في غزة عن إيجاد علاج لأمراضهم المختلفة، في حين أن الشفاء التام يكون صعبًا، رغم ما يبذله الأطباء من جهود كبيرة. وتنتشر 23 نقطة وعيادة طبية للهلال الأحمر في محافظات القطاع لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين والنازحين في مراكز الإيواء وخيام النزوح.
ويركز العدو على استهداف النازحين ومراكز الإيواء الذي أدى لاستشهاد وإصابة المئات في مدارس القطاع، وذلك في سياق حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الجيش الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بهدف تفريغ الأرض من سكانها الأصليين ودفعهم نحو التهجير القسري خارج وطنهم.
وجالت كاميرا المنار في واحدٍ من مراكزِ الايواءِ في شمالِ قطاعِ غزة.
الطفلة ريم أبو هيا.. ناجية وحيدة من عائلتها الذي استشهدت في خانيونس قبل يومين
وفي أحضان الجدة تستريح الطفلة ريم ابو هيا، لعله الحضن المتبقي لإبنة الثلاثة اشهر التي خسرت كل شيء في الحرب. غطت الجروح وجه ريم وذراعيها، وعلى هذا الحال تتنقل بين أيدي من بقي من أقاربها المثكولين بأحبائهم.
لا تبدي الجدة المفجوعة بأولادها وأحفادها اي انكسار رغم هول المصاب، وأمام جسد احد الاقارب تبكي بحرقة لكنها لا تعرف الاستسلام. تقف على قدميها من جديد لتؤكد ان ارادة الصمود اقوى من ارادة القتل والتهجير التي ينتهجها الاحتلال.
هذه هي غزة وهؤلاء هم أهلها، لم تفارقهم الدمعة منذ قرابة الاحد عشر شهرا ، ومنذ ذلك الوقت ايضا تقترن هذه الدمعة باحتساب وصبر نهايتهما ستكون حتما الانتصار على العدوان.
وفي غزة لا تزالُ المبادراتُ الإنسانيةُ فعّالةً بالرغمِ من العدوانِ الصهيوني المتمادي منذُ أكثرَ من ثلاثِمئةٍ وثلاثةَ عشرَ يوماً.
مبادرات انسانية في القطاع رغم أهوال الحرب
ورغم أهوال الحرب، الحياة في غزة ما زالت بخير.. عبارةٌ تتسلح بها الطبيبة لبنى العزايزة صاحبة أطلقت مبادرة إنسانية هي ومجموعة من الأطباء والمسعفين حملت مسمى “أنتم أهلنا”..
وداخل خيمة “صديق الطفل والأم المرضعة” في دير البلح وسط القطاع غزة، تمارس الطبية عملها بمنتهى الإنسانية، تقدم الخدمات الطبية والأدوية المتوفرة، وترفع بذلك بعضاً من المعاناة عن كاهل الغزيين الذين يعيشون بفعل آلة القتل الصهيونية أكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.
تجهد الطبيبة العزايزة والفريق العامل معها لتأمين كل ما يحتاجه المرضى.. لكن الحالة المزرية التي تفتك بالواقع الطبي والصحي والخدماتي، دفعتها لرفع الصوت عالياً مناشدةً الوكالات الأممية بالتحرك سريعا.
العدوان الصهيوني الوحشي منذ أكثر من عشرة أشهر، وإغلاق المعابر والحصار والمذابح اليومية، لم تثبط من عزيمة الطبية العزايزة كما الكثير من أبناء القطاع، الذين يبادرون ويسعون بكل مات أوتوا من قوة لإنقاذ أرواح أقرانها، وأمام عيونها تتراءى صورة النصر الحتمي على المحتل المتغطرس.
المصدر: المنار