تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 8-8-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
رسائل اختيار السنوار: لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر
غالباً ما تهدف الاغتيالات السياسية إلى الإطاحة بنظام قائم بغرض إحلال آخر مكانه، أو إلى الإخلال بتوازن ما داخل حزب أو حركة معينة، بحيث يُنتج الفعل، الذي يعني هنا غياب رأس الهرم، خللاً في مراكز ثقل المنظومتين العسكرية والسياسية لهذا الحزب أو الحركة بشقيهما التكتيكي والاستراتيجي على حد سواء.
ولعل من المؤكد أن قرار إسرائيل القاضي باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، كان يندرج في هذه السياقات الأخيرة، فيما المأمول منه كان الدفع نحو حال من فقدان التناغم بين المنظومتين الآنفتي الذكر، بناءً على معطيات لعل أبرزها أن الظن بوجود «تمايز» بين الاثنتين، في الأهداف وسبل تحقيقها، يكاد يكون حقيقة من النوع الذي يمكن البناء عليه.
وفق التقارير التي رشحت من غزة، فإن المشاورات التي أجريت لاختيار خليفة لهنية لم تستغرق سوى «وقت قصير»، ليحصل يحيى السنوار بعدها على إجماع لم يتحصّل عليه أي من أسلافه، باستثناء ذاك الذي حظي به المؤسس، الشيخ أحمد ياسين، عام 1987. ولعل الأمرين، قصر الوقت والإجماع، لهما الكثير من الدلالات التي تنضوي في مجملها تحت حقيقة صارخة تقول: إن العودة إلى ما قبل 7 أكتوبر 2023 ليست واردة، وإن مجرد التفكير في ذلك هو سراب لن يقود الفاعلين إلا إلى «التيه» الذي يغوص عميقاً في ذاتهم الجمعية، وإن الخيار الآن هو لرفع مناسيب التحدي، بعد أن أثبتت التجارب خطأ «البقاء في المنتصف».
ألم يفضِ الميل العربي نحو «الاعتدال»، الذي كرّسته «قمة بيروت» 2002، ثم عاد واتخذ أشكالاً متطوّرة منه في ما بعد، إلى مزيد من التطرّف الإسرائيلي الذي بلغ، نهاية عام 2022، ذروته عبر حكومة بنيامين نتنياهو السادسة، فيما المخاضات التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي اليوم تقول إن هذه قد لا تكون سوى «الدرجة» الأولى على السلالم التي يسلكها هذا الأخير؟
المناخ العام داخل «حماس» يقول إن القرار الآن لمن يحمل السلاح
تشي عملية اختيار السنوار على رأس الهرم في «حماس»، بأن المناخ العام داخل هذه الأخيرة يقول إن القرار الآن هو لمن يحمل السلاح، ليس في الميدان فحسب، بل وكذلك في بناء التحالفات وإدارة كفة التفاوض والتي يجب أن تكون انعكاساً للأول.
ولربما تشير أيضاً إلى توجه عام بتوثيق عرى التحالف، القائم أصلاً، ما بين الحركة ومحور المقاومة، على حساب العلاقة القائمة بينها وبين قطر وتركيا لاعتبارات فرضتها مضاعفات الأحداث التي شهدتها المنطقة منذ أكثر من عشرة أشهر.
وفي عملية الاختيار تلك، يبرز الإصرار على استمرار القتال في مشهد يشبه إلى حد بعيد التفاف الفيتناميين حول هوتشي مينه الذي استطاع هزيمة ثلاثة جيوش غربية في آن واحد، وإن كانت ثمة فوارق بين التجربتين تتمثّل في تفاوت القدرات واختلاف المناخات الدولية، فضلاً عن أن الغرب الآن، بقضّه وقضيضه، شريك في الحرب التي استُخدم فيها حتى الآن ما يعادل ضعفي ما استُخدم ضد فيتنام الشمالية خلال عشرة أعوام وليس خلال عشرة أشهر.
يقول تقرير لقناة «كان» الإسرائيلية، بعيد ساعات من إعلان اختيار السنوار على رأس هرم السلطة في «حماس»، إن «اختياره يظهر أن حماس في غزة لا تزال قوية».
وينقل عن مسؤولين أمنيين فضّلوا عدم ذكر أسمائهم القول إن «اغتيال هنية لن يكون أكثر من انتكاسة قصيرة المدى» ، ثم سرعان ما «ستستعيد الحركة توازنها وتظهر بقوة أكبر مما سبق» ، قبل أن يختم أحدهم بالقول إن «الدليل على ما سبق ذكره هو انتخاب يحيى السنوار الذي يقود المعركة منذ عشرة أشهر منتقلاً من خندق إلى آخر».
كان «التصميم» الذي نشأ على أساسه الكيان الإسرائيلي يقوم على زرع «نسيج متفوّق» بدرجة كبيرة على ما يحيط به من نسُج، وعلى مختلف الصعد، مع التركيز على نظرية راحت تسوّق لها وسائل إعلامه، جنباً إلى جنب نظيراتها الغربية، عبر توصيف جيشه بالذي «لا يُقهر». لكن التصميم هنا، وكذا النظرية، احتويا على نقطة ضعف قاتلة، لأن فرضية الهزيمة، حتى ولو لمرة واحدة، سوف تقود بالتأكيد نحو رسم سيناريو النهاية. ولذا فقد جاء القرار بانتخاب السنوار، مهندس الهزيمة، ليقول إن طرفاً ما سيُهزم في النهاية، وهذا الطرف هو ليس «حماس» بالتأكيد.
كان الهدف من اغتيال هنية هو الدفع بالفلسطينيين نحو حال من الانكفاء، من شأنها العودة بهم إلى مناخات «الخوف» و»الهزيمة» التي لطالما شعروا بها في أعقاب انكفاء «منظمة التحرير الفلسطينية» منذ عام 1988، ثم وصولاً إلى «عام أوسلو» وما تلاه. لكن ما حدث هو العكس.
وإذا كانت الأمور غالباً ما تقاس بالنتائج التي يمكن أن تفضي إليها، فإن إسرائيل قد تكون ارتكبت خطأ بالغاً في حساباتها تلك. فالفعل زاد من تأجيج مشاعر الفلسطينيين الوطنية، وزاد أيضاً من حماستهم للحرب والتضحية.
وفي مقلب آخر، كانت المساعي الإسرائيلية لتشويه صورة السنوار داخل حركته، وفي الذات الفلسطينية عموماً، باءت بفشل ذريع، الأمر الذي يثبته بيان الحركة الذي كرّس الأخير زعيماً لحركة باتت تحظى بتأييد كامل غزة و64% ممن يعيشون في أراضي الضفة الغربية.
هذا ما يمكن أن «يذهب في نصف ساعة»!
في خطابه أول من أمس، تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن مصانع بقيمة 130 مليار دولار في شمال الكيان استغرق إنشاؤها 34 عاماً، قد «تذهب كلها في نصف ساعة».
لذا، فإن السؤال المطروح أمام قيادة العدو: ماذا لو كان ثمن عملية موسعة جنوب الليطاني سيكلف الكيان عنقه؟132 منشأة اقتصادية تقع على عمق مماثل لجنوب الليطاني في المنطقة الشمالية في فلسطين المحتلة تقدر قيمتها بـ 156.4 مليار دولار، ستجعل كلفة الحرب تتجاوز جدواها مهما تعاظمت، مقارنة بحجم الأثمان، وطبيعة تأثيرها الاستراتيجي على الكيان.
لذا، يحق للعدو أن يقع في تشابكات حدود القوة وحدود القدرة عندما يصل الأمر إلى حسم أي قرار ابتدائي بعملية موسعة على لبنان، ليس لأن يده لا تصل إلى الليطاني وما بعده، بل لعجزه عن ترميم ما قد تحدثه ضربات المقاومة من خلل في «حمضه النووي» اللازم لاستمراره الوجودي.
إذ يدرك قادة العدو أن الثقل الاقتصادي في الشمال إن اهتز سيهتز معه الكيان كله.
فالشركات الكبرى في إسرائيل تتخذ بنسبة كبيرة منها مكاتب ومقار رئيسية لها في الوسط، لكنها تركّز معاملها ومصانعها وخطوط إنتاجها شمالاً، حيث الأراضي أرخص ثمناً، واستغلالاً لمنح الدعم التي تقدمها الحكومة في الشمال، وانخفاض كلفة اليد العاملة مقارنة بمناطق الوسط.
فعلى سبيل المثال، يتركز 60% من الطاقة التكريرية في الكيان في مصافي نفط شركة «بازان» في هذه المنطقة، كما أن ضربة واحدة لأهراءات «داغون»، «المخزن» الأم في إسرائيل، تعني ضرب 80% من مخزون الحبوب والقمح في الكيان (3 ملايين طن).
ويمكن العودة هنا إلى عطل طرأ على نظام تفريغ الأهراءات عام 2022 وتسبب حينها بخفض معدّل التفريغ إلى 50%. ورغم تدارك العطل سريعاً، إلا أنه اعتبر تهديداً «يمسّ بالإمدادات الغذائية لإسرائيل، ويقطع الخبز عنها»، وفق تصريح لرئيس اتحاد مستوردي الحبوب إيتاي رون حينها.
سؤال آخر على قادة العدو إيجاد إجابة له: هل هناك آلية للتعامل مع قطع الكهرباء عن 2.5 مليون أسرة إسرائيلية، إذا ما تم ضرب شركة «كهرباء إسرائيل» وشركة Orot Rabin، أكبر محطة للطاقة في إسرائيل، اللتين تقعان ضمن النطاق الجغرافي لأهداف المصانع في المنطقة الشمالية؟
حالة التأهب ترهق العدو: جهود أميركا «الاحتوائية» لا تثمر
تسارعت وتيرة التأهب لدى جيش العدو الإسرائيلي، أمس، بعدما فشلت «الجهود الدبلوماسية المكثّفة» التي تقودها الولايات المتحدة منذ أسبوع، حتى الآن، في انتزاع تعهدات بردود «شكلية» على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران، والقائد الشهيد فؤاد شكر في بيروت. ومن جهته، سعى رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى رفع معنويات جنوده ومستوطنيه، بمخاطبته إياهم خلال زيارته قاعدة «تل هشومير» العسكرية، حيث التقى بمجندي سلاح المدرعات وسلاح الهندسة القتالية، متوجهاً إليهم وإلى عموم الجمهور بالقول: «أعلم أن مواطني إسرائيل في حالة تأهب، وأطلب منكم شيئاً واحداً هو التحلي بالصبر ورباطة الجأش».
وأضاف: «نحن نواصل التقدم نحو النصر، ومستعدون للدفاع والهجوم، نضرب أعداءنا وعازمون أيضاً على الدفاع عن أنفسنا».
وعلى المقلب الأميركي، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، في إفادة صحافية، إنه «من الحماقة أن نفترض أن وكلاء إيران لن يشاركوا في الهجوم إذا قررت طهران تنفيذه، ونحن مستعدون لذلك»، علماً أن الولايات المتحدة عززت منظومتها العسكرية في المنطقة، أخيراً، ونشرت مزيداً من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية حليفتها، إسرائيل، من الرد المرتقب. وفي المقابل، قال القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية، علي باقري كني، إن اغتيال هنية «ما كان ليحدث لولا دعم أميركا، وليس لدى طهران خيار سوى استخدام حقها في الدفاع عن نفسها في وجه الانتهاكات الإسرائيلية»، لافتاً إلى أن طهران بذلت كل ما في وسعها لتجنب المواجهة في المنطقة، والرد سيحدث «في الوقت الصحيح وبالشكل المناسب».
وعلى الرغم من أن اغتيال هنية أدى إلى تقليص احتمالات التوصل إلى صفقة محتملة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة – في الوقت الذي اعتبر فيه العدو أن الاغتيال ربما يحمل المقاومة الفلسطينية على تقديم تنازلات في المفاوضات -، اعتبر كيربي أن الاقتراب من تحقيق الصفقة بات «أكبر من أي وقت مضى»، في ما يشي باستمرار الولايات المتحدة في اتباع سياسة العصا والجزرة، عبر إبقاء باب المحادثات مفتوحاً، وتسليط ضغط مضاد على إيران وحلفائها، في الوقت نفسه. وقال مكتب نتنياهو، رداً على تصريحات كيربي، إن «إسرائيل قدّمت عرضاً واضحاً، وحتى هذه اللحظة لم تتلقّ رداً من حماس»، فيما أشارت «هيئة البث» الإسرائيلية إلى أن المفاوضات «عالقة ولم يتم تحديد موعد لاستئنافها»، ونقلت، في الوقت عينه، عن مسؤولين أميركيين، أن «جولة جديدة ستبدأ بعد أن تهدأ التوترات الإقليمية».
اعتبر كيربي أن الاقتراب من تحقيق الصفقة بات «أكبر من أي وقت مضى»
وبعدما فشلت التقديرات السابقة في شأن توقيت الردّ، ومن بينها ما نقلته وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين من توقعهم أن يكون الإثنين أو الثلاثاء الماضي، قال كيربي إنه «لن يتحدث عن تقييمات الاستخبارات» بشأن توقيت أو إمكانية الرد، لافتاً إلى (أننا) «منخرطون في بعض الجهود الدبلوماسية المكثّفة في كل أنحاء المنطقة».
وبالتوازي، استمرت التقديرات في الكيان حول هذا الأمر، إذ قالت «القناة 12» إن التقديرات تشير إلى أن «حزب الله سيكون أول من يبدأ الهجوم في الأيام القليلة المقبلة»، فيما ذكرت قناة «كان» أن التقديرات تفيد بأن «حزب الله سيهاجم في الأيام المقبلة ولن ينتظر إيران»، لافتة إلى أنه «تحسباً لرد إيراني وكنوع من ضربة دبلوماسية استباقية»، خاطب الكيان سلسلة من دول العالم بالرسالة الآتية: «سوف ندافع عن أنفسنا، ليس فقط بمفردنا، ولكن أيضاً مع التحالف الإقليمي وحلفائنا»، على غرار «التحالف» الذي دافع عن إسرائيل خلال الرد الإيراني، في نيسان الماضي، على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق. وفي هذا السياق، قال وزير الاتصال الحكومي الأردني، مهند المبيضين، لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن بلاده أبلغت طهران بأنها «لن تسمح باستخدام مجالها الجوي لأي غرض».
وفيما كانت صحيفة «وول ستريت جورنال» ذكرت أن «الولايات المتحدة طلبت من حكومات أوروبية تحذير إيران من أن شن ضربة كبيرة ضد إسرائيل سيتبعه رد فعل»، استجابت فرنسا للدعوات الأميركية تلك.
وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنه طلب من نظيره الإيراني، مسعود بزشكيان، «بذل كل ما في وسعه لتجنب تصعيد عسكري جديد لن يكون في مصلحة أي طرف»، معتبراً أنه «على إيران أن تتعهد بمطالبة الأطراف المزعزعة للاستقرار التي تدعمها بممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب اندلاع حرب».
كذلك، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن آمالها في أن يضغط أعضاء «منظمة التعاون الإسلامي» على إيران لدفعها إلى عدم التصعيد، علماً أن المنظمة حمّلت أمس، خلال اجتماعها الاستثنائي، إسرائيل، «المسؤولية الكاملة» عن اغتيال هنية، والذي اعتبرته «اعتداءً خطيراً على سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلامتها الإقليمية وأمنها القومي».
وعلى هامش الاجتماع، صدر أول تعليق من قِبل السعودية على اغتيال هنية، حيث عدّه نائب وزير الخارجية، وليد الخريجي، «انتهاكاً سافراً»، لافتاً إلى أن بلاده ترفض «أي اعتداء على سيادة الدول أو أي تدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة».
الخارجون من التيار: نهاية المستقبل السياسي؟
أبي رميا بعد بو صعب وعون … وقبل كنعان؟
لم تكد خمسة أيام تمرّ على قرار التيار الوطني الحر فصل النائب آلان عون، حتى تقدّم نائب جبيل سيمون أبي رميا باستقالته من التيار أمس، ليكون الأول بين رفاقه الذي يغادر بقرار شخصي، والثالث الذي يغادر التيار (بعد عون والنائب الياس بو صعب، مع ترجيحات بقرب خروج النائب إبراهيم كنعان أيضاً).
التعاطف مع أبي رميا بدا ضئيلاً أمس مقارنة بالحالة التضامنية مع عون. ففي حين يستعدّ بعض عونيّي بعبدا من المنسّقين والناشطين لتقديم استقالاتهم من التيار مساندة لنائبهم، ساد ترقّب في جبيل مع مطالبات لأبي رميا بالاستقالة من مجلس النواب، كونه نال أصوات العونيين بصفته مرشحاً عن التيار وليس لشخصه، فيما لم تنجح اللقاءات التي عقدها في منزله في شدّ العصب حوله، إذ تبلّغ من بعض منسّقي المناطق بأن التزامهم مع التيار أولاً.
في بيان استقالته أمس، والذي تزامن مع تاريخ 7 آب وما له من رمزية لدى العونيين، علّل أبي رميا خروجه بـ«تحوّل نظام التيار تدريجياً إلى نظام رئاسي والانتقال من التعددية الفكرية الغنيّة نحو الأُحادية والتفرّد»، متهماً رئيس التيار النائب جبران باسيل بالعمل على «طيّ صفحة التيار التاريخي الأصيل عبر إقصاء رموزه وخلق حالة جديدة موالية للشخص وليس لقضية أو برنامج»، إضافة إلى «تطهير الحزب من كوادره والناشطين المؤسّسين له».
وفيما حاولت «الأخبار» الاتصال بأبي رميا من دون نتيجة، لفتت مصادر في التيار إلى أنه كان واضحاً أن نائب جبيل ربط بقاءه في الحزب ببقاء عون، وهو «منذ خمسة أشهر قاطع الاجتماعات الحزبية بالتوافق والتضامن مع عون وكنعان وبو صعب، وباتوا يشكلون كتلة داخل الكتلة ويسيرون بأجندتهم لا أجندة الحزب».
وقالت المصادر إن أبي رميا «حصل على ما لم يحصل عليه غيره، إذ تمسّك رئيس الجمهورية السابق ميشال عون به على حساب رفيق دربه شامل موزايا.
ورغم الاعتراضات العونية على ترشيحه في الانتخابات الأخيرة، أصرّ باسيل على بقائه». واعتبرت أن «المشكلة الأساسية لا ترتبط بالديمقراطية ونظام التيار الداخلي، إنما بأسباب شخصية ورغبة كل منهم بترؤّس التيار، رغم أنهم حين سنحت لهم فرصة خوض مواجهة عادلة في الانتخابات الداخلية لم يترشح أيّ منهم في وجه باسيل. ففي عام 2015، انسحب عون من المواجهة وترك باسيل يتبوّأ المنصب بالتزكية، رغم الحملة التي قادها كنعان وأبي رميا وغيرهما لمصلحة عون في الأقضية. كما امتنعوا مرة أخرى عن المواجهة عندما سنحت لهم الفرصة عام 2019 وعام 2023».
يبقى أن السؤال الرئيسي المطروح هو عن مستقبل الحياة السياسية للمفصولين من الحزب والخارجين منه أو من هم على «لائحة الانتظار»، وما إذا كان هؤلاء سيشكلون مع رموز حزبية أُخرجت أو خرجت سابقاً، كتلة يكون لها وزنها السياسي، وتتسبب في إرباك باسيل.
وفي هذا السياق، تقول مصادر مطّلعة إن الأمر يتوقف على مستقبل علاقة رئيس التيار بحزب الله وما إذا كان سيتحالف معه في الانتخابات المقبلة أم لا. أضف إلى ذلك، أن لكل من الخارجين حيثية مختلفة عن الآخر.
ووفق المصادر، فإن التكهّنات، مثلاً، حول احتمال تحالف عون مع الثنائي الشيعي في الانتخابات المقبلة، ما لم يتم الاتفاق مع باسيل، فذلك لا يؤمّن له بالضرورة فوزاً مضموناً، إذ إن مجموع أصوات الثنائي في انتخابات 2022 لم يصل إلى حاصلين انتخابيين، في ظل اهتمام الثنائي أولاً بضمان مقعديه الشيعيين قبل ضمان مقعد ماروني لحليفهما، علماً أن عون نال في الاستحقاق الماضي 8457 صوتاً، وهذه الأصوات ستنخفض إلى النصف أو أكثر بعد خروجه من التيار.
يواجه باسيل مشكلة افتقاد شخصية عونية تملك كاريزما تخلف نائب بعبدا
في المقابل، سيواجه باسيل مشكلة افتقاد شخصية عونية تملك كاريزما تخلف نائب بعبدا الذي يحظى بتعاطف قسم كبير من العونيين معه.
أما في جبيل، فيبدو الوضع مختلفاً تماماً لناحية وجود مرشحين منافسين كثر لأبي رميا، من بينهم المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران الذي بدأ منذ مدة يستقطب بعض المحسوبين على أبي رميا، وعضو المجلس السياسي في التيار وديع عقل الذي يحظى بشعبية بين الحزبيين لإمساكه بملفات الفساد، ومسؤول العلاقات الدولية في التيار طارق صادق، ونائب رئيس التيار للشؤون الخارجية ناجي حايك (يُتوقع أن يترشح في بيروت رغم تحدّره من جبيل).
لذلك يبدو التيار أكثر ارتياحاً في هذا القضاء منه في بعبدا، خصوصاً أن رصيد أبي رميا من الأصوات تراجع في الانتخابات الأخيرة بنسبة كبيرة تصل إلى 3500 صوت، رغم إيلاء التيار أهمية كبيرة لهذا القضاء بعدما خصّ جبيل بالعدد الأكبر من التعيينات الإدارية، فيما لا تشكل إمكانية تحالفه مع حزب الله أزمة للتيار لعدم قدرة الحزب على بلوغ الحاصل هناك.
فيما قد يكون الملاذ الأخير له هو الالتحاق بالنائب نعمت افرام الذي تمكّن من تحقيق «سكور» مرتفع في الانتخابات الأخيرة، مع فوز لائحته بمقعدين في كسروان – جبيل.
اللواء:
لبنان يدخل «ساعات الردّ».. ومفاوضات «الصفقة» تُسابق الانفجار!
خطة الطوارئ تُفْجَع بـ«نكبة الكهرباء».. وخروج أبي رميا يكشف التيار الوطني الحرّ
كل ما يجري على الجبهات، ماخلا الحرب التي اعتاد عليها المراقبون من أنها جبهات اسناد، وفقاً لقوعد الاشتباك المعمول بها، لا يخرج عن كونه إما «ضرب في الرمل» أو ذهاب إلى طرائق الاحتمال والظن والتخمين والمتوقع، المسبوق بحرف «قد» والذي يفيد الشك والقلق، وليس الجزم.
ولم يخرج عن هذا المنطوق وزير دفاع اسرائيل يوآف غالانت، الذي قال من على الحدود الجنوبية مع لبنان، أنه من المحتمل أن تتدهور معركة الجنوب نحو الحرب، متهماً الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأنه يجر لبنان لدفع ثمن كثير.
وفي دائرة التسابق على إظهار نوايا الحرب والعدوان، قال رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي أن جيشه على أقصى درجات الاستعداد للهجوم سريعاً على أي مكان في لبنان أو غزة أو الشرق الاوسط.
وأبلغ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، رئيس حكومة اسرائيل، خلال اتصال جرى بينهما أنه: إذا اندلعت حرب عند الخط الازرق بين لبنان واسرائيل ستكون نتائجها مدمرة.
ورأت الاوساط الدبلوماسية والسياسية في الاعلان الاميركي عن أن وقف النار،بعد تقديمه عرض جديد كإطار لصفقة تبادل الاسرى، يأتي في إطار السعي لاحتواء التوتر على ضفتي الحدود بين لبنان واسرائيل، وايران واسرائيل ومعها الولايات المتحدة، فضلاً عن الحرب المستمرة في غزة.
وتتحدث الاوساط عن أنه وراء الكواليس تنشط مفاوضات جدية تقودها الولايات المتحدة، تتضمن «عدم رد حزب الله وايران على العدو الاسرائيلي، مقابل إعلان توقف النار في غزة ولبنان واتمام صفقة التبادل.
وهذه المعلومات يؤكدها قيادي محوري في المقاومة لكنه قال لـ «اللواء» إن المحور يرفض هذه المقايضة، وإن الرد حتمي.
وأضاف القيادي أن المحور ذاهب للرد للنهاية، وعلى كل الوسطاء والقوى الاقلمية ترتيب أوراقهم على هذا الاساس بدون أن يعني المساس بجوهر معركة الاسناد وهو وقف العدوان الاسرائيلي على غزة هذا من جهة، ومن جهة اخرى، التأكيد للوسطاء أن أي مفاوضات تبدأ بعد الرد وليس قبله.
وفي الاطار السياسي، طالب مجلس المطارنة في بيان له، الرئيس نبيه بري بالدعوة إلى عقد جلسة نيابية بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، ودعوا الكتل النيابية للمشاركة في هذه العملية الدستورية.
وجاءت المطالبة من زاوية مواجهة الاخطار التي تهدد الوطن وهول الحرب الدائرة في الجنوب، ووجوب أن تكون الدولة حاضرة بكل مؤسساتها لمواجهة هذا الواقع المصيري.
خطة الطوارئ والتجهيزات
وحضرت الاعمال التجهيزية للوزارات لمواجهة احتياجات الوضع في ظل الحرب، اجتماعات السراي، فعقد الرئيس نجيب ميقاتي اجتماعاً مع وزيري الاشغال والبيئة علي حمية وناصر ياسين، مع الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، لمواجهة الاوضاع ومراجعة جهوزية الوزارات والادارات اللبنانية.
وكشف ياسين أن 5 مواضيع نوقشت:
الاول: موضوع الايواء وكيفية تحسين وتجهيز مراكز الايواء.
الثاني: يتعلق بالصحة وتم عرض الوضع وجهوزية الوزارة بالنسبة للمستشفيات والمراكز الصحية.
الثالث: يتعلق بملف الغذاء، وتم التأكيد من قبل مستوردي الاغذية في السوبر ماركت ان المواد الغذائية مؤمنة وان الوضع الحالي طبيعي من ناحية الكميات الموجودة وخوصوصاً التوريد، وليس هناك اشكالية حول هذا الموضوع بتاتاً.
ولكن، في اطار السيناريوهات التي يتم وضعها ناقشنا كيفية ايصال المواد الغذائية إذا حصل توسيع للاعتداءات وتعزيز جهوزية كل الهيئات التي تعنى بموضوع الغذاء، خصوصاً ايصال المواد الغذائية إلى جميع المواطنين في لبنان.
الرابع: يتعلق بموضوع الفيول، وهو متوفر حالياً ولا يزال وضعه طبيعي وخصوصاً التوريد لا يزال يعمل بشكل طبيعي، ولكن ناقشنا تأمين البنزين والمازوت خصوصاً لاربعة قطاعات استراتيجية واساسية وهي الافران والمستشفيات ومحطات ضخ المياه والسنترالات ومراكز «أوجيرو».
لكن ما طرح على وضعية الكهرباء، وفي هذا الوقت بالذات أصاب خطة الطوارئ «بفجيعة» لجهة العتمة المحدقة بالبلاد، في هذا الظرف الحساس على المستويات كافة.
الكهرباء ومخاطر العتمة جدية
كهربائياً،أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، خروج معمل دير عمار عن الخدمة بالكامل من جراء نفاد خزينه من مادة الغاز أويل بالكامل، مضيفة أنه لم يبق في الخدمة سوى مجموعة وحيدة في معمل الزهراني من أجل تغذية المرافق الحيوية الرسمية، ويمكن أن تخرج من الخدمة يوم السبت 17 آب الجاري.
لكن وزير الطاقة والمياه وليد فياض وكعادته،قفز عن الازمة التي يتحمل الجزء الاكبر منها، وقال: لبنان على موعد مع انفراجة هائلة بانتظار التبليغ الرسمي بوعد تحميل الفيول الاسود العراقي ومع وصوله يمكن توفير تغذية يومية تتراوح بين 5 و 6 ساعات يومياً، خلال اسبوعين.
وأشار إلى أن هذا الفيول يعتبر الشريان الحيوي للكهرباء ويستبدل بالغز اويل، في خطوة ستعيد الحياة إلى قطاع الطاقة في البلاد.
الاستقالة – الصدمة
سياسياً، مُني التيار الوطني الحر برأي المراقبين بضربة جديدة تناولت جسمه التنظيمي باعلان نائب جبيل سيمون ابي رميا خروجه من «الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر» لكن أبي رميا استدرك: سأبقى مخلصاً للمبادئ الوطنية «كما أسماه بالحياة السياسية التي رافقتها طويلاً.
تحقيقات مع رجا سلامة
قضائياً، وجّه القضاء الفرنسي أمس اتهاماً لرجا سلامة، شقيق حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، في اطار تحقيقات أجريت في قضية تتعلق بأموال غير مشروعة.
واستمع المحققون بالمحكمة القضائية في باريس إلى سلامة يومي الاول والثاني من آب، وفي نهاية الاستجواب اتهم سلامة بالتآمر الجنائي لارتكاب جرائم تشمل اختلاس أموال عامة من موظف عام والخيانة الجسيمة للامانة،والفساد، وغسل الاموال ضمن مجموعات منظمة.. وألزم رجا سلامة بدفع كفالة مع وضعه تحت المراقبة القضائية لكن محاميه قال ان سلامة أبلغ المحققين أنه لم يرتكب أدنى جريمة..
الوضع الميداني
ميدانياً، حتى ان الاطفال في بيروت والضاحية شعروا بأن خرق جدار الصوت، هو عمل اسرائيلي لم يخيفهم ، اليوم الثالث أو الرابع على التوالي.
أما على الجهة العسكرية، فبدأ نهار أمس باغتيال الشهيد حسن فارس جشي مع رفيق له هو محمد حسن شوم، وسقوط 7 جرحى في جويا..
وردت المقاومة الاسلامية باستهداف موقع المالكية كما شنت هجوماً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مرابض العدو في الزاعورة.
البناء:
الحاخامات في الكيان يتوقعون الضربة القاضية بين 8 و13 آب مع ذكرى الخراب
تقارير وتحذيرات أميركية حول تسليح نوعي قدمته روسيا لإيران لمواجهة أميركا
المقاومة في غزة ولبنان تصعد ضرباتها واليمن يستهدف سفينة… بانتظار الرد
كتب المحرّر السياسيّ
موعد وحجم ونوع الرد الرادع من إيران ولبنان واليمن والعراق محور اهتمام العالم، والمنطقة كما العالم في حال حبس أنفاس، والكيان قادة وجيشاً ومستوطنين في حال قلق وخوف وصولاً الى الرعب والذعر، كما تقول مخازن البيوت التي امتلأت بما تم تخزينه من موجودات المخازن التجارية، رغم حالة الإنكار والمكابرة التي تعبر عنها تصريحات رئيس حكومة الاحتلال ووزير حربه ورئيس أركانه، بالإيحاء بروح معنوية عالية واستعداد لمواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، وواشنطن التي حشدت جيوشها وأساطيلها وأعلنت التزامها بحماية الكيان من خطر الردود المؤكدة الآتية، كما قال قادة إيران والمقاومة، تعترف بخطورة الموقف، وترسل المبعوثين والوسطاء، فرنسيين وأوروبيين وعرب الى طهران وبيروت ومسقط وصولاً الى صنعاء لتقديم العروض عندما تفشل التحذيرات من المخاطر. وفي سياق القلق الأميركي تقارير عن دخول موسكو على الخط، بتقديم أسلحة ومعدات حديثة لإيران لمواجهة مخاطر التدخل الأميركي، وتحذير من البيت الأبيض لموسكو من التورط في هذا الصراع، وفي الحصيلة الكلمة للميدان، حيث الاستعدادات على ضفتي المواجهة المرتقبة هي سيدة الموقف، أصحاب قرار الردّ يتابعون التحضير ويستثمرون الوقت بكل اتجاه بما في ذلك الحرب النفسية، والحلف الأميركي الإسرائيلي الذي جنّد بعض الغرب وبعض العرب، ينصب بطاريات الصواريخ ويفعل انظمة الرادارات، ويستعد لمواجهة ما يسمى بالأمطار الصاروخية.
غموض موعد ومكان ونوع وحجم الرد مقصود من إيران وقوى المقاومة، لكن الحاخامات في كيان الاحتلال يتحدثون عن موعد مرتقب بين 8 و 13 آب الحالي، أي ما بين اليوم ويوم الثلاثاء المقبل، حيث تحل ذكرى ما يسمى بالخراب الأول والخراب الثاني، والتحسب لمخاطر الخراب الثالث بحدث زلزالي كبير تسبب به خطأ أرعن من قادة مملكة بني “اسرائيل” كما تقول الروايات التي يتداولها الحاخامات، حيث وقع الخراب الأول على يد نبوخذ نصر ملك بابل والخراب الثاني على يد الإمبراطور الروماني تيتوس، اثر نزاعات وضعف داخلي وخطوات مغامرة غير محسوبة لملوك بني “إسرائيل” أودت بهم الى المقتلة.
في جبهات القتال عمليات نوعية في غزة وعبر حدود لبنان، بينما أعلن اليمن عن استهداف سفينة جديدة.
بينما برز اعلان البيت الابيض ان الوضع اقرب من اي وقت مضى الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس، برزت في الساعات الماضية تسريبات تشير إلى مفاوضات تدور في الكواليس لتفادي الرد الإيراني على «إسرائيل»، أو التخفيف من حدّته، فيما يعيش العدو الاسرائيلي الترقب والقلق بفعل الخوف من الرد المنفرد أو الموحد من إيران وحزب الله واليمن على اغتيال «إسرائيل» رئيس حركة «حماس» اسماعيل هنية والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر وقصفها مدينة الحديدة. فاستشهاد شكر سيردّ عليه الحزب رداً موجعاً، لكنه مدروس في الوقت عينه بهدف تثبيت قواعد الاشتباك السائدة منذ 8 تشرين الاول الماضي.
في المقابل، أفادت “الإيكونوميست”، أمس الأربعاء، نقلاً عن ضابط في “اليونيفيل”، أن “نمط الصراع بدأ يتغير بين حزب الله و”إسرائيل”، ولاحظنا تحولاً من الكمية إلى النوعية في إطلاق النار”. وأردف الضابط في اليونيفيل، “أصبح كلا الجانبين يستخدم القوة بشكل أكثر دقة وأسلحة أكبر حجماً”.
وتابع: “الجانبان أصبحا أكثر استعداداً للتصعيد وتجاوز خطوط الخصم الحمراء”.
في السياق أعلن “مجلس ماروم جليل الإقليمي”، أنّ “قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أمرت بتغيير التعليمات في المستوطنات المقامة على أراضيها، بما في ذلك ميرون”، موضحًا أنّه تم منع الأنشطة في المنطقة المفتوحة في ميرون ومناطق أخرى.
وتشير تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي أوردتها وسائل إعلام العدو إلى أن حزب الله “سيردّ أولاً خلال الأيام المقبلة”، وهو ما يفسر حالة الاستنفار القصوى لدى الجيش الإسرائيلي.
ووفقاً للتقديرات الإسرائيلية، فإن حزب الله “سيوجه الضربة الأولى وستكون الأهداف عسكرية وأمنية وليست مدنية”.
وتحدّثت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”)، مساء اليوم، عن تقديرات حالية صدرت عن جهتين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن “حزب الله سيهاجم أولاً وليس بالشراكة مع محور المقاومة وأن هذا سيحدث في الأيام المقبلة”، وأفادت بأن ذلك قد يعني أن حزب الله اختار الأهداف وقرر بشأن حجم الهجوم وكيفية تنفيذه.
ولبنانياً، جدد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، التأكيد على ضرورة وضع حد للتصعيد الإسرائيلي في لبنان والمنطقة، لتجنب الدخول في حرب إقليمية شاملة لن تكون في صالح أحد.
ودعا المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي الى الابتعاد عن سياسة ازدواجية المعايير واعتماد معايير موحدة في النزاع الدائر، والتحرك بشكل عاجل وحقيقيّ لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها “إسرائيل” في لبنان وغزة، ومخططاتها المتهوّرة لإطالة أمد الحرب.
وأكد ألباريس أن إسبانيا تنظر بقلق بالغ الى تطور الأوضاع في لبنان والمنطقة وهي منخرطة بشكل كبير في جهود منع التصعيد، والتوصل الى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
كما تلقى بو حبيب اتصالاً هاتفياً من نظيره القبرصي كونستانتينوس كوبوس تباحثا خلاله في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. وأكد الوزير القبرصي وقوف بلاده الى جانب لبنان وتشديدها على ضرورة ضبط النفس وخفض التصعيد ودعمها التطبيق الكامل للقرار 1701.
واستقبل بو حبيب سفير استراليا لدى لبنان أندرو بارنز الذي نقل رسالة من الحكومة الاسترالية، بشأن تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، تتمنى فيها تجنب التصعيد العسكري، وحل النزاعات والخلافات بين كل الاطراف بالطرق السلمية.
وشدد بو حبيب على أن لبنان لا يسعى الى الحرب وهو متمسك بتطبيق القرار 1701 لإرساء الهدوء على حدوده الجنوبية، لكن على المجتمع الدولي إلزام “إسرائيل” بوقف عدوانها على لبنان وغزة.
في الميدان، استهدفت غارة إسرائيلية بصاروخ دراجة نارية في وادي حيدرة بلدة جويا جنوبي لبنان. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن الغارة أدت الى سقوط شهيدين وستة جرحى. أيضاً، استهدف قصف مدفعي اسرائيلي أطراف بلدة الناقورة.
واستهدفت غارتان كونين وكفركلا. وتعرّضت أطراف بلدة زبقين والأودية المجاورة لقصف مدفعي متقطع. كما استهدف قصف مدفعي انشطاري منطقة وادي حسن التي تربط اطراف قرى طيرحرفا والجبين وشيحين ومجدلزون. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة عيترون، وأدت الغارة في حصيلة أولية إلى إصابة شخصين بجروح. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة ان قصفاً مدفعياً فوسفورياً استهدف بلدة شبعا أدى إلى إصابة مواطن بحالة اختناق استدعت دخوله إلى طوارئ مستشفى مرجعيون الحكومي للعلاج.
وخرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت وجبل لبنان وبشامون وعرمون وخلدة والشويفات وإقليم الخروب. وخرق جدار الصوت على دفعتين فوق جزين وصيدا وفي أجواء الجنوب، على علو متوسط.
وقصفت مدفعية الاحتلال منطقة الخريبة على أطراف بلدة راشيا الفخار جنوبي لبنان. ودوّت صافرات الإنذار للتحذير من هجومٍ صاروخيّ في مواقع في الجليل الأعلى من صفد، وقاديتا، والريحانية.
في المقابل، رداً على الاغتيالات في ميفدون وجويا، واصل حزب الله عملياته ضد المواقع الإسرائيلية، معلناً أنّه “شنّ هجومًا جويًّا بسرب من المسيرّات الانقضاضيّة على مرابض مدفعيّة العدو في الزاعورة، استهدفت أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها بشكل مباشر وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة”، واستهدف الحزب موقع الراهب بالقذائف المدفعية وأصابه مباشرة.
واستهدف موقع جل العلام بالقذائف المدفعية وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة. كما قصف مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعدة صليات من صواريخ الكاتيوشا، واستهدف تموضعًا لجنود العدو في جبل نذر بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة.
ودعت الخارجية الألمانية المواطنين الألمان مرة أخرى إلى “مغادرة لبنان بشكل عاجل”. وكانت أعلنت شركة “لوفتهانزا” الألمانية، عن “تعليق جميع الرحلات إلى تل أبيب وطهران وبيروت حتى 13 آب”. أيضاً، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت، أنه يُمكن للأميركيين الراغبين بمغادرة لبنان التقدّم بطلب للحصول على قرض مالي تحت عنوان “العودة إلى الوطن”.
وفي إطار مواكبة الأوضاع الراهنة ومراجعة جهوزية الوزارات والإدارات اللبنانية في حال حصول أي طارئ رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات وزارية.
وفي هذا الإطار اجتمع رئيس الحكومة مع وزيري البيئة ناصر ياسين والأشغال العامة والنقل علي حمية والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، والأمين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى. وتمّت دعوة كل الوزارات والإدارات الرسمية وكذلك المنظمات الدولية الشريكة بتنفيذ خطة الطوارئ والنقابات الأساسية من نقابة مستوردي الغذاء وغيرها.
وقال ياسين: تمت مناقشة خمس نقاط اساسية: النقطة الاولى: موضوع الإيواء وكيفية تحسين وتجهيز مراكز الإيواء، وهذا ما تم العمل عليه مع وزارة التربية والمنظمات الإنسانية الشريكة.
أما الموضوع الثاني فيتعلق بالصحة وخطة الطوارئ التي تعمل عليها وزارة الصحة، وتم عرض الوضع وجهوزية الوزارة بالنسبة للمستشفيات والمراكز الصحية.
الموضوع الثالث يتعلق بملف الغذاء وتم التأكيد من قبل مستوردي الأغذية بالسوبرماركت بأن المواد الغذائية مؤمنة، وان الوضع الحالي طبيعي من ناحية الكميات الموجودة وخطوط التوريد، وليست هناك إشكالية حول هذا الموضوع بتاتاً، ولكن في إطار السيناريوهات التي يتم وضعها ناقش المجتمعون كيفية إيصال المواد الغذائية، إذا حصل توسّع للاعتداءات وتعزيز جهوزية كل الهيئات التي تعنى بموضوع الغذاء، خاصة لتوصيل المواد الغذائية الى جميع المواطنين في لبنان. اما النقطة الرابعة فتتعلق بموضوع الفيول وهو متوفر حالياً ولا يزال وضعه طبيعياً وخطوط التوريد لا تزال تعمل بشكل طبيعي، ولكن ناقشنا تأمين البنزين والمازوت خاصة لأربعة قطاعات استراتيجية واساسية وهي الأفران والمستشفيات ومحطات ضخ المياه والسنترالات ومراكز اوجيرو.
وحذّر رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس من اللجوء الى تخزين المواد النفطية بين البيوت المأهولة لما لذلك من خطورة على أمن وسلامة المواطنين. وأوضح شماس أنّ الكميات المتوفرة تكفي لشهر بما في ذلك الكميات الموجودة في المستودعات أو لدى المستهلك سواء في السيارات او المولدات الكهربائية. ورأى شماس أنّ على المواطنين ملء سياراتهم بمادة البنزين تحسّباً لأي طارئ من دون أن يكون ذلك مدعاة هلعٍ”.
والتقى وزير الدفاع الوطني موريس سليم في مكتبه في اليرزة، قائد الجيش العماد جوزاف عون، وجرى البحث في شؤون المؤسسة العسكرية والأوضاع الأمنية في البلاد. كما تم التطرق الى التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة.
وسجل المطارنة الموارنة عقب اجتماعهم الشهري “تخوفهم من انعكاسات الحرب في غزة وجنوب لبنان وما قد تقود إليه من تصعيد شامل لأعمال العنف بإرادة أجنبية ولمصالح لا تمت إلى الوطن بصلة، فيما يعرف القاصي والداني أن الحل الوحيد الذي يأتي بالهدوء وبنوع من الاستقرار يبقى في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وخصوصاً القرار 1701”. اضافوا في بيان “أمام الأخطار التي تهدد الوطن وهول الحرب الدائرة في جنوب لبنان، ولأن الدولة يجب أن تكون حاضرة بكل مؤسساتها وأجهزتها لمواجهة هذا الواقع المصيري، نجدد مطالبة رئيس مجلس النواب نبيه بري بالدعوة إلى عقد جلسة نيابية بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، كما يدعون كل الكتل النيابية للمشاركة في هذه العملية الدستورية الأساسية”.
واعلنت مؤسسة كهرباء لبنان بأنه قد تم خروج قسريًا فجر أمس الأربعاء معمل دير عمار عن الخدمة بالكامل جراء نفاد خزينه من مادة الغاز أويل بالكامل، ولا تزال فقط في الخدمة مجموعة وحيدة في معمل الزهراني من أجل تغذية المرافق الحيوية الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، سجون، إلخ)، علمًا أنه من المرتقب أن تخرج تلك الأخيرة أيضًا عن الخدمة يوم السبت الواقع فيه 17/08/2024 على أبعد تقدير”.
في المقابل، أكد وزير الطاقة والمياه وليد فياض، أن “لبنان على موعد مع انفراجة هائلة بانتظار التبليغ الرسمي بموعد تحميل الفيول الأسود العراقي، ومع وصول الغاز أويل، ستعود الأمور إلى سابق عهدها بقدرة إنتاج تصل إلى 600 ميغاوات، مما يوفر تغذية كهربائية لفترة تتراوح بين 5 و6 ساعات يومياً”.
على صعيد آخر، وفي انتكاسة جديدة تصيب التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القويّ، أعلن النائب سيمون ابي رميا خروجه من “الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر”، مؤكداً أنه سيبقى مخلصاً للمبادئ الوطنية لهذه الحالة السياسية التي رافقته طويلاً.
وجاء في بيان الاستقالة: تخلّف قيادة التيار عن الاستجابة مع تطلّعاتنا لإدارة شؤون التيار والبلاد وحقنا في المشاركة في صياغة قرارات حزبية، بطريقة فعلية وليس فقط صورية، ولأن قصة الالتزام أصبحت كقصة “إبريق الزيت”، وهي حقّ يراد به باطل، لأنه واقعاً إلزام بسياسات وخيارات لا شراكة فعلية في صياغتها، قررت أن أنهي رحلتي كشاهد على تحلّل مؤسسة شاركت في تأسيسها وساعدت في تطويرها. إنه يوم حزين على المستوى الشخصي أن أعلن خروجي من “الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر”، لكنني سأبقى مخلصاً للمبادئ الوطنية لهذه الحالة السياسية التي رافقتها طويلاً، والتي أنتجت ظاهرة استثنائية في تاريخ لبنان الحديث. ان الانتماء الحقيقي والإخلاص للتيار الوطني الحر هو ليس بالعاطفة او الشعارات، بل بممارسة القناعات الصحيحة وبتقديم نموذج من الأداء والسلوك السياسي والنيابي الفاعل والبنّاء، وأنا على يقين أن ما أعبّر عنه في هذه الرسالة الوجدانية”..
المصدر: صحف