الشهيد السعيد القائد الجهادي الكبير العزيز السيد فؤاد شكر والذي كان يُعرف بـ (الحاج محسن)..
تعرّفت عليه في مرحلةٍ غاية في المصاعب والتي كان يمر فيها حزب الله، وكان السيد محسن يشغل مناصب عسكرية مختلفة حسب اقتضاء الحاجة ، وقبل هذه المحطة القاسية كنت أعرفه عن بُعد من دون تفاعلٍ معه، وعندما شاءت الظروف أن تجمعنا في تلك المحطة، وجدت فيه آنذاك الشاب اللطيف الذي يجمع بين الروح الشفافة والشجاعة الكبيرة في قبال العدو الإسرائيلي.
فالصديق كان يرتاح إليه والعدو كان يهابه. الحاج محسن – كما كان يُعرف- كان يجمع في شخصه حب الناس والدفاع عنهم، وفي نفس الوقت كان الشديد والقاسي على الأعداء بلا هوادة.
وعندما ذهبنا في بدايات التسعينيات من القرن الماضي إلى إنشاء العلاقات العامة في حزب الله، كان الهدف من ذلك الإطلالة على مجتمعنا بروح الإنسجام والتعاون كي يتم دمج المقاومة بمجتمعها. كان السيد محسن شكر من المساهمين والمشجعين وكنا نتعاون في تفعيل هذا الإطار.
والذي يعرف طبيعة السيد محسن العسكرية يكاد لايصدق أنّ هذا الرجل العسكري الشديد هو نفسه يُفكر بهذه الطريقة.
ومن خلال تجربتي معه، لم أرَ فيه إلا الإنسان اللطيف الجاد في العمل من دون ملل ولا كلل، وكان يوصل الليل بالنهار ويبدأ عمله وجلساته من طلوع الشمس، فكان يُتعب من يعمل معه.
أقول له: ياعزيزي لقد ختم الله لك بالشهادة التي تستحقها، وإن جاءت في وقتٍ نحن بحاجةٍ ماسة فيها إليك، لكن علينا أن نؤمن بالأجل وأنَ الله تعالى اختارك بالوقت المناسب، وبصمتُك الجهادية والإجتماعية لن تذهب معك، بل ستبقى عنوان المسار الذي يسير عليه إخوتك وأبناؤك من المجاهدين، ليس في لبنان فقط بل على صعيد محور المقاومة الذي لك مساهمات في تشكّله.
أما أنت فقد استرحت من همّ الدنيا وغمّها.. فنَم قرير العين.. وسيبقى على عاتق إخوانك الإستمرار بهذه المسيرة حتى تحقيق النصر الكامل على إسرائيل التي كنت تتمنى زوالها. ولن أنسى ذات يوم حين قلت لي: سوف نعمل على تحرير فلسطين شبراً شبراً وقريةً قرية، وكان هذا الكلام قبل التحرير، وبعد الإنتصار في أيار ٢٠٠٠م زادت هذه القناعة وتعاظمت هذه الإرادة وزاد هذا الأمل، وإن شاء الله سوف يتحقق هذا الأمل وهذه الأمنية التي أسّست لها وعمِلت عليها بقيادة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله(حفظه المولى) الذي عشقته وبايعته، وحتى عندما استشهد الأمين العام السابق الشهيد السيد عباس الموسوي (رضوان الله عليه)، وكنا نتحدث عن هذه الخسارة، كان رأيك أنّ الله تعالى اختاره ليفسح بالمجال لسماحة السيد حسن للقيام بكلّ المهام الملقاة على عاتقه، وأنّ الذي حصل تدبيرٌ إلهي؛ ليعطي دم السيد عباس دفعاً لهذه المسيرة التي سيقودها بكل جدارة السيد حسن نصرالله.
المصدر: موقع المنار