كل وسائل الإعلام الفرنسية اهتمت بخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأخير يوم الأربعاء الماضي. واغلبيتها نقلت عنه تهديده لاسرائيل و تهديده لقبرص. ولكن اقتصر كلامها على هذين التهديدين.
لم تنقل الجو العام لخطاب الأمين العام الذي يستبعد التصعيد او توسعة الحرب بحيث تكون شاملة عبر هجوم بري، لانه يعتبر ان اسرائيل غير قادرة عليه وقد اعطى عدة ادلة على ذلك من الواقع الحرب الحالية على عدة جبهات ولم تنقل عنه اعتباره انها مردوعة بالنسبة الى لبنان.
تغطية الخطاب كانت جدا مجتزأة.
رئيسة تحرير موقع المنار الفرنسي ليلى مزبودي نقلت التغطية:
موقع التلفزيون (فرانس 24) التابع للدولة الفرنسية تحت عنوان: “حزب الله اللبناني يهدد اسرائيل و قبرص على خلفية الحرب على غزة”، توقفت في مقالتها عند تهديده لقبرص بالتحديد، “دولة من الإتحاد الأوروبي” اشارت ناقلة عنه ن لديه معلومات ان اسرائيل قد تستعمل مطارات و قواعدها العسكرية في حال هاجم حزب الله مطاراتها العسكرية و بأن فتحها لاسرائيل يعني انها قبرص “جزء من المعركة”.
كما نقلت رد الرئيس القبرصي (نيكوس Christodoulides ) : بان الجمهورية القبرصية لا علاقة لها باية طريقة بهذه الحرب” وقوله ان “قبرص جزء من الحل وليس من المشكلة” عن دور الجزيرة في توصيل المساعدات الإنسانية الى غزة بالتنسيق مع الدول العربية.
ثم نقلت ان الجيش الإسرائيلي اعلن عن “مخططات عملانية لهجوم على لبنان” تم اقرارها و عن وزير الخارجية الإسرائيلي (اسرايل كاتس) قوله انه “في حرب شاملة، حزب الله سوف يدمر ولبنان سوف يتأثر بشدة”.
ابرز الأفكار التي نقلتها عن خطاب الأمين العام: قوله ان “العدو يعرف اننا حضرنا أنفسنا لأصعب الأيام” و “هو يعرف انه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا” من دون نقل كلامه بأنه يعتبره مردوعا منذ 9 اشهر. و قد تمحور خطاب السيد حول كونه مردوعا و هو الخائف من حرب مفتوحة لانه غير قادر عليها وأعطى دلائل عليها…
ونقلت عنه تهديده بأن العدو “عليه أن ينتظرنا برا وجوا وبحرا” وتحدثت عن كلامه عن السلاح: “لقد حصلنا على اسلحة جديدة…و تركنا اسلحة اخرى للأيام القادمة” مع اقتطاع كلامه بحيث يكون غير مفهوما، لم تنقل انه قال “اننا نقاتل بجزء من اسلحتنا” ولم تنقل قوله بأن حزب الله يصنع جزءا مسيراته.
صحيفة لوموند عنونت نشرتها المباشرة live على موقعها: “مباشر: حرب اسرائيل-حماس: زعيم حزب الله يحذر الدولة العبرية من حرب اكثر اتساعا”، تغطيتها على الموقع كانت جدا مقتضبة لم يشمل عنوانها قبرص، على خلاف اغلبية الوسائل الاخرى.
في الشابو تعتبر ان الصراع على الحدود وصل الى مرحلة الغليان وفي النشرة الداخلية، نقلت تهديد السيد بانه لن يكون هناك مكان بمنأ عن صواريخه من دون الإشرارة الى المسيرات كما نقلت تهديده لقبرص في حال استعملت اسرائيل مطاراتها و قواعدها.
من جهتها صحيفة (ليكسبرس) اعتمدت عنوانا ركزت فيه على تهديد قبرص دون اسرائيل في مقالة لها: ” حرب غزة: لماذا حزب الله يهاجم قبرص” و نقلت رد الرئيس القبرصي. لم تشر الى كلام الأمين العام حول معلومات حزب الله بان بعض تدريبات الجيش الإسرائيلي حصلت في هذه الجزيرة و قد وثقها الإعلام الإسرائيلي. تناولت فيما بعد تهديد اسرائيل.
صحيفة لو فيغارو تناولت ايضا الخطاب باختصار شديد ضمن نشرتها المباشرة على موقعها و اقتصرت على هذين التهديدين لاسرائيل و قبرص ولكنها ارتأت ان يكون عنوان نشرتها المباشرة على موقعها ان:” الناطق الرسمي للجيش الإسرائيلي تم انذاره بعدما قال انه لا يمكن القضاء على حماس”. الأمر يعكس رغبة في اخفاء التهديد الى ادنى حد. هذه سياسة هذه الصحيفة.
في المقابل، موقع الإذاعة الفرنسية RFI تميز بمقالة للصحافي اللبناني (بول خليفة) و هو مراسلها في لبنان الذي نقل التهديد لإسرائيل وقبرص في حال توسع الحرب على لبنان، و لكنه زاد على تغطية الوسائل الأخرى ما يدعم هذا التهديد لاسرائيل، نقل عن السيد قوله بأن رجاله قد يدخلون الى الجليل و تطمينه بأن عدد المقاتلين الذي يتجاوز المئة الف كاف حتى في حال حرب شاملة و تأكيده بأنه لم يستعمل حتى الآن سوى جزء من السلاح و ان حزب الله يصنع بعضا من أسلحته وصواريخه في لبنان وان لديه بنكا من الأهداف الإستراتيجية الوسائل الكفيلة لضربها.
موقع التلفزيون الفرنسي TV5 monde بالإضافة الى التهديدن الآنفين الذكر نقل كلام السيد حول الخشية الإسرائيلية م دخول حزب الله الجليل ضمن نشرته المباشرة على موقعه، في جملة واحدة فقط: “العدو يخشى ان تدخل المقاومة الى الجليل” مشيرة الى قوله “ان هذا الإحتمال وارد في سياق الحرب التي يمكن ان تفرض على لبنان”.
استنتاج: روح خطاب الأمين العام لحزب الله غائبة في تغطية وسائل الإعلام الفرنسية باستثناء RFI نوعا ما لانها اعتمدت على مراسلها في بيروت ربما.
قلنا و نكرر السياسات التحريرية للاعلام الفرنسي التقليدي لا تريد ان تظهر القوة لدى اعداء الكيان الصهيوني، لا تريد ان تظهر الإنجازات، هي تغذي بشكل دائم فكرة التفوق الإسرائيلي اما عبر اظهاره او عبر اخفاء نقاط القوة لدى اعدائه. او تسخيفها او الشك فيها.
ملاحظة على الهامش: لم تنقل وسائل الإعلام الفرنسية كلام السيد عن المسيرات ابدا، هناك فقرة خصص فيها كلامه عن فيديو الهدهد و علق فيها على الكلام الإسرائيلي بكثير من السخرية.
لم اجد شيئا في الإعلام الفرنسي شيئا ابدا عن هذا الفيديو الذي نشرته المقاومة بالإستناد الى مسيرة هدهد باستثناء RFI وبفضل مراسلها بول خليفة.
رأينا في الأمس مع الزميل محمد سلامي ان الإعلام الاميركي تناول هذا الموضوع، اما الإعلام الفرنسي فلا.
ما الذي قالته RFI بعد نقلها للمضامين الأساسية للصور: المجمع الصناعي العسكري التابع لهيئة تطوير التسلح ، المعروف باسم رافائيل. حلقت فوق سفن حربية راسية في ميناء حيفا ومنشآت بتروكيماوية وخزانات نفط ومطار ومرت على منصات القبة الحديدية أو المستودعات لتجميع مكونات الصواريخ المضادة للطائرات.
وصفته بالعمل الاعلامي الذي يريد حزب الله من خلاله أن يظهر للقادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين ، كما للرأي العام في إسرائيل ، أن لديه قائمة طويلة من الأهداف المحتملة المحددة والمدرجة جيدا.
المصدر: موقع المنار