الصورة يمكنها أن تحفِّز ذكرى دفينة وتستدعي لحظة محددة أسرع كثيراً ممَّا تفعل الكلمات، ولكن لماذا بالتحديد؟
لقد عرف علماء الأعصاب منذ سنوات عديدة أنَّ للبشر قدرة غير عادية على ترميز الصور. وذكر تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية أن إحدى الدراسات، التي أُجرِيت أولاً منذ نحو 50 عاماً وأُعيدت ثانيةً مؤخراً، عُرِض على المشاركين 10000 صورة، ثم بعد بضعة أيام، 1000 صورة أخرى، نصفها من الصور الأصلية والنصف الآخر صور جديدة.
خلال ثوانٍ، أشار المستجيبون إلى الصور التي رأوها سابقاً بدقةٍ. لهذا السبب، عندما تستعرض صور العام في نهايته، تجد أنَّ صورة التُقِطت منذ 6 أشهر لا تزال تبدو مألوفة، رغم أنَّك لم تكُن تستطيع استدعاءها منذ دقيقة.
يمكن حدوث هذا لأنَّ أدمغتنا ليست بارعة جداً في تخزين “جوهر” الصورة، إذ لا تلتقط الموضوع فقط وإنَّما الخصائص البصرية المحددة أيضاً. لا يمكنك استدعاء هذا في عقلك بفعالية، هذا ما ندعوه “تأثيراً سلبياً”. إذا طُلِب منك استدعاء صورة إخبارية من مارس/آذار، ربما تواجه صعوبة في ذلك، ولكن إذا رأيتَ كومةً من الصور من ذلك الوقت، ستعلم على الفور تلك التي رأيتها من قبل.
قبل أنَّ نُصاب بالغرور الشديد، من الجدير بالذكر أنَّه يوجد حيوان واحد آخر على الأقل يشاركنا قدرةً مماثلة، وهو الحمام. إذ يظهر في الدراسات تمتُّعه بمستويات عالية من التذكُّر عندما تُعرَض عليه صور مختلفة، وهي قدرة مفيدة في العثور على الطعام. أمَّا في حالتنا، فربما يرتبط الأمر بالعلاقات الاجتماعية أو التجول.
مهما كانت الصورة تافهة، فالأمر الممتع هو التعرُّف عليها وألفتها، وهي ميزة إضافية يفتقر إليها الحمام ولكنَّها مُرضِية لنا.
المصدر: هافينغتون بوست