تستمر المواجهات والاشتباكات بين العدو الاسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية على أكثر من محور في قطاع غزة، لا سيما في مخيم جباليا شمالي القطاع وشرق رفح جنوبي القطاع، حيث تسطر المقاومة بطولات، ويفاجئ مجاهدوها العدو بعمليات النوعية تكبد الأخير خسائر ضخمة في العديد والعتاد. جديدها كان اعلان كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) “الاجهاز على 15 جندياً إسرائيلياً بعد اقتحام مجموعة من مقاتليها لمنزل تحصن فيه عدد كبير من الجنود واشتبكوا معهم من مسافة الصفر بالرشاشات والقنابل اليدوية، وبعدها فجروا عبوة مضادة للأفراد في منطقة حي التنور شرق مدينة رفح”. كما أعلنت كتائب القسام استهداف دبابة إسرائيلية من نوع “ميركافا 4” بقذيفة “الياسين 105” في حي التنور شرق رفح.
وأكدت كتائب القسام أنها أطلقت صاروخاً من نوع “سام 7” تجاه طائرة مروحية إسرائيلية من طراز “أباتشي” شمال مخيم جباليا، وسط اشتداد المعارك في المنطقة مع استمرار العملية البرية العسكرية للعدو لليوم السابع على التوالي. من جهتها، أفادت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) أنها فجرت دبابة ميركافا إسرائيلية بعبوة من نوع “برق” في محور التقدم شرق مخيم جباليا.
معضلة اليوم التالي
ومع دخول العدوان يومه الـ 225، يفتح النقاش عن “اليوم التالي للحرب” على صعيد الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول الغربية، وهناك يكمن المأزق الكبير لدى الكيان والذي تحول إلى خلاف كبير وتبادل اتهامات بين قيادتيه السياسية والعسكرية، في ظل فشل في تحقيق أي من الأهداف المعلنة وتحول المعارك في غزة واحتلال أجزاء منه إلى فخ استنزاف كبير. وهنا توجه أصابع الاتهام لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه لم يحدد ماذا يريد فعلياً من هذه الحرب بما يتناسب مع ما يستطيع جيشه القيام به، إذ إنه صعد عالياً إلى الشجرة دون سقوف واضحة، وها هو عالق الآن في ظل اتضاح عدم القدر على “القضاء على حماس” التي أعلن المتحدث باسمها أبو عبيدة أن مجاهديها حاضرون لمعركة استنزاف طويلة.
وبناءً عليه، فقد تحدثت “صحيفة الأخبار” اللبنانية عن انعقاد اجتماع رسمي في الرياض، على هامش أعمال “المنتدى الاقتصادي العالمي”، في 29 نيسان/ابريل، بين وزراء خارجية وممثلين عن “السداسية العربية” (السعودية والأردن ومصر والإمارات وقطر والسلطة الفلسطينية)، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن. وكان محوره، بحسب إعلانات تلك الدول، بحث مسألة “اليوم التالي” للحرب.
يأتي ذلك في وقت نقل فيه موقع “أكسيوس” عن مصدرين قولهما إن بريت ماكغورك كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط التقى الثلاثاء الماضي بالدوحة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لبحث استئناف مفاوضات التبادل غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال.
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة معاريف عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الإدارة الأميركية توصلت إلى حقيقة مفادها أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن تختفي من قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، مؤكدا أنها ستبقى بشكل أو بآخر في القطاع. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، نقلا عن هذا المسؤول، أن “الهدف الأميركي هو إضعاف حماس بحيث لا تكون قادرة على شنّ هجوم عسكري مماثل للذي شنته في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي”، على حد تعبيره.
يُشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اقترح فرض ما أسماه حكم عسكري إسرائيلي في غزة بعد انتهاء الحرب، وسط رفض أعضاء حكومته للاقتراح نظراً لكلفته العالية بـ”الدم والمال”.
تطورات العدوان
وفي وقت دعت فيه الجزائر وسلوفينيا إلى عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الاثنين المقبل لمناقشة الأوضاع في رفح جنوبي القطاع، أكدت الأمم المتحدة أنه لم يبق شيء تقريبا للتوزيع في غزة، بإشارة إلى اقتراب المجاعة.
من جهة ثانية، واصلت طائرات الاحتلال ومدفعيته غاراتها وقصفها العنيف اليوم على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين وشوارع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى. وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال ارتكب 9 مجازر في القطاع راح ضحيتها 83 شهيدا و105 مصابين خلال 24 ساعة الماضية، لافتة إلى ارتفاع عدد شهداء العدوان إلى 35 ألفا و386 و79 ألفا و366 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
مصادر محلية: فلسطينيون يعودون إلى منازلهم المدمرة في خانيونس pic.twitter.com/VqTnjwEUfu
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 18, 2024
وفي السياق، قالت مصادر إعلامية إن شابين استشهدا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب وادي غزة شمال المحافظة الوسطى، مضيفةً أن شابين آخرين استشهدا غرب مخيم النصيرات وسط القطاع.
هذا ووصل 20 مصاباً إلى المستشفى إثر قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لفلسطينيين في مخيم جباليا شمال القطاع، كما وقع شهداء وجرحى اثر قصف إسرائيلي دمر حيا سكنيا مأهولا في محيط مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا.
شاهد | عشرات الشهداء والجرحى بقصف طائرات الاحتلال بوابة مركز إيواء في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة. pic.twitter.com/HZ31S0Wx8S
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) May 18, 2024
وأفادت مصادر إعلامية باستشهاد فلسطيني في قصف استهدف منزلا في منطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، مؤكدةً أن قصفاً مدفعياً متواصلاً يستهدف مخيم جباليا شمال القطاع. وأعلن الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل أن العملية الإسرائيلية المكثفة على جباليا، أسفرت عن تدمير نحو 300 منزل بشكل كامل، واصفاً الدمار في المنطقة بـ”الهائل”.
وسبق أن تم انتشال شهيد وعدد من الإصابات من منزل عائلة قديح الذي قصفه الاحتلال في عبسان الكبيرة، وما زال هناك شهداء تحت الأنقاض. وارتقى شهداء وأصيب آخرون جراء تدمير عدة منازل ومحطة وقود شرقي بلدة عبسان بخانيونس جنوب القطاع. هذا وقصفت مدفعية الاحتلال فجر اليوم جنوب رفح وشرقيها بالتزامن مع إطلاق نار من الطائرات المروحية.
وشن طيران الاحتلال غارة عنيفة تزامنا مع قصف مدفعي على مدينة رفح. كما وشنت طائرات الاحتلال غارة على منطقة الفراحين شرق بلدة عبسان الكبيرة بخان يونس. وأصيب ثلاثة مواطنين جراء قصف إسرائيلي بالقرب من المستشفى الإماراتي غرب رفح.
وأطلقت طائرات “كواد كابتر” النار محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة. واستمر العدوان الإسرائيلي على مخيم جباليا وسط اشتباكات ضارية مع المقاومة. وأطلقت آليات الاحتلال النار مع قصف مدفعي متقطع شرق مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع.
“شفت الصاروخ وهو نازل وشردت منه”..
⬅️ شاهد.. طفل أصيب بجروح خطيرة في قصف للاحتلال على وسط القطاع pic.twitter.com/IxhFQguotq— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) May 18, 2024
وقالت مصادر محلية، إن عددًا من المواطنين أصيبوا جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة اصليح في منطقة معن بخانيونس. واستشهد مواطن وأصيب آخرون، الليلة، في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف مخيم جباليا، شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال أطلقت عدة قذائف صوب مدرسة فيصل بن فهد غرب المخيم، ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة آخرين. وقال الدفاع المدني في رفح، إن طواقمه تمكنت من انتشال شهيدين، نتيجة استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا لعائلة “أبو هاشم” بمخيم بربرة وسط رفح الليلة الماضية.
المصدر: موقع المنار