اعتقال الناشط محمود خليل في أمريكا.. تظاهرات متواصلة ومطالبات بالإفراج عنه – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

اعتقال الناشط محمود خليل في أمريكا.. تظاهرات متواصلة ومطالبات بالإفراج عنه

الناشط محمود خليل

شهدت مدينة لوس أنجلوس الأمريكية مظاهرة حاشدة للتضامن مع طلبة جامعة كولومبيا، والمطالبة بالإفراج عن الناشط محمود خليل.

وقد رفع المتظاهرون شعارات تندد بقرار إدارة الجامعة طرد وتعليق دراسة بعض الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات الواسعة ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة العام الماضي. كما عبروا عن دعمهم للطلاب الذين تعرضوا للعقوبات بسبب مشاركتهم في تلك الاحتجاجات.

وفي الأيام الأخيرة، شهدت عدة مدن وولايات أمريكية مسيرات تضامنية مشابهة مع طلبة جامعة كولومبيا. وكان مجلس التأديب بالجامعة قد أعلن، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الطلاب، عن فرض عقوبات على المشاركين في الاحتجاجات دعماً لفلسطين، مشيرًا إلى طرد بعضهم وتعليق دراسة آخرين، فضلاً عن إلغاء شهادات بعض الخريجين بشكل مؤقت.

 

وكانت جامعة كولومبيا قد أعلنت في وقت سابق عن طرد بعض الطلاب وتعليق دراسة آخرين بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات العام الماضي، بعد دخولهم قاعة هاملتون أثناء هذه الاحتجاجات. ومع ذلك، لم تحدد الجامعة عدد الطلاب الذين تأثروا بهذه العقوبات.

وفي وقت سابق، ألقت السلطات الأمريكية القبض على الناشط الطلابي الفلسطيني محمود خليل، الذي قاد الاحتجاجات التضامنية في جامعة كولومبيا تنديدًا بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قد أشار في وقت سابق إلى أن الحكومة ستقوم بإلغاء تأشيرات دخول أنصار حركة حماس إلى الولايات المتحدة أو بطاقاتهم الخضراء، بهدف ترحيلهم.

وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يتعلق بـ “مكافحة معاداة السامية”، الذي يتيح ترحيل الطلاب الذين يشاركون في مظاهرات داعمة لفلسطين.

وقد شملت الجامعات التي شهدت احتجاجات دعمًا لفلسطين كلاً من جامعة كولومبيا، جامعة نورث وسترن، جامعة بورتلاند الحكومية، جامعة توين سيتيز في مينيسوتا، وحرم بيركلي بجامعة كاليفورنيا، حيث انتشرت هذه الاحتجاجات منذ نيسان/ أبريل 2024 في العديد من الجامعات الأمريكية.

وقد تواصلت الاحتجاجات لتشمل أكثر من 50 جامعة في البلاد، وأسفرت عن احتجاز أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

وفي الأسبوع الماضي، شهدت جامعة كولومبيا توتراً بعد تدخل الشرطة لفض احتجاجات ضد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، مما أدى إلى اعتقال بعض المتظاهرين.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، ارتكبت منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. بالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن أكثر من 14 ألف مفقود جراء الهجمات المستمرة.

محامو الطالب محمود خليل: اعتقاله انتهاك للدستور الأميركي

وقال محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل إن سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب بترحيل بعض الأجانب الذين شاركوا في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين غير دستورية. وأكدت محاميته أنه لا يوجد أساس قانوني لاتهامه بدعم حركة حماس لمجرد مشاركته في الاحتجاجات ضد قصف المدنيين الفلسطينيين.

ونقلت وكالة رويترز عن تود بلانش، نائب المدعي العام الأمريكي، قوله إن وزارة العدل الأمريكية تحقق في ما إذا كانت الاحتجاجات الطلابية في جامعة كولومبيا بشأن حرب غزة تنتهك قوانين الإرهاب الاتحادية.

وفي أول دعوى قضائية يقدمها محامو الطالب، والتي جاءت بعد أن أوضحت السلطات الأمريكية “الأساس القانوني” لاعتقال محمود خليل، حثّ محامو الطالب قاضي المحكمة الجزئية في مانهاتن، جيسي فورمان، على إطلاق سراحه فورًا من مركز احتجاز المهاجرين، مشيرين إلى أن اعتقاله يشكل انتهاكًا لحقوقه في حرية التعبير.

ماذا نعرف عن محمود خليل، المهدَّد بالترحيل من الولايات المتحدة؟

محمود خليل، طالب فلسطيني يبلغ من العمر 29 عامًا، وهو من أبناء اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من طبريا (شمال الأراضي المحتلة) إلى سوريا. يحمل خليل إقامة دائمة في الولايات المتحدة، وهو متزوج من مواطنة أمريكية وينتظر مولوده الأول الشهر المقبل.

اشتهر خليل بدوره البارز في تنظيم المظاهرات الطلابية في جامعة كولومبيا ضد العدوان الإسرائيلي على غزة في عام 2024. وكان يتحدث ويقود التظاهرات، مطالبًا بسحب الاستثمارات من الاحتلال الإسرائيلي.

في مارس 2025، اعتُقل خليل في نيويورك من قبل سلطات الهجرة الأمريكية بعد حملة ضد الطلاب الأجانب الذين شاركوا في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين. وقد اعتبرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الاحتجاجات بمثابة “معاداة للسامية”، وهددت بترحيل المشاركين.

شهدت عدة مدن أمريكية مظاهرات ضد اعتقاله، فيما وقع أكثر من 2.5 مليون شخص على عريضة تطالب بالإفراج عنه. محامو خليل طالبوا بمنع ترحيله، ونجحوا في الحصول على قرار من محكمة مانهاتن الجزئية يمنع ترحيله لحين النظر في قضيته.

خليل، الذي كان يدرس في جامعة كولومبيا للحصول على درجة الماجستير في الشؤون الدولية، قد عمل سابقًا في السفارة البريطانية في بيروت قبل انتقاله إلى الولايات المتحدة في 2022.

قضية خليل أصبحت رمزًا لصراع بين الطلاب المناصرين لفلسطين وإدارة ترامب التي تسعى إلى فرض قوانين أشد على الجامعات الأمريكية. وتعتبر هذه القضية اختبارًا لحرية التعبير في ظل التوترات السياسية الراهنة.

اعتقال طالبة جديدة

في ضوء اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للطلبة المتعاطفين مع فلسطين في الجامعات الأمريكية بأنهم معادون للسامية ومناصرون للإرهاب، وتهديده لهم بالاعتقالات، بدأت حملة الاعتقالات تشمل الطلبة واحدًا تلو الآخر.

فبعد اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل، أعلن مسؤولون في إدارة الهجرة الأمريكية عن اعتقال طالبة جديدة تدعى “لقاء كردية”، شاركت في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا.

وفقًا لوزارة الهجرة، تم اعتقال كردية بسبب تجاوزها مدة الإقامة المسموح بها بعد انتهاء تأشيرتها الدراسية التي أُلغيت في يناير 2022 بسبب “عدم حضورها”. كما أضافت الوزارة أن كردية كانت قد اعتُقلت سابقًا لمشاركتها في احتجاجات بجامعة كولومبيا في أبريل 2024.

المصدر: مواقع