انطلقت في العاصمة البحرينية المنامة، اليوم الخميس، أعمال القمة العربية الثالثة والثلاثين، في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من سبعة أشهر، برئاسة الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، وبمشاركة القادة العرب أو من يمثلهم، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية.
وسيبحث القادة العرب 9 بنود رئيسية على جدول الأعمال، تحت إطار العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، والتعاون العربي مع التجمعات الدولية والإقليمية، وتقرير رئاسة القمة الثانية والثلاثين عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وتقرير الأمين العام للجامعة العربية عن مسيرة العمل العربي المشترك.
كما يتضمن جدول الأعمال بنداً خاصاً بالقضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي، وتفعيل مبادرة السلام العربية، والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس، ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني، وأوضاع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، ومتابعة التوسع الاستيطاني وجدار الفصل العنصري والمعتقلين.
وكان قد صرّح المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي، قائلا” أن “القمة العربية تنعقد في ظروف غير عادية، وستتضمن كل القضايا العربية وقضايا الأمن القومي العربي، مؤكدا أن القضية الفلسطينية استحوذت على الأعمال التحضيرية للقمة العربية”.
وأشار إلى أن “القمة العربية الثالثة والثلاثين التي تنعقد في العاصمة البحرينية المنامة والتي سيشارك فيها رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الخميس، سيتصدرها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إضافة إلى عدد من القضايا العربية”.
وأضاف رشدي، أن “هناك حاجة إلى التدخل الدولي من أجل الوصول إلى حل للدولتين، وإيجاد أفق سياسي يستجيب للمأساة التي تحدث في فلسطين، والأوضاع الكارثية في غزة”.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عُقد في الرياض قمة عربية طارئة تعقد قمة عربية طارئة بعد طلب فلسطيني سعودي، لبحث العدوان على قطاع غزة.
أبرز كلمات القادة العرب
وفي كلمته، طالب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، المجتمع الدولي بدعم جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، داعياً إلى وقف أي نشاط يؤثر على سلامة الملاحة البحرية. كما أعلن بن سلمان أن بلاده تدعم جميع الجهود وتعمل على حل القضايا القومية العربية.
وبدوره، قال ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، إن القمة العربية تنعقد وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد من حروب مدمرة ومآس إنسانية مؤلمة وتهديدات تمس أمتنا في هويتها وأمنها وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.
وقال “مع استمرار المخاطر المحيطة بأمننا القومي العربي يتزايد حجم المسئولية الملقاة على عاتقنا لحماية مسيرتنا العربية المشتركة ولفتح صفحة جديدة من الاستقرار والتنمية تقربنا من تطلعاتنا المشروعة كقوة حضارية قادرة على فهم متطلبات العصر ومواكبة عجلة تقدمه”.
وأضاف “في ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من إنكار لحقوقه المشروعة في الأمن والحرية وتقرير المصير، تزداد حاجتنا لبلورة موقف عربي ودولي مشترك وعاجل، يعتمد طريق التحاور والتضامن الجماعي لوقف نزف الحروب وإحلال السلام النهائي والعادل، كخيار لا بديل عنه”.
أما الأمين الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، فقد شدد على ان الكيان الإسرائيلي يواصل عمليات التطهير العرقي بقوة السلاح، وقال “ما نشاهده من تصرفات إسرائيل يشير إلى اوهام القوة والهيمنة”، وأضاف “طريق السلام يقتضي منهجا مختلفا وانهاء الاحتلال لفلسطيني، الاحتلال والسلام لا يجتمعان”.
واعتبر أبو الغيط أن “أقرب أصدقا وحلفاء إسرائيل يقف اليوم عاجز لجمها”، وطالب المجتمع الدولي بمؤتمر دولي للسلام بفلسطيني، داعياً إلى وضع مسار موثوق لا رجعة عن لإقامة الدولة الفلسطينية.
وفي سياق آخر، أكد أبو الغيط على ان “الحرب في السودان تهدد حياة الملايين ويجب إسكات البنادق فورا”، داعياً إلى “وقف القتال في السودان والحفاظ على مؤسسات الدولة”.
وفي كلمته أمام القمة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطوني غوتيرش، إلى وضع حد للمأساة في غزة فورا، وقال إن “الحرب في غزة مروعة وأرفض سياسية العقاب الجماعي للفلسطينيين.
الهجوم على رفح غير مقبولا بأي شكل من الأشكال”، وجدد الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وأكد غوتيرش أن “هناك نقص كبير في المساعدات الإنسانية في غزة”، وقال “اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على قوافل المساعدات خطيرة”.
وبدوره، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، “نواجه حربا شعواء على الشعب الفلسطيني”، وأضاف “كل تأخير لحل الدولتين هو إسهام في تدمير جميع مقومات الحياة وإراقة الدماء”، داعياً إلى “تنشيط الشراكة العربية الأفريقية”.
وشدد فكر على ضرورة أن تتوقف حرب السودان بعيدا عن كل تدخل خارجي، وقال “يجب دعم المصالحة الوطنية بالسودان لتحقيق الاستقرار”.
ومن جانبه، أكد الملك الأردني عبد الله الثاني، أن منطقتنا تشهد واقعا اليما وغير مسبوق بسبب ما يحدث في غزة، وقال “حرب إسرائيل على غزة تجاوزت واخترقت كل المواثيق والقوانين الدولية”.
وقال عبدالله الثاني “يجب أن تتوقف الحرب على غزة فورا”، داعياً إلى اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وأضاف “ما يشهده غزة من تدمير سيتر سيترك أثار سلبية”.
واعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن القمة العربية تنعقد في ظرف دقيق وسط تحديات غير مسبوقة، وقال “الحرب الإسرائيلية تفرض الاختيار بين مساري السلام أو الفوضى، وأن حرب غزة سجلت مأساة كبرى على المدنيين”. وأضاف “نشهد عجزا دوليا إزاء ما يجري في غزة”، وقال “إسرائيل أمعنت في القتل والانتقام وتهجير الفلسطينيين”.
البيان الختامي للقمة العربيّة في البحرين
أكد بيان قمة البحرين على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة ورفع الحصار عن القطاع، مشددا على ضرورة تمكين “الأونروا” من العمل وتوفير الدعم المالي.
وأكد بيان القمة العربية في دورتها الـ33 المنعقدة في العاصمة البحرينية المنامة، على اهمية استمرار اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة في جهودها المستهدفة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أكثر من مليونين وثلاث مائة ألف مواطن فلسطيني.
كما أكد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فورا، وخروج قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع مناطق القطاع، ورفع الحصار المفروض عليه، وإزالة جميع المعوقات وفتح جميع المعابر أمام إدخال مساعدات إنسانية كافية لجميع أنحائه، وتمكين منظمات الأمم المتحدة، وخصوصا وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) من العمل، وتوفير الدعم المالي لها للقيام بمسؤولياتها بحرية وبأمان.
وجددت القمة الرفض القاطع لأي محاولات للتهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه بقطاع غزة والضفة الغربية، ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف إطلاق النار الفوري والدائم وإنهاء العدوان في قطاع غزة، وتوفير الحماية للمدنيين، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين.
ودان البيان عرقلة الحكومة الإسرائيلية لجهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإمعانها في التصعيد العسكري من خلال إقدامها على توسيع عدوانها على مدينة رفح الفلسطينية رغم التحذيرات الدولية من العواقب الإنسانية الكارثية لذلك.
كما دان سيطرة القوات الاسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بهدف تشديد الحصار على المدنيين في القطاع، مما أدى إلى توقف عمل المعبر وتوقف تدفق المساعدات الإنسانية، وفقدان سكان غزة من الشعب الفلسطيني لشريان الحياة الرئيسي.
من حضر قمة البحرين ومن تغيب عنها من الزعماء العرب؟
ويحضر قمة البحرين كل من:
- الرئيس السوري بشار الأسد
- رئيس فلسطين محمود عباس
- ملك الأردن عبد الله الثاني
- رئيس مصر عبد الفتاح السيسي
- رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني
- رئيس العراق عبد اللطيف جمال رشيد
- رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي
- رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد محمد العليمي
- رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا محمد يونس المنفي
- رئيس جزر القمر المتحدة غزالي عثمان
- رئيس وزراء الصومال حمزة عبدي بري
- رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيله
- أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
- ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
ويتغيب عن القمة من الزعماء العرب:
- رئيس الجزائر عبد المجيد تبون وينوب عنه وزير الخارجية أحمد عطاف
- ملك المغرب محمد السادس وينوب عنه رئيس الحكومة عزيز أخنوش
- سلطان عمان هيثم بن طارق ويمثل السلطنة نائب رئيس الوزراء أسعد أل سعيد
- أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح ويمثله رئيس الوزراءالشيخ أحمد العبد الله
- رئيس تونس قيس سعيد وينوب عنه وزير الشؤون الخارجية، نبيل عمار
- رئيس الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد وينوب عنه نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي محمد بن راشد
- رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان، ينوب عنه وزير الخارجية المكلف حسين عوض علي
المصدر: مواقع