تناولت الصحف الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليو الثلاثاء 14-5-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
جباليا تباغت العدو: مقاومةٌ بـ«خلايا بِكر»
غزة | يزداد المشهد الميداني في مناطق شمال قطاع غزة تصاعداً، حيث ينفذ جيش الاحتلال عملية برية واسعة في مخيم جباليا، بالتزامن مع استمرار اجتياح حي الزيتون، فيما تحافظ العملية في مدينة رفح على حدودها البرية ذاتها، وتتوسع على صعيد القصف الجوي والمدفعي.
وفي المقابل، لا يظهر أداء المقاومة التي تمسك بزمام المشهد الميداني، أنها هي ذاتها التي تعرّضت لكل ذلك الضغط طوال أكثر من سبعة أشهر من الحرب، حيث يقر العدو، مثلاً، بأنه يقاتل كتائب عسكرية في مخيم جباليا لم تتعرّض لأي خدش، علماً أن الأخير كان قد شهد، أمس، معارك عنيفة جداً لم تقلّ حدتها عمّا عاشه أول من أمس.
وأعلنت غالبية الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تنفيذها العشرات من المهام القتالية هناك، فيما أكدت «كتائب القسام» أنها تمكّنت، مع ساعات الصباح الأولى، من استهداف أربع دبابات من نوع «ميركافا» بقذائف «الياسين 105» في محور التقدم شرق المخيم.
ومع ساعات الظهيرة، حاولت الآليات الإسرائيلية التقدّم من منطقة شرق المخيم، وتحديداً من حي الصالحين وخلف مدارس «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين»، في اتجاه وسط «جباليا»، وتحديداً منطقة مركز الشرطة وعيادة الوكالة، لتقوم المقاومة حينها باستهداف دبابتين، ولتعلن «القسام» لاحقاً أنها تمكّنت من تدميرهما. وعن المحور نفسه، أعلنت «القسام»، مجدداً، مع ساعات العصر، تدمير جرافة عسكرية من نوع «D9»، فيما أكّدت أنها تمكّنت، في عملٍ نوعي آخر، من إسقاط قذيفة «الياسين 105» من طائرة «درون» على دبابة «ميركافا».
ومن جهتها، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» تمكّن مقاوميها من تفجير دبابة بقذيفة «آر بي جي» شرق المخيم. أما «سرايا القدس» فقد أفادت بأنها تمكّنت من قنص جنديين إسرائيليين خلف مدارس أبو زيتون شرق المخيم، بينما ذكرت «القسام»، أيضاً، أنها تمكّنت من قنص جندي آخر في محيط حي الصالحين شرق مخيم جباليا.
كذلك، أعلنت «لجان المقاومة الشعبية» أن مقاوميها تمكّنوا من استهداف مدخل مبنى «شرق – بلوك 2» بقذيفة مضادة للأفراد، عندما حاولت قوة راجلة من جيش الاحتلال الدخول إليه، ما تسبّب بإيقاع أفراد القوة بين قتيل وجريح.
يشير المنحنى البياني للعمل المقاوم إلى تصاعد بفارق 5 عمليات عن يوم أول من أمس
وفي محصّلة الأمر، لم يشهد العمل المقاوم أي تراجع يُذكر في مخيم جباليا، حيث يقاتل العدو خلايا عسكرية بكراً، تقدّم أعلى مستويات الأداء.
وبلغت حصيلة الآليات المستهدفة، نهار أمس، 10 آليات، بالإضافة إلى ثلاث عمليات قنص، فضلاً عن عشرات عمليات الاستهداف للقوات المتوغّلة بقذائف «الهاون».
وهنا، يشير المنحنى البياني للعمل المقاوم إلى تصاعد بفارق 5 عمليات عن يوم أول من أمس، حيث نفّذت المقاومة، الإثنين، 17 عملية ميدانية مقارنة بـ12 مهمة، الأحد.
أما في حي الزيتون، فلا تزال الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تسدّد ضربات موجعة للقوات المتوغلة؛ إذ أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها تمكنوا من تفجير آلية عسكرية بعبوة برميلية من طراز «ثاقب» شديدة الانفجار قرب مسجد بدر في حي الزيتون.
كما أعلنت أنها تمكّنت من دك القوات المتوغلة بعدد من قذائف «الهاون». وفي رفح، لا تزال تمارس المقاومة أعلى مستويات المشاغلة، حيث دكّت «سرايا القدس»، بالمشاركة مع «كتائب القسام»، معبر رفح البري بوابل من قذائف «الهاون»، ما تسبب بإصابة 10 جنود، بينهم ثلاثة إصاباتهم خطيرة. كذلك، جدّدت «القسام» دكّها لمعبر رفح البري بالعشرات من قذائف «الهاون»، فيما أعلنت أيضاً استهداف دبابة بقذيفة «الياسين 105» في شارع جورج، شرقي رفح.
أيضاً، أعلنت «السرايا»، بدورها، أنها تمكّنت من استهداف تجمع لجنود العدو بالعشرات من قذائف «الهاون»، في الشارع نفسه.
وبالتوازي مع المشهد الميداني المشتعل، وجّه الناطق باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، ضربة معنوية جديدة إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بإعلانه أنه «نتيجة القصف الصهيوني الهمجي خلال الأيام العشرة الماضية، انقطع اتصالنا مع مجموعة من مجاهدينا تحرس أربعة من الأسرى الصهاينة، من بينهم الأسير هيرش جولدبيرغ بولين»، الأمر الذي يرجّح أن هؤلاء الأسرى قضوا في القصف الإسرائيلي.
كتاب من بو حبيب للمقداد: نطالب بدعوة سوريا للمشاركة في مؤتمر النازحين | لبنان يخفّض تمثيله في بروكسيل تضامناً مع دمشق
قبل انعقاد الجلسة النيابية غداً لبحث مسألة النازحين السوريين، ردّ وزير الخارجية عبدالله بو حبيب برسالة رسميّة على رسالة نظيره السوري فيصل المقداد الذي اعتبر فيها أن «مؤتمر بروكسيل منصة للهجوم على سوريا».
وأكّد بو حبيب، في جوابه حول الهواجس السورية من التغييب المتعمّد لممثلي دمشق عن المؤتمر، أن «مشاركة لبنان في المؤتمر تنطلق من قناعة بعدم جواز تغييب الدول المعنية بالأزمات أو تلك المتأثّرة بها عن المؤتمرات والاجتماعات والمبادرات المخصّصة لهذه الأزمات»، و«انطلاقاً من هذه القناعة يرى لبنان أهمية دعوة الجمهورية العربية السورية للمشاركة في مؤتمر بروكسيل باعتبارها الدولة الأولى المعنية بأهداف المؤتمر ومخرجاته، لذلك طالب لبنان وسيطالب مرة أخرى بدعوة سوريا إلى المشاركة».
وأضاف بو حبيب «يؤكد لبنان على ضرورة مساعدة النازحين ودعمهم في بلدهم خصوصاً أن الأوضاع الأمنية في سوريا تسمح بعودتهم، من خلال تقديم المساعدات المادية والعينية لهم في وطنهم الأم، بدل تحفيزهم على البقاء في بلدان أخرى، وإطلاق عجلة مشاريع نموذجية بعد تعثّر عملية التعافي المبكر الأممية في تحقيق أهدافها المرجوّة».
وحول إشارة المقداد إلى الموقف السياسي لمنظّمي المؤتمر، قال بو حبيب إن «لبنان الحريص على استقرار سوريا وأمنها ورفاه شعبها الشقيق، يؤكد دائماً على حق الشعب السوري في تقرير مصيره وعلى رفضه وإصراره على عدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية.
ومن هنا فإن مشاركة لبنان في مؤتمر بروكسيل تشكل فرصة لإعلاء الصوت ومحاولة تغيير المقاربة الدولية للأزمة السورية من خلال فصل موضوع النزوح عن السياسة، وذلك تسهيلاً لاستعادة سوريا عافيتها وعودة النازحين السوريين إلى وطنهم. فالعقوبات المفروضة على سوريا هي سياسية بامتياز وسبب أساسي للأزمة الاقتصادية الحادّة وتزيد من معاناة الشعب السوري».
وفي ختام الرسالة حاول بو حبيب تبديد الهواجس السورية مؤكّداً أن «لبنان الذي بادر إلى التحاور مع الحكومة السورية في مسألة النزوح السوري إلى أراضيه، حيث لاقى تجاوبكم لحلّ هذه المسألة خلال زيارتنا الأخيرة لدمشق، سيحاول بالتنسيق معكم ومع المجتمع الدولي وضع خطة شاملة وإجراءات عملية تكون كفيلة بتأمين عودة النازحين إلى ديارهم بكرامة وأمان».
تأتي رسالة وزير الخارجية في ظلّ النقاش الرسمي حول مشاركة لبنان في المؤتمر، إذ سُجّل تطوّر لافت مساء السبت الماضي، حيث حُسمت مسألة عدم مشاركة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في المؤتمر، بعد اتصال الرئيس نبيه بري برئيس الحكومة وحصول نقاش بينهما حول تمثيل لبنان، واقتراح بري بأن يرأس الوفد وزير الخارجية، كتعبير ضمني عن رفض غياب سوريا عن المؤتمر وموقف الاتحاد الأوروبي تجاه مسألة النازحين في لبنان.
وتبلور الموقف مع وضوح الموقف السوري، بعد نقاش بين بري وميقاتي وحزب الله الذي يعتبر التنسيق مع الحكومة السورية في أي خطوة تجاه مسألة النازحين أمراً أساسياً ولا يمكن تجاوزه، وبات واضحاً أن الخطوط العامة للموقف الرسمي اللبناني تؤكد على أمرين أساسيين: التنسيق الكامل مع الحكومة السورية واستفادة السوريين من الأموال المخصّصة لهم في مبادرة الاتحاد الأوروبي الجديدة في سوريا وليس في لبنان.
الخطوط العامة للموقف الرسمي: التنسيق مع الحكومة السورية ومساعدة النازحين في بلادهم
وأعلن ميقاتي أمس أن بو حبيب هو من سيرأس الوفد، خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال التي أطلعته على التحضيرات لانعقاد المؤتمر، وأبلغها رئيس الحكومة بتفاصيل الوفد اللبناني.
وفيما من المنتظر أن تشهد جلسة الغد النيابية، حفلة مزايدات شعبوية وانتخابية من نواب وكتل نيابية، بعضها كان حتى الأمس القريب يأخذ اتجاهات مختلفة، من المُفترض أن تُعقد جلسة تنسيقية اليوم بين ممثّلي الكتل للاتفاق على الحد الأدنى من الإجماع قبل جلسة الغد، بهدف تظهير موقف لبناني موحّد طالما أن جميع الكتل متفقة على معالجة أزمة النزوح وانكشاف مقاربة الاتحاد الأوروبي.
بين الجلسة النيابية وبروكسيل 8 في 27 أيار، هناك نافذة مهمّة أخرى في سياق التنسيق اللبناني – السوري حيال المسائل المشتركة وعلى رأسها مسألة النازحين في حال كانت المساعي الرسمية جادّة، خلال القمة العربية في البحرين.
حيث من المؤكّد أن الوفد اللبناني سيرأسه رئيس الحكومة، فيما سيرأس الوفد السوري الرئيس بشار الأسد. احتمالات انعقاد لقاء بين الوفدين على مستوى وزراء الخارجية أمر شبه حتمي، لكنّ المعلومات قليلة حتى الآن عن احتمال حصول لقاء بين الأسد وميقاتي، خصوصاً أن الأخير حتى الآن لم يكلّف رسمياً أياً من الوزراء المعنيين بالتنسيق مع السلطات السورية حيال مسألة النازحين، بل يكتفي بالتعليمات الشفهية.
السيد نصرالله لمستوطني الشمال: لن تعودوا قبل إنهاء الحرب على غزة
إسرائيل بلا ردع وأمامها خياران: وقف النار أو حرب استنزاف تأكلها
عمَّق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حالة اليأس لدى بعض الداخل اللبناني والخارج الدولي إزاء إمكانية فكّ الارتباط بين جبهة لبنان وجبهة غزة.
والأمر نفسه ينسحب على جزء من الإسرائيليين الذين بدأوا يسلّمون بهذه الحقيقة، بعدما تحوّلت هذه المعادلة إلى معطى ثابت في المشهد الميداني والسياسي الذي يفرض نفسه على طاولة القرار السياسي والأمني في تل أبيب، خصوصاً أن «الأميركي والفرنسي سلّما بهذه الحقيقة».
ونتيجة ذلك، سيحضر هذا الربط أيضاً في تقدير الخيارات إزاء مستقبل الحرب على غزة. على هذه الخلفية، أتى تأكيد السيد نصرالله على أن أحداً لن يستطيع أن يفكّ الارتباط بين الجبهتين، مشيراً إلى أن «كل الضغوط الخارجية والداخلية والتهويل ومواعيد الحرب الشاملة لم تنجح» في فكّ جبهة لبنان عن جبهة غزة.
وحسم بأن «جبهة المقاومة في لبنان مستمرة وتصعّد حسب معطيات الميدان»، وتوجّه إلى المستوطنين الإسرائيليين في الشمال الذين يريدون العودة قبل بدء العام الدراسي المقبل بالقول: «اضغطوا على حكومتكم لوقف الحرب على غزة» أولاً.
وفي الذكرى الثامنة لاستشهاد القيادي مصطفى بدر الدين، توجّه نصرالله «بالتحيّة للمقاتلين في كلّ الجبهات الذين يسطّرون أروع مشاهد البطولة والشجاعة والقوّة، ونحن نرى اليوم مع كل مُسيّرة انقضاضية أو استطلاعية، ثمار تضحيات الشهداء، خصوصاً الحاج عماد مغنيّة والسيد مصطفى بدر الدين والحاج حسان اللقيس والحاج قاسم سليماني والشهيد زاهدي والشهيد حجازي».
وكان لافتاً أن يبدأ نصرالله خطابه بالتذكير بالدور الذي لعبته وتلعبه سوريا في ما تشهده المنطقة متسائلاً: «لو لم تنتصر سوريا في الحرب الكونية وأتت معركة طوفان الأقصى ماذا سيكون حال المنطقة ولبنان؟»، مضيفاً أنه «رغم الحصار والأوضاع الصعبة، سوريا ما زالت في موقعها، وموقفها راسخ وثابت من القضية الفلسطينية».
وقدّم نصرالله حصيلة لنتائج الحرب التي تقودها المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة، مشيراً إلى أن من بين أهداف المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة «إعادة إحياء القضية الفلسطينية والتذكير بفلسطين المنسيّة وحقوق شعبها في الداخل والشتات عندما كان الحكام العرب سيوقّعون أوراق موتها في خطوة التطبيع مع العدو الصهيوني التي كانت قادمة خلال أشهر».
وأضاف أن «التظاهرات في الجامعات الأميركية والأوروبية التي تحمل اسم فلسطين هي من صنع 7 تشرين الأول وما بعده… وبعد طوفان الأقصى باتت القضية الفلسطينية حاضرة على كل لسان وفي كل دول العالم»، مؤكداً أن «طوفان الأقصى والصمود ودماء الأطفال والنساء في غزة وجنوب لبنان وكل منطقة، قدّمت الصورة الحقيقية لإسرائيل قاتلة الأطفال والنساء والمستكبرة على القوانين الدولية وعلى القيم الإنسانية والأخلاقية».
نصعّد حسب معطيات الميدان والأميركي والفرنسي سلّما بأن لا فكّ للجبهات
ولتقييم نتائج المعركة الحالية، دعا نصرالله إلى الاستماع «إلى ما يقوله إعلام العدو عن فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيشه. في الشهر الثامن للحرب على غزة، هناك إجماع في إسرائيل على الفشل في تحقيق أهداف الحرب والعجز عن استعادة الأسرى وإعادة المستوطنين إلى غلاف غزة والشمال وتأمين سفنها».
وشدّد على أن «إسرائيل بلا ردع اليوم، ولم تنجح في ردع المقاومة من كل دول المحور، وأصبحت صورتها متآكلة، وجنرالاتها يتحدّثون عن مأزق. والإسرائيلي يتخوّف من الخروج من غزة لكون ذلك يعني هزيمته ويُعد كارثة له». وأشار إلى أن «الإسرائيليين يتحدّثون عن استنزاف يومي في غزة وفي جبهات الإسناد وفي الاقتصاد»، ولذلك «حتى لو دخل العدو إلى رفح فهذا لا يعني أن المقاومة انتهت وأن الشعب الفلسطيني تخلّى عن المقاومة».
وقال إن «نتنياهو فوجئ بموافقة حماس على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار فأعلن رفضه لأن هذا بمثابة هزيمة لإسرائيل»، مؤكداً أن «المسرحيات التي نشاهدها يجب ألا تخدع أحداً، وأميركا لا تزال تقف إلى جانب إسرائيل».
وخلص إلى أن أمام العدو خيارين، «إما الموافقة على المقترح الذي وافقت عليه حماس أو المضي في حرب استنزاف تأكله».
تصعيد الهجمات بالمُسيّرات والكمائن النارية
حفل يوم أمس بالعمليات النوعية لحزب الله ضد مواقع العدو الإسرائيلي وتجمّعات جنوده عبر الحدود الجنوبية للبنان باتجاه شمال فلسطين المحتلة. فإضافة إلى الهجمات بالمُسيّرات الانقضاضية، استهدف مقاتلو الحزب بدقّة جنود العدو بعد رصد تحركاتهم ونصب كمائن لهم، ما دفع المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى التأكيد على «أننا نشهد تزايداً في نيران حزب الله تجاه أهداف إسرائيلية».
وشنّ حزب الله هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على خيم استقرار ومنامة ضباط العدو وجنوده في الموقع المستحدث لكتيبة المدفعية الاحتياطية 403 التابعة للفرقة 91 جنوب بيت هلل، وقد أصابت أهدافها بشكل مباشر، وأوقعت ضباط وجنود العدو بين قتيل وجريح.
تعليقاً على العملية، تحدّثت القناة 12 العبرية عن وجود بلاغ عن انفجار طائرتين مُسيّرتين في بيت هلل في الجليل الأعلى من دون دوي صفارات الإنذار. فيما أعلن موقع «حدشوت بزمان» العبري عن إصابة خيمة لجنود العدو إثر هجوم بطائرة مُسيّرة انتحارية في بيت هلل بعد فشل الطائرات الحربية في اعتراضها. بدوره، تحدّث المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اندلاع حريق في منطقة بيت هلل بعد انفجار طائرتين مُسيّرتين.
وبعد رصد دقيق لتحركات العدو في ثكنة يفتاح وعند خروج دبابة ميركافا من مخبئها وتحركها هاجمها مقاتلو حزب الله بصاروخ موجّه وأصابوها بشكل مباشر وتمّ تدميرها وقتل وجرح طاقمها. وعلى الأثر، تحدّثت القناة 12 عن إصابة 4 جنود إسرائيليين جراء العملية.
كما رصد مقاتلو حزب الله تحركات العدو داخل موقع بركة ريشا، وعند تحرك عدد منهم، استهدفوهم بقذائف المدفعية وأصابوهم إصابة مباشرة.
وعادت الكمائن من جديد إلى المواجهة أمس، فقد نصب مقاتلو حزب الله كميناً نارياً لقوة من جنود العدو، ولدى وصولها إلى نقطة المكمن غرب ثكنة برانيت، استهدفوها بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية وأوقعوا فيها إصابات مؤكّدة. وعند دخول عدد من جنود العدو من طاقم الجمع الحربي إلى غرفة مجهّزة بالمعدات التجسسية الى جانب موقع الجرداح استهدفها المقاومون بالأسلحة الموجّهة وتمّ تدميرها وإيقاع من فيها بين قتيل وجريح. إلى ذلك، استهدف حزب الله موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة.
السيد نصرالله: افتحوا البحر
شدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على أن الأميركيين والأوروبيين هم من يقفون عقبة في وجه حل أزمة النازحين في لبنان، مشيراً إلى أن حل ملف النازحين في لبنان يحتاج إلى جرأة سياسية عبر «التواصل مع الحكومة السورية بشكل رسمي من قبل الحكومة اللبنانية لفتح الأبواب أمام عودة النازحين، ومساعدتها في تهيئة الوضع أمام عودتهم عبر إزالة العقوبات المفروضة عليها».
واعتبر نصرالله في خطاب أمس في الذكرى الثامنة لاستشهاد القيادي مصطفى بدر الدين أن جلسة مجلس النواب الأربعاء «فرصة لتقديم طروحات عملية لملف النازحين السوريين، ويستطيع مجلس النواب تشكيل لجنة تزور الدول التي تعارض عودة النازحين لتحميلها المسؤولية، ومطالبة الولايات المتحدة بإلغاء قانون قيصر وأوروبا بإلغاء العقوبات»، مشيراً إلى أن «أميركا وأوروبا والمجتمع الدولي يتحملون مسؤولية عدم عودة النازحين ويقدمون الأموال لهم حتّى لا يعودوا إلى سوريا».
ورأى أنه أمام الممانعة الأميركية والأوروبية، «يجب أن نحصل على إجماع لبناني على فتح البحر أمام النازحين السوريين بإرادتهم بدلاً من تعريضهم للخطر عبر الرحيل بطرق غير شرعية، وهذا يحتاج إلى غطاء وطني».
وأضاف: «قرار فتح البحر أمام النازحين يحتاج إلى شجاعة وإذا اتخذناه فسيأتي الأميركي والأوروبي إلى الحكومة لإيجاد حل فعلي. والحل برأينا هو بالضغط على الأميركي الذي يمنع عودة النازحين والحديث بشكل جدي مع الحكومة السورية، وإلا فنحن نُتعب أنفسنا بحلول جزئية لن توصلنا إلى النتيجة المطلوبة»، مؤكداً «أننا عندما نكون أسياد أنفسنا ولسنا عبيداً ونملك عناصر القوة، نستطيع أن نفرض شروطنا على العدو».
اللواء:
«توصية الهبة» غداً بين البرّ البلجيكي وبحر نصر الله
ردّ مفصل من ميقاتي قبل التوجُّه إلى القمة.. وقطر تجدِّد استمرار الدعم للجيش
يتجه مجلس النواب اللبناني غداً الى اصدار توصية نيابية جامعة، بصدد هبة المليار يورو من الاتحاد الاوروبي، وربطها ببقاء النازحين السوريين في لبنان حتى العام 2027.
وتنطلق التوصية من ان اللبنانيين على اختلاف كتلهم ومناطقهم يتمسكون بعودة النازحين السوريين الى بلادهم، وانه لا بد للمجتمع الدولي من اخذ رغبة الشعب اللبناني بعين الاعتبار.
وبقيت المشاورات مستمرة على مستويات عدة من عين التينة الى السراي الكبير.
وافادت اوساط نيابية لـ«اللواء» أن جلسة مجلس النواب المخصَّصة للهبة الأوروبية تُعقد بكامل النصاب، لاسيما أن النواب سيقدمون ملاحظاتهم، ورئيس الحكومة سيرد ويقدم وثائق إذا كان المجال متاحا، وأشارت إلى أنه يعمل على أن تعكس الجلسة موقفا موحدا من ملف النازحين، على أن القوى التي تدعو إلى عودة النازحين وتحركت على الأرض تنبري إلى سرد وقائع في هذا الملف وتدافع عن موقفها وتنفي أي كلام عن رغبتها بأبقاء النازحين.
وتردد أن موقف الحكومة من الهبة لجهة السير بها أو عدم السير بها قد يتظّهر في المجلس، كما أنه ليس مستبعدا أن يتم التطرق إلى ما اتخذ من قرارات لمواجهة انعكاسات النزوح وكيف كان الموقف الدولي.
أما بالنسبة إلى ما قد يصدر عن البرلمان فذاك متروك لسير النقاس على أن هناك توصية ما يفترض بها أن تصدر وفق النظام الداخلي لهذا المجلس.
ففي عين التينة اكد نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب بعد لقاء الرئيس نبيه بري ان الجلسة النيابية غداً بالغة الاهمية.
ومن السراي الحكومي، اعلن الرئيس نجيب ميقاتي انه سيتحدث تفصيلاً في موضوع ملف النازحين، وقال في مؤتمر حول محاربة الفساد عقد امس في السراي، ينعقد اللقاء على وقع استمرار الحملات على الحكومة في ملف النازحين، في نهج يتقصَّد التعمية على الحقيقة لأهداف شعبوية ولشل عمل الحكومة وإلهائها بالمخالفات، داعياً للأمل والعمل بمؤازرة شركائنا في الداخل والمجتمعين العربي والدولي.
ويتوجه الرئيس ميقاتي بعد جلسة الاربعاء الى البحرين لتمثيل لبنان في القمة العربية، التي تنعقد هناك، ومن المؤكد حسب المعطيات انها ستتطرق الى الاوضاع العربية، ومن ضمنها وضع النازحين السوريين.
وفي السياق، ابلغ ميقاتي سفيرة الاتحاد الاوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال ان الوفد اللبناني الى بروكسيل بعنوان «دعم مستقبل سوريا والمنطقة» سيكون برئاسة وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، الذي غادر امس الى المنامة للمشاركة في الاجتماع التحضيري للقمة الـ33 على مستوى وزراء الخارجية، حيث تبدأ القمة بعد غد الخميس.
تصور نصر الله وفتح البحر
في خطوة استبقاقية، وضع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اجندة مغاضبة على الجلسة النيابية المخصصة لمناقشة هبة المليار يورو والمخصص جزء منها لابقاء النازحين في لبنان حتى العام 2027.
وفي دعوة هي الاولى من نوعها، طالب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «بالضغط على اميركا واوروبا في ملف النازحين السوريين» وذلك من خلال فتح البحر لهؤلاء والسماح لهم بالمغادرة عبر سفن جيدة.
وتنطلق الاجندة هذه من نقطة ارتكاز هي ان هناك ما يشبه الاجماع اللبناني على الموقف من عدم بقاء النازحين السوريين في لبنان، وعودتهم الى بلادهم.
كما طالب نصر الله من الدولة اللبنانية بأن تطلب من واشنطن إلغاء قانون قيصر اي رفع العقوبات عن سوريا، مشيراً الى ان مشكلة النازحين ليست في سوريا بل لدى اللبنانيين.
وحسم الامين العام لحزب الله الموقف بالنسبة للجنوب، فأشار الى ان جبهة الاسناد اللبنانية مستمرة كمًّا ونوعاً، وتفرض معادلات والربط مع جبهة غزة هو امر قاطع، والاميركي والفرنسي سلّما بهذه الحقيقة.
الخماسية غداً
ويعقد سفراء اللجنة الخماسية العربية – الدولية حول انتخابات الرئاسة لقاءً تقييمياً في السفارة الاميركية في عوكر، للتباحث في ما يتعين القيام به.
يشار الى ان سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري استقبل عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب محمد سلمان.
الاصلاحات أولاً
وكما بدا واضحاً فإن كلمة السر المالية دولياً، هي الاصلاحات.
وهذا ما سمعه نواب من المعارضة، نظم لهم النائب فؤاد مخزومي اجتماعاً مع مسؤولين في البنك الدولي.
ومن زاوية الصعوبات شرح الوفد تداعيات ما يجري على الاوضاع المالية والاقتصادية، وحذر المسؤولون في البنك الدولي من خطورة عدم تنفيذ الاصلاحات، وارتدادها السلبي على المساعدات للبنان.
استمرار الدعم القطري للجيش
وفي الدوحة، بحث قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون مع قائد الجيش في قطر نائب رئيس مجلس الوزراء، خالد بن محمد العطية، بحضور رئيس اركان القوات المسلحة القطرية الفريق الركن طيار سالم بن حمد بن عقيل النابتوت دعم الجيش.
واعاد عون شرح الصعوبات التي يواجهها الجيش والحاجات الضرورية للالتزام بواجبه الوطني.
كما زار العماد عون رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الذي اكد مواصلة بلاده تقديم الدعم اللازم للمؤسسة العسكرية.
عودة طوعية
وفي خطوة ستكون موضع متابعة، من الممكن البناء عليها، تؤمِّن المديرية العامة للأمن العام اليوم العودة الطوعية لنازحين سوريين من لبنان إلى سوريا عبر مركز القاع الحدودي، وعرسال عبر معبر الزمراني على الحدود السورية.
استهداف الاشتراكي
وفي تطور، يثير اكثر من علامة استفهام، تعرض مدير فرع كركول الدروز في الحزب التقدمي الاشتراكي مع اثنين آخرين الى اطلاق النار من جهة مجهولة.
وتعليقاً على الحادث، اكد الحزب في بيان له «تمسكه اكثر من اي وقت مضى بالدولة ومؤسساتها، ويدعو الأجهزة الأمنية والقضائية لاتخاذ كافة الإجراءات وتوقيف المعتدين ومحاسبتهم».
وأضاف البيان: «اذ يؤكد الحـزب متابعته لمجريات الحادثة، يجدد في الوقت نفسه ثقته بالأجهزة الأمنية وبالقضاء ويدعو لانتظار نتائج التحقيق ليبنى على الشيء مقتضاه».
الوضع الميداني
ميدانياً، استهدفت المقاومة الاسلامية موقع السماقة بالاسلحة الصاروخية، كما استهدفت مجموعة من الجنود لدى دخولهم الى غرفة مجهزة بالمعدات التجسّسية في موقع الجرداح.
كما اعلن حزب الله عن استهداف قوة من جنود الاحتلال غرب ثكنة برانيت.
يشار الى ان الجيش الإسرائيلي اعلن سقوط طائرة مسيّرة عن بُعد في منطقة «زرعيت» جاءت من لبنان. واشار الى رصد إطلاق 3 صواريخ من جنوب لبنان نحو منطقة «برانيت» الحدودية. ايضا، وشنت مسيّرة غارة على بلدة شيحين اثناء تفقد بعض الاهالي منازلهم، والعمل على نقل بعض حاجاتهم، بعد التنسيق مع قوات» اليونيفيل «وبمؤازرة من دورية للجيش اللبناني.وافيد بأن لا اصابات جراء الغارة. ايضا، استهدفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة ميس الجبل، كما عملت على تمشيط المنطقة بالاسلحة الرشاشة.
كما استهدفت طائرة اسرائيلية منزلاً في العديسة ودمرته بصورة كلية.
البناء:
بعد تدمير المقاومة 18 آلية… نتنياهو: نتكبد أثماناً باهظة لكن الحرب وجودية/
نصرالله: بيد المقاومة نصران… إحياء القضية وإسقاط ردع المحتل والوقت معنا الكيان عالق بين هزيمتين حلّ النزوح بسيط.. افتحوا البحر تأتِ أوروبا للتفاوض
كتب المحرر السياسي
فيما كان رئيس حكومة الاحتلال يجهد للحؤول دون مقاطعة أهالي الضباط والجنود القتلى في حرب غزة والطوفان لكلمته أمام نصب تكريميّ للجنود، بينما كان وزراؤه يتلقون الشتائم من الأهالي، كانت المقاومة تستهدف قوات الاحتلال وآلياته في مناطق مختلفة من قطاع غزة جنوباً وشمالاً، بلغ عددها 18 آلية حتى المساء. وكان نتنياهو الذي يتحدّث عن الأثمان الباهظة للحرب وهو يتحدث عن الألم، يعترف بتراجع موارد القوة التي توافرت بداية الحرب من تأييد داخلي وخارجي وكفاءة الجيش وذخائره، لكنه يقول إن النصر بات قضية وجودية بالنسبة للكيان حيث لا مجال للتراجع.
في وقت لاحق لكلمة نتنياهو كانت كلمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى القائد المقاوم مصطفى بدر الدين، حيث قدّم نصرالله قراءة مفصلة في مسار الحرب، متحدثاً عن نصرين للمقاومة، نصر سياسي استراتيجي تمثل بإحياء القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، ونصر عسكري استراتيجي تمثل بتوجيه ضربة قاصمة لقدرة الردع لدى جيش الاحتلال من يوم الطوفان، ويجري تثبيتها في كل ما بعده.
وبالمقابل تحدث عن حال الكيان العالق بين هزيمتين يخشاهما، هزيمة التسليم بشروط المقاومة والتراجع عن الحرب، وهزيمة التقدّم والبقاء في مستنقع حرب استنزاف لا نصر فيها، وتملك قوى المقاومة المزيد من مصادر القوة والساحات والخيارات التي لم تستخدمها بعد، بينما تنفد من يد الكيان مصادر قوته كما يقول الخط البياني لحالته خلال شهور الحرب داخلياً وخارجياً، سياسياً وعسكرياً، والوقت يعمل لصالح المقاومة ومحورها.
في الشأن الداخلي تناول السيد نصرالله قضية النزوح السوري، معتبراً أنها ثمرة قرار غربي بتجويع الشعب السوري، عبر العقوبات والحصار وقانون قيصر، وسرقة الأميركي للنفط والغاز في شرق سورية، وبالمقابل تحويل لبنان إلى خزان للنزوح لحماية الأمن الأوروبي من ضغوط هجرة النازحين، وذلك عبر توفير تمويل النازحين لبقائهم في لبنان وضمان التزام لبنان بمنع هجرتهم بحراً إلى أوروبا، معتبراً أن إجبار الأوروبي على التراجع والمساهمة في عودة النازحين، يعني إجباره على وقف حرب التجويع ضد السوريين، ولا طريق لذلك الا بتخلي لبنان عن قبول لعب دور خط الدفاع عن الأمن الأوروبي على حساب أمنه، عبر فتح البحر أمام النازحين للهجرة بطرق آمنة، وهذا يحتاج إلى وطنية حقيقية وبعض الشجاعة، وسوف يتكفل بجلب الأوروبيين للتفاوض.
وخلال المهرجان التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد «السيد ذو الفقار» بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاده، أكد السيد نصرالله أن العدوّ الإسرائيلي لم يستطع تحقيق أهدافه المُعلنة بالحق الأدنى فما زالت الصواريخ حتّى اليوم تسقط في بئر السبع ومستوطنات غلاف غزّة، معتبرًا أن «المسألة ليست فقط بفشل تحقيق الأهداف بل هي مسألة خسائر استراتيجية».
وقال: “إن “إسرائيل” أثبتت أنها “دولة” عاجزة وفاشلة وغير جديرة بالثقة والتأثير الاستراتيجي يظهر عند مستوطني الكيان الذين وُعدوا بالأمن والأمان ولكن ما يرونه في استطلاعات الرأي هو غياب صورة النصر ويطالبون برحيل نتنياهو ومن معه”.
وأضاف: “اليوم “إسرائيل” بلا ردع ولم تنجح في ردع المقاومة من كلّ دول المحور وأصبحت صورتها متآكلة، ونتنياهو يعتبر أنَّه في مأزق كبير فهو غير قادر على الانسحاب من غزّة، لأنه سيواجه التمرد ولا يستطيع الاستمرار لأن هزيمته حتمية، وكبار جنرالات الحرب يقولون إن إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب يجر الكيان نحو الهاوية”.
وأوضح أن “الحرب اليوم على غزّة هي أكبر معركة يخوضها الشعب الفلسطيني مع دولة العدوّ التي ستخرج مأزومةً من الحرب. فالمقاومة اليوم باتت تملك جرأة أكبر في المفاوضات”. وبين السيد نصر الله أن العدوّ يواصل هجومه على رفح لتحقيق صورة النصر، ولكن ذلك يُعبّر عن الوهن السياسي والعسكري داخل كيان العدوّ لأنه يبحث عن مخرج لهزيمته”.
وأشار إلى أن “أميركا إذا جمَّدت صفقة سلاح فستعود وتُرسلها، وهذا خداع أميركي ومجرد خلاف تكتيكي بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”. وقال: “قُدّمت ورقة مصرية قطرية وافقت عليها أميركا و”إسرائيل” وفاجأتهم حماس بموافقتها وحتّى نتنياهو صُدم لأن الورقة تعني هزيمة كيان العدو.. أميركا سكتت عن رفض نتنياهو وحكومته للورقة التي وافقت عليها بنفسها في حين لو أنَّ حماس هي من رفضت لرأينا تصرفًا مختلفًا من الإدارة الأميركية”.
واعتبر السيد نصرالله أن أمام العدوّ خيارين فقط، إما العودة لورقة الوسطاء وذلك يعني الهزيمة أو الاستمرار في الاستنزاف، وقال: “مهما كانت المعاناة، فمعركة اليوم معركة تاريخية في المحور بأكمله وتصنع إنجازًا حقيقيًا”.
وأعلن السيد نصر الله أن “الربط بين جبهة الإسناد اللبنانية والفلسطينية هو أمر قطعي ولا نقاش فيه والعالم كلّه سلّم بهذه الحقيقة، ولذلك أبلغ الأميركيون نتنياهو بأن لا حلّ في الشمال من دون وقف إطلاق النار في غزّة”.
وخاطب المستوطنين الصهاينة الذين يستعجلون العودة إلى الشمال قائلًا: “اذهبوا إلى حكومتكم حتّى توقف العدوان على غزّة”. وسخر السيد نصر الله من وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت الذي زعم أنه قضى على نصف مقاتلي حزب الله، قائلًا: “ أنا كنت أقول عنه “مسطّل” ولكن اليوم أقول إنه “مستهبل ومكتّر»”.
وتطرّق السيد نصرالله الى ملف النزوح السوري في لبنان، وشدد على أن “أميركا وأوروبا والمجتمع الدولي يتحملون مسؤولية عودة النازحين فهم من يقدمون الأموال حتّى لا يعود النازحون إلى سورية، ومجلس النواب يستطيع تشكيل لجنة تذهب إلى الدول التي تعارض عودة النازحين لتحميلها المسؤولية”، مشددًا على وجوب التواصل مع الحكومة السورية بشكل رسمي من قبل الحكومة اللبنانية لفتح الأبواب أمام عودة النازحين.
وتابع: “تجب مساعدة سورية لتهيئة الوضع أمام عودة النازحين، وأول خطوات المساعدة هي إزالة العقوبات عنها، وإذا كان مجلس النواب حقًا يريد إعادة النازحين فعليه مطالبة الولايات المتحدة الأميركية بإلغاء قانون “قيصر” ومطالبة أوروبا بإلغاء العقوبات. سورية لديها من العقول والخبرات والإمكانات ما يكفي للتعافي خلال سنوات، في حال أُزيلت العقوبات عنها”.
وأردف: “يجب أن نحصل على إجماع لبناني يقول، فلنفتح البحر أمام النازحين السوريين بإرادتهم بدلًا عن تعريضهم للخطر عبر الرحيل عبر طرق غير شرعية، وهذا يحتاج لغطاء وطني”.
واعتبر أن قرار فتح البحر أمام النازحين يحتاج إلى شجاعة وإذا اتّخذناه فسيأتي الأميركي والأوروبي إلى الحكومة سعيًا لإيجاد حل فعلي، وقال: “الحل برأينا هو بالضغط على الأميركي الذي يمنع عودة النازحين والحديث بشكل جدي مع الحكومة السورية وإلا فنحن نُتعب أنفسنا بحلول جزئية لن توصلنا للنتيجة المطلوبة”.
الى ذلك، أبرق رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان إلى رئيس الجمهورية العربية السورية ـــ الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور بشار الأسد، مهنئاً بانتخابات “حزب البعث” وتجديد الثقة به أميناً عاماً للحزب.
ومما جاء في برقية حردان: “قد عكست نتائج انتخابات حزب البعث العربي الاشتراكي – الذي تجمعنا به علاقة تحالفية ثابتة معمّدة بالدماء – كل مضامين الشفافية والحرية.
وهذه محطة إضافيّة تغني محطات عديدة جسّد من خلالها أبناء شعبنا، على اختلاف مجالات عملهم ونضالهم، صحة الانتماء ومضاء العزيمة وثبات الموقف، في الالتفاف حول قيادتكم الشجاعة وجيشنا الباسل، في أصعب الظروف وأشدها خطورة”.
وتوجّه حردان إلى الرئيس الأسد بالقول: “نثمن عالياً ما ورد في خطابكم، والذي يشكل خريطة طريق حول مفهوم علاقة الحزب بالسلطة، ودور القيادة واللجان كافة. ويؤكد أن التطوير الجاري ليس استجابة لظروف خارجية أو ضغوط بل إنه حاجة حسية ووطنية وقومية”.
وختم بالقول: “نؤكد لسيادتكم عن عمق العلاقة التي تجمع حزبينا والتي تقوم على ثابت الخيارات الوطنية والقومية التي تضع في أولوياتها مصلحة شعبنا وبلادنا، والدفاع عن أرضنا في مواجهة الاحتلال والإرهاب والحصار.
وبأننا عازمون على إنجاز استحقاقنا الانتخابي في المواعيد الدستورية لحزبنا، لنرسخ فكرة إنجاز الاستحقاقات الحزبية كافة، إيماناً منّا بأهمية تفعيل دور الأحزاب في بلادنا من أجل مصلحة سورية التي هي فوق كل مصلحة”.
وكانت منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي أحيت ذكرى شهداء مجزرة حلبا باحتفال حاشد في باحة مكتبها، بحضور شخصيات سياسية وحزبية.
ولفت عميد الثقافة والفنون الجميلة في “القومي” الدكتور كلود عطية في كلمته الى أن “محاكمة مرتكبي المجزرة وإنزال العقوبة الأشد بحقهم، أولوية الأولويات، ولنا ملء الثقة بالقضاء لتحقيق العدالة، وإحباط أي محاولة فصل المجزرة عن سياقها الإرهابي، إنقاذاً للبنان من هذا الإرهاب المتوحش عدو الانسان والانسانية”.
بالعودة الى الشأن الميداني على الحدود، واصلت المقاومة الإسلامية تسديد ضرباتها للعدو الإسرائيلي، وأعلنت عبر سلسلة بيانات أن مجاهديها شنوا هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على خيم استقرار ومنامة ضباط وجنود العدو في الموقع المستحدث لكتيبة المدفعية الاحتياطية 403 التابعة للفرقة 91 جنوب “بيت هلل”.
وتمكنت المقاومة من تدمير دبابة ميركافا وقتل وجرح طاقمها، بعد استهدافها بصاروخ موجّه لدى خروجها من مخبئها وتحرّكها في ثكنة “يفتاح”. كما استهدفت المقاومة عددًا من جنود العدو بعد رصد تحركاتهم داخل موقع “بركة ريشا”، بقذائف المدفعية.
ونصبت كميناً ناريًا لقوة من جنود العدو، ولدى وصولها الى نقطة المكمن غرب ثكنة برانيت، استهدفها المجاهدون بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة. وضربت غرفة مجهزة بالمعدات التجسسية جانب موقع “الجرداح” بعد أن دخلها عدد من جنود العدو، ما أدى إلى تدميرها وإيقاع من فيها بين قتيل وجريح. ودكت موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
في المقابل أعلن جيش العدو الإسرائيلي سقوط طائرة مسيّرة عن بُعد في منطقة “زرعيت” تسللت من لبنان من دون وقوع إصابات. وشنت مسيرة غارة على بلدة شيحين اثناء تفقد بعض الأهالي منازلهم، والعمل على نقل بعض حاجاتهم، بعد التنسيق مع قوات “اليونيفيل” وبمؤازرة من دورية للجيش اللبناني، ومن دون وقوع إصابات.
على صعيد آخر، وعشية الجلسة النيابية المتوقعة لبحث ملف النازحين السوريين، تابع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤوناً تشريعية خلال لقائه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي أكد في دردشة مع الإعلاميين “أهمية الجلسة النيابية للخروج بموقف وطني جامع حيال ملف النازحين السوريين”، مجدداً دعوته كافة الاطراف السياسية والكتل النيابية الى “وجوب الحوار والتوافق من أجل انتخاب رئيس للجمهورية”، معرباً عن خشيته من أن “الاستمرار بالمكابرة والنكد ورفض الحوار والتلاقي لن يوصلا الى حل على الإطلاق إنما على العكس تماماً”، مؤكداً ان “المنطق الرافض لقواعد الحوار والتوافق في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية سيطيل أمد الفراغ وقد تنتهي ولاية المجلس الحالي من دون رئيس للجمهورية والنتيجة الخاسر الأكبر هو لبنان واللبنانيين”.
من جهته، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يتوجّه الى القمة العربية في البحرين بعيد جلسة الأربعاء: “ينعقد لقاؤنا على وقع استمرار الحملات على الحكومة في ملف النازحين السوريين، في نهج بات واضحاً أنه يتقصد التعمية على الحقيقة لأهداف شعبوية والى شل عمل الحكومة وإلهائها بالمناكفات والسجالات التي لا طائل منها. لكننا نجدد اليوم التأكيد أننا ماضون في عملنا وفي تنفيذ ما اتخذناه من قرارات بضمير حي وشعور بالمسؤولية”.
وأكدت أوساط السراي الحكومية لـ”البناء” أن “الرئيس ميقاتي سيؤكد في كلمته في الجلسة النيابية التعاون مع المجلس وكافة الأطراف السياسية لمعالجة أزمة النزوح، وأنه سيلتزم هو والحكومة بالتوصيات الصادرة عن المجلس النيابي، لأن الهدف مد اليد لجميع الأطراف والقوى النيابية والسياسية لمعالجة هذه الأزمة الوطنية بعيداً عن المزايدات السياسية والشعوبية وليس لإثارة المزيد من الخلافات، ومن هذا المنطلق تمنى الرئيس ميقاتي على الرئيس بري الدعوة لعقد جلسة نيابية وتجاوب رئيس المجلس ودعا الى جلسة الغد”.
وعما إذا كانت الحكومة سترفض الهبة بحال لم يوافق عليها المجلس النيابي، أوضحت الأوساط أن “موضوع الهبة الأوروبية منفصلة عن ملف النازحين السوريين، لكون الاتحاد الأوروبي يدفع الهبة سنوياً ومنذ عشر سنوات وبعلم الجميع ولم يعترض أحد! فلماذا لم ترفض في السابق؟ لكن ما حصل أن الاتحاد الأوروبي قرر دمج الهبات المخصصة للسنوات الثلاثة المقبلة، فلماذا هذه المزايدات وإثارة الغبار حولها لمصالح شخصية وسياسية؟ وشددت الأوساط على أن الهبات غير مشروطة ولا تُرتب على لبنان أي التزامات مالية أو سياسية، وهي مبرمجة ضمن ثلاث سنوات وآليات قانونية معينة، لتعزيز البنية التحتية اللبنانية التي أرهِقت وأنهِكت جراء عبء النزوح، وبالتالي بحسب الأوساط إن كل من يقول خلاف ذلك يجافي الحقيقة ويندرج في اطار المزايدات، وبكافة الأحوال فإن رئيس الحكومة سيشرح باستفاضة موقفه في الجلسة وسيشدد على التعاون مع جميع الأطراف بمعزل عن مواقفها”.
وعن الحل الذي اقترحه السيد نصرالله بفتح البحر امام النازحين لفتت الأوساط الى ان الحكومة أعدت خطة تتطلب تعاون كافة الاطراف الداخلية ومساعدة المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي وأيضاً التنسيق مع الحكومة السورية. لكن الحكومة لن تتوانى عن اتخاذ أي خطوة تساعد بحل أزمة النزوح وعودة النازحين الى سورية.
وكانت المديرية العامة للأمن العام أعلنت عن تأمينها العودة الطوعية لنازحين سوريين من لبنان إلى سورية عبر مركز القاع الحدودي، وعرسال عبر معبر الزمراني على الحدود السورية اليوم اعتباراً من الخامسة صباحاً.
ويغادر الرئيس ميقاتي الى البحرين الأربعاء المقبل للمشاركة بأعمال القمة العربية، وأشارت أوساط السراي الحكومية لـ”البناء” الى أن “الرئيس ميقاتي يُعدّ كلمته التي سيلقيها في مؤتمر القمة العربية وتتركز حول العناوين التالية:
*القضية الفلسطينية والوضع في غزة والتداعيات على الجبهة الجنوبية، ومطالبة الدول العربية بالضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على الجنوب وعلى غزة وتطبيق قرارات القمة العربية في بيروت عام 2002 التي تتضمن إنشاء دولة فلسطينية تضمن جميع حقوق الفلسطينيين.
*ملف النزوح وطلب مساعدة الدول العربية للبنان لإعادة النازحين السوريين الى بلدهم.
وعلمت “البناء” أن ميقاتي سيغادر الى البحرين بعد انتهاء الجلسة النيابية المخصصة لملف النزوح، أما جدول لقاءات رئيس الحكومة على هامش القمة العربية في المنامة فلم يُحدّد بعد، حيث غادر مدير البروتوكول في السراي الى المنامة لوضع الجدول النهائي للقاءات والتي لن تكون كثيرة لكون الزيارة قصيرة ومرتبطة بالمشاركة بفعاليات القمة وعقد بعض اللقاءات السريعة على أن يعود يوم الخميس المقبل الى بيروت.
وعلمت “البناء” أن جدول استقبالات رئيس الحكومة لم يلحظ زيارات لمسؤولين غربيين باستثناء زيارة لوزيرة خارجية كندا ميلاني جولي.
وفيما تجتمع مجموعة سفراء الخماسية في السفارة الأميركية غداً، استقبل السفير السعودي لدى لبنان وليد بن عبد الله بخاري، في مقر السفارة في بيروت عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب محمد سليمان.
المصدر: صحف