في لحظات الخير والتلاحم، تجمعنا روح الرحمة والإخاء لرسم صورة جديدة من العطاء والتضامن، فطورٌ رمضانيٌ مميّز، نظمته أيادٍ طلابية مليئة بالحب والعناية، في جامعة المعارف، لتقديم رسالة دعم للأهالي النازحين من قرانا الحبيبة في جنوب لبنان، تحت شعار “نحن أهل”.
هذه المبادرة ليست مجرد إفطار، بل هي قصة عطاء وتفانٍ، تعكس روح التكافل والتضامن التي نحملها في قلوبنا. اهتمّ الطلاب بكل التفاصيل، ليعيش الحضور تجربةً شاملة تلامس القلب والعقل، مع إعادة إحياء ثقافتنا الرمضانية بكل فخر وعزّ.
وقف الطلاب يداً بيد لتنظيم هذا الحدث المميز، حيث تنوعت الأدوار وتبادلت الجهود بلا كلل، وبدأ التحضير بتحديد الموضوع، و دراسة ميدانية للجمهور، و إحصاء عدد الطلاب و الموظفين النازحين من الجنوب، ثم تم وضع صيغة الإفطار و شكله، و بعدها بدأ الطلاب بالتواصل مع شركاء معنيين للتعاون في تنفيذ الفعالية، عمل البعض على التواصل مع أهالي الطلاب ودعوتهم، وفريق عمل على التواصل مع مضائف لتقديم الوجبات . وقد عمل فريق اللوجستية على تنظيم الإضاءة وتأمين الصوتيات والطاولات. وقد أقام الفريق الاعلامي على تغطية بث المباشر على الانستاغرام، وإجراء مقابلات مع الطلاب و الأساتذة و القنوات الحاضرة ، إضافةً إلى الفريق الذي عمل على الفيديو الترويجي للإفطار.
والجدير بالذكر ان الفعالية كانت من ابتكار و تصميم و تنفيذ طلاب قسم العلاقات العامة و الإعلانات تحت إشراف الدكتور علي مكي، وشارك في العمل اكثر من ٤٥ طالب و طالبة.
وكانت للمناسبة لمساتٌ روحانيةٌ وثقافيةٌ تنبض بالحياة، حيث تبادل الحضور القصص والتجارب، وتذوّقوا الفرحة والبهجة بحضور عميد كلية الإعلام والفنون، الدكتور علي طقش، بالإضافة إلى الدكتورة الحكواتية سارة قصير، وكان للحضور الكريم دور بارز في تحسين فعاليات الحدث. بدأ الافطار بفقرة ترحيبية حماسية، حيث قام الطالب علي سلامة بتقديم عرض ترويجي مميز يبرز روح الانتماء والترابط بين أفراد الجامعة.
الدكتور طقش قال في كلمته ان ” النشاط اليوم هو تماهي بين الجامعة ومجتمعها”،واضاف:” انه في المرحلة الماضية الجامعة كانت مصنعا للعلم وتم تنظيم انشطة علمية عديدة رغم الحرب المفروضة علينا ونحن مشروع حياة وهو شعار الجامعة”.
وتلا ذلك محور القرآن الكريم والآذان الذي أداه الطالب محمد منتظر، مما أضفى على الجو لمسة من الروحانية والتأمل. لم يقتصر الافطار على الجانب الديني فقط، بل شمل أيضًا جوانب اجتماعية وثقافية هامة . وتم اختيار احدى الحالات النازحة لتقديم فيلم روائي قصير عن رحلة الطالبة راشيل امين من بلدتها الحدودية العديسة إلى المعارف.
كما اكد الإداري في جمعية” وتعاونوا” الشيخ علي زين الدين أن”ما يحصل مع أهلنا في الجنوب سببه الوقوف الى جانب المظلوم واغاثة الملهوف وطاعة النبي الأعظم بوقوف القوي الى جانب الذي يحتاج الى اغاثة”.
في نهاية هذا الإفطار، أضاءت أجواء ولادة الإمام الحسن المجتبى (ع) بتواشيح وأناشيد تعبق بالمحبة مما جعل اللحظات تتنفس الأمل والتفاؤل.
هذا الإفطار، بكل ما فيه من عطاء وإخاء، لم يكن مجرد فعالية، بل كانت رحلةً معبرةً عن التلاحم والتكافل، تجسدت فيها قيم الإنسانية العميقة في جامعة المعارف.
المصدر: موقع المنار
