تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 6-3-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
البناء:
الحرب تدخل شهرها السادس دون أفق نهاية قريبة… والتفاوض يراوح مكانه / تحريك الرئاسة والملف الحدودي لا يستند إلى معطيات… والحركة بلا بركة / غارة على حولا تسقط 3 شهداء… والمقاومة تقصف الجليل بـ 70 صاروخا
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية ” مع دخول الحرب على غزة شهرها السادس تبدو واشنطن وتل أبيب عالقتين من جهة، بين العجز عن التفاؤل بتحقيق تقدّم في المسار العسكريّ أمام مفاجأة قدرة المقاومة في غزة على الصمود ومواصلة القتال، وثبات جبهات المساندة في لبنان واليمن والعراق عند أداء أدوارها وتصعيد حضورها على قاعدة ربط تهدئتها بنهاية الحرب على غزة. ومن جهة مقابلة العجز عن تحقيق تقدّم تفاوضيّ دون دفع الأثمان التي تطلبها المقاومة والتي تربط أيّ اتفاق، كما أعاد التأكيد القياديّ في حركة حماس أسامة حمدان أمس، بفكّ الحصار وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وعودة النازحين إلى شمال القطاع، وبصورة خاصة إعلان وقف الحرب بصورة نهائيّة. وتبدو مسارات التفاوض أما استعصاء مثل الخيار العسكري، فيما تبذل واشنطن جهوداً لمنع انهيار المشهد الإسرائيلي الداخلي كما رشح من محادثات عضو مجلس الحرب بيني غانتس في واشنطن، فيما تستحضر على الطاولة ابتكارات من نوع الهدنة الإنسانية الرمضانية، بمعزل عن اتفاق التبادل. بينما أعلن بنيامين نتنياهو التزامه بتأمين شروط مناسبة خلال شهر رمضان لإحياء المسلمين شعائر شهر رمضان، دون أن يشير إلى المسجد الأقصى.
لبنانياً، وبعد حراك سياسي وإعلامي شمل العديد من الأطراف تحت عنوان وجود فرص لحلحلة في الملف الرئاسي، وبالتوازي رهانات على إحداث اختراق يحققه المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين بترتيبات على جبهة الحدود الجنوبيّة تحت شعار تفادي توسّع الحرب، قالت مصادر سياسية متابعة إن لا وجود في الأفق لتحقيق تقدّم في الملفين، فالمواقف من الملف الرئاسي لا تزال عند ما كانت عليه قبل حرب غزة، وثنائي حركة أمل وحزب الله والحلفاء لا يزالون يرون أن المرشح سليمان فرنجية هو المؤهل لقيادة المرحلة، ولا يزال المخالفون من أصدقاء وخصوم يسعون الى الالتفاف على ترشيح فرنجية تحت شعار البحث عن مرشح وسطي؛ بينما في الملف الحدودي فقد سلم أموس هوكشتاين بالترابط بين جبهتي جنوب لبنان وغزة، وربط كل حديث عن تهدئة جبهة الجنوب بتحقيق إنجاز في مسار التهدئة على جبهة غزة. وقالت المصادر إن الحديث عن وجود مساع على المسارين لتحقيق اختراق أقرب للحركة بلا بركة.
في جنوب لبنان ميدانياً شنّ طيران الاحتلال غارات على عدد من القرى الجنوبية، أدت إحداها في بلدة حولا الحدودية الى استشهاد عائلة مكوّنة من أب وأم وابنهما، وكان رد المقاومة سريعاً بإطلاق 70 صاروخاً ثقيلاً على مستعمرات الجليل ما أدّى الى قطع الكهرباء واشتعال النيران في عدد من النقاط.
ما أن بدأ المفاوضات والاتصالات في شأن هدنة غزة، حتى سارع العدو الإسرائيلي إلى التصعيد في جنوب لبنان، في محاولة منه لتغيير في قواعد اللعبة، من خلال رفع سقف التهديدات والضربات والتدمير، وسط معلومات تشير إلى أن العدو الإسرائيلي يعمل على إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان. وهذا ما يخشاه لبنان الرسمي وحزب الله، الذي لن يسمح بتدمير القرى الجنوبية وأنه سيردّ الصاع صاعين رداً على الاستهدفات الإسرائيلية. وقد تظهّر هذا الأمر في الساعات الماضية حيث استهدف حزب الله مقار عسكرية وتمركزات للعدو في أكثر من مكان وحقق إصابات كبيرة، فضلاً عن تصدّيه لقوة برية إسرائيلية، كانت تحاول التوغل في منطقة الوزاني، وكل ذلك يؤشر وفق مصادر مطلعة إلى أن حزب الله لم يستخدم بعد كل ما يملك من قدرات عسكرية. هذا فضلاً عن أنه يباغت العدو في أكثر من مكان، وهذا ما حصل في الوزاني, فالحزب يعمل على كل الجبهات ولا يمكن إشغاله بمنطقة.
وفيما سلّم المبعوث الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين رئيس مجلس النواب نبيه بري طرحاً ليسلّمه بدوره إلى حزب الله يتضمن تصوراً عملياً لمرحلة ما بعد اتفاق الهدنة، وينص على تأمين الاستقرار الأمني والهدوء في «إسرائيل» ولبنان وترسيم الحدود، وحلّ النقاط العالقة والمتنازع عليها وتطبيق القرار 1701، أكد ئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن «الجميع يعمل لتهدئة جبهة جنوب لبنان والمضي نحو استقرار طويل الأمد وطروحات الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين قيد النقاش». وأشار ميقاتي الى أن «عنوان مرحلة الاستقرار التي نسعى للوصول إليها هو آلية لتطبيق القرار 1701».
وعن المفاوضات الجارية بشأن التهدئة، قال: «تفاهم رمضان» سيكون في غزة والمعلومات تقول إن وقف إطلاق النار هناك سيحصل قبل رمضان»، مضيفاً: «المفاوضات المرتبطة بجبهة لبنان ستكون خلال شهر رمضان».
وشدّد ميقاتي على أن «لبنان لا يعتدي ويجب على «إسرائيل» وقف انتهاكاتها. وفي حال توقفت حرب غزة فإن جبهة الجنوب ستهدأ إلا إذا استمرت «إسرائيل» في عدوانها»، لافتاً الى أن «هناك طروحات عديدة على صعيد الترسيم البرّي ولبنان متمسّك بكافة أراضيه المُحتلة».
أضاف: «نعمل على استقرار طويل المدى في الجنوب والأساس لدينا هو وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة كافة الأراضي المحتلة إلى لبنان»، مؤكداً أننا «نرفض حصول أي قضم للأراضي اللبنانية ونسعى إلى تحديد الحدود بشكل نهائيّ وأخير».
وفي ما يخص زيارة هوكشتاين لبنان، قال ميقاتي: «هوكشتاين وضع طرحاً على الطاولة ورئيس مجلس النواب نبيه بري يدرسه وسيكون هناك ردّ عليه ونحن لدينا أسئلة ننتظر من الموفد الأميركي أجوبة عليها».
وأضاف: «طرح هوكشتاين هو آلية تطبيق القرار 1701 وسنردّ عليه بعد الانتهاء من درسه»، لافتاً الى أن «هوكشتاين قدّم أفكاراً شفهيّة ولا توجد ورقة مكتوبة بشأن جبهة لبنان».
وتابع ميقاتي: «أتأمل خيراً إزاء ما نمرّ به ولقد صادفنا تجارب عديدة سابقة لا سيما عندما يتعلق الأمر بالترسيم البحريّ واستطعنا تجاوز الكثير من الأمور والوصول إلى نتائج».
وأكمل: «أعمل مع الرئيس بري للوصول إلى الاستقرار، وأعتقد أن رئيس مجلس النواب يتشاور مع «حزب الله»، مشيراً الى أنه «عندما تصبح لدينا ورقة خطية بشأن طرح هوكشتاين سأتشاور مع الحزب»، لافتاً إلى أن «مبادرة هوكشتاين ستحظى مع الوقت بتغطية دولية».
وكشف أنه «سيكون هناك تواصل مع هوكشتاين خلال 48 ساعة من قبل الرئيس برّي أو منّي للوقوف عند آخر مستجدات الطرح المرتبط بجبهة الجنوب»، موضحاً أن «هوكشتاين يضع الجميع في الأفكار التي يتمّ طرحها وما يتمّ وضعه على طاولة البحث يمكن الاتفاق عليه وهناك ثغرات سيتم الحديث بها».
وأفادت مصادر مطلعة ان الحزب لن يدخل في أي بحث أو نقاش في الوقت الراهن، بالنسبة إليه لا مفاوضات قبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبعد ذلك يمكن البدء بكيفية البحث في القرار الدولي 1701 الذي يفترض أن تلتزم به «إسرائيل» وتثبيت الحدود.
وأكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنّ المقاومة مصمّمة على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وستمنعه من أن يُنفّذ مشروعه العدوانيّ، وشدّد، خلال حفلٍة تأبينية أقيمت في بلدة كفرملكي الجنوبية، على أنّ المقاومة ما زالت تلتزم بالدقة في معادلات الردع، التي فرضناها على العدوّ الإسرائيليّ ويحاول أن يتفلّت منها، لكن ليس بمقدوره أن يُلغيها. وقال «العدوّ يتسلّل من بين النقاط ليبرّر لنفسه أنّه مُنضبط بقواعد الرّدع، لكن حصل تفلّت هنا وهناك وحتى الآن ينضبط قهرًا وهو يعرف أنه إذا أراد التفلّت من قواعد الردع فسيقع في مصيبةٍ كبرى ونحن نأمل أن يُخطئ الإسرائيليّ ويتورّط في ارتكابها». وأكد رعد عملهم وفق حساباتٍ دقيقة، «لأنّ المصلحة الكبرى هي التي نَنشُدها من خلال أدائنا ونهجنا في المقاومة حتى الآن». ولفت إلى أنّهم لم يستعملوا أسلحتهم كلها وأسلحة الحرب المفتوحة لم يفتحوا مخازنها بعد.
وكان وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي التقى هوكشتاين ادعى أن «حزب الله» يقودنا نحو حرب».
وأضاف غالانت: «سنُعيد السكان إلى الشمال ولو كان ذلك من خلال عمل عسكريّ». وأفادت وسائل إعلام العدو أن عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس الموجود في واشنطن، أبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي أن «إسرائيل» لا تسعى للحرب مع لبنان». وأضافت «غانتس أبلغ سوليفان أن تزويد واشنطن لـ«إسرائيل» بالسلاح سيجعل حزب الله يفكر مرتين قبل أي تصعيد». وختمت «غانتس أبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي بإصرار «إسرائيل» على استكمال العملية العسكرية في غزة».
ولفت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في تصريح تلفزيوني، إلى أن الحزب لم يعط الجواب النهائي لكتلة الاعتدال اللبناني، ونحن ندرس الجواب لإعطائه، واعتبر بان هناك مقدمات تسمح بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ومشكلة المبادرة الفرنسية داخلية قبل أن تكون خارجية، والدستور يضمن الميثاقية وفرنجية لديه قابلية بأن ينفتح على العالم.
على صعيد آخر، أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، خلال إطلاق خريطة طريق لتنظيم الوضع القانوني للنازحين السوريين، أننا «لن نقبل بتهجير اللبنانيين وعدم إيجادهم فرص عمل، ونحن مسؤولون عن الحفاظ على صورة لبنان وحقوقه». كما دعا إلى «تطبيق القوانين اللبنانية فيما خصّ السكن وشرعية العمل في المؤسسات»، لافتاً إلى انهم «مستعدون للتفاوض مع المجتمعين الدولي والعربي وصولاً إلى خطة عودة واضحة للاجئين السوريين خلال فترة زمنية معينة». وأضاف «بيروت التي تجمع العالم لا تُتهم بالعنصريّة ونحن نرفض هذا الاتهام»، مؤكداً وقوفه «إلى جانب كل البلديات لتحصيل حقوقها، ولم نتأخر عن تأمين هذا الموضوع، وننفي كل ما تم تداوله أمس، عن إلغاء اللجان المتعلقة بالبلديات.»
وأعلن المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، أن «قافلة من النازحين ستنطلق إلى سورية وعلينا التعامل مع الملف بجدية وبما يخدم المصلحة اللبنانية»، مؤكداً «أننا منفتحون على مختلف المبادرات التي تخدم الخطط التنفيذية في المستقبل». وأكد البيسري خلال إطلاق خريطة طريق لتنظيم وضع النازحين السوريين القانوني وآلية عودتهم، «أننا لن نوفّر أيّ جهد لتنفيذ القوانين حفاظاً على سيادة الدولة، ونجدّد استئناف إطلاق العودة الطوعية، ولبنان بلد عبور وليس بلد لجوء، ونشدّد على مكافحة الهجرة غير الشرعية عبر كل المعابر الحدودية»”.
الأخبار:
محاولات أميركية لـ«إحراج» المقاومة: المفاوضات أمام ساعات حاسمة
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الاخبار “على الرغم من استمرار المحادثات المنعقدة في القاهرة، لليوم الرابع على التوالي، بحضور وفود حركة «حماس» وقطر والولايات المتحدة والمصريين، إلا أن ما بات واضحاً هو أن المحادثات دخلت في حالة استعصاء، وهي تنازع على طريق الانهيار، إذا لم تطرأ تغييرات جدّية على موقف أحد الطرفين، المقاومة الفلسطينية أو العدو، أو كليهما. ومساء أمس، أُبلغت جميع الأطراف المعنيّة بالتفاوض، وفي مقدّمتها «حماس»، أن ثمّة أمام الجميع 24 ساعة حاسمة، للتوصّل إلى اتفاق، تحت طائلة الانهيار الكامل للمفاوضات.من جهتها، قابلت «حماس» المحاولات الإسرائيلية – الأميركية، وحتى المصرية، لإشاعة أجواء تفاؤلية بهدف إحراج المقاومة، بالتسريب إلى وسائل إعلام مختلفة، بأن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، وليست ثمة اختراقات جدّية فيها حتى الآن. وكان الأميركيون، بدءاً من رئيس الولايات المتحدة ووزارة الخارجية، حرصوا، خلال الأيام الماضية، على التأكيد أن ثمة اتفاقاً على الطاولة، وهو ينتظر موافقة «حماس»، في ما يستهدف الضغط على الحركة لدفعها إلى القبول بالاتفاق أو التنازل عن بعض شروطها، تحت طائلة اتهامها بأنها هي من عرقلت الاتفاق الذي كان وشيكاً، وتحميلها المسؤولية أمام الرأي العام العربي والدولي والفلسطيني. وبحسب مصادر المقاومة الفلسطينية، فإن وفد «حماس» في القاهرة، «قدّم بشكل واضح للوسطاء، موقف الحركة من المقترح الفرنسي بنسخته الثانية، وهنالك ردّ تفصيلي بين أيديهم». وأضافت هذه المصادر أن «المقاومة قدّمت كل ما يمكن تقديمه من تسهيلات ومرونة، لكن العدو يحرص على تعطيل أي تقدّم». وأكّدت أنه «لا مجال للتقدم في مفاوضات وصفقات لا تُفضي في النهاية إلى وقف الحرب كلياً وانسحاب كامل لجيش العدو من قطاع غزة»، معتبرة أن «إشاعة الأجواء الإيجابية تخدم العدو في التفاوض وفي الموقف السياسي».
إسرائيلياً، وعلى وقع تطوّرات محادثات القاهرة التي يتغيّب عنها الوفد الإسرائيلي، قال موقع «واللا» العبري إن «أعضاء فريق التفاوض يدّعون بأنه من الضروري أن نقول وداعاً للفرضية (المفترحات) القائمة»، وأنه لا بدّ من أن «نأتي إلى المفاوضات بمواقف محدّثة، تجعل من الممكن التوصّل إلى اتفاق». لكنّ «قادة المستوى السياسي، أي نتنياهو وغالانت وغانتس، لا يتّفقون مع رؤية فريق التفاوض»، وهذا ما قاله مسؤول إسرائيلي كبير للموقع. وبحسب ما علمت «الأخبار»، فإن العدو «فشل في تثبيت شرط حصوله على أسماء ووضعية كل الأسرى الموجودين في قطاع غزة، وهو عاد ليكتفي بطلب العدد الدقيق لهؤلاء»، فيما لا تزال المقاومة ترفض تلبية هذا الطلب، لاعتبارها أن أي معلومة يطلبها العدو «لن تكون من دون ثمن».
من جهتهم، يحاول الأميركيون رفع مستوى ضغوطهم «الناعمة» على إسرائيل، لدفعها إلى الاعتناء أكثر بالملف الإنساني، وخصوصاً في شمال قطاع غزة. وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس، إن واشنطن ستفعل ما في وسعها لزيادة إدخال المساعدات إلى القطاع، «ولن نستسلم»، من دون أن يوضح مع أي «الأعداء» يخوض هذه المعركة. وجاءت تصريحات بايدن بينما كان عضو «مجلس الحرب» الإسرائيلي، بني غانتس، يلتقي المسؤولين الأميركيين في واشنطن، حيث طالب هؤلاء بمزيد من التسليح والدعم، فيما أكّدوا هم له دعمهم «حق» إسرائيل في «الدفاع عن نفسها»، على حدّ تعبير نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، رغم أنها عادت وانتقدت أداء إسرائيل في ما يتعلّق بإدارة المسألة الإنسانية. وطالب غانتس المسؤولين الأميركيين، وخصوصاً مستشار الأمن القومي، بزيادة الدعم التسليحي للكيان، بينما أكّدت وكالة «أسوشيتد برس»، نقلاً عن مصادر في «الكونغرس»، أنه «لن يتمّ تمرير أي تشريع يتعلّق بالشرق الأوسط حتى تنتهي الحرب في غزة»، ما يعني استبعاد حصول إسرائيل على دعم مالي وتسليحي كبير في الوقت الحالي.
من جهة أخرى، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، جلسة خاصة لمناقشة الوضع في شهر رمضان، في المسجد الأقصى، تقرّر على إثرها «الحفاظ على حرية العبادة في المسجد الأقصى»، بحسب الزعم الإسرائيلي. وقال مكتب نتنياهو إنه «سيتمّ السماح بدخول المصلّين إلى المسجد الأقصى في الأسبوع الأول من شهر رمضان، من دون تغيير عن السنوات السابقة، كما ستُعقد مشاورات أمنية لتحديد الخطوات اللاحقة». في المقابل، نقلت «القناة 12» العبرية، عن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، قوله إن «القرار يعرّض مواطني إسرائيل للخطر ويظهر أن نتنياهو يعتقد أن شيئاً لم يحدث يوم 7 أكتوبر»”.
هوكشتين أبقى مساعده في بيروت: لبنان يريد «ورقة مقنعة» لما بعد الهدنة
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار ” بعيداً عن الفولكلور اللبناني الذي يحيط بزيارة أي مسؤول أجنبي لبيروت، ومع رغبة الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين بتقديم نفسه «منقذاً» للبنان من ورطاته، فإن الجولة الأخيرة له بين بيروت وتل أبيب لم تقفل النقاش الذي انتقل إلى مرحلة جديدة.وعلمت «الأخبار» أن الموفد الأميركي الذي غادر ليل أول أمس إلى قبرص، وانتقل منها أمس إلى كيان العدو، أبقى أحد مساعديه البارزين في بيروت لمواصلة الاجتماعات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ومن خلالهما مع حزب الله. وقالت المصادر إن هوكشتين قال لبعض من التقوه إنه سيضعهم في أجواء اتصالاته مع القيادة الإسرائيلية، وإنّ لديه ثقة كبيرة بقرب الإعلان عن الهدنة في غزة، ويريد استغلالها لإطلاق مفاوضات مع لبنان لتثبيت الهدنة التي ستقوم حتماً بعد وقف إطلاق النار في غزة. فيما أعلن الرئيس ميقاتي أمس أن المفاوضات لتثبيت التهدئة في لبنان، في حال حصلت الهدنة في غزة، ستنطلق خلال شهر رمضان المقبل، وأن الاتصالات ستنتقل إلى مستوى جديد.
وعُلم أن بيروت تنتظر أن يعود هوكشتين لاحقاً (في حال إعلان الهدنة في غزة) بتفاصيل خطته لتثبيت هدوء مستدام على الجبهة اللبنانية، وأن لبنان ينتظر منه خطوات تلتزم بها إسرائيل على أكثر من صعيد ليكون بالإمكان الحديث عن ضمانات لبنانية بالتهدئة. وأفادت المصادر بأن المسؤولين في بيروت أبلغوا الموفد الأميركي بأن لبنان ينتظر «ورقة عملية مقنعة».
ما أحاط بزيارة هوكشتين، هي الثالثة له إلى بيروت منذ اندلاع «طوفان الأقصى»، عكسَ محوريتها في سعيه إلى «احتواء» التطورات التي تتسابق فيها الدبلوماسية مع الوقائع الميدانية على ضفتَي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
ومع أن تفسيرات كثيرة أُعطيت لمضمون البيان المكتوب الذي تلاه بعد اجتماعه مع الرئيس نبيه بري، تمّ التوقف عند إشارته إلى عدم انسحاب هدنة غزة تلقائياً على جبهة الجنوب اللبناني، ما فُهم بأنه «تهديد» ضمني لدفع المقاومة إلى وقف عملياتها ضد العدو الإسرائيلي. لكنّ تفاصيل ما قاله في الكواليس، أكّدت محاولته تأطير مرحلة المفاوضات بخطوط عريضة، طالباً من لبنان ضمانات بعدم لجوء حزب الله إلى التصعيد في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات حول غزة. وكان لافتاً أنه أسقط من سلّته هذ المرة بعض الشروط الصِّدامية كتحديد كيلومترات لانسحاب حزب الله بعيداً من الحدود.
وبحسب معلومات «الأخبار» فإن الاجتماع الأساسي لهوكشتين كان مع الرئيس بري، وقد استمر نحو ساعة ونصف ساعة، بدأه المبعوث الأميركي بتقدير «بدا فيه جازماً»، يؤكّد أن المفاوضات في شأن غزة ستؤدي إلى هدنة قريباً، من دون تحديد موعد لذلك. لكنّ سؤاله الأساسي هدف إلى محاولة استكشاف سلوك حزب الله ولبنان الرسمي في حال لم يتم التوصل إلى هدنة، مشيراً إلى أنه يعرف أن موقف حزب الله محسوم لجهة بقاء الجبهة الجنوبية مفتوحة للإسناد طالما استمر العدوان على غزة. وقال هوكشتين إن «إسرائيل لا تريد الحرب، لكنها تعتبر أنها تعرّضت لاعتداء غير مبرّر من لبنان، كما تعرّضت لاعتداء في 7 تشرين، وهي تعتبر نفسها معنيّة بضمان عدم تكرار ذلك من الجنوب، كما تفعل مع غزة». وأكّد أن «الولايات المتحدة تفضّل الخيار السياسي»، زاعماً أن «المناخ التصعيدي في إسرائيل يُمكن احتواؤه من خلال صيغة تؤدي إلى خفض التوتر»، ما يعني ضمناً طلباً بأن «يخفّف الحزب عملياته فيؤدي ذلك إلى تخفيف الضغط بما يتيح للمستوطنين العودة إلى منازلهم في الشمال وللنازحين من الجنوب بالعودة إلى قراهم». وقال هوكشتين لبري إنه سيقرأ بياناً مكتوباً، «وما سأقدّمه هو صيغة هدفها الوصول إلى حل يمنع إسرائيل من شنّ الحرب»، مكرّراً أن «إسرائيل معتدى عليها، لكن كما نجحنا في التوصل إلى اتفاق بحري رغم كل العقبات والضغوط، نحن حريصون على إيجاد تسوية تجنّبنا الصدام».
وهنا أجابه بري: «كرئيس لمجلس النواب ومسؤول رسمي، أقول إن إسرائيل هي المعتدية، وهذا الكيان لم يكن يوماً يحتاج إلى ذريعة أو عذر لشنّ حرب على لبنان، وكابن للجنوب أؤكد أن المقاومة تنفذ عمليات عسكرية ضد مواقع وجنود، بينما يردّ العدو علينا باستهداف المدنيين وتدمير البيوت من دون سبب وهو من يرغب بالتصعيد». وأضاف: «إما إذا أردت الحديث بوصفي أعرف المقاومة، فأنا أجزم بأن المقاومة ستوقف العمليات بمجرد إعلان الهدنة في غزة، وأنا أعرف ومسؤول عن القول إن المقاومة كما كل لبنان، لم تكن يوماً ضد القرار 1701، وبالتالي، فإن النقاش حول القرار وكيفية تنفيذه وكل الأمور الأخرى يصبح قابلاً للبحث متى توقّفت الحرب في غزة». وهنا، حاول هوكشتين «جسّ نبض» بري عما إذا كانت هناك إمكانية للحصول على «ضمانات» من المقاومة لـ«إقناع المسؤولين في تل أبيب»، إلا أنه لم يسمع جواباً.
وكشفت مصادر بارزة أن «هوكشتين كان في كل محادثاته حريصاً على توضيح أن كلامه العلني لم يحمل أي تهديد»، مكرّراً أنه «سبق أن طرحت أفكاراً للحل، واليوم أعرض خطوات لتنفيذ الآلية في حال حصول هدنة في غزة». وهذه الخطوات، وفقَ ما تقول المصادر تقوم على: أولاً، التثبّت من وقف إطلاق النار، وثانياً تفعيل خطة نشر قوات كبيرة للجيش اللبناني في كل المنطقة الحدودية (من دون أن يحدد أي عمق)، وثالثاً الالتزام بعدم الظهور المسلّح لغير الجيش (لم يشر إلى انسحاب حزب الله من القرى الحدودية)».
وبحسب خطة أو «أفكار» هوكشتين، بعد إقرار هذه الخطوات، سيبدأ جولات تفاوضية لتسوية النزاعات على الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، وسيسعى إلى وجود ضمانات سياسية بعدم تكرار المواجهات على جانبَي الحدود.
وفي لقاءاته الأخرى، ناقش هوكشتين أفكاره مع الرئيس ميقاتي، وقال إنه سمع تصوّرات من رئيس الحكومة تخصّ مرحلة ما بعد توقف إطلاق النار، وإن ذلك سيساعده على وضع خطة تفصيلية في المرحلة اللاحقة. وفي الاجتماعات الأخرى، كان لافتاً عدم تورط هوكشتين في الحديث عن تنفيذ كامل وحرفي للقرار 1701. ونُقل عنه أن «الوقت حالياً لا يسمح بالحديث عن التطبيق الحرفي للقرار 1701، خصوصاً أن إسرائيل قد لا تلتزم بوقف الخروقات الجوية التي تعتبرها ضرورية لأمنها»”.
المصدر: الصحف اللبنانية