تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 2-3-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
البناء:
الانتخابات الإيرانية تسجل مشاركة واسعة مفاجئة… والمرأة وغزة رفعتا النسبة بايدن يقرر إنزال المساعدات انتخابياً… وغالاوي يفوز انتخابياً بأصوات غزة أبو عبيدة: 70 أسيراً لدى المقاومة قتلوا بالقصف… وسنحصل على كل أسرانا
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية ” مع الطحين الذي صار عجيناً بعدما جبلته دماء الشهداء في غزة وصار خبزاً أحمر تحت نيران الاحتلال، بقيت غزة الحاضر الأول في كل مشهد إقليمي ودولي. في طهران أقفلت صناديق الاقتراع منتصف الليل، بعد تمديد لأكثر من مرة بسبب المشاركة الكثيفة، كما قالت مصادر مراقبة من الموالين والمعارضين للنظام الإسلامي في طهران. وكما كانت الحرية الاجتماعية التي حققها مجتمع النساء الإيرانيات في ظل النظام الإسلامي حافزاً لتوسيع دائرة المشاركة والقناعة بجدوى القدرة على التغيير من داخل النظام، وهو ما عبّرت عنه نسبة المرشحات من النساء التي بلغ مجموعها في هذه الدورة أكثر من مجموع المرشحات في كل الدورات السابقة. كذلك كانت غزة حاضرة، حيث تحوّل دعم إيران لحركات المقاومة من مصدر مساءلة للنظام عن إهدار ثروات الإيرانيين على أدوار إقليمية بدلاً من تنمية يحتاجها الشعب الإيراني، كما كان قول الخطاب المعارض، شعر الإيرانيون بالفخر لموقف بلادهم، كما يقول الشباب الذين استطلعت آراءهم مؤسسات إعلامية أجنبية قامت بتغطية الانتخابات عبر 350 مراسلاً حضروا إلى طهران، وبدلاً من أن يشعر الإيرانيون بعقدة الذنب او الخذلان والخزي والجبن، كما يشعر أقرانهم من العرب الذين يسكنون بجوارهم ويفترض أن فلسطين قضيتهم المركزية، يتباهى الإيرانيون، موالين ومعارضين، بأن بلدهم كان دون سواه أبرز داعمي الشعب الفلسطيني ومقاومته، وهو سند حركات المقاومة التي تقف دون سواها إلى جانب غزة بالأفعال لا بالأقوال.
غزة أيضاً كانت محور الأزمة الانتخابية التي يواجهها الرئيس الأميركي جو بايدن داخل حزبه، حيث تنمو ظاهرة غير الملتزمين التي ظهرت بفاعلية في الانتخابات الداخلية للحزب في ولاية ميشيغن ويتوقع تعميمها وتكرارها ونموّها في ولايات كثيرة، تتسبب بالقلق لإدارة حملة بايدن، والسبب موقف بايدن وإدارته من حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وفي محاولة هوليوودية لاحتواء هذه الضغوط قرر بايدن إنزال مساعدات لأهالي غزة من الجو، ستقوم قنوات التلفزة الأميركية بتصويرها وربما نقلها على الهواء، وسط تساؤلات، عن سبب الهروب من حل أزمة دخول القوافل البرّية التي تتجمّع بآلاف الشاحنات ولا ينقصها إلا قرار أميركي بالضغط على “إسرائيل”.
غزة انتخابياً أيضاً كانت وراء الفوز المفاجئ للنائب البريطاني السابق جورج غالاوي بمقعد نيابي أربك المشهد البريطاني بعودة هذا الناشط المفعم حباً لفلسطين وفهماً لأوضاع المنطقة إلى ملعب السياسة البريطانية حيث أغبياء وحمقى لا يفهمون عن المنطقة إلا القليل القليل مما يعرفه غالاوي. وغالاوي لم يمنح لحملته الانتخابية المفاجئة التي انتهت بفوزه سوى شعار واحد، سوف نجعلهم يدفعون الثمن لمشاركتهم بالمذبحة بحق الفلسطينيين في غزة.
من غزة خرج الناطق بلسان قوات القسام أبو عبيدة يعلن وفاة ثلاثة من الأسرى الذين فقدت القسام أثر القوة المكلّفة بحراستهم، مشيراً إلى أن 70 أسيراً قتلوا على الأرجح بالقصف الإسرائيلي، متعهداً للاحتلال بأنه لو بقي لدى القسام خمسة أو عشرة أسرى فقط، فسوف تنال القسام حرية الأسرى الفلسطينيين، كما لو أن الذين يقتلهم القصف الإسرائيلي لا زالوا أحياء، متهماً حكومة الاحتلال وجيشه بقتل الأسرى عمداً، للتخلص من عبء قضيتهم، ومحاولة مقايضة المقاومة على ما يبقى لديها من أسرى بعدد أقل من الأسرى الفلسطينيين.
وأطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري سلسلة مواقف حول آخر التطورات في غزة وجنوب لبنان، وشدّد على أن «ما يبعث على الأمل أن فلسطين ليست وحدها، خاصة أن البعض حيّدوا أنفسهم عنها وعن الدم الفلسطيني الذي يراق فوق ربى فلسطين العربية بأن يلتقي الأدباء والمثقفون وأصحاب الكلمة من كل العالم العربي في لبنان، دعماً لفلسطين ورفضاً لحرب الإبادة التي تشنها «إسرائيل» بحق الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، وآخرها المجزرة الإرهابية التي ارتكبت أمس بحق النازحين في شمال غزة؛ حيث أبت آلة القتل الإسرائيلية إلا ان تغمس لقمة خبزهم بالدم».
ولفت بري، خلال استقباله الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب ورئيس النقابة العامة لاتحاد كتّاب مصر علاء عبد الهادي، الى أن «لبنان يدفع ثمناً باهظاً لقاء وقوفه مع فلسطين، وهذا قدرنا، لكن لا بد من التأكيد على أن ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف، وأن سقوط هذه الجغرافيا العربية لا سمح الله، لن يكون سقوطاً لفلسطين فحسب، إنما هو سقوط للأمن القومي العربي، وهو سقوط للإنسانية جمعاء التي تمتحن كل يوم إزاء إخفاقها في لجم عدوانية «إسرائيل»، ووقف حرب الإبادة المستمره على الشعب الفلسطيني منذ ما يقارب خمسة أشهر متواصلة».
إلى ذلك، سجلت الجبهة الجنوبية أمس، تراجعاً في حدة العمليات العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بموازاة استمرار حملة تهويل تقودها جهات سياسية وإعلامية أميركية – أوروبية – عربية ومحلية، تسوّق لحرب إسرائيلية واسعة مقبلة على لبنان ستفرض تطبيق القرار 1701 وإبعاد حزب الله عن الحدود وتهجير أهل الجنوب بالقوة العسكرية، ويجري وضع زمن لهذه الحرب بين مطلع الربيع وبداية الصيف المقبل.
ووضعت جهات سياسيّة في فريق المقاومة هذه الحملة في إطار الحرب النفسيّة والضغط على حزب الله وبيئته الشعبية الحاضنة لدفعه للرضوخ للتفاوض على ترتيبات على الحدود تضمن أمن «إسرائيل» وفصل الجبهة الجنوبية عن جبهة غزة، لا سيما أن أزمة المهجرين من المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة أصبحت عبئاً ثقيلاً على كاهل حكومة الحرب الإسرائيلية وعلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ولم يدفع العدوان الهمجي على الجنوب في دفع الحزب للتراجع ووقف جبهة الإسناد، كما لا يستطيع الذهاب الى حرب واسعة وشاملة لا جوية ولا برية على لبنان بسبب قوة الردع التي تفرضها المقاومة وغرق جيش الاحتلال في مستنقع غزة والخطر الداهم في الضفة الغربية، فلذلك لم يبق أمام العدو سوى تفعيل وتزخيم الضغوط الدبلوماسية الأميركية والأوروبية والعربية على الحكومة اللبنانية مرفقة بالتهديدات اليوميّة بحرب مدمرة على لبنان.
وتوالت الرسائل الغربية للحكومة اللبنانية ونقل دبلوماسيون أوروبيون إلى الحكومة اللبنانية خلال اليومين الماضيين وفق معلومات «البناء» تحذيرات من تصعيد إسرائيلي كبير فور التوصل الى هدنة في غزة. ووجّهوا نصائح بأن يسارع لبنان للتحصن بالشرعية الدولية من خلال تطبيق القرارات الدولية لا سيما الـ1701 ووقف العمليات العسكرية لسحب الذرائع من «إسرائيل» من شنّ عدوان على لبنان عندما تسنح لها الظروف. إلا أن الموقف الرسمي وفق المعلومات لم يتغيّر عن الردود السابقة على كل الرسائل الخارجية، بالتمسّك بحق لبنان باستعادة أراضيه المحتلة وانسحاب «إسرائيل» منها من دون قيد أو شرط، وفق القرارات الدولية، وعدم التفريط بحق لبنان ومقاومته بالدفاع عن لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية اليومية.
وفي سياق ذلك، أشار وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب إلى أن «الحكومة تتشاور مع حزب الله والتشاور ملزم ولا يعني وجود قرار نهائيّ». وأضاف في حديث الى قناة الجزيرة: «مندوبون دوليون نقلوا لنا تهديد «إسرائيل» وردنا كان هو الانسحاب من أراضينا». وتابع: «أي هجوم إسرائيلي على أراضينا لن يكون نزهة وسيؤدي لحرب إقليميّة»، لافتاً الى «أننا نريد سلاماً على الحدود ونحن مستعدون للحرب إذا فرضت علينا». وتابع: «ما يهم «إسرائيل» عودة السكان إلى المناطق التي نزحوا منها في الشمال»، مؤكداً أننا «نريد حلاً كاملاً مع «إسرائيل» على موضوع الحدود بيننا». وكشف أن «الفرنسيين طرحوا أفكاراً جيدة ندرسها وسنردّ عليها الأسبوع المقبل».
وكان العدو واصل عدوانه على الجنوب، واستهدف بلدتي حولا والوزاني – قضاء مرجعيون. ودوّت صفارات الإنذار في منطقة المطلة وسهل الحولة ومزارع شبعا وقرية الغجر على الحدود اللبنانية الفلسطينية. وأعلن جيش العدو أن طائراته الحربية قصفت منشأة عسكرية لحزب الله في عيتا الشعب وبنى تحتية في جبل بلاط جنوبي لبنان. في المقابل، ردّ حزب الله بسلسلة عمليات نوعية، وأسقط مُحلّقة لجيش العدو الإسرائيلي في وادي العزية». وأعلن في بيان آخر استهداف «تجمع لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية، وموقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة». كما قصفت المقاومة مجموعة من جنود الاحتلال الصهيونيّ كانت تستعدّ للتموضع في مستوطنة معيان باروخ بمسيّرة هجومية انقضاضية، كما استهدفوا موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
وأشار خبراء في الشؤون العسكرية ومصادر مطلعة على الواقع الميداني لـ»البناء» الى أن حزب الله لا يزال في المراحل الأولى من الحرب ولم يستخدم أكثر من نسبة ضئيلة من قدراته وقوته، لأنه لا يريد الانتقال الى الحرب الشاملة ولا أن يكون البادئ فيها لكي لا يمنح العدو شرعية داخلية ودولية لشن عدوان واسع على لبنان، كما أن الحزب يعتبر أن هذا المستوى من الإسناد لغزة وفلسطين من الجنوب كافٍ، وعندما يشعر بأن المقاومة في غزة ضعفت أو فقدت الجزء الأكبر من قواها، فإن حزب الله سيرفع درجة الإسناد بعمليّات مؤلمة، وسيتحرّك محور المقاومة بكل ساحاته بشكل أعنف ضد الأميركيين في المنطقة وضد أهداف إسرائيلية حساسة واستراتيجية». لكن حتى الآن وفق الخبراء، فإن المقاومة صامدة في غزة ولم تخسر سوى النسبة الأصغر من قوتها وقدراتها ولا تزال تستطيع القتال بالوتيرة نفسها أو أقلّ بقليل حتى العام 2025، وتلحق خسائر فادحة بجيش الاحتلال، وبالتالي فإن تطوّر الميدان في غزة وأداء جيش الاحتلال في الجنوب عاملان يقرّران مستوى عمليات حزب الله، وهو الآن يكتفي بتوجيه رسائل أمنية ببعد سياسي لإفهام حكومة الاحتلال بأن المقاومة تملك بنك أهداف كبيراً ودقيقاً في كامل الأراضي المحتلة في فلسطين، وتملك أيضاً القدرات العسكرية والتكنولوجية ما يجعلها تغيّر مسار الحرب المقبلة إن حصلت، وبالتالي ردع الإسرائيلي عن شن عدوان واسع على لبنان إذا كان يفكر بذلك.
وشدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين خلال تشييع الشهيد حسين علي حمدان وزوجته منار أحمد عبادي في بلدة كفرا الجنوبية، إلى أننا «نخوض حرباً فعلية وحقيقية في هذه المواجهة على جغرافيا محددة، ونحن نطوّر المواجهة بحسب عدوان واعتداءات هذا العدو، فكلما توسّع توسّعنا نحن، وإذا ما اقتصر على هذا الميدان، فنحن سنقاومه بكل ما نملك من قدرات وإمكانيات تتناسب مع ردعه وإيقافه عن غيّه وتماديه، ولذلك نحن نمارس هذا الأمر بهذين البعدين، الدفاع عن البلد، وأيضاً نصرة لفلسطين الحق في مواجهة الباطل».
وأضاف: «الميدان بيننا وبين هذا العدو، والمقاومة تعمل بكل ما تستطيع لإجبار العدو على الانضباط الميداني، فإذا ما أراد أن يخرج عن هذا الانضباط، فإن المقاومة بالمرصاد، وستضرب هذا العدو بما يؤلمه، وتجعله يعود إلى الانضباط الميداني، وإلاّ فهو الذي سيتحمّل كل المسؤولية في تماديه واعتداءاته، لأن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة هذا العدو».
ليس بعيداً، أفادت مصادر إعلامية بأن «مخابرات الجيش أطلقت سراح المجموعة الهولندية التي أوقفت بالضاحية الجنوبية لبيروت بإشارة مفوض الحكومة فادي عقيقي».
وكان نائب مدير مكتب «اليونيفيل» الإعلامي كانديس ارديل أشار الى أن «آلية تابعة لبعثة حفظ السلام كانت في رحلة لوجستية روتينية إلى بيروت الليلة الماضية انتهى بها الأمر أن وصلت الى طريق غير مخطط له». وأضافت في بيان: «تمّ إيقاف السيارة واحتجاز حفظة السلام من قبل أفراد محليين، وتمّ إطلاق سراحهم في ما بعد». وأكد آرديل أن «بالإضافة إلى حرية الحركة داخل منطقة عمليات اليونيفيل، يتمتع حفظة السلام بالحرية والتفويض من الحكومة اللبنانية للتنقل في جميع أنحاء لبنان لأسباب إدارية ولوجستية. وحرية الحركة هذه ضرورية لتنفيذ القرار 1701».
في غضون ذلك، حطّ سفراء «اللجنة الخماسية العربية الدولية» في السراي أمس، واجتمعوا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وبعد اللقاء أكد السفير المصري علاء موسى «وحدة موقف «الخماسية» والتزامنا بتقديم كل المساعدة والتسهيلات طالما شعرنا أن الالتزام والارادة موجودان بالفعل من جانب القوى السياسية، وهو ما لمسناه في الفترة الماضية. فهناك نفس جديد ورغبة قد تكون بدرجات متفاوتة، وهذا ما سنعمل عليه في الفترة المقبلة للوصول الى موقف واحد وخريطة طريق لاستكمال الاستحقاق الخاص بانتخاب رئيس للجمهورية».
وأعلن السفير المصري أنه «ليس بالضرورة ان يكون هنا ربط مباشر بين ما يحدث في غزة ولبنان، ما يحدث في غزة يؤثر ليس فقط على لبنان، بل على كل المنطقة، ونحن نقول بأهمية النظر الى الربط الإيجابي بمعنى ان ما يحصل في غزة يجب ان يكون دافعاً اكبر للبنان من اجل الانتهاء من عملية انتخاب رئيس، لانه أمر في غاية الأهمية والضرورة ليس الآن فقط، بل لأجل الايام المقبلة وما ستشهده المنطقة من تحديات والتزامات توجب ان يكون في لبنان رئيس يتحدث باسمه، وهذا امر بالغ الأهمية».
وكان عضو تكتل الاعتدال النائب سجيع عطيه زار عين التينة أمس، والتقى الرئيس بري وبحث معه مبادرة كتلة الاعتدال، موضحاً له آليات وتفاصيل المبادرة، وفق ما علمت «البناء»، وذلك بعد موقف النائب علي حسن خليل الذي رسم أمس الأول في حديث تلفزيوني علامات استفهام وتساؤلات حول تفاصيل المبادرة وقدرتها على حل الأزمة الرئاسية، ما أوحى بأن لدى الثنائي حركة أمل وحزب الله ملاحظات وتحفّظات على المبادرة لا سيما لجهة مصادرة حق النائب في الخروج من جلسة الانتخاب، ومصادرة صلاحيات رئيس المجلس في رفع جلسة الانتخاب وفتح جلسات أخرى بدورات متتالية.
كما علمت «البناء» أن تيار المردة أبدى تحفظات على المبادرة لكونها تضع شروطاً مسبقة للتشاور أو الحوار، فيما مبادرة الرئيس بري لم تضع شروطاً على أحد. كما أكدت المردة بأن الوزير السابق سليمان فرنجية مستمرّ بترشيحه قبل التشاور والحوار وبعدهما.
ولفت مصدر سياسي لـ«البناء» الى أن «الحراك الخماسي لن يؤدي إلى نتائج عملية في المدى المنظور، لكون الظروف الداخلية والإقليمية والدولية لم تنضج بعد، وسيبقى الملف الرئاسي في ثلاجة الانتظار حتى اتضاح المشهد الميداني والسياسي في غزة وموازين القوى في المنطقة التي ستفرزها حرب غزة.
على صعيد آخر، أفاد مصدر في رابطة موظفي وزارة المال بحسب مصادر إعلامية محلية، أن «موظفي الوزارة لن يُنجزوا معاملات صرف رواتب الموظفين والعسكريين والمتقاعدين هذا الشهر وحتى إشعارٍ آخر، على رغم إقرار مجلس الوزراء المساعدات الاجتماعية، إذ إنهم يطالبون بتخصيصهم بحوافز خاصة إضافية من سلفة الخزينة المُقرّة عام 2023 والتي تنتهي الشهر المقبل، وهم لطالما طالبوا بها». إلا أن مصادر حكومية تحدثت عن تشاور بين الحكومة وموظفي «المالية» وأن الأمور تتّجه نحو الحلحلة.
وكان الرئيس ميقاتي رأس اجتماعاً للجنة المكلفة متابعة قرار مجلس الوزراء بشأن الادارات العامة ضم: وزير المال يوسف خليل الذي أكد «أن الكلفة الإجمالية للمساعدات التي أُعطيت ملحوظة في الموازنة وتقدّر قيمتها بحوالى 2900 مليار ليرة لبنانية شهرياً، لتصبح الكلفة الإجمالية للرواتب والأجور والمعاشات التقاعدية بحدود 10700 مليار ليرة لبنانية شهرياً، من ضمنها رواتب وأجور البلديات والمؤسسات العامة»”.
الأخبار:
واشنطن ترفع «قميص» المساعدات: المفاوضات رهينة التعنّت الإسرائيلي
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الاخبار اللبنانية ” بات واضحاً أن الاتجاه حالياً، هو لإرجاء عقد الاجتماع الرباعي على مستوى الفرق التقنية من مصر وقطر والولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، والمعنية بمفاوضات الصفقة الجاري بحثها بين العدو والمقاومة. وبعدما كان من المفترض أن يُعقد الاجتماع اليوم أو غداً، فقد اتّجهت الأمور، أخيراً، نحو مزيد من التعقيد، ولا سيما بعد المجزرة الدموية التي ارتكبها الاحتلال في شمال قطاع غزة أول من أمس، بحقّ الفلسطينيين الباحثين عن بعض المساعدات.ووفقاً لما كشفته مصادر مصرية، في حديث إلى «الأخبار»، فإن وفداً إسرائيلياً سيصل القاهرة خلال الساعات المقبلة، قبل تحديد موعد جديد للاجتماع الرباعي، الذي لم يعد مطروحاً في القريب العاجل، وسط تحذيرات مصرية من أن «عرقلة الاجتماعات وتأخّر الوفود والسجالات غير المجدية، من شأنها أن تستنزف الوقت وتعيق التوصّل إلى اتفاق التهدئة قبل حلول شهر رمضان». وأشارت المصادر إلى «فشل جميع المحاولات التي جرت في الأيام الماضية للضغط على الاحتلال عبر واشنطن، التي وعدت القاهرة بأمور لم تتحقّق»، فيما «لا تزال مصر تعوّل على استكمال «مسار باريس»». وبحسب المعلومات، سيحمل الوفد الإسرائيلي مجموعة من أسماء الأسرى الفلسطينيين، والذين يرفض الاحتلال إدخالهم في الصفقة الجديدة، وهي أسماء يُنتظر أن يعرضها المسؤولون الوسطاء على المقاومة خلال الأيام المقبلة. كما سيطالب الوفد بتسلّم لائحة أسماء الأسرى الإسرائيليين الذين ستشملهم الصفقة، وسيشدّد على أن حكومة الاحتلال لن ترسل وفداً إلى «الرباعية» من جديد، قبل تسلّم هذه الأسماء من حركة «حماس». ومن جهتهم، سيطرح المسؤولون المصريون، خلال الاجتماع مع نظرائهم الإسرائيليين، العديد من الأمور المرتبطة بالمساعدات التي سيتمّ إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح في حال إتمام الصفقة، بناءً على طلب إسرائيلي سابق مرتبط برغبة في معرفة كميات هذه المساعدات وأشكالها.
ورغم تشاؤم المصريين في شأن إمكانية إحداث اختراق جدي قبل بداية رمضان، إلا أن ثمة رهاناً لديهم على «الولايات المتحدة، ولا سيما بعد الاتصال الأخير بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، والذي تضمّن تشديد الأخير على «ضرورة ممارسة ضغوط واضحة ومحددة على الاحتلال للقبول بالهدنة». إلا أن ما لمسه السيسي في مهاتفة بايدن، أن «الموقف الأميركي لا يزال مهتزّاً ومتأثّراً بضغوط إسرائيل والادّعاءات باستحالة الهدنة وفق شروط المقاومة». وعلى خطٍّ مواز، تحاول مصر التأكد من الحصول على «ضوء أخضر» لتعزيز إرسال المساعدات الغذائية جواً، وإسقاطها على سكان شمال قطاع غزة، بحسب المسؤولين المصريين، الذين يؤكدون أن واشنطن تتفاعل إيجاباً مع هذا المطلب، بعد أن أبدت القاهرة موافقتها على تواجد أميركي وأوروبي خلال عملية تجهيز الطائرات، لتجاوز المراقبة الإسرائيلية لشحنات الإغاثة.
في المقابل، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين أميركيين قولهم: «إن قام نتنياهو بعرقلة صفقة التبادل لأسباب سياسية داخلية، فذلك سيؤدي إلى صدام مباشر مع البيت الأبيض، وإن هجوم بايدن على حكومة نتنياهو ليس إلا البداية». وأكد هؤلاء أن «حركة حماس تناور ولا تجعل حياتنا سهلة، لكن إسرائيل تفعل لنا الشيء ذاته»، و«إن وصلنا إلى استنتاج أن نتنياهو لا يتصرّف بحكمة ويخرّب الصفقة، فلا مفرّ من الصدام».
وفي سياق متصل، أفيد، مساء أمس، عن نية الوزير في حكومة حرب العدو، بني غانتس، السفر إلى واشنطن اليوم للقاء المسؤولين الأميركيين، وهو ما أثار اعتراض نتنياهو، بحسب صحيفة «معاريف». ولربما تؤشّر هذه الزيارة إلى مستوى جديد من الضغوط التي تعتزم واشنطن تسليطها على رئيس حكومة الاحتلال وحلفائه، من داخل «مجلس الحرب»، ومن جانب المنافس الأكبر لنتنياهو سياسياً.
ويأتي ذلك في ظلّ ضغوط داخلية متزايدة تواجهها إدارة بايدن، آخرها بيان لموظفين في الإدارة، قالوا فيه إن «الرئيس بعيدٌ تماماً عن حقيقة أن أغلب الأميركيين يدعمون وقف إطلاق النار». وبحسب شبكة «إن بي سي»، فإن مسؤولين في الإدارة «غاضبون من تعامل بايدن مع مقتل مدنيين بالرصاص في غزة الخميس». وعلى ضوء ذلك، خرج الرئيس، مساء أمس، بتصريحات أكد فيها أن «الولايات المتحدة ستنفّذ إنزالاً جوياً لمساعدات غذائية في غزة»، مشيراً إلى أن «تدفّق المساعدات إلى القطاع ليس كافياً». كما أكد سعي إدارته «للتوصّل إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار للسماح بدخول المزيد من المساعدات». وفي وقت لاحق، أعلن «البيت الأبيض» مضاعفة جهود واشنطن «لفتح ممرّ بحري إنساني أمام كميات كبيرة من المساعدات»، ونية الولايات المتحدة «تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات بالتنسيق مع شركائنا، خاصّة الأردن، خلال أيام»، مستدركاً بأن «إنزال المساعدات جواً إلى غزة، ليس بديلاً من إيصالها عن طريق البرّ». وهذا المشروع، القديم – الجديد، أي الجسر البحري انطلاقاً من قبرص، كان مطروحاً منذ نحو شهرين، وجرى استبعاده نوعاً ما، وما يدفع إلى استعادته اليوم، هو الواقع المأساوي في شمال القطاع، والذي يبدو محرجاً جداً للغرب وعلى رأسه أميركا، وتعنّت إسرائيل وإخلافها بوعودها بإدخال المزيد من المساعدات، وانفضاح استخدامها ورقة التجويع والحصار أداة في التفاوض مع المقاومة”.
مهزلة إسقاط المساعدات: ما هكذا يغاث الجوعى
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار ” للمرة الأولى، أمس، نفّذت طائرات عربية إنزالاً جوياً ناجحاً للمساعدات في مناطق شمال وادي غزة. ففي الساعة العاشرة صباحاً، ظهرت أولى الطائرات في سماء مخيم جباليا شمال القطاع، وشرعت في إلقاء شحنات من المساعدات فوق وسط المخيم، غير أن الرياح لم تأتِ بما يشتهيه آلاف النازحين الذين رفعوا رؤوسهم إلى السماء، مترقّبين سقوط المواد الإغاثية بين أوساطهم، فإذا بالدفعة الأولى منها التي لم يتجاوز عددها الـ 24 إسقاطاً، تنزاح من الوسط إلى الأطراف الغربية لمحافظة الشمال، وتسقط على شاطئ البحر وفي محيط مسجد الخالدي. وفي غضون الرحلة للحصول على ما أمكن من المساعدات من قلب جباليا إلى أطراف الشمال، اندفع عشرات الآلاف من الأهالي سيراً على الأقدام، قاطعين مسافة تجاوزت الثلاثة كيلومترات. وحين وصلت الجموع، التي رافقتها «الأخبار» في تلك الرحلة، كانت الشحنات قد فرغت تماماً، حيث كان ينتظرها الآلاف من سكان المنطقة التي سقطت فيها، قبل أن تهبط على الأرض أساساً. أما من ظفر بكيس طحين، أو كيلوغرام واحد من التمر، أو زجاجة ماء، فقد وصل إلى أطراف المخيم وقد أدميت يداه وقدماه، لفرط ما تدافع الناس وتزاحموا للحصول ولو على القليل مما يقيهم الجوع والعطش.والشحنات التي سقطت في المنطقة الغربية لشمال القطاع، كانت عبارة عن صناديق خشبية تصل مقاساتها إلى ثلاثة أمتار طولاً وعرضاً، وتحتوي كل واحدة منها على ثلاثين طرداً غذائياً. وفي داخل الطرود التي استطاعت «الأخبار» أن تعاينها عن قرب، وجد كيس واحد من الأرز زنة خمسة كيلوغرامات، وعلبة حليب أطفال، وزجاجة زيت طهي، وعدد من مغلفات المعكرونة، وفوط نسائية. ووفقاً لشهادات الأهالي، فقد تضمّنت طرود أخرى أكياساً من الطحين زنة عشرة كيلوغرامات. على أن كل ما سقط صباح أمس، لم يتجاوز حمولة نصف شاحنة واحدة، فيما تشير المعلومات المطبوعة على تلك المنتجات، إلى أن مصدرها هو جهات خيرية مقرّبة من الجيش المصري، وهيئات أهلية أخرى. وخلال ساعات النهار، أعادت طائرات الـ«سي 130» إنزال شحنات أخرى في مناطق مأهولة بالسكان، في حيّي تل الزعتر والسكة شرق مخيم جباليا.
وعلى رغم الحفاوة التي استقبل بها السكان مشهد الطائرات التي لم تلق عليهم، للمرة الأولى منذ قرابة 150 يوماً، القنابل والصواريخ، فإن العشرات الذين التقت بهم «الأخبار»، عبّروا عن غضبهم من الطريقة المهينة التي تعاملهم بها الدول التي تسقط تلك المساعدات. إذ قال إبراهيم الملاحي، وهو واحد من الذين قطعوا مسافة طويلة في محاولة تحصيل شيء مما ألقي من الجو، إن «هذه الطريقة غير مجدية. ركضت مسافة خمسة كيلومترات، وما قدرت أحصل على شيء. الناس قتلت بعضها من أجل الحصول على كيس تمر أو كيلوغرام أرز»، مضيفاً: «يا عرب، اللى بدو يساعد، فليُدخل شاحنات المساعدات ويسلّمها إلى جهات دولية أو محلية تتولى توزيعها على الناس. إحنا عمرنا ما كنّا جوعانين ولا شحّادين، حتى تهينوا كرامتنا بهذه الطريقة».
أما علاء عايش، وهو موظف حكومي، فقد رأى، في حديث إلى «الأخبار» أن «إنزال المساعدات بهذه الطريقة غير المجدية يخفّف الضغط على الاحتلال، ويعفيه من مسؤوليته في إنهاء الحصار على أهالي شمال قطاع غزة الذين يحاصرهم منذ أكثر من 100 يوم». ويضيف: «عيب. إحنا الشعب الكريم العزيز، نُذلّ ونُهان بهذه الطريقة. الناس رح تاكل بعضها. ما يحدث هو نتاج لحالة فوضى وتفسّخ اجتماعي لها آثار مخيفة جداً».
في ساعات المساء، ظلّت الطائرات تُسقط شحنات جديدة من المساعدات، بينما تحيط بها الطائرات الإسرائيلية المسيّرة. لكن الآلاف كانوا قد فقدوا الأمل في الظفر بأي شيء، فيما كثرة السعي بلا طائل ظهرت آثارها على شكل هزال وغثيان ضربا الآلاف من الذين عادوا من رحلات المطاردة بلا شيء.. سوى الخيبة”.
«بروڤة» هولندية فاشلة لإخلاء الرعايا في الضاحية
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار ” أوقف عناصر من أمن حزب الله ستة مسلحين هولنديين في محلة بئر العبد في الضاحية الجنوبية الأربعاء الماضي. وعثر في حوزة هؤلاء على أسلحة فردية وذخائر وعتاد. وتبيّن أنّ الستّة من عداد مجموعة خاصة أوفدتها الحكومة الهولندية لإجلاء رعاياها في حال توسع الحرب.وسلّم الحزب أفراد المجموعة، الخميس، إلى مكتب أمن الضاحية في مديرية المخابرات، وجرى استجوابهم في فرع التحقيق في المديرية، والإبقاء عليهم موقوفين حتى الواحدة والنصف من فجر الجمعة. فيما علمت «الأخبار» أنّ السفير الهولندي حضر إلى مديرية المخابرات أثناء التحقيق مع أفراد المجموعة.
وقالت مصادر إنّ الهولنديين الستة كانوا يقومون بمحاكاة لمحاولة إخلاء من داخل الضاحية الجنوبية. وأوضحت أنّ هؤلاء انطلقوا من محلة الكسليك بعد تحديد المكان المراد إخلاؤه عبر تطبيق Google map، وفُقد الاتصال بهم بعد دخولهم الضاحية الجنوبية بعدما أوقفهم عناصر أمن الحزب، وتبيّن أنّ اثنين من العاملين في السفارة الهولندية يقيمان في الضاحية الجنوبية شاركا في المحاكاة الفاشلة.
ومنذ اندلاع الحرب في الثامن من تشرين الأول الماضي، أدخلت سفارات عدة دول غربية، من بينها البريطانية والكندية، قوات خاصة وذخائر ومعدات متطورة بحجة القيام بإخلاء ديبلوماسييها ورعاياها في حال تدهور الوضع.
وجاء توقيف هؤلاء ضمن برنامج الإجراءات الإضافية التي بدأها جهاز أمن المقاومة في معظم المناطق التي توجد فيها مقارّ للمقاومة، ربطاً بسعي استخبارات العدو الدخول إليها بهدف القيام بأعمال تخريبية، سبق أن نفذ بعضها في السنوات السابقة”.
المصدر: الصحف اللبنانية