في 11 ايار /مايو من العام 1949 تم قبول طلب”إسرائيل” الدخول في عضوية الأمم المتحدة، بقرار للجمعية رقم 273، ومما جاء في القرار ان”إسرائيل بحسب تقدير مجلس الأمن، دولة محبة للسلام وقادرة على تحمل الالتزامات الواردة في الميثاق وراغبة في ذلك، وهي تقبل دون تحفظ الالتزامات الواردة في مثاق الأمم المتحدة، وتتعهد بأن تحترمها منذ اليوم الذي تصبح فيه عضواً في الأمم المتحدة”، ومن قبل هذا التاريخ ومن بعده و”اسرائيل” لم تتوقف عن “محبة السلام” واحترام القرارات الدولية وهي لم تترك نوعا من الإجرام والعدوان والإنتهاك الا ما ارتكبته!.
ومن آخر فصولها، موضوع التنكيل وتعذيب الأسرى الفلسطينيين والاستمرار بجريمة الإخفاء القسري للمعتقلين، فلو أطلينا قليلا على موضوع الأسرى في القانون الدولي، وجدنا المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تنص على أنه” لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطَّة بالكرامة”.
وتنص المادة السابعة من الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية على أنه “لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب وللمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة”.
وتتحدث اتفاقية جنيف الثالثة لمعاملة أسرى الحرب والمعتقلين الصادرة عام 1949،وتقول:” تحظر أن تقوم الدولة التي تأسرهم إذا كان من شأن ذلك التصوير أن يحط من قدرهم واعتبارهم، ويمس شرفهم وكرامتهم ،ويهينهم بصورة مذلة”.
نادي الأسير الفلسطيني، أكد أنّ “قضية معتقلي غزة التحدي الأكبر الذي يواجه المؤسسات المختصة جرّاء استمرار الاحتلال بفرض جريمة الإخفاء القسري بحقهم، مشددًا في الوقت ذاته على أنّ الاحتلال الإسرائيليّ يواصل عمليات الاعتقال بحقّ المواطنين المدنيين في غزة وينكل بهم ويحتجزهم في ظروف مذلّة”.
شبكة أمريكية تكشف فصلاً من فصول الجريمة
ونشرت قناة “CNN” الأمريكية، تقريرا يظهر فيه مجموعة من الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال من قطاع غزة، وهم منهكون وفي حالة مزرية.
وبحسب تقرير القناة، كان هناك أكثر من 20 رجلا يجلسون على الأرض، معصوبي الأعين وحفاة الأقدام، وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، في حين وقف جنود إسرائيليون مقنعون للحراسة.
وقال التقرير إنه” تم رصد المشهد يوم السبت الماضي، ويظهر الإرهاق على بعض الرجال الذين تساقطت رؤوسهم إلى الأمام، وتمايلوا أثناء محاولتهم البقاء جاثين. فيما كان أحد المعتقلين يرقد على الأرض قبل أن يصل جندي إسرائيلي لإيقاظه”.
وكان الرجال حفاة ويبدو أنهم لا يرتدون سوى مآزر بيضاء للاستعمال مرة واحدة، على الرغم من الأجواء الباردة ووصول درجة الحرارة إلى 10 درجات مئوية.
شهادة أحد معتقلي غزة الذين عذبهم الاحتلال ونكل بهم في سجونه .
شهادة إحدى الأسيرات
“أنتم أهل غزة ملعونون ولا تخافون”.. شهادة معتقلة مُفرج عنها حول معاملة الاحتلال لها
“كانوا يجرونا زي الحيوانات”.. شهادة قاسية من معتقلة عن تعذيب الاحتلال لها لنحو شهرين
أكثر من 50 يوماً قضيتهم في سجن الدامون.. معتقلة افرج الاحتلال عنها تروي ظروف الاسر
معتقل أفرج الاحتلال عنه: لم يفرقوا بين كبير وصغير والتعذيب كان لفظي وجسدي بشكل متواصل
جريمة بيت لاهيا
وقال نادي الأسير الفلسطيني أول أمس الأربعاء إنه “في ضوء الجريمة التي كشف عنها أمس في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة والمتمثلة بالعثور على جثامين 30 شهيدا داخل إحدى المدارس التي كان يحاصرها الاحتلال، تبين من خلال مشاهدات من تواجدوا في المكان أن الشهداء كانوا مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، أي كانوا رهن الاعتقال، ما هو إلا مؤشر واضح على أن الاحتلال نفذ بحقهم جريمة إعدام ميدانية”.
وأشار نادي الأسير الفلسطيني إلى أنّ” شهادات معتقلين غزة ومنهم نساء وأطفال، تعكس مستوى عالٍ من التوحش جرّاء عمليات التّعذيب والتّنكيل وظروف الاحتجاز القاسية والمذلّة، والتي تسبب لهم بإصابات جسدية، عدا عن الآثار النفسية التي تعرضوا لها نتيجة لعمليات التّعذيب والإذلال”.
الاحتلال يستخدم أسيرا فلسطينيا درعا بشريا أثناء اقتحامه مخيم قلنديا في الضفة الغربية.
وما يزال الاحتلال الإسرائيلي يرفض الإفصاح عن أي معطيات واضحة عن معتقلي غزة في سجونه ومعسكراته، وينفّذ بحقّهم جريمة الإخفاء القسري، وذلك في ضوء جملة الأوامر العسكرية والقوانين التي فرضها الاحتلال بشأن التعامل مع معتقلين غزة، وكذلك في ضوء مصادقة الكنيست الإسرائيليّ مؤخرًا على سريان اللوائح التي تحرم معتقلي غزة من لقاء المحامي لمدة أربعة شهور أخرى.
ورغم كل النداءات التي وجهتها المؤسسات الفلسطينية للمؤسسات الحقوقية بكافة مستوياتها، للكشف عن مصير معتقلي غزة، إلا أنّ المؤسسات الحقوقية الدولية فشلت حتى اليوم، في القيام بدورها اللازم تجاه قضية الأسرى والمعتقلين.