تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 17-1-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
البناء:
ضربات صاروخية إيرانية في العراق وسورية وباكستان ردا على تفجير كرمان / مجتبى أماني: لا حرب كبرى… ضرباتنا دفاع عن أمننا القومي… ونثق بالمقاومة / هوكشتاين يحذر من الأسوأ… ويديعوت: نفد الصبر… وميقاتي: لوقف حرب غزة
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية ” في غزة لا شيء يُخفي الارتباك الإسرائيلي، بين قرار بسحب الوحدات العسكرية المنهكة وبين الخشية من عودة وشيكة لسيطرة قوى المقاومة على الأرض، وسط حضور وجاهزية لقوى المقاومة تظهرها العمليات المتصاعدة وخسائر جيش الاحتلال المتصاعدة مثلها وعلى إيقاعها، بينما أزمة الأسرى الى مزيد من التصعيد داخل الكيان بعد مقتل العديد منهم بغارات وقذائف جيشهم، فيتعلق بنيامين نتنياهو بقشة التوصل إلى اتفاق بوساطة قطرية على إيصال أدوية لبعض الأسرى المرضى، مقابل إدخال قوافل مساعدات وأدوية ومواد طبية إلى غزة فيصفها مع أركان حربه بالإنجاز الكبير.
في البحر الأحمر أظهرت ضربات الجيش اليمني المتلاحقة خلال يومين، سواء على سفينة إسرائيلية أو أخرى متّجهة الى موانئ الكيان او على مدمرات أميركية، أن الغارات الأميركية والبريطانية لم تنجح بإلحاق الأذى بقدرة الجيش اليمني وأنصار الله على إطلاق الصواريخ وفرض التقيد بتعليمات اليمن بعدم التوجه الى موانئ الكيان ومنع عبور السفن الإسرائيلية، رغم الادعاءات الأميركية بالعكس. ولفت انتباه المراقبين أنه بالرغم من حشد المدمّرات وبعضها متخصص بالحرب الإلكترونية فإن الأساطيل الأميركية لم تنجح في إحباط عمليات إطلاق الصواريخ او التحكم بمساراتها لاحقاً، كما كان يرغب الأميركيون وتحدّث قادتهم العسكريون لوسائل الإعلام عن هذا السيناريو لمنع الجيش اليمني من فرض إرادته في البحر الأحمر.
بالتوازي كان الحدث الأبرز هو الضربات الصاروخية الإيرانية، وقد استهدفت مواقع لجماعات إرهابية متورطة في تفجير كرمان الذي وقع خلال إحياء ذكرى اغتيال القائد قاسم سليماني، وتسبب بسقوط عشرات الشهداء والجرحى من زوار الضريح، وقد طالت الضربات أهدافاً في العراق وسورية وباكستان، وأصابت بعضها المبنى الجديد للقنصلية الأميركيّة في أربيل وما وصفته وسائل الإعلام العراقية بمقرّ جهاز الموساد هناك، ما وسّع دائرة الرسائل التي حملتها الصواريخ الإيرانية بعد اتهامات من القادة الإيرانيين للأميركيين والإسرائيليين بالوقوف وراء التفجير ورعاية الجماعات الإرهابية التي نفذته.
عن الضربات الصاروخية وأوضاع المنطقة تحدث السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني لقناة «أو تي في» في برنامج «بدبلوماسية»، فقال إن الضربات لا علاقة لها بحرب غزة، مؤكداً أن الحرب الكبرى لن تقع في المنطقة، مضيفاً أن الأمن القومي الإيراني مقدس وأن اليد التي تستهدفه سوف تقطع. أما عن الحرب في غزة والتدخلات الأميركية في المنطقة فقال أماني إن «إسرائيل» هزمت ولن تستطيع استرداد زمام المبادرة وإنها عاجلاً أو آجلاً سوف تضطر للتسليم بالهزيمة، وإن الأميركيين ليسوا من المنطقة وإن عليهم أن يفهموا ان استقرار المنطقة يستدعي رحيلهم لأن وجودهم عامل زعزعة هذا الاستقرار. ووصف قوى المقاومة بالشركاء لا الحلفاء مؤكداً الثقة بقدرة قوى المقاومة على التعامل مع التحديات باقتدار ومسؤولية.
لبنانياً، أنهى المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين زيارته الى بيروت، بعدما جرى التمهيد للزيارة باعتبارها آخر فرصة للدبلوماسية لتخفيض التوتر على الحدود الجنوبية، وقال هوكشتاين في ختام زيارته، إنه يجب «العمل على حل وسط مؤقتاً لعدم تطور الأمور نحو الأسوأ»، بينما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن «كل الدلائل تشير إلى أن صبر «إسرائيل» حول الحدود اللبنانية على وشك النفاد، في الوقت الحالي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت يعطيان فرصة للجهود الدبلوماسية من خلال مبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين للتوصل إلى تسوية سياسية، والذي زار بيروت نهاية الأسبوع»، بينما قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إن بداية التهدئة تأتي من غزة بوقف العدوان عليها، بينما كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد علّق على التهديدات الإسرائيلية بقوله، نحن لا نريد الحرب لكننا لا نخشاها وإن شنت «إسرائيل» حرباً فسوف نخوضها حتى النهاية ودون ضوابط وسقوف، خاتماً بالقول «يا مرحبا بالحرب».
وبقيت العيون شاخصة على الجبهة الجنوبية في ظل تصعيد إسرائيلي ملحوظ خلال اليومين الماضيين طال القرى والبلدات المحاذية لفلسطين المحتلة وتجاوزها الى مناطق بعيدة نسبياً عن الحدود، ما يؤشر الى نية إسرائيلية مبيتة بالتمهيد لعمل عدوانيّ بعد إقفال الطرق الدبلوماسية بضبط جبهة الجنوب ورفض عروض الموفد الأميركي أموس هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة الى لبنان، وإعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن لا تهدئة قبل وقف العدوان على غزة، والاستعداد لخوض أي حرب إسرائيلية على لبنان بلا سقوف وضوابط. الأمر الذي يفتح الباب على كافة الاحتمالات وفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء»، من ضمنها تسخين الجبهة وتوسيع العمليات الحربية والانزلاق الى مواجهات أكثر عنفاً قد تذهب الى حرب شاملة تريدها حكومة بنيامين نتنياهو كوسيلة إنقاذ للهروب من مستنقع أزماتها. ونقلت مصادر «البناء» عن جهات دبلوماسية وأمنية أوروبية ترجيحها أن تتراجع حدة العمليات الحربية الإسرائيلية في غزة خلال الشهر المقبل، وهذا يتلاقى مع التقديرات الأولية للقادة الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين بأن الحرب على غزة تحتاج الى ستة أشهر، أي أن شهر آذار سيكون فاصلاً في وقف إطلاق النار أو وقف العمليات العسكرية والبرية بالحد الأدنى، وفتح مسار المفاوضات بشكل جدي لتبادل الأسرى.
وتنقل المصادر عن الجهات نفسها مخاوف من أن تتوسع دائرة العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية خلال الفترة الفاصلة عن وقف الحرب في غزة، لأن رئيس الحكومة الإسرائيلية يعاني من مأزق كبير في غزة، وضاقت به السبل لتغيير المعادلة الميدانية لصالح جيش الاحتلال بعد الفشل في تحقيق الأهداف والانقسام بين أعضاء فريق الحرب، لذلك من مصلحته نقل المواجهة إلى لبنان والقيام بضربة جوية مفاجئة لقرى في الجنوب لتوجيه رسالة أمنية لحزب الله لجرّه لحرب شاملة، ما لا يسمح بإعادة استدراج الجهود الدولية للبحث عن تسوية تشمل غزة والحدود الشمالية مع لبنان، وإعادة إحياء قنوات التواصل بين الحكومة الإسرائيلية وأوروبا.
وعلمت «البناء» أن التواصل مفقود بين فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي مع الحكومة الإسرائيلية ومع نتنياهو تحديداً منذ حوالي الأسبوعين، بسبب الامتعاض الأوروبي من سياسات نتنياهو وتعنته ورفضه لكل المساعي والجهود لوقف إطلاق النار ومسلسل المجازر بحق المدنيين في غزة، نظراً لما تشكله من إحراج وضغط من الرأي العام على الحكومات الأوروبية، وهذا يتلاقى مع ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين في الإدارة الأميركية بأن الرئيس الأميركي أقفل الهاتف في وجه رئيس حكومة الاحتلال خلال اتصال هاتفي بينهما.
ووفق معلومات «البناء» فقد تلقى حزب الله من دبلوماسيين أوروبيين وغربيين عبر مسؤولين لبنانيين، نصائح بتخفيف حدة العمليات العسكرية ضد «إسرائيل» هذه الفترة، لكي لا يعطوا الذريعة لنتنياهو للقيام بتوسيع الحرب على الجنوب، وطالما أن الاحتلال يتحدث عن وقف العمليات العسكرية الجوية والبرية على غزة والانتقال الى المرحلة الثالثة من الحرب (الأمنية)، وهذا ما بدأ بتنفيذه على أرض الواقع بسحب فرق عسكريّة من النخبة من شمال غزة.
ولفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية الى أن «كل الدلائل تشير إلى أن صبر «إسرائيل» حول الحدود اللبنانية على وشك النفاد، في الوقت الحالي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بوآف غالانت يعطيان فرصة للجهود الدبلوماسية من خلال مبعوث الرئيس الاميركي أموس هوكشتاين للتوصل إلى تسوية سياسية، والذي زار بيروت نهاية الأسبوع».
وفي سياق ذلك، أشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى أنّ «الحل العسكري في غزة لن يكون كافياً إذا لم يؤد إلى مشروع سياسي».
وأكّد أنّ «هناك 3 أولويات: هي منع اتساع نطاق الصراع إلى لبنان بأيّ ثمن، وتحرير الأسرى بغزة وتمهيد الطريق لتسوية الأزمة».
وأشارت معلومات لـ«البناء» الى أن الموفد الأميركي هوكشتاين جاء الى لبنان لإقناعه بالضغط على حزب الله لوقف الجبهة الجنوبية، وتطبيق القرار 1701 من دون تقديم أي ضمانات أو مقابل للبنان ومن دون تحديد موعد لتوقف العدوان على غزة، على أن يطرح الأميركيون ملف الحدود الجنوبية وتثبيت حدود لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة بعد انتهاء الحرب في غزة. ولفتت المعلومات الى أن طرح هوكشتاين غير منطقي وغير متوازن وقوبل برفض الحكومة اللبنانية وبطبيعة الحال حزب الله في كلام السيد نصرالله الأخير.
ومن سويسرا أطلق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة مواقف من التطورات في الجنوب، وشدد في حديث صحافي على هامش مشاركته في أعمال «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس على «أننا دائمًا وأبدًا نسعى للحلول الدبلوماسية». ولفت إلى أننا «سمعنا من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أننا أمام فرصة لإيجاد حل للاستقرار في جنوب لبنان، ونحن نعمل على ذلك»، مؤكداً الالتزام بالقرارات الدولية بشأن لبنان و»نحترمها كلها». وأوضح ميقاتي أنّ «وقف إطلاق النار في غزة هو حجر الزاوية لبداية كل الحوارات»، موضحاً أنّ «قلت أن حزب الله يتمتع بعقلانية وأترك هذا الحكم بعد 100 يوم من الحرب ولا يزال ضمن هذا التصرف وقال إنه يضع المصلحة اللبنانية فوق أي مصلحة ويحاول أن يتفادى أيّ كأس تؤدي للمزيد من الاضطراب في لبنان». ولفت إلى أنّ «كل الاتصالات التي أقوم بها مقدّرة من كل الدول، وهي تعلم أن لبنان يحاول تفادي التصعيد جراء الاستفزازت الإسرائيلية».
في المواقف أيضاً أكد تكتل «لبنان القوي» حرصه على كل حوار بين اللبنانيين ينتج عنه موقف وطني يحمي لبنان من تداعيات العدوان الإسرائيلي ويعزز صمود الناس في أرضهم. وإذ يؤكد تضامنه مع الجنوبيين الذين قُصفت منازلهم وهجّروا منها، يجدد التأكيد على حق الدفاع عن لبنان ورفض أي عمل مسلح يقوم به أي طرف غير لبناني من شأنه استدراج الحرب.
واكد التكتل أن استعادة حقوق لبنان في أرضه المحتلة أمرٌ بديهي لا يمكن ربطه بأي شرط وأي أمر، وكذلك هو استحقاق رئاسة الجمهورية وفي هذا الإطار يدعو التكتل الى الاستفادة من الوضع الضاغط على حكومة العدو بسبب نزوح سكان شمال فلسطين المحتلة وذلك بربط أي تفاوض بتحقيق عدد من الأهداف في الأرض والموارد والسيادة الكاملة في طليعتها تأمين حقوق لبنان ووضع خريطة طريق لإعادة النازحين السوريين وحفظ حق العودة وحلّ مسألة اللاجئين الفلسطينيين.
وجدد التكتل في بيان بعد اجتماعه برئاسة النائب جبران باسيل، موقفه الواضح المؤيد لمقاومة الشعب الفلسطيني من أرضه وعلى أرضه للوصول إلى حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة. وذكّر التكتل بما قام به رئيسه عندما كان وزيرًا للخارجية دعماً للقضية الفلسطينية وغزة بالذات، حين كان أول من قدّم في 23 تموز 2014 إخبارًا لمدّعي عام المحكمة الجنائية الدولية خلال العدوان الإسرائيلي على غزّة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وانتهاك اتفاقيات جنيف واستهداف المدنيين والتدمير عمداً.
ميدانياً، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي شرق مستوطنة «إفن مناحم» بالأسلحة الصاروخية.
في المقابل نفّذ الطيران الحربي المعادي سلسلة غارات على وادي السلوقي، هي الأعنف على مكان واحد منذ بداية المواجهات عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
واستهدف طيران العدو الحربي منطقة وادي السلوقي بأكثر من 30 صاروخًا عبر 14 غارة، ترافقت مع قصف مدفعي عنيف استهدف المنطقة نفسها. كما استهدفت مدفعية العدو أطراف بلدتي مروحين وحولا، فيما شهدت بلدة ميس الجبل قصفًا مدفعيًا بالتزامن مع استهداف دبابة ميركافا منزلًا في بلدة العباسية الحدودية. وعمد العدو الصهيوني، إلى قصف بلدة كفركلا، فيما استهدفت دبابة ميركافا بعض المنازل في البلدة.
وزعم جيش الإحتلال أن «قوات خاصة تابعة لنا تسلّلت إلى داخل الجنوب اللبناني وأزالت ألغامًا في قرية عيتا الشعب». إلا أن مصدراً في قوات اليونيفيل قال: «لم نتلقّ أي تقرير عن تسلل إسرائيلي عبر الحدود مع لبنان ونفحص الأمر حالياً». كما ادعى جيش الاحتلال بأنه «استهدف ١٥٠ خلية لحزب الله جنوب لبنان مسؤولة عن إطلاق صواريخ ومسيّرات منذ بدء المواجهات».
وأشار سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني الى أن «خيار الحرب الكبرى غير وارد ومستبعد جدًا. وما يجري اليوم يدل على أن «إسرائيل» غير قادرة على استكمال الحرب». ولفت الى أن «»إسرائيل» في مأزق حقيقي، لا يوجد لها اليوم أي انتصار، وهذه الحرب لن تستمر طويلًا».
ولفت السفير أماني في حديث لـقناة «OTV»، في برنامج «بدبلوماسية» مع الزميلة روزانا رمال، الى أننا «نواجه اليوم إرهاباً كبيراً من أميركا و»إسرائيل» داخل المنطقة، ودائمًا تُتهم إيران بالتدخل ومساعدة حماس وحزب الله والحشد الشعبي، وهذا غير صحيح. والحضور الأميركي بالنسبة لنا مخلّ بأمن المنطقة، ومصيره الطبيعي الخروج من المنطقة». وأشار الى أن «الموقف العراقي مرتبط بتوازنات المنطقة، نتفهم هذا الموقف، ولن نتسامح مع أي تهديد لأمننا».
وأوضح أماني أن «حادث الأمس إطلاق صواريخ ومسيرات على مراكز الإرهابيين في العراق وسورية ليس مرتبطاً بغزة إنما بتهديد أمن إيران. ونحن نحذر دائماً دول الجوار من احتواء الارهابيين، والأمن القومي الايراني لا نتسامح به». وأكد بأن «إيران دخلت هذا الموضوع واليد التي ستتدخل في الأمن الايرانيّ سوف تقطع». وشدّد على أن إيران لا تريد الحرب الكبرى لكنها مستعدّة لها وجاهزة لخوضها إن أرادها الأميركيون والإسرائيليون.
في غضون ذلك، تترقب الساحة الداخلية الحراك الخارجي على خط رئاسة الجمهورية وزيارة مرتقبة للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لاستكمال مساعيه مع الأطراف اللبنانية، وربط ذلك مع مساعٍ سعودية أيضاً باتجاه لبنان ولقاءات تمهيدية بين قيادات لبنانية لا سيما اللقاء بين النائب السابق وليد جنبلاط والوزير السابق سليمان فرنجية.
وأفادت مصادر صحافية من باريس لـ«البناء» عن حراك فرنسيّ باتجاه لبنان في ملف رئاسة الجمهورية، وسيتوجّه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت مطلع الشهر المقبل ويقوم بجولة على المرجعيات السياسية باسم اللجنة الخماسية من أجل لبنان. وقبل وصول لودريان الى لبنان سيشارك في اجتماع اللجنة الخماسية الذي سيعقد في السعودية أو في القاهرة. لكن المصادر قللت من أهمية نتائج اللقاء الخماسي الذي لن يعقد على مستوى الصف الأول، بل ممثلين عنهم، وخاصة أنه ليست المرة الأولى التي تجتمع اللجنة الخماسية، وسبق أن عقدت لقاءات عدة ولم تؤد الى نتيجة، بسبب التباينات بين أعضاء اللجنة ولو أنهم متفقون على الخطوط العريضة، والسبب الثاني هو الخلافات بين الأطراف الداخلية اللبنانية حول مواصفات الرئيس وهويته وخياراته السياسية. وكشفت المصادر عن غياب الاهتمام الدولي بالملف الرئاسي اللبناني لصالح التركيز على الحرب الإسرائيلية على غزة وتداعياتها على المنطقة، ومنع توسيع الحرب في جنوب لبنان.
وقللت أوساط نيابية في الحزب الاشتراكي من الأبعاد السياسية للقاء بين الاشتراكي والمردة، مشيرة لـ«البناء» الى أن مستوى الحضور من عائلة الطرفين يؤكد الطابع العائليّ للقاء كليمنصو. وجاءت زيارة فرنجية إلى جنبلاط كردّة «إجر» على زيارة قام بها النائب تيمور جنبلاط الى بنشعي منذ أسبوعين. ولفتت الأوساط الى أن الحزب الاشتراكي منفتح على كافة الأطراف ويتحدّث مع الجميع بمن فيهم حزب الله والتيار الوطني الحر وبطبيعة الحال مع الرئيس نبيه بري، لاقتناع الاشتراكي بأن لا حل للملف الرئاسي من دون التواصل والحوار”.
الأخبار:
استعراض قوة إسرائيلي جنوباً: باريس وواشنطن لم تيأسا بعد من «الوساطة»
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الاخبار ” شهدت المعركة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وقد دخلت في مئويّتها الثانية، تصعيداً واضحاً في الوتيرة والنوعية، مع المحافظة على المساحة الجغرافية المحدودة لتبادل النيران على طرفَي الحدود. ولوحظ في الأيام الأخيرة تعمّد العدو «الاستعراض» في استهداف مواقع للمقاومة بغارات جوية عنيفة على أهداف لا قيمة عسكرية فعلية لها، اعتاد أن يستهدفها بقذائف المدفعية أو بصواريخ المُسيّرات. وهو ما حصل في وادي السلوقي، أمس، عندما شنّت طائرات العدو نحو 14 غارة ألقت عشرات الصواريخ في الوادي، بالتزامن مع قصف مدفعي للمنطقة نفسها. ويبدو أن العدو يهدف من القصف «الاستعراضي» رفع مستوى الضغط على المقاومة، عبر إثارة الذعر بين أهالي المناطق الجنوبية التي لم تدخل بعد فعلياً في دائرة العمليات المباشرة، وتوجيه رسائل بإمكانية توسّع دائرة القصف الإسرائيلي ونوعيّته.في غضون ذلك، دوّت صفّارات الإنذار في عدد من المستعمرات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية، أمس، إثر سلسلة عمليات نفّذها حزب الله على مواقع وثكنات وتجمّعات جنود العدو الإسرائيلي. وفي سلسلة بيانات متلاحقة، أعلن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية استهداف تجمّع لجنود العدو شرقي مستوطنة إفن مناحم، وموقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، والمستعمرات في منطقة النبي يوشع المحتلة بصليات صاروخية، وتجمّعين لجنود العدو في محيط موقعَي راميا وبيّاض بليدا وموقع حدب البستان بصواريخ «بركان».
وقصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدات حولا وميس الجبل وعيتا الشعب ويارين والبستان والجبّين وشيحين ومروحين وراميا وبيت ليف. وتعرّضت بلدتا ميس الجبل وكفركلا لقصف فوسفوري مكثّف مع قذائف ضوئية. واستهدفت دبابة «ميركافا» معادية منزلاً في بلدة العباسية الحدودية. وانفجر صاروخان اعتراضيّان أطلقتهما القبة الحديدية الإسرائيلية في أجواء القطاع الأوسط، قبل أن يزعم العدو لاحقاً إسقاطه مُسيّرة أطلقتها المقاومة باتجاه مستوطنة زرعيت. وفيما أعلن جيش العدو أنه «نفّذ عملية برية في الأراضي اللبنانية»، وتحديداً في بلدة عيتا الشعب، نفت المقاومة ادّعاءات العدوّ.
وفيما تتصاعد، كمّاً ونوعاً، وتيرة عمليات المقاومة وبالمثل اعتداءات العدو، تشهد الكواليس الدبلوماسية مشاورات مكثّفة لتجنّب التصعيد ومحاولة الوصول إلى صيغة مناسبة تعيد الهدوء إلى الجبهة الجنوبية. ونقلت قناة «كان» العبرية عن دبلوماسيّين غربيين اعتقادهم أن «تقليص القتال في قطاع غزة، والحديث عن نقل (إعادة) سكان فلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله، وخطوات معينة، من شأن ذلك إيجاد مناخ جيّد، ربّما يؤدي إلى إمكانية الحديث مع حزب الله حول حل دبلوماسي في الشمال». وأوضحت القناة أن «الوسطاء من فرنسا والولايات المتّحدة، يحاولون التوصّل إلى حلّ دبلوماسي بهذا الخصوص»، مشيرة إلى أن «حزب الله يوضح بشكل علني، وأيضاً للوسطاء، أنه يريد وقف الحرب في قطاع غزة قبل التحدّث عن حلّ في الشمال». وأضافت القناة العبرية أن «مستشاراً كبيراً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موجود حالياً في إسرائيل، تحديداً للبحث عن حلّ دبلوماسي لهذه القضية». وأكّدت أن «الوسطاء الفرنسيين والأميركيين يعتقدون بأنه يجب تنفيذ وقف إطلاق نار، وبعد ذلك يمكن الحديث عن التفاصيل الصغيرة». ولكن، بحسب الدبلوماسيين الغربيين، يبدو أن «وقف إطلاق النار، وتسوية طويلة الأمد بين إسرائيل وحزب الله، هدفان بعيدان جداً على الأقلّ في هذه المرحلة، إلا أن الوسطاء يعتقدون بأن الشعور بتقليص الحرب (في غزة) قد يكون كافياً للتقدّم بشيء ما».
وكتب رون بن يشاي، في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنه «في مناسبات سابقة، عندما زار عاموس هوكشتين لبنان، أبلغ مضيفيه أن الولايات المتحدة تعارض الهجوم الإسرائيلي، فاستنتجوا من ذلك أن إسرائيل أسقطت خيار التحرّك بسبب خوف البيت الأبيض من أن تتحوّل الحرب إلى حملة إقليمية. هذه المرّة وعلى ما يبدو، بعد طلب غالانت الصريح، رسم هوكشتين صورة مختلفة للبنانيين، مفادها أن إسرائيل لن تتردّد في جرّ الجيش الإسرائيلي إلى حرب محدودة برية وجوية وبحرية رغم معارضة الولايات المتحدة». وبحسب بن يشاي، «أوضح هوكشتين للبنانيين أن ذلك سيحدث إذا استمرّ (السيد) حسن نصرالله في المطالبة بوقف الحرب في غزة كشرط لإجراء محادثات». وبحسب الكاتب، يمكن التقدير أن «هذا ليس تهديداً فارغاً»، إذ إن «قائد المنطقة الشمالية، أوري غوردين، تابع عن كثب، بالأمس (الإثنين)، مناورة تحضيرية للواء احتياطي للمناورة في جنوب لبنان، بل ومنحها دعاية بارزة». ومن المتوقّع أن تُجرى اليوم تدريبات عسكرية في مستوطنة كريات شمونة على الحدود مع لبنان”.
المصدر: الصحف اللبنانية