تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الخميس في 8-12-2016 العديد من الملفات المحلية والإقليمية، وركزب في افتتاحياتها على التقدم الكبير الذي يحققه الجيش السوري في حلب، وسط انهيارات المسلحين، الذين طلبوا هدنة، تؤمن لهم خروجاً من المدينة.
السفير
فرنجية يرفض «المحاكمة التأديبية».. والحريري يتفهّمه
جنبلاط: الأسد انتصر.. وكثيرون يريدون قتلي
ترتفع شجرة الميلاد المضاءة في دارة النائب وليد جنبلاط في كليمنصو عملا بتقليد قديم، يشمل إقامة عشاء عائلي ليلة العيد. إلا ان هذه الزينة الميلادية لم تكن كافية لإخفاء علامات القلق التي بدت واضحة على وجه رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي».. وكلماته.
لا يكابر جنبلاط وهو يتابع مشهد حلب ودلالاته. يعترف بأن الرئيس بشار الأسد يحقق الانتصار تلو الآخر، إنما من دون أن يدفعه ذلك الى التفكير، ولو لبرهة، بطرق أبواب دمشق مجدداً. يحاول الرجل تأمين انتقال هادئ ومتدرج لـ»السلطة» الى نجله تيمور، إلا أنه يخشى من مفاعيل الكفة الراجحة للأسد في الميدان، وصولاً الى تحسّسه بخطر داهم يحيط به.
لم يتردّد جنبلاط خلال حواره مع «السفير» في البوح بهواجسه الكامنة، قائلا: نعم.. بشار الأسد انتصر في حلب مستفيداً من تخلّي معظم المجتمع الدولي عن الشعب السوري، ولاحقاً سينقض على إدلب، وهذا يعني أن تأثيره في لبنان سيزداد، وأن القبضة الإيرانية ـ السورية على البلد ستشتدّ.
ويرى جنبلاط أن التذرع بالخطر التكفيري لـ«تبرير بعض المظاهر الاستعراضية ليس مقنعاً»، معتبراً أنه لا يوجد تهديد حقيقي من هذا النوع، يهدّد حاليا المناطق الدرزية في راشيا أو غيرها، ومستبعداً أن تحاول «جبهة النصرة» التمدّد في اتجاه هذه المناطق تحت ضغط تقدم قوات النظام على الجانب السوري من الحدود، «مع العلم أن دور «النصرة» مشبوه، وهناك خطوط مفتوحة بينها وبين الجيش الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل». وفي سياق شرح التهديدات التي يشعر بانه يتعرض لها، يشير جنبلاط إلى أن التحذيرات التي تلقّاها منذ فترة من جهات أمنية رسمية جدّية، «ما فرض عليّ عدم التحرك إلا في حدود ضيقة جداً»، كاشفاً عن أن «حزب الله» نصحه كذلك بأن يأخذ جانب الحيطة والحذر ويخفف من تنقلاته.
ويرى رئيس «الاشتراكي» أنه مهما تعدّدت تسميات المجموعات التي تحاول اغتياله فان المتهم الأساسي يبقى من وجهة نظره هو النظام السوري. ويضيف: لقد قيل لي ان «داعش» يريد قتلي، ثم أبلغوني بأن «الكاوبوي» كان يخطط أيضاً لاغتيالي بإيعاز إسرائيلي. وفي أحدث المعلومات التي وصلتني أنّ عماد ياسين الذي اعتقلته مخابرات الجيش في «عين الحلوة» اعترف بأنّني كنت مدرجاً على لائحة أهدافه.
ويتابع جنبلاط: أعتقد أنّ صاحب المصلحة الأكبر في التخلص مني هو النظام السوري الذي ازداد قوة بعد التطورات الميدانية على جبهات القتال، وأنا أقيم معظم الوقت في المختارة، تقيداً بالنصائح الأمنية، ولولا اضطراري إلى إجراء عملية بسيطة في إحدى عينيّ، ما كنت لآتي الى كليمنصو في هذا الظرف. ويلفت الانتباه إلى أنّ الذين كانوا يحمونه في سوريا لم يعودوا موجودين، من حكمت الشهابي إلى غازي كنعان وآخرين..
ولكن.. هل يمكن لوليد جنبلاط المعروف ببراغماتيته وتكيفه مع المستجدات أن يعيد يوماً ما مدّ الجسور مع الرئيس بشار الأسد، خصوصاً أنّ فرضية إسقاطه لم تعد واردة؟ يجيب جنبلاط: لن أنهي حياتي السياسية بإعادة ترميم العلاقة مع الأسد.. لست بهذا الصدد بتاتاً، حتى لو حقق النظام انتصاراً شاملاً. وعلى كلٍّ، سوريا التي أعرفها تغيرت ولا أظن أنّها ستعود، وأنا أنصح تيمور بأن يفعل الأمر ذاته عندما يتسلّم زمام القيادة.
ويبدي جنبلاط خشيته من تداعيات التحولات الديموغرافية في سوريا، تحت وطأة الحرب والتهجير، مشيراً إلى أنّ الكتل السكانية السنّية التي نزحت من المدن والبلدات التي كانت تقيم فيها، قد لا تعود إليها مستقبلاً على الأرجح، ربطاً بحسابات النظام.
ويؤكد جنبلاط أنه لن يترشح الى الانتخابات النيابية المقبلة، إفساحاً في المجال أمام تيمور ليأخذ دوره كاملاً، مضيفاً: لقد قلت له انه لن يكون بالضرورة كمال أو وليد جنبلاط بل عليه أن يصنع شخصيته وتجربته، وقد أوصيته بأولوية المحافظة على السلم الأهلي، وبضرورة الانفتاح على الجميع، وحماية مصالح الدروز مع مراعاة توازنات النسيج اللبناني المرهف، والسعي الى فصل لبنان الصغير عن اضطرابات المنطقة وأزماتها، كما أوصيته بان تبقى فلسطين حاضرة لديه، ولو في الذاكرة والوجدان.
ويدعو جنبلاط إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، لافتاً الانتباه الى أنّه لا يوجد مبرر لهذا الصراع المحموم على الحقائب الوزارية في حكومة لن تستمر سوى لأشهر قليلة. ويبدي جنبلاط تفهمه لموقف الرئيس نبيه بري قائلاً: الكل يريدون أن يحافظوا على الحقائب الأساسية التي كانت بحوزتهم في حكومة تمام سلام، فلماذا يرفض البعض ان تبقى «المال» و»الاشغال» مع بري، عملاً بالقاعدة ذاتها.. لقد آن الأوان لوقف هذه المناورة في مواجهة رئيس المجلس..
ولا يبدي جنبلاط أي قلق من تحالف «التيار الوطني الحر»- «القوات اللبنانية»، مشدداً على أن العودة الى امتيازات الماضي لم تعد ممكنة لاعتبارات عدة، والمهم أن يكون طرفا هذا التحالف مقتنعيْن كذلك باستحالة العودة الى الوراء. ويضيف: ان الدور المسيحي في لبنان ضروري وحيوي، بأبعاده الحضارية والوطنية، وهو بمثابة صمام أمان حتى على مستوى العلاقات الاسلامية – الاسلامية. المهم، ألا يحاول أحد ان يحرف مجدداً هذا الدور عن مساره السليم لنبش قبور أوهامٍ، لم يعد من مجال لإعادة إحيائها.
وفي ما خص قانون الانتخاب، يتوقع جنبلاط الإبقاء على «قانون الستين» لأن المهلة الضيقة الفاصلة عن موعد إجراء الانتخابات النيابية لم تعد تسمح بإنتاج قانون جديد، موضحاً أنه يرجح ان يؤدي «الستين» في ظل تحالف «التيار» و»القوات» الى فقدانه مقعدين نيابيين مسيحيين في كتلته، معترفاً بأن خسائره ستكون أكبر إذا تم اعتماد النسبية.
فرنجية يلتقي الحريري
على صعيد المخاض الحكومي، تفاهم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية على «خارطة طريق» للمستقبل الحكومي، وفق ما أسماها فرنجية الذي أمل أن تصل الأمور الى الخواتيم السعيدة قبل فترة الأعياد.
وجاء كلام فرنجية بعد اجتماعه مساء أمس على مدى أكثر من ساعتين بالحريري في «بيت الوسط»، حيث تخلل اللقاء مأدبة عشاء شارك فيها الوزير روني عريجي عن «المردة» وغطاس خوري ونادر الحريري عن «تيار المستقبل».
وقد كانت الحقائب الوزارية هي الطبق الرئيسي بين الحريري وفرنجية الذي أبدى اعتزازه بالصداقة التي تجمعه برئيس الحكومة المكلف، رافضاً تحميله مسؤولية تعطيل التاليف، مشيراً الى أن الحريري «يعرف أننا لا نتمنى له سوى الخير وسوى أن تتشكل الحكومة اليوم قبل الغد، وبدوره يتفهم وضعنا وهو لا يقبل أن يُنتقص من حقنا أو حق أي فريق في البلد». وإذ جدد فرنجية تمسك «المردة» بحقيبة أساسية، قال:»نحن لا نعمل على كسر أحد، وفي الوقت نفسه لا نقبل أن يكسرنا أحد. الأمور تطرح وكأنها تأديبية، وهذا لا يحل المشكلة. نحن نحاكم تأديبيا وهذا ما لا نريده، بالتأديب تصبح الأمور مختلفة… فليس دائما إذا رفض «المردة» أن يلغي نفسه يكون تعرقل البلد، فيما إذا أجرى الآخر اتصالا يكون يحل الأمور ولا يعرقل».
وردا على سؤال، أجاب فرنجية: قد نكون وقفنا مع حلفائنا ضد أنفسنا، واليوم حلفاؤنا يقفون معنا بمطلب محق، ونحن نطلب مطلبا محقا. هناك من يرفض لنا هذا المبدأ من منطلق التحجيم، فيما لا أحد يمكنه أن يحجمنا.
وفُهم من أوساط متابعة لمفاوضات تأليف الحكومة أنه وبعد تحديد الحقائب الأساسية، جرت عملية إعادة خلط للحقائب، مع تحييد «السيادية» و»الأشغال»، حيث يجري نقاش في إمكان منح حقيبة «الصحة» الى فرنجية إذا تعذر حصوله على «التربية»، وأن هذه النقطة قد تفتح الباب أمام تأليف الحكومة قريباً إلا إذا برزت عراقيل في اللحظة الأخيرة.
النهار
معركة حلب تقترب من الحسم والأسد لا يراها نهاية الحرب
بعد ساعات من سيطرة قوات النظام السوري على احياء حلب القديمة التي انسحبت منها الفصائل المعارضة، الأمر الذي يحصر مقاتلي المعارضة في بقعة صغيرة نسبياً في ما تبقى لهم من الاحياء الجنوبية الشرقية، دعت هذه الفصائل الى هدنة موقتة خمسة ايام لاجلاء المصابين، بينما دعت ست دول غربية الى هدنة فورية. وفي المقابل اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان حسم معركة حلب “محطة كبيرة” نحو انهاء الحرب.
واقترحت فصائل المعارضة في بيان أصدرته مبادرة من أربعة بنود “لإنهاء معاناة” المدنيين، ينص أبرزها على “اعلان هدنة انسانية فورية لمدة خمسة ايام” يتم خلالها “اجلاء الحالات الطبية الحرجة التي تحتاج الى عناية مستعجلة، ويقدر عددها بـ500 حالة تحت رعاية الامم المتحدة”. وتنص المبادرة أيضاً على “اجلاء المدنيين الراغبين في ترك حلب الشرقية المحاصرة الى منطقة ريف حلب الشمالي حيث ان محافظة ادلب لم تعد منطقة آمنة بسبب قصف الروس والنظام للمدن والقرى فيها، كما انها لم تعد قادرة على احتواء المزيد من النازحين داخلياً”.
ولم تتطرق المبادرة الى مصير المقاتلين، لكنها نصت في بندها بندها الرابع على انه “عندما يتم تخفيف وطأة الحالة الانسانية في مدينة حلب الشرقية، تقوم الاطراف المعنيون بالتفاوض حول مستقبل المدينة”. وازاء “الكارثة الانسانية” الجارية في حلب، دعت ست عواصم غربية هي واشنطن وباريس ولندن وبرلين وروما وأوتاوا في بيان مشترك الى “وقف فوري للنار” في المدينة. وحضت الدول ايران وروسيا على “ممارسة نفوذهما” لدى النظام السوري للتوصل الى ذلك.
وجاء في البيان: “الاولوية الملحة القصوى هي لوقف اطلاق نار فوري يسمح للامم المتحدة بتسليم المساعدات الانسانية الى سكان حلب الشرقية ومساعدة الذين فروا” منها. واتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند روسيا بعرقلة مساعي الامم المتحدة حول سوريا بعد استخدامها مع بيجينغ حق النقض “الفيتو” ضد قرار يدعو الى اعلان هدنة سبعة أيام في مدينة حلب. وطالب الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون بوقف النار. وصرح خلال مؤتمر صحافي في فيينا: “ما شهدناه أخيراً في حلب مفجع”.
الاسد
أما الاسد، فقال في مقابلة مع صحيفة “الوطن” السورية تنشر اليوم: “صحيح أن معركة حلب ستكون ربحاً، لكن لكي نكون واقعيين لا تعني نهاية الحرب في سوريا… أي أنها تعني محطة كبيرة باتجاه هذه النهاية”. وأضاف: “لكن لا تنتهي الحرب في سوريا إلا بعد القضاء على الإرهاب تماماً، فالإرهابيون موجودون في مناطق أخرى. وحتى لو انتهينا من حلب، فإننا سنتابع الحرب عليهم”. وشدد على ان “فشل المعركة في حلب (بالنسبة الى المقاتلين وداعميهم) يعني تحول مجرى الحرب في كل سوريا وبالتالي سقوط المشروع الخارجي سواء كان اقليمياً أو غربياً”. وأفاد ان “تحرير حلب من الارهابيين يعني ضرب المشروع من قاعدته. فدمشق مع حمص وحلب تعني ألا يبقى في يدهم أوراق حقيقية”. وشدد على ان “قرار تحرير كل سوريا مُتخذ وحلب ضمنه”. ولاحظ أن التطورات في المعركة طوال السنة المنصرمة هي التي أدت الى “النتائج التي نراها اليوم”. ونفى ان تكون روسيا هي التي تملي عليه اتخاذ القرارات.
كيري ولافروف
وبحث وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف خلال لقاء أمس في هامبورغ بألمانيا في الازمة السورية وفي إمكان التوصل إلى هدنة.
الميدان
ميدانياً، أحرزت قوات النظام تقدماً سريعاً بعد تمكنها ليل الثلثاء من استعادة السيطرة على كل أحياء حلب القديمة. وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن سيطرة قوات النظام بعد ظهر أمس على احياء باب النيرب والمرجة والمعادي تزامناً مع معارك عنيفة في حي الشيخ سعيد (في جنوب المدينة) حيث تحاول قوات النظام التقدم من هذا المحور أيضا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “قوات النظام باتت تسيطر على مساحة تجاوزت الثمانين في المئة من الاحياء الشرقية”، مشيراً الى ان “الوضع بدأ يدخل في مرحلة الانهيار الحقيقي بالنسبة الى الفصائل، اذ لم يعد في إمكان المقاتلين الصمود لفترة طويلة في شرق حلب”.
وفاة مستشار روسي
وتوفي مستشار في الجيش الروسي في حلب متأثرا بجروح أصيب بها في هجوم بقذيفة هاون شنه مقاتلو المعارضة السورية. وأكد الكرملين الامر فباتت هذه الوفاة الثالثة في صفوف الروس في سوريا هذا الأسبوع. وكانت وكالات روسية للانباء نقلت في وقت سابق عن وزارة الدفاع إن الكولونيل رسلان جاليتسكي توفي إثر إصابته في قصف لغرب حلب. وسبق للوزارة أن أعلنت أن مسعفتين روسيتين قتلتا في ذلك القصف.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مستهل لقاء مع كبار الضباط والمدعين العامين الذين عيّنوا أخيراً: “يخاطر العسكريون الروس بحياتهم، ويبذلون كل ما في وسعهم، لمساعدة الجيش السوري في محاربة الإرهابيين، ومن أجل إنقاذ حياة المدنيين”.
الاخبار
انهيارات المسلحين تتواصل: حلب ستغيّر مجرى المعركة في سوريا
قد تكون كلمات الرئيس السوري بشار الأسد بخصوص معركة حلب الأشدّ وقعاً على خصومه في الخارج والداخل. فالجميع يتساءل ويحاول احتواء «ما بعد حلب»، بعد أن أصبح تحرير كل المدينة متعلّقاً بخط تفاوض مفتوح مع المسلحين وبحزم واندفاعة ميدانية استعداداً لإنهاء الأحياء الباقية عسكرياً. «ما يجري في حلب سيغيّر مجرى المعركة كلياً في سوريا» قال الرئيس السوري، وفي جعبة دمشق وحلفائها خطط متعددة للمرحلة المقبلة بعد تحرير عدد هائل من الجنود المرابطين على خطوط التماس في المدينة منذ سنين.
تتناغم ملامح الحسم العسكري على الأرض في مدينة حلب مع زخم التصريحات الديبلوماسية من طرف سوريا وحلفائها. وبينما يخطو الجيش بثقة داخل أحياء لم تشهد اشتباكات مباشرة منذ سقوطها قبل أعوام، يأتي تأكيد دمشق على لسان الرئيس بشار الأسد أن ما يجري في حلب «سيغيّر مجرى المعركة كلياً في سوريا».
ومع الإنجازات غير المسبوقة للجيش وحلفائه في المدينة، أصبحت تصريحات العواصم الإقليمية والدولية الداعمة للمعارضة المسلحة تتحدث عن المراحل التي ستلي «سقوط حلب»، فيما يبقى مصير مسلحي ما بقي من أحيائها الشرقية، رهين تجاذبات روسية ــ أميركية ــ تركية، قد يسبقها تفاوض مباشر، يفضي إلى تسوية محليّة بأجندة سورية ــ روسية.
المرحلة التالية، وإن كانت لم تظهر ملامحها بعد، فإن لتحرير مدينة حلب نتائج مباشرة على الجيش السوري وحلفائه، إذ سيتفرّغ عدد هائل من الجنود لجبهات أخرى. فبعد توزّعهم على عشرات الجبهات والنقاط على طول خطوط التماس في المدينة، سيتحرر هؤلاء من هذا العبء، وسيكونون أساس أي معركة مقبلة في أرياف المحافظة أو أي مناطق أخرى. وقد تكون الصفعة النهائية لقوات «درع الفرات» المرابطة على تخوم مدينة الباب نتيجة طبيعية لتحرك هؤلاء شرقاً. فأنقرة المفرملة لعملياتها في المنطقة لأسباب ردعية سياسية في الدرجة الأولى، قد تجد أمامها قراراً سورياً بفتح معارك في «منطقة عملياتها». كذلك سيؤثر تحرير مدينة حلب في زيادة الضغط على «جيش الفتح» في ريفي المحافظة الغربي والجنوبي، ليكون مجدداً في موقع الدفاع، في موقف شبيه للأشهر الأولى التي تلت الدخول الروسي عندما لامس الجيش السوري أوتوستراد حلب ــ دمشق بعد السيطرة على عدد من القرى والبلدات الأساسية في الريف الجنوبي.
وبالعودة ليوم أمس، فقد شهدت الأحياء الشرقية تقدماً جديداً لقوات الجيش وحلفائه تمثّل في السيطرة على أحياء باب النيرب وجب القبة وعدة أحياء مجاورة. كذلك التقت وحدات الجيش المتقدمة باتجاه قلعة حلب مع عناصر حامية القلعة ليقفل نهائياً كل اتصال بين الطرف الشمالي والجنوبي للأحياء الشرقية، بالتوازي مع تقدمه في حي الفردوس وعلى جبهة الشيخ سعيد جنوباً. وكانت القوات قد استعادت في وقت سابق أمس، أحياء الجديدة والفرافرة وأقيول وقسطل الحرامي والصالحين وباب الحديد وجادة الخندق والحميدية وقاضي عسكر والمشاطية وكرم الجبل وشارعي نور الدين الزنكي وباب النصر. وفي تغريدات نشرتها صفحة «الرئاسة السورية» على «تويتر»، مقتطفة من لقاء سينشر اليوم في صحيفة «الوطن» السورية، أشار الرئيس الأسد إلى أن «الضغط الأميركي يمنع الكثير من الدول التقدم خطوات باتجاه سوريا». وقال الأسد: «صحيح أنّ معركة حلب ستكون ربحاً، لكن لكي نكون واقعيين لا تعني نهاية الحرب… أي إنها تعني محطة كبيرة باتجاه هذه النهاية».
وأضاف: «لكن لا تنتهي الحرب في سوريا إلا بعد القضاء على الإرهاب تماماً، فالإرهابيون موجودون في مناطق أخرى. وحتى لو انتهينا من حلب، فإننا سنتابع الحرب عليهم». وقال إنّ «تحرير حلب من الإرهابيين يعني ضرب المشروع من قاعدته. فدمشق مع حمص وحلب يعني ألا يبقى في يدهم أوراق حقيقية».
وأضاف أن بلاده «تتواصل يومياً مع روسيا، ولا يصدر أي قرار من دون تشاور بين البلدين». ويبدو أن التغيرات التي تشهدها مدينة حلب قد فرضت معادلات جديدة على الساحة السياسية، جعلت أنقرة تعود عن «خطوط حمراء» لطالما شددت على التزامها، ولا سيما قضية رحيل الرئيس السوري عن منصبه. ويبدو أن سقف الطموحات التركية يتقلّص تباعاً عمّا كان عليه في أوج عملية «درع الفرات»، إذ رأى رئيس الوزراء بن علي يلدريم في حديث لوكالة «إنترفاكس» الروسية، أن «هناك إمكانية في الوقت الراهن، لبناء سوريا الجديدة بشرط الحفاظ على وحدة أراضيها وصياغة دستور جديد»، مشدداً على أن «عملية درع الفرات لا علاقة لها بما يحدث في حلب، ولا علاقة لها بتغيير النظام السوري».
وفي عودة مشابهة عن «خطوط حمراء»، دعت الفصائل المسلحة في حلب أمس، إلى إعلان «هدنة إنسانية فورية» تمتد خمسة أيام في أحياء المدينة الشرقية، على أن يجري خلالها إجلاء المدنيين الراغبين إلى ريف المدينة الشمالي الغربي، وفق ما أعلنت في بيان صادر عنها. واقترحت الفصائل، مبادرة من أربعة بنود، ينص أبرزها على «إخلاء المدنيين الراغبين في ترك حلب الشرقية المحاصرة إلى منطقة ريف حلب الشمالي، لكون محافظة إدلب لم تعد منطقة آمنة… كذلك فإنها لم تعد قادرة على احتواء المزيد من النازحين داخلياً». وقال عضو المكتب السياسي في «حركة نور الدين الزنكي»، ياسر اليوسف، لوكالة «فرانس برس» عبر الهاتف، إن «كافة الفصائل المقاتلة في حلب موافقة على هذه المبادرة». ولم تتطرق المبادرة إلى مصير المسلحين، غير أنها نصّت في بندها الرابع على أن «تقوم الأطراف المعنية بالتفاوض حول مستقبل المدينة».
وبالتوازي، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في واشنطن، قوله، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، سيبحث مع نظيره الأميركي جون كيري، في وقت متأخر من ليل أمس، مسألة توفير ممر آمن لخروج المسلحين من حلب. وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن المجموعات المسلحة المعارضة، التي اتصل بها مسؤولون أميركيون قبل نحو يومين «لم تبد رغبة» في إبرام مثل هذا الاتفاق.
بدورها، أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إلى «ضرورة تقديم المساعدات لأهالي حلب بعد تحرير العديد من أحيائها الشرقية»، داعية الأمم المتحدة إلى الاضطلاع بدورها في إيصال المساعدات الإنسانية، دون أية مماطلة.
البناء
انهيارات المسلّحين تسابق مفاوضات كيري ولافروف المستمرة اليوم
حلب في حماية الجيش السوري… وأكثر من 1000 مسلح سلّموا أنفسهم
حلحلة حكومية تبدأ من الوسط وبعبدا بالتزامن على جبهتَيْ بنشعي ومعراب
كتب المحرّر السياسي
الأميركيون مرتبكون في خطواتهم السورية، خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الخلف، يسعون ليكون لهم يد في التطورات ولا يملكون القدرة على الالتزام بالتعهّدات، فيحفظون خطوط الاتصال مع روسيا، ومفاوضات مكوكية يتراجعون عن نتائجها، كلما دنت استحقاقات التنفيذ، ويأملون في سرّهم أن يحسمها الميدان، وينهي الجيش السوري وحلفاؤه ما بدأه منذ تمرّد على التفاهم الذي أبرم في جنيف بين موسكو واشنطن، جمعُ حلفاء واشنطن من الرياض وأنقرة ومَن معهم من المسلحين، واتهموا واشنطن بالتخاذل وأبلغوها أنهم سيقاتلون ويغيّرون وجهة الحرب، وهي تردّ أنها تريد تجنيبهم الجحيم، ويصير الجحيم الذي هدّدت به واشنطن كبديل لما صاغته من تفاهمات هو بأيدي الجيش السوري والحلفاء، رداً لاعتبار الدولة العظمى التي تطاول عليها مَن تحميهم، وادّعوا أنهم سيصنعون أفضل مما جاءت لهم به، وهو ما سيكون موضوع مراجعة لاحقة عندما ينتهي الأمر في حلب، وتسأل واشنطن هؤلاء، ألم يكن الأفضل السير بفصل أحياء حلب الشرقية عن جبهة النصرة، انخراط سائر الفصائل في أحكام الهدنة والمسار السياسي بدلاً من الانتحار الذي يكاد ينتهي وتتسابق مشاهده الأخيرة مع جولات التفاوض التي يُجريها في روما وزيرا الخارجية الروسي والأميركي سيرغي لافروف وجون كيري؟ بينما أنباء تساقط الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون بيد الجيش السوري والحلفاء تسابق مئات المسلحين على تسليم أنفسهم للجيش السوري وقد بلغ عدد هؤلاء مع منتصف ليل أمس أكثر من ألف مسلح، عجّت بهم الطرقات والساحات، وهم يخرجون رافعي الأيدي مطأطئي الرؤوس، يتوجّهون نحو أقرب نقطة للجيش السوري، الذي بسط عملياً سيطرته على أكثر من 90 من الأحياء الشرقية للمدينة.
لا تفاؤل بقرب التوصل لحلّ سياسي في مفاوضات كيري لافروف، وفقاً لمصادر معنية ومتابعة، بينما تطورات حلب ستسبق وتفرض نفسها قبل أن يبقى ما يصلح للتفاوض، لتكون وظيفة جولات المحادثات ما بعد حلب واستكشاف ما إذا كانت واشنطن لا تزال ملتزمة بالتفاهم الروسي الأميركي الذي يقوم على التشارك في الحرب على النصرة وداعش؟
لبنانياً، تواصل منسوب التفاؤل بحلحلة العقد الحكومية مع اللقاءين اللذين شهدهما قصر بعبدا وبيت الوسط، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بينما التقى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري برئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، ومحور المحادثات واحد وهو تبادل وإعادة ترتيب في الحقائب، يتيح عدم إحراج القوات من جهة وإرضاء المردة من جهة أخرى، بصيغ توضع فيها على الطاولة أربع حقائب هي الأشغال والاتصالات والتربية والطاقة، أملاً بالوصول إلى تسوية مع الطرفين تحاصر العقدة الرئيسية التي يعني حلها عملياً إقلاع التشكيل الحكومي، حيث يصير المطلوب مراجعة نهائية للتوازنات السياسية والأسماء والحقائب في التركيبة الحكومية، ويمهّد لزيارة مرتقبة لفرنجية إلى قصر بعبدا ولقاء مصارحة ومصالحة مع الرئيس ميشال عون.
لقاء بيت الوسط بحث عقدة المردة
في ضوء الغزل السياسي بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي بعث برسائل التطمين لكافة القوى السياسية بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح أمس الأول، تكثفت الإتصالات على خطوط القوى المعنية بتشكيل الحكومة. وأكد رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية «أننا والرئيس المكلف سعد الحريري متفاهمان»، مشيراً إلى أن «الأمور يمكن أن تذهب نحو خواتيم سعيدة قبل الأعياد».
وشدّد فرنجية على «أننا نريد حقيبة أساسية، والحريري متفهم لموقفنا ونشكره على ذلك، وأنا متفاهم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري»، لافتاً الى «أن الموضوع موضوع مبدأ ولا يتعلق بالحقائب والتفاصيل الصغيرة».
كلام رئيس تيار المردة جاء بعد لقائه الرئيس الحريري عند الثامنة والنصف من مساء أمس في «بيت الوسط» يرافقه وزير الثقافة روني عريجي، في حضور مستشار الرئيس الحريري الدكتور غطاس خوري والسيد نادر الحريري. وتناول اللقاء آخر المستجدات السياسية في البلاد. وتخللت اللقاء، مأدبة عشاء استكملت خلالها مواضيع البحث، ولا سيما ما يتعلق بالمشاورات والمساعي المبذولة لتشكيل الحكومة. ولفت فرنجية إلى أنه «تبادل الآراء مع الرئيس المكلف الذي يعرف أننا نتمنى له الخير وأن تشكل الحكومة قريباً».
وشدد فرنجية على أن «الحريري يتفهم موقفنا ولا يقبل أن يتم الانتقاص من حقنا أو من حق أي فريق في البلد»، موضحاً أن «البعض يضعنا في موضع أننا مَن نعطل، ولكننا ولا يوم أردنا التعطيل، والتعطيل يتحمل مسؤوليته الفريقان». وأشار الى «أننا وقفنا مع حلفائنا ضد أنفسنا وحلفائنا اليوم يقفون معنا بمطلب محق»، معتبراً «أن البعض يرفض مطالبنا من منطلق التحجيم، ولكن لا أحد يستطيع أن يحجمنا». وعلمت «البناء» أن «الاجتماع بحث عقدة تمثيل المردة بحقيبة أساسية في ظلّ تمسكها بواحدة من حقائب الاتصالات والطاقة والأشغال»، موضحة أن تولّي فرنجية حقيبة التربية وبقاء الأشغال من حصة كتلة التنمية والتحرير أحد الخيارات لحل العقدة، لكن يصطدم بإشكالية تمسك التيار الوطني الحر بالتربية»، مشددة على أن «تأليف الحكومة يتوقف على مدى وصول النقاش بين الحريري وفرنجية الى نتيجة».
وسجّل أمس تواجد حشد واسع من المسؤولين السياسيين والروحيين والإعلاميين خلال تقبّل الوزير محمد فنيش التعازي بوفاة زوجته في مجمع الإمام المجتبى في الضاحية الجنوبية، حيث جلس الوزير باسيل الى جانبه لأكثر من ساعة ونصف في ظل وجود وزير المال علي حسن خليل. وجرت محادثات على هامش التعازي لا سيما بين باسيل وفنيش.
نصرالله يتحدّث عن الحكومة وحلب
وفي غضون ذلك تترقب الأوساط السياسية كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم غدٍ لما ستعكسه من إيجابيات وتسهيل تشكيل الحكومة ودعم للعهد الجديد والعلاقة بين حزب الله وحلفائه بعد سيل من الإشاعات والاتهامات التي طاولت الحزب. وبحسب ما علمت «البناء» فإن السيد نصرالله سيخصص الجزء الأول من كلمته للوضع الحكومي بكل تفاصيله على أن يتطرّق في الجزء الثاني الى الوضع الإقليمي لا سيما الانتصار التاريخي والاستراتيجي الذي حققه الجيش السوري والمقاومة في مدينة حلب واستعادتها الى حضن الدولة وانعكاس ذلك على مسار الحرب في سورية. وربما يدعو السيد نصرالله المسلحين ليس فقط للانسحاب من آخر معاقلهم في حلب، بل من كل سورية كما دعاهم سابقاً في جبهات أخرى الى إيقاف القتال والانخراط في الحل السياسي.
أبعد من الحقائب…
وقالت أوساط قيادية مستقبلية لـ«البناء» «إنه رغم ارتفاع وتيرة الاتصالات ولقاء الحريري فرنجية غير أن لا معطيات جديدة توحي بقرب تشكيل الحكومة، ولم تحلّ العقد بشكلٍ كامل، لكن يمكن أن يطرأ خرق في جدار التأليف في أي لحظة»، موضحة أن «حقيبة الأشغال لا تزال تشكل إحدى العقد الظاهرية، حيث تم الاتفاق منذ بداية التأليف على مبدأ المداورة في الحقائب. وعلى هذا الأساس وخلال التوزيع تم اعتبار حقيبة الأشغال من حصة حزب القوات، لكن الرئيس الحريري اضطر الى السير بمبدأ القديم على قدمه بعد تمسّك جميع القوى بالحقائب التي تتولاها في الحكومة الحالية».
وأشارت الأوساط نفسها الى أن «موضوع تشكيل الحكومة لا يتوقف على توزيع الحقائب بل على محاولات البعض إرساء قواعد جديدة ووضع قيود على رئيس الجمهورية في بداية حكمه، كي لا يخرج من الاتفاقات السابقة». مشددة على أن الحريري هو المعني دستورياً بتشكيل الحكومة إلا أن وضع حلحلة العقد عند رئيس الجمهورية لأن أي عرقلة هي في وجه العهد، مضيفة أن «عقدة القوات عند الرئيس عون الذي عقد تفاهماً مع القوات على الشراكة في العهد، ما أعطى القوات حصة أكبر من حجمها الأمر الذي يتطلب من الرئيس عون معالجة هذه المعضلة»، موضحة أن «ما عقّد مشكلة التأليف هي وعود ما قبل الانتخابات الرئاسية فضلاً عن التحالفات المتناقضة بين حزب الله والتيار الوطني الحر من جهة وبين التيار والقوات اللبنانية من جهة ثانية، ما أدى الى اصطدام هذه التحالفات وصعوبة في توزيع الحقائب بين قوى هذه التحالفات». وجزمت المصادر بأن الحريري لن يتنازل عن حقيبة الاتصالات، لأن هذا الأمر سيؤدي الى خروج أصوات من داخل الطائفة السنية لترمي سهامها على الحريري لتنازله عن حقوق السنة بعد أن قدّم تنازلات عدة لحزب الله».
يصلّون لـ«الستين» سراً ويرجمونه علناً
واستبعدت الأوساط «التوصل الى قانون توافقي»، وأضافت: «غالبية القوى يصلون للستين سراً ويرجمونه علناً، حيث يضمنون حصصهم فيه أما في أي القوانين المختلطة، فالنتائج غير معروفة وقد يفقدون مقاعد عدة». وعن موقف المستقبل من التمديد التقني للمجلس النيابي الحال أشهراً عدة ريثما يتم إقرار قانون جديد، رجحت المصادر «إجراء الانتخابات على الستين لصعوبة إقرار قانون انتخاب آخر».
..وبري: لدفنه إلى «غير رجعة»
ونقل النواب عن الرئيس بري بعد لقاء الأربعاء النيابي قوله إن الاتصالات متواصلة في شأن موضوع تأليف الحكومة، وإنها تجري بوتيرة ناشطة، ونأمل أن تصل الى النتائج الإيجابية المرجوة لتأليف الحكومة في أسرع وقتٍ ممكن. وجدّد تأكيد أهمية العمل الجادّ من أجل إقرار قانون جديد للانتخابات ودفن قانون الستين الحالي الى غير رجعة، داعياً الى تضافر الجهود في هذا المجال، ومشدداً في الوقت نفسه على أن التمديد للمجلس مرفوض حتماً وغير وارد على الاطلاق.
ونقل زوار رئيس المجلس عنه لـ«البناء» تفاؤله بـ «ولادة الحكومة قبل الأعياد وأنه كان يفضل أن تسبق الانتخابات الرئاسية سلة متكاملة للتفاهم على الحكومة وقانون الانتخاب، لكنا وفرنا كل الجهد والوقت الذي نشهده في تأليف الحكومة والخلاف على قانون الانتخاب الذي ربما يأخذ إقراره وقتاً طويلاً». وذكر بري بإصرار رئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي على تمثيل الطائفة الشيعية في حكومته بحقيبة خدمية وأخرى سيادية وكانت الحكومة آنذاك أقلّ من 24 وزيراً».
وأشارت مصادر في كتلة التنمية والتحرير لـ«البناء» إلى أن «رئيس المجلس لمس إيجابية كبيرة في كلام باسيل يُبنى عليها لجهة التعاون في الحكومة وفي التفاهم على قانون الانتخاب»، موضحة أن كلام باسيل عن تمثيل كل القوى في الحكومة ربما يعيد صيغة الثلاثين إلى الواجهة إلا إذا أمكن تمثيلها في الـ24 وزيراً»، مشيرة الى أنه «إذا صدقت النيات السياسية سيوضع قطار الحكومة على السكة الصحيحة»، لافتة إلى أن «بري لا يربط بين تشكيل الحكومة وقانون الانتخاب لكن في النهاية الحكومة هي التي ستقر القانون أما الحديث عن إقراره في المجلس النيابي هرطقة لعدم وجود قانون مدروس محال من اللجان المشتركة الى الهيئة العامة».
.. وجعجع في بعبدا
وفيما تستمر «القوات» برفع «الفيتوات» على الحقائب أمام الأطراف الأخرى وفي توقيت لافت، زار رئيس «القوات» سمير جعجع بعبدا ورفض بعد لقائه رئيس الجمهورية الحكومة الثلاثينية، وموضحاً «أننا لا زلنا نتكلم عن حكومة من 24 وزيراً وليس هناك من تغيير في التركيبة»، معرباً عن «تفاؤله بتشكيل الحكومة قبل الأعياد»، مؤكداً «أننا لسنا عائقاً امام التشكيل، والمشكلة حجم العهد الجديد لا الحقائب»، مشدداً على «أن تفاهمنا مع «التيار الوطني الحر» تفاهم ضمن خطة وطنية حول القضية ككل، ورأينا اليوم كيف تمدّد ووصل إلى «تيار المستقبل» ونتمنى أن يصل إلى عين التينة ويكمل إلى الضاحية، لأن لا فيتو ضد أي شخص».
كما استقبل الرئيس عون مفتي الجمهورية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، يرافقه السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي. وبعد اللقاء، أكد حسون أن «الرئيس عون انتخب من الشعب قبل القيادات، ولم ولن نخاصم أحداً أبداً وندعو كل مَن خاصمنا الى المصافحة والمصالحة والمسامحة».
المصدر: صحف