رغم مضي 80 يوما على الحرب الصهيونية الهمجية على قطاع غزة وحوالي شهرين على العدوان البري، لا تزال المقاومة الفلسطينية تمتلك قدرات القيادة والتنسيق والتصدي بكل قوة وخسائر العدوان تتراكم وحجمها يتصاعد، وقد جرت في الساعات الاخيرة معارك ضارية في عدة محاور مثل خانيونس وجباليا والتفاح والبريج والنصيرات والمغازي تكبد فيها العدو المزيد من الخسائر.
في هذا الوقت يكرّر رئيس الحكومة الصهيونية تصريحات منفصلة عن الواقع بشأن ضرورة استمرار الحرب حتى القضاء على حماس او الاستمرار بالضغط العسكري من أجل التمكُّن من إطلاق سراح الرهائن، وجاءت اخر تصريحاته اليوم في جلسة عامّة للكنيست ، فيما قاطعته عائلات بعض المحتجزين مطالِبة بإعادتهم بشكل فوريّ.
التصريحات المتعجرفة من نتنياهو تشكل حالة انفصام عن الواقع وهو يدرك ذلك جيدا:
-اولا بالنسبة الى الخسائر الكبيرة والمتصاعدة في جنوده وآلياته وهو عامل ضاغط
-ثانيا تصاعد الخلافات الصهيونية حول مسار واهداف الحرب يربك الساحة الداخلية الصهيونية
-ثالثا مؤشرات حول استعجال صهيوني للوصول الى هدنة مؤقتة
حماس للمنار: لوقف شامل لاطلاق النار قبل اي نقاش
وفي هذا الاطار اشار ممثل حركة حماس في لبنان احمد عبد الهادي للمنار ان اي طرح لا يقوم على وقف شامل للعدوان لا نوافق عليه وان العدو يدور في حلقة مفرغة.
تصاعد الازمة الميدانية للعدو
حديث قادة الصهاينة عن هدف القضاء على حماس تُناقضه تصرفات العدو عبر تقديم مقترحات من اجل هدنة وتبادل اسرى كما تُناقضه ارض المعركة في الاساس من حيث استمرار وصمود المقاومة ومنظومتها العملياتية بالعمل بشكل طبيعي وفعال، بل الانتقال من مرحلة الى مرحلة من العمل العسكري مثل الانتقال الى تكثيف عمليات القنص وتفجير العبوات الناسفة في الايام الاخيرة هذا مع استمرار اطلاق الصواريخ نحو العمق.
وتؤكد حقائق الميدان ان العدو فشل في تحقيق اي انجاز وهو يعود الى في ارتكاب المجازر للتغطية على فشله وخيبته، وقد جاء انسحاب لواء غولاني قبل ايام من المعركة وهو لواء النخبة دليلا على حجم الخسائر، فيما ينفذ الجيش الصهيوني تراجعا و اعادة تموضع في عدد من المناطق نتيجة ضراوة التصدي، ومن اللافت في هذا المجال استمرار المواجهة وضربات المقاومين في مناطق كان دخلها العدو منذ بدية العملية على اطراف القطاع مما يؤشر الى فشله في تحقيق سيطرة على المناطق رغم مرور كل هذه المدة، وهو لم يتمكن من الدخول الا الى مناطق محدودة تشكل نسبة قليلة من القطاع حيث يدخل مناطق ويضطر للتراجع كما حصل في فشله في السيطرة على الكثير من المناطق مثل غزة والشجاعية وجباليا وخانيونس ورفح وغيرها رغم القدرات العسكرية والتقنية الكبيرة والدعم العسكري الاميركي والجسر الجوي للدعم بالذخائر والعتاد.
اذاً فالعدو هو المأزوم والوقت ليس لصالحه ومن يغرق بوحول غزة ويعدّ قتلاه ويصل لحائط مسدود لأهدافه ليس في موقع فرض اي شروط او اطلاق تصريحات عالية السقف، اما المقاومة الفلسطينية الصامدة والتي تراكم البطولات فتؤكد انها ثابتة ومستمرة وقادرة على صمود طويل وان اي حديث عن تبادل اسرى او قضايا اخرى لن يتم الا مع وقف شامل لاطلاق النار.
المصدر: موقع المنار