ميلادٌ حزين، قَتَلَ فرحتَه مَن عَمَّقُوا آلامَ السيدِ المسيحِ واُمِّهِ مريمَ عليهما السلامُ بالدمِ المسفوكِ غيلةً وبالدموعِ والانين، فابناؤهُ يُقتلونَ على يدَي “يهوذا الاسخريوطي” من جديد، والشجرةُ التي هَزَّتها امُّه لتاكلَ منها قد اكلَها لهيبُ الحربِ المسعورة، واجراسُ العيدِ احالَها الـمُدَّعون نَسَباً للسيدِ المسيحِ قذائفَ وحمماً منحوها للصهاينةِ ليُسقطوها على رؤوسِ الفلسطينيين..
في ليلةِ الميلادِ ابوابُ بيتَ لحم مُقفَلةٌ من عصاباتِ الهاغانا التي تَحكمُ الارضَ المباركة، والانجيلُ المقدسُ مزقتهُ طائراتُ العدوِ في الكنيسةِ المعمدانية في غزةَ واخواتِها التي احالَها العدوُ اثراً بعدَ عين، فيما اعينُ بعضِ لصوصِ الهيكلِ على الخشبةِ من جديدٍ ليَصلُبوا عليها كلَّ تعاليمِ السيدِ المسيح..
في ليلةِ الميلادِ الحزين ، ابناءٌ وتلامذةٌ حَفِظُوا التعاليم، فاَحَبُّوا الحياةَ كريمةً وشريفة، رفضوا ذلَّ الاحتلال، ورفعوا شعلةَ المقاومةِ حياةً وانتقاماً لكلِّ مظلومٍ ورفضاً لكلِّ ظلمٍ وعدوان، فكانوا بحقٍّ ابناءَ تعاليمِ السماء..
مقاومونَ ابقَوا للميلادِ مجدَه ورجاءَه، عبرَ الانتقامِ ممن غَدَرَ به، بِجَعلِهم لياليَهُ سوداء، ككلِّ ساعاتِه على امتدادِ ايامِ العدوان، فتُرِكَ يَعُدُّ قتلاهُ معترفاً بخمسة عشرَ منهم، اضافةً الى عشراتِ الجرحى بعضُهم بحالِ الخطر.. فيما حبالُ الخطرِ تُطوِّقُ حكومةَ بنيامين نتنياهو التي تعيشُ صراعاً وجودياً، ويجهدُ رئيسُها للبقاءِ بسفكِ المزيدِ من الدمِ الفلسطينيِّ الذي يُغرقُ الصهاينةَ واسيادَهم الاميركيينَ وحلفاءَهم من بعضِ العربِ المارقين ..
فبقيَ الميلادُ واِن غَلَتِ التضحيات، وستعودُ اجراسُه لتُقرَعَ من جديدٍ معَ النصرِ الفلسطينيِّ القادمِ لا مَحالة..
اما حالُ ليلةِ الميلادِ في جنوبِ لبنانَ فأجراسٌ وقداسيسُ اقوى من كلِّ قذائفِ العدوان، مَحميةً بثابتِ المعادلاتِ التي كتَبَها المقاومونَ بسيلٍ من الدماء، لحمايةِ الوطنِ واهلِه وتحصينِ المدنيينَ من كلِّ عدوانيةِ الصهاينةِ المحتلين.
المصدر: قناة المنار