لم يصدّق بنيامين نتنياهو وقادةُ جيشِه الخائبونَ انَ الميدانَ مختبر ُالرجولةِ وانَ اهل َالارض ِاصحابُ السبَقِ الى الفوزِ واليدِ الطولى..
لم يُصدقوا، بل واصلوا إنكارَهم لوضعِ الخسائرِ والكذبِ على جمهورِهم، حتى اتاهم النبأُ من الشجاعية صباحاً : اِنها عقولُ المقاومينَ الشجعانِ المبدعينَ تجعلُ نخبةَ جنودِ العدوِ وضباطِه عصفاً مأكولا، وهيبتَهم المزعومةَ اشلاءً على جدرانِ الاحياءِ المدمرةِ وفي الازقةِ المجرّفةِ وعلى ابوابِ الانفاق..
عشَرةُ قتلى للاحتلالِ نَسفتهم عبواتُ المقاومةِ على ثلاثِ دُفعات، فكلما هلكَ منهم عددٌ جاءَ اخرونَ لانقاذِهم فكانوا كالفئرانِ يقعونَ وسطَ الافخاخِ الى ان قُتلَ منهم قائدُ كتيبةٍ وقائدُ سريةٍ من لواءِ غولاني وضباطٌ اخرونَ وجنودٌ مدججونَ بالاسلحةِ والتقنياتِ والتجهيزاتِ والاتصالاتِ التي لم تَنفعهم في شيءٍ حينَ اطبقَ المقاومونَ على انفاسِهم بالعبوات..
انه صباحٌ صعب، اَقرت اوساطٌ في الاحتلال، واضافت اخرى انَ كيانَهم دخلَ مرحلةً معقدة، فيما تمنى اخرونَ لو انَ جيشَهم تجنبَ القتالَ البريَ في شمالِ غزةَ ولم يدخل الى قرارة وغيرِها في خانيونس جنوبَ القطاعِ حيثُ اَعدت المقاومةُ لهم مفاجآتٍ ستكونُ النجاةُ منها صعبةً بل متعذرة..
كلُ الأعذارِ الواهيةِ والحججِ الباليةِ لدعمِ العدوانَ على غزةَ اَسقَطَها الميدانُ من يدِ الادارةِ الاميركية ، وبينَ ليلةٍ وضُحاها انقلبَ جو بايدن على صديقِه التاريخي “بي بي” نتنياهو ليعلنَ ، في لحظةِ وعيٍ نادرة، أنَّ الكيانَ المؤقتَ بدأَ يفقدُ دعمَ المجتمعِ الدولي بقصفِه العشوائي لقطاعِ غزةَ وانَ على نتنياهو تغييرَ حكومتِه المتشددة…
ليسَ هذا جنوناً سياسياً انما اقرارٌ بالخسارةِ بعدما اكدت غزةُ للمعتدينَ الاميركيينَ والصهاينةِ انَ مشاريعَهم لن تمر ، وانهم لن يقوَوْا على تحمّلِ ضجيجِ العالمِ وغليانِه جراءَ المجزرةِ المستمرةِ منذُ قرابةِ السبعينَ يوماً ضدَ اطفالِ غزةَ وسكانِها العزّل ، وخروجِ اخبارٍ مبشّرةٍ بانتصارِ المقاومةِ من ميدانِ الشجاعية وغيرِها…
وبكثيرٍ من القراراتِ الشجاعةِ والخطواتِ الثابتةِ يَمضي المقاومونَ في لبنانَ بمساندةِ غزةَ ويَسلِبونَ قواتِ العدوِ نومَهم ما دامت عيونُ اطفالِ غزةَ لا تغفو على حُلُم، وكذا يفعلُ اهلُ اليمنِ الاوفياءُ بقطعِ اهمِّ شريانٍ اقتصاديٍ للكيانِ الغاصبِ في البحرِ الاحمرِ ويقلبونَ الطاولةَ على راسِ العالمِ المختالِ بدعمِ الاحتلالِ ومدِه بوسائلِ الاجرام.
المصدر: قناة المنار