أقام “تجمع العلماء المسلمين” في مركزه بحارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء حفلا تضامنيا مع أهالي غزة تنديدا بالحرب الصهيونية – الأمريكية – الغربية على القطاع، وقد حضر الحفل حشد من الشخصيات العلمائية.
وبالمناسبة، قال عضو مجلس الأمناء في التجمع الشيخ مصطفى ملص “ما نشهده اليوم من مأساة وضراء وزلزال وجود في غزة خصوصا، وفي فلسطين ولبنان عموما، هو أمر لازم للوصول إلى ما نطمح إليه من الحرية والكرامة واستعادة الحقوق والمقدسات، وخروج من تحت سيطرة الظالمين المسيطرين على مقدرات أمتنا وعلى قرارها وإرادتها”.
واضاف الشيخ ملص ان “مسؤوليتنا في هذه المواجهة كعلماء وخطباء ومرشدين دينيين تقتضي منا أن نتمتع بأعلى مستوى من الوعي والفهم لحقيقة المواجهة مع العدو الصهيوني وحلفائه وداعميه، وأن نعمل على رفع مستوى وعي الناس وتهيئتهم لتحمل التضحيات، لأن القادم من الأيام قد يحمل لنا اختبارات وابتلاءات تستدعي منا مزيدا من الصبر والصمود”.
وتابع الشيخ ملص “لا بد من الالتفات هنا إلى الأبواق الإعلامية المثبطة للهمم المستأجرة من قبل الأعداء لضرب المقاومة في بيئتها ومحيطها، وكذلك مواقف السياسيين العملاء والمنخرطين في المؤامرة على أمتنا ومقاومتها لمصلحة أمريكا والعدو الصهيوني، هؤلاء ينبغي التصدي لمقولاتهم وتفنيدها وإظهار أن عز أمتنا هو في مقاومتها”.
كما صدر بيان عن اللقاء تلاه رئيس الهيئة الادارية في التجمع الشيخ حسان عبد الله حيث أشار الى أن “تجمع العلماء المسلمين يعتبر أن المعركة القائمة اليوم في فلسطين وفي غزة تحديدا وفي الضفة الغربية، ستكون نهايتها فشل المشروع الصهيو/أمريكي وأن النصر سيكون حليف غزة وحليف فلسطين”، وتابع “هذه سنة تاريخية تؤيدها المعطيات على الأرض بعد فشل كل المشاريع التي أعد لها الكيان الصهيوني لتحويل هزيمته إلى نصر، فتحولت من هزيمة نكراء إلى هزيمة كارثية”.
وكد البيان أن “على علماء الأمة أن يهبوا من أجل عقد مؤتمرات علمية ومجاميع فقهية تصدر الفتاوى التي تناصر القتال في غزة والمقاومة في غزة ومحور المقاومة، ومن خلالها تعلن وبشكل واضح أن كل من يمد اليد إلى الكيان الصهيوني أو يتعاون معه أو يطبع معه أو يقيم معاهدة معه، هو خارج عن الملة والدين ولا يؤمن بالإسلام طرفة عين، لأن الإسلام يعني مقاتلة الظالم ومحاربة الظلم وليس مناصرة الظالم على المظلوم”.
ورأى البيان “في التحركات الشعبية في العالم دليلا على الحس الإنساني الكبير، وعلى أن المعركة التي نخوضها اليوم هي معركة الحق مع الباطل، والخير مع الشر، والإنسانية مع التوحش”، ودعا إلى “وقف نهائي وفوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، خاصة الطبية والخدماتية والأمور الضرورية لكي يصمد أهل غزة”، وتابع “هذا الأمر مطلوب من المسلمين والعرب أولا بأن يعلنوا عبر اجتماع يعقدونه مرة أخرى للمؤتمر الإسلامي والجامعة العربية من أجل اتخاذ قرار بفتح معبر رفح ولو بالقوة، وإدخال المساعدات إلى داخل قطاع غزة”.
وحيا البيان “أبطال المقاومة الإسلامية في لبنان على الإنجازات الضخمة التي يحققونها”، واعتبر أن “ما تقوم به المقاومة في لبنان هو واجب شرعي ويأتي في سياق حماية لبنان من الأطماع الصهيونية، ويأتي أيضا في إطار القوة الرادعة للكيان الصهيوني عبر التأكيد على أن محور المقاومة هو محور واحد يساند بعضه بعضا، فعندما يفكر الكيان الصهيوني مرة أخرى بأن يعتدي على لبنان، سيكون حاضرا في باله أن المحور كله سينتصر للبنان كما انتصر لبنان واليمن والعراق وسوريا لغزة”، ولفت الى ان “مصير غزة ومستقبلها تحدده المقاومة في غزة وأهل غزة، ولا يمتلك أحد في العالم الغربي أو العربي خاصة حكومات التطبيع حق تقرير مصير غزة”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام