خليل موسى
عند البحث في تاريخ الكيان الصهيوني، تحديداً الظروف والأسباب التي أحاطت بفترة تأسيسه، لا يعود أي من ما يحدث حالياً لجهة الحرب القائمة في غزة مستغرباً.
أولاً، ولجهة الظروف المحيطة بتأسيسه، فمما لا شك فيه أن الدول الكبرى وقتها المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، أرادت لهذا الكيان أن يكون امتداداً لأمنها القومي في المنطقة التي أحكمت سيطرتها عليها بعد هزيمة الدولة العثمانية، وذلك من خلال تسليحه بأحدث الأسلحة ومنحه دعماً منقطع النظير على كافة المستويات، فبات “جيشه الذي لا يقهر” فزاعةً لشعوب المنطقة ومنظومة ردعه عصية على الكسر.
لكن من وضع هذا المخطط وحرص على تنفيذه على مر السنين، لم يأخذ الكثير من الاعتبارات بالحسبان، أولها وأكثرها أهمية، مدى صعوبة إلغاء شعب بأكمله وجعله ينسى أرضه وثقافته المتجذرة. لا بل إن القتل والإبادة والمجازر والتهجير والقمع والاعتقالات أسست لما هو أكبر وأعظم: مقاومة كلما مرّ عليها الزمن تراكم مزيداً من الخبرة والقوة والثقة بأن ردع الاحتلال وجبروته وهمٌ، وأن الأرض لأهلها.
في المقابل، فإن الكيان ورغم كل محاولات فرضه وترسيخه “كدولة شرعية”، إن كان بلغة القوة والحروب أو الاقتصاد، أو الثقافة، رغم تفوقه العسكري والتكنولوجي والدعم الغربي اللامحدود، بقي “كياناً مؤقتاً” يعيش قلقاً وهاجساً دائماً.
يبني الجدران العالية والسجون المحصنة أمام فتية بسلاح متواضع. فتيةٌ آمنوا بربهم، فعبروا إليه رغم كل شيء، عبروا كما لم يتوقع يوماً في السابع من تشرين الأول/اكتوبر، واضعين الكيان وكل من يدعمه أمام أسئلة مصيرية أبرزها: كيف يكون كيان مهدد بوجوده امتداداً لأمننا القومي؟ كيان بات غير قادر على ضمان نتائج مواجهة مع فصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع يحاصره منذ سنوات.
في السياق، وفي حديث لموقع المنار، قدم الباحث والأستاذ الجامعي ابراهيم زعرور لمحة تاريخية عن ممارسات هذا الاحتلال وكيف أنه تأسس على التزوير والقتل.
وعن تداعيات “طوفان الأقصى” على هذا الكيان لجهة تسليط الضوء على اجرامه اللامحدود وهمجيته والدعم الدولي له رغم كل ما يمارسه من إبادة جماعية في القطاع، قال زعرور:
كما تطرق زعرور لتفاصيل الدعم البريطاني والأميركي للكيان بين الماضي والحاضر
“الكبار يموتون والصغار ينسون” مقولة شهيرة لرئيسة وزراء الكيان السابقة غولدا مائير. أين أصبحت هذه المقولة في وقتنا الحالي؟ يجيب زعرور.
المصدر: موقع المنار