على توقيتِ غزةَ ضربَ نمورُ القدسِ من جديد، فاصابوا المحتلَ وانتقموا لكلِّ أسودِ فلسطين ..
اخوانِ ذاقا مرارةَ الاسرِ لدى العدو، وشهدا على ايامِ غزةَ العصيبةِ واطفالِها الشهداءِ ونسائها المشردات، وسمِعا نداءاتِ القدس المتألمةِ من حقدِ الصهاينةِ وانتهاكاتِهم، فاستلَّ الاستشهاديانِ ابراهيم ومراد النمر سلاحَهما واقتحما الموتَ للعبورِ الى الخلود، فكانت عمليةٌ بطوليةٌ قربَ مستوطنةِ راموت بالقدس المحتلة، قتلت ثلاثةَ صهاينةٍ بينهم احدُ كبارِ الحاخامات واصابوا عدداً آخرَ بجروحٍ بينهم اصاباتٌ خطرة ..
والخطورةُ التي قرأها الصهاينةُ خبراءَ ومستوطنينَ انها اتت في عزِّ الاستنفارِ الامني والعسكري، وحالةِ الحربِ التي يعيشُها الكيانُ ضدَ الفلسطينيين، فاخترقَ الاخوانِ الشهيدانِ كلَّ منظوماتِهم الامنيةِ وسدَّدا الضرباتِ وأوقعا اِصاباتٍ مباشرة..
عمليةٌ باركتها حركةُ حماس التي زفت الشهيدينِ على طريقِ القدس، وأكدت جميعُ فصائلِ المقاومةِ انها ردٌ طبيعيٌ ومتواصلٌ على العدوانيةِ الصهيونية ..
عدوانيةٌ عالقةٌ بينَ خياراتٍ كلُّها مُرَّة، فمفاوضاتُ الهدنةِ تَضِيقُ وساعاتُها تنقضي، ومستوطنوهم كما جنودِهم يُمَنُّونَ النفسَ بوقفِ الحربِ التي اَرهقتهُم من دونِ تحقيقِ ايٍّ من الانجازات، فيما حكومةُ بنيامين نتنياهو تواصلُ هروبَها الى الامام، مورطةً الاميركيَ الذي يبحثُ بشتَّى الطرقِ عن صورةِ انجازٍ للاسرائيلي ليُنزِلَهُ عن شجرةِ الحربِ العقيمة..
فمفاوضاتُ الدوحة الاميركيةُ الاسرائيليةُ المصريةُ القطريةُ لم تُنتج جديداً حتى الآن، والصهاينةُ على ضياعِهم والمقاومةُ الفلسطينيةُ عندَ موقفِها، والغزيون عندَ ثباتِهم وعنوانُهم : “وإِنْ عُدتُم عُدنا”..
وفي لبنانَ حيثُ اهلُه ثابتونَ في ارضِهم وعندَ موقفِهم، يُكرِّمونَ شهداءَهم ويواصلونَ حياتَهم، ويؤكدونَ للقريبِ والبعيدِ انهم الى جانبِ غزةَ واهلِها، سائرون على طريقِ القدس، ينظرونَ الى العدوِ القلِقِ المضطربِ عندَ الطرفِ الآخرِ من الحدود، يتساجلُ معَ مستوطنيهِ الرافضينَ العودةَ الى المستوطناتِ الشماليةِ خوفاً من لهيبِ الشمالِ الذي احرقَ جنودَهم ولا يزالُ لهم بالمرصاد ..
المصدر: قناة المنار