تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 30-11-2023 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
البناء
بيرنز يهندس تمديد الهدنة لبلورة جدولة للتبادل الأوسع للرجال والعسكريين
بايدن يتراجع عن اعتبار وقف النار نصراً لحماس ويقول إن الحرب مطلبها
حشود سياسية وشعبية في تعزية رعد… وحمدان لـ«الميادين»: اهتمام بجورج عبدالله
كتبت صحيفة “البناء”: تواصلت في الدوحة الاجتماعات المكثفة التي يعقدها مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز مع مدير المخابرات المصرية ورئيس الموساد الإسرائيلي برعاية رئيس حكومة قطر، بحثاً عن مخارج من الحرب، وقد استهلك تمديد الهدنة جهداً ووقتاً لتذليل العقبات أمام التمديد، تمهيداً لتمديد يعتقد أن يكون الأخير قبل الإعلان عن صيغة جديدة لهدنة مديدة قد تمتدّ لشهر، أي إلى ما بعد نهاية العام وتتضمّن تبادل الرجال والعسكريين، بعدما تمّ توزيعهم إلى فئات، مجندات وجنود عاملين وجنود احتياط وغير العسكريين، والضباط، مقابل فئات الأسرى الفلسطينيين، المرضى والمسنين، وأصحاب الأحكام التي تنتهي خلال أقل من سنتين، والمحتجزين الإداريين دون تهم أو محاكمات، وأصحاب الأحكام المؤبدة، والقادة الرموز. ويسعى بيرنز لإتمام جدولة متقابلة تتيح التبادل السلس لإنهاء ملف الأسرى، فيما يجري التحضير لورشة سياسية تحاول إيجاد إطار دولي إقليمي يعلن وقف الحرب وفتح الباب لعنوان فضفاض تحت شعار حل الدولتين، يحاول بيرنز تركه عنواناً لا يدخل في الأسئلة الجدية التي تتكفل بتفجيره، وأهمها الاستيطان والقدس، ليتسنى البحث بصيغة تتيح هدنة مديدة تحت عنوان وقف دائم لإطلاق النار، يبحث بيرنز لربطها بحكومة فلسطينية موحّدة ترتضيها حماس وسلطة رام الله، تتشكل في ظلها قوة أمنية مشتركة تتسلّم الأمن في قطاع غزة، مع دراسة إمكانية نشر وحدات تشبه اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، مكان قوات الاحتلال في المناطق التي دخلت إليها في قطاع غزة، بموجب قرار يشبه القرار 1701، يتضمن وقف إطلاق النار.
بالتوازي، كان الرئيس الأميركي يعلن كما نقلت عنه وكالة رويترز التراجع عن كلامه السابق بأن وقف الحرب يعتبر نصراً لحركة حماس، ليقول إن الفصائل الفلسطينية لها مصلحة باستمرار الحرب وتسعى إلى ذلك، وهذا ما لن نسمح به أبداً، موفداً وزير خارجيته أنتوني بلينكن الى تل أبيب لنقل رسالة بأولويّة وقف الحرب إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وتوفير التغطية للجهود التي يبذلها بيرنز.
في بيروت استقبل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد المعزين باستشهاد نجله عباس في مواجهات جبهة الجنوب مع جيش الاحتلال، وقد غصّ مجمع المجتبى في الضاحية الجنوبية حيث تقديم التعازي بالوفود السياسية والدبلوماسية والشعبية، وكان أهمها حضور السفير السوري السابق في لبنان علي عبد الكريم علي معزياً باسم الرئيس السوري بشار الأسد.
في بيروت أيضاً كشف القيادي في حركة حماس أسامة حمدان لقناة «الميادين» عن اهتمام قيادة الحركة بالمناشدات التي تلقّتها لضم قضيّة حرية المناضل جورج عبدالله الأسير في السجون الفرنسية بطلب إسرائيلي، بقوله إنه من الطبيعي أن ننظر في أن يشمل التبادل المقبل المناضلين في العالم كالمناضل جورج إبراهيم عبد الله.
وفيما لا يزال الهدوء الحذر يُخيّم على الحدود مع فلسطين المحتلة في ظل الهدنة في غزة التي مُدّدت لأيام إضافية، تترقب الساحة الداخليّة مرحلة ما بعد الهدنة، وما إذا كان العدو «الإسرائيلي» سيستأنف عدوانه على غزة وتشتعل الجبهة الجنوبية أم ستنجح الضغوط الأميركية بتدجين الحكومة الإسرائيلية ولجم اندفاعتها نحو جولة قتالية جديدة في غزة تعيد مشهد التصعيد في لبنان والمنطقة كما كان قبل وقف إطلاق النار.
وبعد إعلان حزب الله نيته التعويض المادي على المتضررين من أهالي الجنوب خلال الحرب الأخيرة، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، أن «الصندوق الإنساني للبنان خصص 4 ملايين دولار للاستجابة للاحتياجات الإنسانية للمواطنين النازحين أو الباقين في مناطق النزاع في جنوب لبنان».
وسُجل أمس، خرق للهدنة غير المعلنة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، حيث أفيد أنه أثناء تواجد دورية لمخابرات الجيش اللبناني قرب «تلة هرمون» خراج بلدة يارون بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة، أقدم العدو الصهيوني على اطلاق رشقات نارية فوق الدورية لترهيبهم وإبعادهم.
وشدّدت مصادر في فريق المقاومة لـ»البناء» أن المقاومة على أهبة الاستعداد للعودة الى الميدان والقيام بعمليات عسكرية جديدة ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي، بحال استأنف عدوانه على غزة»، لافتة الى أن «لدى المقاومة أوراقاً كثيرة على كافة الصعد ستظهر خلال جولة المواجهة الجديدة إذا أقدم العدو على ارتكاب حماقة باتجاه لبنان»، مشيرة الى أن «غزة لن تترك وحدها، وحركة حماس وغزة خط أحمر لن يسمح محور المقاومة بسقوطهما، كما أعلن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطابه الأول خلال فترة الحرب».
وفي سياق ذلك، أكد الإمام الخامنئي أنّ المشروع الأميركي فشل في لبنان، قائلًا: «الأميركيون أرادوا أن يقضوا على حزب الله، لكنهم فشلوا، وحزب الله اليوم أقوى بعشرة أضعاف عما كان عليه في السنوات الماضية».
وواصل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد تقبل التعازي والتبريكات باستشهاد نجله الشهيد عباس رعد خلال استهداف قوات العدو الإسرائيلي لمجموعة لقوة الرضوان في حزب الله الأسبوع الماضي. وأمّت مجمع المجتبى في الضاحية الجنوبية حشود شعبية وشخصيات سياسية ونيابية ودبلوماسية وعسكرية وأمنية، بحضور رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين ورئيس المجلس السياسي في الحزب السيد إبراهيم أمين السيد وعدد من أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة ومسؤول العلاقات العربية والدولية في الحزب السيد عمار الموسوي.
وتقدّم المباركون رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، النائب السابق وليد جنبلاط، ووفد من التيار الوطني الحر برئاسة النائب والوزير السابق جبران باسيل، رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ونجله النائب طوني فرنجية، قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، فضلاً عن وفد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز، والنواب جهاد الصمد وحليمة قعقور ومحمد خواجة.
وقال النائب باسيل من مجمع المجتبى في الضاحية: «عندما يقدم المسؤول ابنه دفاعًا عن الوطن لا يمكن الكلام هنا إلا عن القدوة.. وبهذا الثبات وبهذا العناد يتم إحقاق الحق.. وعلينا كلبنانيين أن نحترم شهداء بعضنا البعض».
في غضون ذلك، حلّ الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان ضيفاً ثقيلاً على اللبنانيين في زيارة هي الرابعة لبيروت، ولم يحمل أي مبادرة أو اقتراحات جديدة على الصعيد الرئاسي عن تلك التي عرضها خلال زيارته الماضية، أي المرشح الثالث، وفق معلومات «البناء»، والتي أشارت الى أن لودريان جاء برسالة تحذير للمسؤولين بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإجراء التعيينات في المواقع القيادية الأساسية لمواكبة التطورات في غزة والمفاوضات المقبلة حول مصير القطاع والحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة. إلا أن لودريان وفق المصادر تلقى رسائل عتاب شديدة من المسؤولين اللبنانيين لا سيما في عين التينة والسراي الحكومي حيال موقف فرنسا الأخير من الحرب على غزة ووقوفها مع «إسرائيل» ما أسقط منطق الحياد الذي انتهجته فرنسا حيال القضية الفلسطينية لا سيما أن لبنان تعرّض لعدوان إسرائيلي ظالم. وشوهد لودريان متجهّم الوجه عند خروجه من السرايا الحكومي حيث رفض اللقاء بالصحافيين مسرعاً إلى موكبه من دون أن يودّع حتى البروتوكول في القصر الحكومي.
وأشار نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب إلى أنّ «الموفد الرئاسي موجود في لبنان من أجل المساعدة بانتخاب الرئيس، وأرى أنّه لا يوجد طرح بأي اسم، وأعتقد أن زيارته استكشافية على ضوء ما حصل في قطاع غزة، وهل أصبح هناك أي تغيير بين اللبنانيين، وهو يريد أن يرى إنْ تغير موقف اللبنانيين».
إلا أن مصادر الثنائي حركة أمل وحزب الله تشدد لـ»البناء» على أن «مرشحه للرئاسة كان ولا يزال الوزير السابق سليمان فرنجية، وبات أكثر تمسكاً به بعد العدوان الاسرائيلي – الأميركي على غزة»، مشيرة الى استعداد الثنائي للحوار ولمناقشة كافة الخيارات.
واستهلّ الموفد الفرنسي جولته على المسؤولين من السرايا حيث استقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وشارك في اللقاء سفير فرنسا في لبنان هيرفيه غارو ومستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس. وخلال الاجتماع شدّد لودريان على أن زيارته الى لبنان تهدف الى تجديد التأكيد على موقف «اللجنة الخماسية» بدعوة اللبنانيين الى توحيد الموقف والإسراع في إنجاز الانتخابات الرئاسية، وإبداء الاستعداد لمساعدتهم في هذا الإطار. وشدد على انه سيجري عدة لقاءات واجتماعات تهدف الى تأمين التوافق اللبناني حيال الاستحقاقات الراهنة.
وأشارت المعلومات الى أن لودريان «لا يحمل طرحاً رئاسياً إنما هو يحضّ المسؤولين اللبنانيين على ضرورة الإسراع في التوافق على رئيس للجمهورية وخصوصاً مع حرب غزة، وقال لهم «لم يعد لديكم الوقت وإذا بقي لبنان بلا رئيس فإن البلد سيذهب إلى وضع صعب جداً يجب ألا يبقى ملف الرئاسة موضع خلاف في ما بينكم»، ولفتت الى ان «لودريان عاد وطرح على من التقاهم اليوم فكرة عقد اجتماع تشاوري يجمع فيه المسؤولين اللبنانيين للتشاور في الملف الرئاسي».
وتوجه لودريان إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقالت مصادر في عين التينة إن لودريان شدّد على أهمية انتخاب رئيس في هذه المرحلة وعلى تجنب الشغور في قيادة الجيش ولم يطرح أي أسماء لها علاقة بالاستحقاق الرئاسي.
ومساء أمس، استقبل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في منزل نجله النائب طوني فرنجية في بيروت، لودريان يرافقه السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو، بحضور النائب طوني فرنجية والوزير السابق روني عريجي.
وخلال اللقاء الذي اتّسم بالوضوح والصراحة، تمت مناقشة التطورات السياسية والأمنية والميدانية في جنوب لبنان وفلسطين المحتلة، بالإضافة إلى ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي وأهمية المحافظة على المؤسسة العسكرية في ضوء الظروف الحالية الضاغطة.
والتقى لودريان رئيس الحزب الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط في قصر الصنوبر إلى طاولة غداء وزار بعدها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي.
وكان الموفد الفرنسيّ زار اليرزة، حيث التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون بحضور السفير الفرنسي وتناول البحث الوضع العام في لبنان والتطورات في الجنوب. ونوّه لودريان بأداء الجيش في ظلّ التحديات التي يواجهها، مؤكدًا استمرار دعم بلاده المطلق للمؤسسة العسكرية. من جهته شكر العماد عون دولة فرنسا على اهتمامها الدائم بالجيش وإرسالها المساعدات له بصورة متواصلة وآخرها المساعدات الطبية.
كما التقى لودريان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي لفت إلى أنه «لا ممانعة بالمطلق لدى القوات إذا كان هناك خيار ثالث ولكن حتى اللحظة الفريق الثاني ليس بوارد التخلي عن مرشحه بل هو مصرٌّ أكثر من قبل على إيصاله، وفي هذه الحالة نحن متمسكون بالمرشح جهاد أزعور».
اما في يتعلق بمسألة قيادة الجيش، فرأى جعجع أنه «في خضم الظروف الحالية من الجنون ترك المؤسسة العسكرية تحت أهواء مختلفة وطروحات غريبة ونتحزّر ما يجب القيام به، ولا سيما ان الحل الأبسط بين أيدينا يكمن في التمديد سنة واحدة لقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يمارس مهامه منذ 6 سنوات «ت كنا شفنا كيف الله بدو يفرجا علينا، وتكانوا وقفوا التعطيل بانتحابات الرئاسة».
إلى ذلك، لم تسجل أزمة قيادة الجيش أي مستجدّ في ظل استمرار المواقف على حالها، بغياب التوافق على الحل، وترجم ذلك بعدم إدراج ملف قيادة الجيش على طاولة مجلس الوزراء في جلسته أمس.
ورأى النائب جهاد الصمد أنّ «الحل الأفضل هو انتخاب رئيس للجمهورية بسرعة، لكن الحل المتاح هو امّا تعيينات في كل الشواغر وامّا التمديد لجميع الضباط. وأنّ الحل لن يطول وقد يحصل قبل عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة».
وأضاف: «الأصَحّ أن يمشي الجميع بانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية لأنه الأنسب والأفضل، وبِلا نكد سياسي، وإلّا يكون المسيحيون كمَن يذهب تلقائياً الى انتحار جماعي بخروجهم من تركيبة النظام إذا استمر الشغور في رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان»…
بدوره، لفت نائب رئيس المجلس الياس بوصعب خلال ترؤسه جلسة للجان المشتركة في ساحة النجمة إلى أن «القانون واضح، هناك طريقتان لحل الأزمة، التمديد له بقانون في المجلس. والقانون الذي اقترح وضع ليكون شاملاً لكل الأشخاص الذين تطبق عليهم هذه الحالة، لان لا احد يشرع على قياس شخص. واذا هناك أي تمديد او رفع سن التقاعد فإن الطريقة الوحيدة هي تعديل القانون في المجلس النيابي. وهذا التعديل يجب ان يسري على الكل. وعندما نسمع أن مجلس الوزراء ليس لديه قانونية تأجيل تسريح قائد الجيش والبعض يقول بنعملها ولو مخالفة ولو ضد الدستور والطائف، ولو طعنوا بها نكون مررنا عدة أشهر. من يفكر بذلك يعني انه لا يريد دولة وينسف ما تبقى».
وكان الرئيس ميقاتي رأس جلسة لمجلس الوزراء قال في مستهلها: «مروحة اللقاءات والاتصالات التي أجريتها، تؤشر إلى ان الاتجاهات الدولية تسعى إلى وضع حل على اساس «قيام الدولتين» ونظام العدالة الإنسانية. الموفدون، من الأشقاء العرب وأصدقاء لبنان الدوليين الذين يزورون لبنان، ويجرون الاتصالات لإنهاء الحرب وإرساء قواعد السلام، مشكورون على مساعيهم الهادفة إلى الحضّ على الإسراع بانتخابات الرئاسة ورصد ما يجري في الجنوب من اعتداءات واستفزازات إسرائيلية وسقوط ضحايا. وهذا الوضع ابلغته اليوم الى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان وأكدت أن الأولوية هي لوقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وغزة. نحن في الحكومة نتابع تحمّل مسؤولياتنا ونعمل جاهدين لتوفير الخدمات لأهلنا في الجنوب رغم صعوبة الظروف ونقدر صمودهم وتضحياتهم».
وأرجأ مجلس الوزراء البند المتعلق بإعادة تنظيم وهيكلة المصارف لمزيد من الدرس وإبداء الملاحظات ومن المتوقع أن تعقد جلسة خاصة لهذا الموضوع علماً أن نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي كان أشار الى ضرورة إقراره قريباً. وأكّد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، عدم طرح موضوع قيادة الجيش في الجلسة.
الأخبار
ضغط غربي لتعديل الـ 1701
زيارة لودريان: ضغط غربي لإقامة «منطقة عازلة» جنوب الليطاني
كتبت صحيفة “الأخبار”: بينَ الهُدن الممدّدة في غزة، استعادت بيروت بعضاً مِن الدينامية السياسية، مع عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان مساء الثلاثاء الماضي، قادماً من المملكة العربية السعودية، حيث التقى المستشار في رئاسة مجلس الوزراء السعودي المسؤول عن الملف اللبناني، نزار العلولا. كلّ التسريبات التي سبقت الزيارة تقاطعت حول خلوّ سلة الزائر الفرنسي من أي مبادرة جدية من شأنها إحداث خرق في الجدار الرئاسي الذي ازداد سماكة بعد عملية «طوفان الأقصى». لذلك، بدا أن استئناف البحث في الملف الرئاسي هو العنوان العريض لجولة الزائر الفرنسي أمس على الرئيسيْن نجيب ميقاتي ونبيه برّي وقائد الجيش جوزف عون والبطريرك الماروني بشارة الراعي ورؤساء أحزاب القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب سامي الجميل والتقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط وعدد من رؤساء الكتل النيابية وممثّلين عنها. غير أن جوهر الزيارة يتمحور حول الوضع في الجنوب. ففي سياق التشديد على «ضرورة تثبيت الهدوء ومنع تصاعد المواجهات» في الجنوب، عبّر لودريان، وفق مصادر متابعة، عن الرغبة الغربية في الضغط على حزب الله لـ «الالتزام بتطبيق القرار 1701» وليس فقط ضبط القواعد التي كانت تحكم الجبهة الجنوبية قبل 7 تشرين الأول الماضي.
ويأتي ذلك مصاحباً لموجة دولية تدفع منذ أكثر من عام باتجاه تعديل القرار 1701 في ما يتعلق بصلاحيات قوات الطوارئ العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل)، وقد توسّعت هذه الموجة الآن إلى الحديث عن إخلاء القرى الحدودية. ولفتت المصادر إلى أن دعوة جعجع بعدَ لقائه لودريان الحكومة إلى «تحمّل مسؤولياتها وتطبيق القرار 1701 وسحب الميليشيات من الجنوب»، تعبّر عما يحاك في الخارج بالتنسيق مع قوى محلية. وقالت المصادر إن «مرجعية سياسية لبنانية تبلّغت من جهات غربية بأن العدو الإسرائيلي يواجه معضلة رفض سكان المستوطنات الشمالية العودة إليها بسبب وجود حزب الله على الحدود، وأن إسرائيل بحثت مع دول غربية وعربية في الضغط على لبنان لإقامة منطقة عازلة داخل حدوده بما يسمح بإعادة المستوطنين». وأضافت أن الدول الغربية التي استجابت للرغبة الإسرائيلية «عدّلت في الاقتراح معتبرة أن المنطقة العازلة يجب أن تكون من الجانبيْن وهو ما يرفضه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حتى الآن».
ورغم ذلك، بدأ الكلام مع القوى السياسية اللبنانية، وفي مقدّمها الحكومة، على العمل لـ«إنشاء منطقة عازلة جنوب الليطاني وإبعاد قوة النخبة في حزب الله عنها»، فيما طُلب من خصوم الحزب المحليين إطلاق حملة سياسية وإعلامية موازية للعمل الدبلوماسي في هذا السياق.واستعادت المصادر المداولات التي سبقت وقف العمليات الحربية بعد عدوان تموز 2006، عندما كان إنشاء منطقة عازلة واحداً من الشروط التي أصرّ عليها العدو الإسرائيلي ونقلتها إلى بيروت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي دعت إلى «إنهاء كل أشكال الوجود العسكري والمدني والمؤسساتي لحزب الله جنوب نهر الليطاني».
وفي هذا الإطار، اعتبرت أوساط سياسية بارزة أن اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان تريد الالتفاف على النتائج السياسية لـ«طوفان الأقصى» على لبنان، وهي بدأت حرباً استباقية ضد حزب الله الذي نُقِل عنه أنه سيكون أكثر تمسّكاً بمواقفه في عدد من الملفات ولا سيما الانتخابات الرئاسية، وأن كل النشاط المباشر والمكثّف الذي يجريه السفراء الغربيون وعلى رأسهم السفيرة الأميركية في ما يتعلق بالجبهة الجنوبية (التي تشكل النقطة المشتركة الوحيدة بينَ أعضاء اللجنة الخماسية) لن ينتج عنه شيء، باستثناء الضجيج الذي سيتراجع عند بدء البحث الجدي في الملف اللبناني.
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن باريس استبقت زيارة لودريان بمحاولة جسّ نبض الأطراف السياسية وما إذا كان أيّ منها قد عدّل في مواقفه بعد تطورات الشهرين الماضيين، إذ إن تواصلاً فرنسياً جرى قبلَ أسبوعيْن مع الرئيس بري لإبلاغه بزيارة لودريان من دون إعطاء أيّ تفاصيل، قبل أن يزور السفير الفرنسي في بيروت هيرفي ماغرو عين التينة. وبحسب المعلومات، فقد سأل ماغرو رئيس مجلس النواب عمّا إذا كانت الفرصة سانحة لاستئناف الجهود الفرنسية بشأن الملف الرئاسي، وما إذا كانت القوى السياسية لا تزال على ثوابتها. لكن ما أثار بعض الريبة من كلام السفير الفرنسي، هو سؤاله عن قائد الجيش العماد جوزف عون، ليس من باب التمديد له في قيادة الجيش، وإنما ربطاً بالملف الرئاسي، إذ استفسر السفير الفرنسي، بحسب مصادر مطّلعة، حول ما إذا كانت الظروف الحالية تسمح بانتخاب عون رئيساً، وهل يسير الثنائي (حزب الله وحركة أمل) وحلفاؤه في هذا الخيار في حال وجدوا أن هناك غالبية يمكن أن تمنحه أصواتها. ولمّح ماغرو، في اللقاء مع بري، إلى أن عون هو مرشح المملكة العربية السعودية وأن الكتلة السنية ستقف إلى جانبه، ولفت إلى أن لودريان قد يستأنف مساعيه ويدعو مجدّداً إلى الحوار.
وعلمت «الأخبار» أن «لودريان زار الرياض قادماً من الدوحة في محاولة منه للتنسيق مع الدول الخمس المعنيّة بالملف اللبناني»، وأن ما حمله إلى بيروت كانَ معدّلاً بعض الشيء عمّا مهّد له السفير الفرنسي. فهو تحدّث مع المسؤولين اللبنانيين «في عناوين عريضة متصلة بالملف الرئاسي، وتطرّق إلى الخيار الثالث التوافقي بدلاً من المرشحيْن الحالييْن (سليمان فرنجية وجوزف عون) اللذين لم يستطع أيّ منهما أن يحظى بإجماع حوله، ولم يغِب عن حديثه اسم المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري المدعوم من الدوحة».
المنظمات الدولية ترفض التعاون لمسح المواقع المستهدفة بالفوسفوري
لم تتمكن وزارتا البيئة والزراعة من الحصول على دعم دولي لمسح المواقع المستهدفة بالقذائف الفوسفورية والمضيئة عند الحدود الجنوبية ومعالجة أضرارها. فالأمم المتحدة واليونيفل وغالبية المنظمات الدولية التي أقرت بتعرض الجنوب للقصف الفوسفوري، لم تحسم بأن العدو الإسرائيلي هو الفاعل!
وعلمت «الأخبار» أن اجتماعا جمع أمس ممثلين عن الوزارات المعنية وممثلين عن الصليب الأحمر الدولي ومنظمات دولية، لم يسفر عن وعد أممي بدعم لبنان في مواجهة العدوان الفوسفوري. وبحسب مصادر مطلعة، فإن تلك الوزارات ستعتمد على إمكانياتها الخاصة وعلى الجيش اللبناني لتنفيذ المسح وفحص عينات من التربة والمياه والمزروعات.
وكانت وزاراتا الزراعة والبيئة بالتعاون مع الدفاع المدني اللبناني وهيئات محلية، قد أجرتا مسحا أوليا لبلدات القطاع الغربي من اللبونة في خراج الناقورة وعلما الشعب إلى مروحين مروراً بشيحين والبستان والزلوطية ويارين والضهيرة وطيرحرفا، في الأسابيع الأولى للعدوان حتى مطلع تشرين الثاني الجاري. وأظهر المسح بأن حوالي ٤٦٠ هكتاراً من أشجار الزيتون والصنوبر والبلوط والأشجار والأعشاب البرية، قد احترقت. في حين أحصت وزارة الزراعة احتراق حوالي ٤٠ الف شجرة زيتون على طول الحدود.
المصدر: صحف