تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 07-11-2023 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
مأزق غزة
استقواء مستمرّ بأحزمة النار | جنود الاحتلال بوجه مقاتلي المقاومة: لا إرادة قتال
غزة | بعد ليلة من القصف الجوي والبري، كانت الأشدّ منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي، واصلت دبابات الاحتلال تنفيذ مخطّط تطويق المناطق الشرقية والغربية من شمال القطاع. وإذ تمكّنت بعض فرق الدبابات من تنفيذ اختراقات عميقة نسبياً في الأحياء الغربية من شمال غزة، فإن المقاومة حرمتها من أيّ فرصة لتثبيت قواتها في أيّ نقطة من نقاط التمركز، بفعل تصدّيها الملحمي للآليات المتوغّلة.
فقد بدأ القصف الجوي غير المسبوق، عند السادسة من مساء الأحد، وتواصل ليل الأحد – الاثنين، آخذاً شكل الأحزمة النارية المستمرّة، والتي كان ينفّذها عدد كبير من الطائرات الحربية في لحظة واحدة، لمدّة ساعة ونصف ساعة تقريباً. وطاولت تلك الغارات المحاور الغربية للقتال، بدءاً من أقصى شمال مدينة بيت حانون، مروراً بأحياء شمال مدينة بيت لاهيا، مثل العطاطرة والسلاطين، والعمودي والتوام والإسراء، وصولاً إلى الأحياء الغربية لوسط شمال القطاع، وهي: النصر والشيخ رضوان وأبراج المخابرات والأمن العام. على أن القصف الأكثر دموية وتدميراً، طاول مخيم الشاطئ الشمالي، إذ نفّذت الطائرات الحربية هناك عشرات الغارات المتتالية على مربعات سكنية تضمّ مئات المنازل المبنيّة من الصفيح، وارتكبت هناك مجزرة تسبّبت باستشهاد وإصابة أكثر من 500 مواطن. ثمّ تواصل الحزام الناري العنيف، ليطاول مناطق عدّة من شارع الرشيد الساحلي، وصولاً إلى المناطق الغربية المحيطة بمستشفى «الشفاء» ومفترق أنصار، غرب مدينة غزة، حيث ثمّة شريط طويل شمله القصف الجوّي لأكثر من ثمانين دقيقة متواصلة. وعقب ذلك، شرعت وسائط المدفعية والزوارق الحربية في تنفيذ أكبر عملية تمهيد ناري منذ بدء العدوان، إذ أطلقت ما معدّله 15 قذيفة في الدقيقة الواحدة، طوال الليل، على منطقة العمليات المستهدفة.
إذا كان النسق الذي اتُّبِع ليل الأحد – الاثنين، سيجري اعتماده لمواصلة التقدّم، فإن الأحياء السكنية ستمسي كل ليلة على موعد مع الإبادة الجماعية
وصباح أمس، تبيّن أن القوات المتوغّلة وصلت، لأوّل مرّة، إلى أماكن عميقة نسبياً في المناطق الغربية من شمال غزة. إذ تقدّمت في مناطق بيت لاهيا، وفي أحياء العطاطرة والسلاطين، وعلى أطراف حيّ الشيخ رضوان بالقرب من أبراج المقوسي، كما أتمّت الانتشار على طول شاطئ شمال القطاع، قاطعةً شارع الرشيد تماماً. وبالتوازي مع ذلك، تقدّمت الدبابات في المناطق الجنوبية لمدينة غزة، وتحديداً من جهة حيّ الزيتون وأطراف منطقة تل الهوا. كان مفهوماً أن خطوط المقاومة الدفاعية لن تواجه حمم النار المهولة. لكن في الصباح نفسه، خاضت المقاومة اشتباكات عنيفة جداً في المناطق الغربية من شمال غزة، وتحديداً على محورَي شارع الرشيد وأطراف حيّ الشيخ رضوان، حيث دمّرت قبل ساعات الظهيرة أكثر من 4 آليات، واستهدفت في «السلاطين» عدّة آليات أخرى بالقذائف المضادّة للدروع. وتقدّر مصادر ميدانية عدد الآليات التي جرى تدميرها في محاور التقدّم الجديدة (أطراف حيّ الشيخ رضوان، شارع الرشيد، أبراج المقوسي) بأكثر من 14 آلية. وفي الوقت نفسه، شهدت الفترة الممتدّة من ليل الأحد حتى مساء أمس، تكرار إطلاق رشقات صاروخية كثيفة على مستوطنات «غلاف غزة» ومدن العمق المحتلة، ولا سيما مدينة تل أبيب.
الجيش لا يريد القتال
تشير خريطة الاختراقات الأخيرة إلى أن القوات المتوغّلة رفعت نسبة اعتمادها على التمهيد بسلاح الجو، إلى مستويات غير معهودة. وإذا كان النسق الذي تمّ اتّباعه في ليل الأحد – الاثنين، سيجري اعتماده لمواصلة التقدّم، فإن أحياء سكنية بأكملها ستمسي في كلّ ليلة على موعد مع الإبادة الجماعية، وخصوصاً بعدما رفض الأهالي مخطّطات التهجير والإخلاء، وفضّلوا الموت تحت سقوف منازلهم، على النزوح الإجباري إلى مناطق الجنوب. كما يكشف النسق الجديد الذي دشّنه جيش الاحتلال الليلة قبل الماضية، انعدام الدافع لدى القوات البرية الإسرائيلية لإعداد الخطط المهنية «النظيفة» للقتال العسكري المنجز، واعتماد الجيش بشكل كامل على سلاح الجو وسياسة الأرض المحروقة، في مقابل استعداد مهول من مقاومي «كتائب القسام» لخوض الالتحام المباشر وجهاً لوجه.
وفي هذا الإطار، تُبيّن المقاطع المصوّرة التي ينشرها الإعلام العسكري التابع لـ«كتائب القسام»، تعمّد المقاومين تقليص الحيّز المكاني ما بين الآليات المتوغلة والمقاومة، لإبطال فعالية سلاح الجو في استهداف المقاومين الذين يعملون على مسافة قريبة جداً من القوات المتوغّلة. وأجمَلَ الناطق باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، نتائج 48 ساعة من التصدي للقوات المتوغّلة، معلناً أن مجاهدي «القسام» في محاور القتال دمّروا كلياً أو جزئياً 27 آلية عسكرية إسرائيلية، كما دكّوا القوات المتوغّلة بعشرات قذائف «الهاون»، والتحموا في اشتباكات مباشرة مع قوات العدو وأوقعوا فيها خسائر محقّقة.
احتجاجات في كواليس الشبكة البريطانية: غزة تباد… وbbc متواطئة
تواجه «هيئة الإذاعة البريطانية» تحديات كبيرة في ظلّ تعاظم المخاوف التي أبداها كبار المحررين ومجموعة من الموظّفين إزاء سياستها التحريرية تجاه ما يحصل في غزّة، وتبنّيها للسردية الصهيونية وتجريد الفلسطينيين من إنسانيّتهم وبالتالي التمهيد لإبادتهم والتورّط في دمائهم
انحياز الإعلام الغربي المهيمن للسردية الصهيونية بات من المسلّمات. قد يبدو هذا الكلام مكروراً، غير أنّه في كلّ مرّة ترتكب فيها إسرائيل جريمة جديدة، تتداعى الميديا الأجنبية للدفاع عنها وتلميع صورتها. وها هي تتفوّق على نفسها منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، وخصوصاً مع تعاظم هستيريا قوات الاحتلال الممعنة في ارتكاب المجازر في حقّ المدنيين. ورقة التوت سقطت، ولا سيّما عن الجهات الإعلامية التي لطالما «أستَذَت» بشعارات الموضوعية والمهنية والدقّة وحرية التعبير. من التضليل وتبنّي الروايات الكاذبة والترويج لأخبار تمهّد للإبادة الإسرائيلية بحقّ أهل غزة، إلى طريقة اختيار المصطلحات، وصولاً إلى إرهاب العاملين المؤيدين لفلسطين وغيرها من الممارسات التي تظهر هذا الإعلام على حقيقته: هو لا يعدو كونه سلاحاً في خدمة المصالح الاستعمارية لحكوماته. الأمثلة كثيرة طبعاً، لعلّ أبرزها يتمثّل في «هيئة الإذاعة البريطانية».
مع بدء الحرب الإسرائيلية الحالية على غزّة، نشرت صحيفة «ذا تلغراف» البريطانية تقريراً حول أداء ستّة من صحافيي «bbc عربي» تجاه ما يجري، كاشفةً أنّ القناة «تُجري تحقيقاً عاجلاً، بعدما رصدت نشاط مجموعة من موظفيها في الشرق الأوسط الذين احتفوا على صفحاتهم بهجوم «حماس» الذي خلّف نحو 1300 قتيل إسرائيلي»، على حدّ تعبيرها.
المؤسسة البريطانية «العريقة» التي اعتبرت أنّ الناس في غزّة «يموتون» بينما «يُقتلون» في الأراضي المحتلة، نشرت قبل يوم واحد من قصف «مستشفى المعمداني» تقريراً تساءلت فيه: «هل تبني حماس الأنفاق تحت المستشفيات والمدارس؟»، مقدّمةً ذريعة لقوّات الاحتلال لارتكاب مذابحها المتنقّلة حين رجّحت أنّ شبكة الأنفاق تتدفّق تحت أحياء مكتظة بالمنازل والمستشفيات والمدارس. وواجهت الشبكة غضباً واسعاً حين وصفت التظاهرات التضامنية مع فلسطين في بريطانيا بأنّها «مناصرة لحماس»، فيما أشارت إلى أنّ سقوط أكثر من 400 ضحية بين شهيد وجريح في جباليا كان نتيجة «انفجار ضخم» في المخيّم من دون الإشارة إلى مسؤولية قوّات الاحتلال.
احتجاجاً على السياسة التحريرية تجاه ما يحصل في غزّة وأداء BBC المنحاز إلى الكيان العبري، شهدت أروقتها استقالة صحافيَيْن، أحدهما اللبناني إبراهيم شمص، فيما تواجه «هيئة الإذاعة البريطانية» اتهامات من موظفيها بالتساهل الشديد مع إسرائيل و«تجريد» المدنيين الفلسطينيين من إنسانيتهم، في تغطيتها للعدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر. أمر دفع بكثيرين إلى أخذ إجازات من العمل أو حتى البكاء في المكاتب، وفق «ذا تايمز». كما نُقل عن مصدر قوله إنّ «الموظفين كانوا يبكون في المراحيض. أمّا المتعاونون فقد ضحّوا بأرباحهم بسبب تجنّبهم الحضور إلى العمل. الكثير من الناس في حالةٍ متردّية».
تلقّى مدير عام الشبكة تيم ديفي رسالة إلكترونية من مراسلها في بيروت تفنّد أداءها المنحاز لإسرائيل
أثيرت المخاوف من قبل كبار المحررين في اجتماع عُقد في نهاية شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، فيما تلقّى المدير العام تيم ديفي رسالة عبر البريد الإلكتروني محورها أنّ الشبكة «تعامل حياة الإسرائيليين على أنّها أفضل من حياة الفلسطينيين».
«ذا تايمز» و«ذا تلغراف» وغيرهما من المؤسسات الإعلامية الأجنبية، سلّطت الضوء على حالة من التململ التي تبرز بوضوح في أرجاء «بي بي سي» وقد تجلّت في نصّ الرسالة المذكورة المنسوبة إلى مراسلها في بيروت رامي رحيّم ويعود تاريخها إلى 24 تشرين الأوّل. تناقلت مواقع إخبارية عدّة مضمون الـ «إيميل» الذي أكّد فيه رحيّم أنّه يفكّر في «أسوأ المخاوف الممكنة»، متهماً المؤسسة بتقدير حياة الإسرائيليين أكثر من الفلسطينيين. وأشار إلى استخدام الشبكة كلمات «مثل مذبحة ومجزرة وفظائع للإشارة إلى تصرّفات «حماس»، ولكنّها نادراً ما تستخدمها للإشارة إلى أفعال إسرائيل»، متسائلاً: «ألا يثير هذا مسألة التواطؤ المحتمل لـ «هيئة الإذاعة البريطانية» في التحريض والتجريد من الإنسانية والدعاية للحرب؟». ولفت رحيّم إلى «تساهل» صحافيي «بي بي سي» في كثير من الأحيان مع المسؤولين الإسرائيليين في المقابلات، ومنحهم «وقتاً كافياً» لتبرير أفعالهم، داعياً في الوقت نفسه إلى «تمثيل دقيق ومتوازن وعادل وصادق» للأحداث التي سبقت الحرب. وأتت الرسالة أيضاً على ذكر تجنّب bbc الإشارة إلى «اللغة اللاإنسانية» التي يستخدمها المسؤولون الإسرائيليون الذين يصفون المدنيين الفلسطينيين بـ «الحيوانات»: «لقد أخذت bbc على عاتقها في السنوات الأخيرة مهمة مكافحة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة وخطاب الكراهية وأشياء من هذا القبيل، وهو اتجاه سائد في وسائل الإعلام الغربية… أين المحتوى المتعلّق بتحليل طوفان التحريض ضد الفلسطينيين وتتبع آثاره؟». وخلص النص إلى أنّه يبدو أنّ «بي بي سي» تعمد إلى إخفاء «الكثير من المعلومات المهمة وذات الصلة، بما في ذلك الأدلة الشاملة وآراء الخبراء والسياق التاريخي عن الجمهور.
نقل عن مصدر قوله إنّ «موظفي bbc كانوا يبكون في المراحيض» بسبب تغطيتها
لا يمكن للجمهور تكوين رأي مستنير أو فهم أساسي للأحداث الجارية من دون الوصول إلى هذه المعلومات» ومعرفة الخلفية التاريخية للأحداث الجارية في فلسطين، وما الذي مهّد مثلاً لعملية السابع من أكتوبر. وأردف: «ويبدو أيضاً أنّها قد تعمل على تعزيز الدعاية الإسرائيلية التي تهدف إلى تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم… هناك الكثير مما يمكن قوله، لكن هذه هي العناوين الرئيسية. الأمر لا يتعلّق بأخطاء هنا وهناك، أو حتى بالتحيّز الممنهج لمصلحة إسرائيل. السؤال الآن هو سؤال التواطؤ. ومن المصلحة العامة تصحيح هذا الأمر بأقصى سرعة». وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو مراكز القرارات التحريرية في «بي بي سي»، نقلت «ذا تايمز» أنباءً تفيد بأنّ رؤساء الأخبار يمارسون ضغوطاً لضمان عرض اللحظات «المؤلمة» من حياة الناس في غزة، مع تسليط الضوء على تقارير مراسل «بي بي سي» في غزّة رشدي أبو العوف وبرنامج «بانوراما في الحرب».
تزكية أميركية لـ«هدنة مؤقّتة» | القاهرة – واشنطن: اتفاق متجدّد على تنشيط «رفح»
القاهرة | بعدما توقّف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر «رفح»، لمدّة ثلاثة أيام، وافق الجانب الأميركي، في ساعة متأخّرة من مساء أمس، على تكثيف إدخال المساعدات اليوم، وتسهيل عمليات التفتيش، إلى جانب السماح بخروج عدد من الأجانب والمصابين من الجانب الفلسطيني، علماً أن شحنات محدودة دخلت الإثنين. وجاء هذا الاتفاق بعد مناقشات مستفيضة بين كلّ من مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، وأطراف إقليمية أخرى، حول مسألة التعامل مع المساعدات وطُرق إدخالها، خصوصاً في ظلّ تعنّت الاحتلال لجهة إدخالها عبر المعبر، والمحاولات الأميركية لتنسيق مسارات بديلة. وعلى رغم ترحيب القاهرة بخطوة إدخال المساعدات عبر أيّ مسار كان، فهي ترى أن المسارات الأخرى لا تلحظ جدولاً زمنيّاً يراعي الوضع الحرج والحصار المستمرّ لغزة، مع دخول الحرب شهرها الثاني. وفيما طغت مسألة المساعدات على النقاشات، ادّعت إسرائيل، في اتصالاتها مع الولايات المتحدة، أن تعنّتها مردّه إلى دعْم القاهرة حركةَ «حماس»، والمواقف المصرية التي يراها الاحتلال «غير متوازنة».
وسبقت التوصّل إلى هذا الاتفاق، عملية إنزال لمساعدات قام بها «سلاح الجو الأردني» لمصلحة «المستشفى الأردني الميداني»، وسط حديث عن ممرّ بحري لإرسال المساعدات من قبرص مباشرة إلى القطاع، وهو مقترح جرت مناقشته بشكل مستفيض مع الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس. وإذ لا تمانع مصر إدخال المساعدات جواً وبحراً، وهي التي رحّبت في وقت سابق بمساعدات فرنسية كان يفترض وصولها عن طريق البحر في الأيام الماضية، إلا أنها تحذّر من رغبة إسرائيل بهدر الوقت، لمفاقمة الحصار على القطاع، في ظلّ غياب رؤية واضحة ومواقيت محدّدة لإرسال المساعدات ووصولها وتسليمها إلى ممثّلي المنظّمات الإغاثية الموجودة في القطاع.
أعرب البيت الأبيض عن رغبته بتطبيق «هدن إنسانية مؤقتة» وفي رقعة جغرافية محدودة
ووفق مصادر مصرية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن إسرائيل تعمل على «إطالة أمد عملية إدخال المساعدات، ضمن سياسة تحاول من خلالها خلْق حالة غضب شعبي في القطاع على حكم حركة حماس، والحصول من المواطنين – الغاضبين – على معلومات عن القيادات التي تطمح إلى استهدافها من الداخل إذا ما استمرّ الحصار لفترة أطول، وهو أمر أثبت، إلى الآن، فشله، فيما لن تسمح مصر بحدوثه». وأضافت المصادر أن «المشكلة الرئيسية التي يجري العمل على حلّها في الوقت الحالي، مرتبطة بضرورة إدخال المساعدات عبر معبر رفح وانتظام حركة إدخالها حتى مع طول الوقت المستغرق لوصولها إلى الداخل الفلسطيني»، مشيرةً إلى أن «التعنّت في عمليات التفتيش الإسرائيلية والتباطؤ المتعمّد»، هما من بين أمور اشتكت منها القاهرة لواشنطن، ولقيت شكواها دعماً من ممثّلي «الأونروا».
على هذا المقلب، أكّدت القاهرة لواشنطن، في الأيام الماضية، أن إدخال المساعدات يجب أن يكون «بكلّ الطرق والوسائل الممكنة»، وهو ما جرت مناقشته أيضاً مع المسؤولين الأتراك والقبارصة، ولا سيما بالنسبة إلى الوضع الطبي والحاجة إلى سرعة التدخّل من أجل علاج المصابين والجرحى من أصحاب الحالات الخطيرة، بينما يجري نقاش حول تصوّرات عدّة من بينها مستشفيات ميدانية في منطقة آمنة داخل القطاع، على أن يصار إلى التنسيق في شأنها مع إسرائيل لضمان عدم استهدافها. ووفق مسؤولين مصريين، فإن «إسرائيل اشترطت عملية تفتيش للسفن التي ستحمل مساعدات طبية»، وهي اشتراطات تراها القاهرة «مبالغاً فيها بالنسبة إلى عمليات إغاثة طبية، لكن تستغلّها في الوقت الحالي لإظهار التعنّت الإسرائيلي في المساعدات المقدّمة للمدنيين».
في هذا الوقت، أعرب البيت الأبيض عن رغبته بتطبيق «هدن إنسانية مؤقتة» وفي رقعة جغرافية محدودة «في أسرع وقت ممكن»، مشيراً إلى أنه يواصل مناقشة هذه الإجراءات مع الجانب الإسرائيلي. وأضاف: «ينبغي تجنّب المدنيين وإرسال المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة»، لافتاً إلى «أننا أبلغنا الإسرائيليين بأنه ينبغي أن تكون عملياتهم ضدّ حماس سريعة وحاسمة ومميتة». ومن جهتها، قالت الخارجية الأميركية إن مناقشات تجري «مع إسرائيل ومصر حول مسألة إدخال الوقود إلى غزة بطريقة تساعد المدنيين وليس حماس»، مشيرة إلى أنه «ليس هناك أيّ سبب يجعلنا نعتقد بأنه كان هناك تحويل للمساعدات الإنسانية لفائدة حماس».
وأضافت أن «الهدنة المؤقتة فرصة للسماح بتدفّق المساعدات إلى غزة والحركة الطوعية للمدنيين الساعين للمغادرة».
قصور في فهم منطق حزب الله: الأداء الميداني بعد الخطاب يربك قادة العدوّ
ربما تمكّنت قيادة العدو، جزئياً، من الحدّ من مفاعيل الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله على الداخل الإسرائيلي. إلا أن ذلك لم يكن سوى حالة عابرة بدّدها الميدان، وبعدما أظهر التفكير الهادئ مغالطة حصر معيار الحكم على الخطاب بالحرب الشاملة، إذ إن المخاطر على إسرائيل غير محصورة بين سقفين: حرب شاملة أو لا شيء؛ أو مخاطر يمكن الحؤول دون تأثيرها على عملية القرار في تل أبيب وواشنطن.
ومع أن بنيامين نتنياهو تجنَّد بنفسه لتحويل انتباه الجمهور الإسرائيلي عن الخطاب، فاختار عقد مؤتمر صحافي في التوقيت نفسه، إلا أن الحقيقة التي بدأت تظهر تباعاً لدى الرأي العام، ويُعبّر عنها الخبراء والمعلّقون، هي أن المبالغة في التعبير عن الارتياح والشعور بالأمن لم تكن سوى وهم كاذب.
مع ذلك، لا تحمل هذه الظاهرة أيّ مفاجأة، إذ واكبت محطات كثيرة تبيّن فيها قصور الاستخبارات والجهات المختصّة في كيان العدو في فهم منطق المقاومة وخياراتها. والأهم في مؤشرات التحوّل في المزاج الإسرائيلي العام هو التعليمات التي صدرت إلى قوات العدو المرابطة مقابل حدود لبنان بالحفاظ على درجة استعداد عالية والتعامل مع الجبهة على أنها مفتوحة على خيارات التصعيد.
مع ذلك، توجد مؤشّرات إلى أن قيادة العدو كانت أيضاً أسيرة مخاوف انعكست على الجمهور الإسرائيلي، على وقع صدمة 7 تشرين الأول التي قوّضت الثقة بالاستخبارات وبكل المفهوم الإستراتيجي الذي تتبناه القيادة الإسرائيلية إزاء قوى المقاومة في فلسطين ولبنان.
تعدّدت المواقف التي توالت محذّرة من إستراتيجية حزب الله على الحدود مع فلسطين المحتلة. فاعتبر قائد تشكيل الدفاع الجوي السابق (المسؤول عن منظومات الاعتراض الصاروخي كالقبة الحديدية وغيرها)، العميد تسفيكا حاييموفيتش، أن هناك «من اعتقد بعد خطاب نصرالله بأن الشمال عاد إلى الروتين، وسمعت الكثير من هؤلاء ممن شعروا باطمئنان بعد الخطاب بأنه لن يأخذنا إلى نوع من جولة لا نريدها. أعتقد أن ما حصل في اليومين الماضيين أمر معاكس بالضبط. يوجد تصعيد». وتوقّف عند مؤشرات إلى هذا الاتجاه، كاستخدام حزب الله صواريخ «بركان» والمُسيّرات الانقضاضية.
التعبير عن الارتياح والشعور بالأمن بعد خطاب نصرالله لم يكن سوى وهم كاذب
وفي الإطار نفسه، رأى المسؤول السابق في الشاباك، شالوم بن حنان، أن «استخدام حزب الله للمُسيّرات أمر مقلق جداً»، في إشارة إلى الدلائل التصاعدية على مستوى الوسائل والأساليب، معتبراً أن ذلك يعني أن الحزب «يحاول استخدام كل سلة أدواته تحت سقف الحرب، ولذلك فهو يتسبب بمعضلة داخل إسرائيل»، في إشارة إلى معضلة الخيارات المضادّة التي ستفرض نفسها على مؤسّسات التقدير والقرار.
هذا التحوّل في الإقرار أو اكتشاف رسائل مواقف السيد نصرالله يوضح أن التحدّي الذي يواجه القيادتين السياسية والأمنية في كيان العدو في تقدير نيات أعدائهما والمخاطر التي هما على استعداد لخوضها، كان أحد أهم عوامل الفشل الاستخباري والعملياتي في تقدير سقف الخيارات التي يمكن أن تلجأ إليها المقاومة في قطاع غزة. والأمر نفسه ينسحب على فهم منطق حزب الله وخياراته التصعيدية التي يمكن أن يلجأ إليها، وهي بحسب ما أعلن الأمين العام لحزب الله، مفتوحة على كل الاتجاهات وأن كل الخيارات محتملة. وهذا التحدّي هو ما عناه قائد سلاح البحرية السابق اللواء اليعازير مارون تشايني بالقول: «إننا لا نستطيع الدخول إلى رأس حزب الله وفهم ما يريد بالضبط. ما نراه هو تصعيد بطيء وليس من الواضح إلى أين تتجه الأمور. شاهدنا إطلاق صاروخ بركان مع وزن كبير من المواد المتفجّرة ولكن إلى مدى قصير»، مشيراً إلى أنه في حال دخلت مُسيّرات إلى الجليل عندها سيكون الأمر مختلفاً، محذّراً من أن «لدى حزب الله قدرة للوصول بعيداً جداً جداً إذا أراد فقط. وفي هذه المرحلة هو لا يريد».
والمؤشر الأهم في هذه العينة من المواقف هو ما كشفته صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن تعامل الجيش مع الخطاب الأخير لنصرالله بـ«الحذر اللازم. ونتيجة ذلك، أصدر قائد المنطقة الشمالية، اللواء أوري غوردين، تعليماته بعدم خفض الاستنفار، فيما يحافظ سلاح الجو على أقصى درجات الاستعداد، ولا يجرؤ أحد بالتأكيد على التلفّظ بعبارة «نصرالله مردوع». بالاستناد إلى هذه التعليمات، حذّرت الصحيفة من أن «ما لا ينبغي فعله، بالتأكيد، هو الانتقال في أقل من ساعة، من الصور الدرامية لسلاح الجو على أهبة الاستعداد إلى حرب شاملة تُدخل البلد بأكمله إلى الملاجئ لأسابيع». كما شدّدت على ضرورة «عدم التبجّح والعجرفة والغطرسة، كما لو أننا لم نتعلّم شيئاً من أفظع شهر في تاريخ إسرائيل». والواقع أن إسرائيل، بكل طبقاتها ومؤسساتها، تتحرّك الآن في كل الساحات وإزاء كل التطورات، انطلاقاً من فقدان الثقة بقيادتها السياسية وبالاستخبارات والجيش. الكل لا يثق بالكل. وهو أمر استوجب وجود راعٍ يقودهم ويصوّب اتجاهاتهم، وقد تجنّدت لهذه المهمة إدارة بايدن بكل عناصرها السياسية والاستخبارية والعسكرية.
اللواء:
جبهة الجنوب: تعادل بين الحرب واللاحرب
اليونيفيل: اغتيال الأطفال جريمة.. ورهان لبناني على قمَّة الرياض
يتبدل الموقف جنوباً، على مرمى أيام قليلة من اطلالة جديدة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ليتحدث في يوم الشهيد، مع تسجيل سقوط شهداء جدد في ساحات الوغى، ليس فقط على طريق فلسطين، بل دفاعاً عن مصالح استراتيجية للبلد، تقضي بعدم شطب المقاومة الفلسطينية، للحؤول دون شطب القضية، وتوطين اللاجئين حيث هم.
وفي وقت، قد تصبح فيها حيفا تحت مرمى صواريخ حزب الله، قصفت حركة «حماس» – لبنان، في عملية هي الثانية مستوطنة نهاريا وجنوب حيفا بـ16 صاروخاً رداً على مجازر الاحتلال في قطاع غزة، الامر الذي حمل الوزير المتطرف في حكومة الحرب في اسرائيل، أفيغدور ليبرمان الى تحميل حزب الله المسؤولية، زاعماً ان اي اطلاق للصواريخ من جنوب لبنان، لا يمكن ان يتم من دون موافقة الامين العام لحزب الله.
وتواصلت الإدانات من مختلف المشارب والمواقع لجريمة استهداف الفتيات الثلاث وجدتهن في بلدة عيناتا الحدودية، حيث يشيعن اليوم، مع عودة والدهن الى بيروت من ساحل العاج، تقدم لبنان، بشكوى الى مجلس الامن ضد اسرائيل، وذكر الناطق بلسان «اليونيفل» في الجنوب أندريا تيننتي بأن «استهداف المدنيين انتهاك للقانون الدولي، وترقى هذه الجرائم الى جرائم حرب».
ومع بداية الشهر الثاني للعدوان الاسرائيلي على غزة، استمرت هجمات المقاومة على الاهداف العسكرية الاسرائيلية، وقصف الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الحدودية من خراج الناقورة الى اطراف اللبونة ومروحين وخلة العجوز، وبالمقابل كانت الانظار تتجه الى ما يمكن ان تسفر عنه النشاطات العربية والاسلامية والدولية على مستوى القمة العربية الاستثنائية السبت في المملكة العربية السعودية، ثم قمة منظمة التعاون الاسلامي والتي ستعقد في اليوم التالي 12 ت2..
وقال مصدر مطلع لـ«اللواء» ان لبنان يراهن على موقف عربي، يؤدي الى ردع الاحتلال، وتبريد الجبهة في غزة، مما ينعكس على لبنان، باعتبار ان جبهة الجنوب مرتبطة بداية وتطوراً بالجبهة الاصل في قطاع غزة.
وتسلّم الرئيس نجيب ميقاتي دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحضور القمة العربية الطارئة، السبت 11 ت2 الجاري في الرياض، والقمة «مخصصة لبحث العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والتطورات في الاراضي الفلسطينية المحتلة».
والدعوة الى القمة، جاءت بناءً لطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس،.
تعادل بين الحرب واللا حرب
حكومياً، اعتبرت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أن خطة الطوارىء التي وضعتها الحكومة في حال توسعت دائرة الحرب قائمة، وعند الضرورة يتم تفعيلها وإن الوزارات المعنية لم تتراجع عن وضع إستراتيجية من أجل التصدي لأي وضع في البلاد، وأكدت أن عددا من الأحزاب واصل اجتماعاته من أجل عملية التنسيق بين بعضهم عند الطوارىء.
ولفتت هذه الأوساط إلى أن احتمال عدم قيام هذه الحرب توازي قيامها لاسيما أن كل الاحتمالات مفتوحة على أن الأطراف الإقليمية والدولية تسعى إلى ضبط الوضع، مؤكدة أن الحركة الخارجية في الأيام المقبلة قد تساهم في بلورة مسعى معين لوقف ما يجري في غزة.
داخليا، تحدثت الاوساط عن مواصلة المعارضة الضغط من خلال مواقف نوابها وبياناتهم لمنع استجرار أو انزلاق لبنان إلى حرب تدميرية تقضي على البلد وفق قولهم.
الوضع الميداني
ومع مستهل الشهر الثاني للحرب على غزة، لم تهدأ الجبهة الجنوبية مع استمرار الاعتداءات الاسرائيلية التي اسفرت همجتها اول امس عن مقتل 3 اطفال وجدتهم داخل سيارتهم في عيناثا، حيث وصل امس والد الاطفال الثلاثة من الخارج ليحضن اطفاله الذين حرمته اياهم العدوانية الاسرائيلية.
وشن الجيش الاسرائيلي مساء امس غارات على ما اسماه مواقع لحزب الله، رداً على قصف الحزب في المالكية والراهب.
ودعا الجيش الاسرائيلي سكان الجليل الاعلى وسهل الحولة المتاخمة للحدود مع لبنان للنزول الى الملاجئ والبقاء فيها.
الراعي على موقفه
وبقيت مسألة الفراغ في القيادة العسكرية، موضع اهتمام، اذ قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال افتتاح الدورة العاديّة السادسة والخمسين لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان : يبقى الأمل في الجيش اللبنانيّ المؤتمن مع القوّات الدوليّة على الأمن في الجنوب والحدود وسائر المناطق اللبنانيّة. فمن أجل الإستقرار في البلاد، يجب تحصين الجيش والوقوف إلى جانبه وعدم المسّ بقيادته حتى إنتخاب رئيس للجمهوريّة. فالمؤسّسة العسكريّة اليوم هي أمام استحقاق مصيريّ يهدّد أمن البلاد. وليس من مصلحة الدولة اليوم إجراء أي تعديلات في القيادة. بل المطلوب بإلحاح انتخاب رئيس للجمهوريّة، فتسلم جميع المؤسّسات». كما دعا المسؤولين في الدولة اللبنانية الى العمل على «تحييد لبنان عن ويلات هذه الحرب، هذه الحرب المدمِّرة، وعلى القيام بدوره السياسي والديبلوماسي الداعم للقضية الفلسطينية، وهو أجدى. وذلك في التمسّك بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 الذي يأمر إسرائيل وحزب الله بالوقف الفوري لكل الهجمات والعمليات العسكريّة من الجانبين».
بدوره طالب النائب وائل ابو فاعور بحسم موضوع القيادة، وتعيين رئيس للاركان في جلسة يعقدها مجلس الوزراء في وقت قريب.
البناء:
بلينكن يرسل مع السوداني رسالة الى ايران حول نيات الهدنة الانسانية طالبا التهدئة
بيرنز يحمل إلى نتنياهو مشروع التوقفات التكتيكية متضمناً تبادل رهائن وأسرى
لبنان يقف وراء المقاومة للردّ على جريمة عيناتا… وصواريخ على كريات شمونة
كتب المحرّر السياسيّ
فيما تستمر المذبحة المفتوحة في غزة ويرتفع عدد الشهداء وتنهار الأبنية السكنية ومؤسسات الخدمة الصحية والتربوية على رؤوس السكان، ومعظمهم من النازحين الذين فقدوا منازلهم أصلاً، يستمرّ جيش الاحتلال في رهانه على تحقيق إنجاز عسكري في حملته البرية، التي تراوح عند أطراف المناطق السكنية حيث يلقى صواريخ المقاومة وعبواتها، ثم يتراجع ويعود إلى القصف البري والبحري والجوي ليعاود الكرة مجدداً ليحصد الفشل مجدداً. وبينما يتباهى قادة جيش الاحتلال ووزير حربه بما يسمّونه فصل شمال غزة عن جنوبها بإنشاء لسان جغرافي بين شرق غزة وجنوبها عبر منطقة زراعية مفتوحة، يقول قادة عسكريون سابقون في جيش الاحتلال إن المقاومة لا تتأثر بهذا الفصل والحصار، لأنها تملك شبكة أنفاق تسمح بالقول إن غزة تحت الأرض بقيت متصلة ومتواصلة، بدليل إطلاق الصواريخ وظهور المواجهات التي تخوضها المقاومة بمرونة وزخم.
على خلفية هذا المشهد العسكري رغم مرور شهر كامل على بدء الحرب، بدأ الأميركي حركة سياسية في المنطقة، وقد تلقى بوضوح رسائل محور المقاومة، لجهة عدم فاعلية تهديداته وحشوده البحرية، وكان ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وحده كافياً لتصل الرسالة حول لا جدوى الرهان على الاستفزاز والتهديد تحت مسمّى الردع، والقول لمن يريد التهدئة إن التهدئة والتصعيد يبدآن من غزة والعدوان عليها.
جاء التحرك الأميركي من خلال جولة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن خلال زيارته للعراق، وما حمله لرئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني، من رسائل قالت مصادر عراقية إنه طلب إيصالها الى القيادة الإيرانية، ما استدعى زيارة عاجلة للسوداني الى طهران التقى خلالها الإمام علي الخامنئي. وتقول المصادر إن بلينكن طلب تهدئة فصائل المقاومة العراقية هجماتها على القواعد الأميركية في العراق وسورية. وجاء كلام الإمام الخامنئي في تغريدة تؤكد أن إيران لا تتدخل بعمل فصائل المقاومة، والدعوة لحل القضية التي نتج عنها التأزم وهي ما يجري في غزة من عدوان لا يمكن لأميركا أن تقف معه من موقع المساندة العمياء وتنتظر أن يتفرّج الناس عليها، بينما كان مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز يزور الكيان ويلتقي قادته حاملاً تفاصيل مشروع لتهدئة مؤقتة، وصفه الناطق بلسان مجلس الأمن القومي جون كيربي بالتوقفات التكتيكية، قالت مصادر في مؤسسات الإعلام في الكيان إنها تتضمن خط مساعدات إنسانياً وإدخال وقود إلى غزة وطواقم طبية وتجهيزات وسيارات إسعاف، لكنها تتضمن تبادل رهائن وأسرى، سواء الأجانب منهم أو المدنيون من المستوطنين.
في لبنان كان الحزن والحداد مناخاً جامعاً للبنانيين مع بلدة عيناتا التي أصيبت باستشهاد سميرة عبد الحسن أيوب، وحفيداتها ريماس وتالين وايناس، إضافة إلى جرح الوالدة هدى عبد النبي حجازي، فيما كانت المقاومة تطلق صواريخها إلى كريات شمونة رداً على الجريمة، بينما قامت قوات القسام في لبنان بقصف صواريخ وصلت الى أطراف حيفا، رداً على المجازر بحق أبناء غزة، وهو ما قالت مصادر في الكيان إنه جزء من رسالة حزب الله الذي يرسم قواعد الحركة والنار من حدود لبنان الجنوبية.
وبقيت المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في عيناتا وذهبت ضحيتها ثلاث فتيات وجدتهن في واجهة المشهد الداخلي، والتي تعد تجاوزاً لقواعد الاشتباك الضمنية المعمول بها منذ 8 تشرين الماضي بين جيش الاحتلال وحزب الله، ما يرفع وتيرة التصعيد وتوسيع رقعة المواجهة ومدى وطبيعة العمليات، وفق ما تشير مصادر مطلعة لـ»البناء»، مؤكدة بأن هذا العدوان لن يمر مرور الكرام وما إطلاق المقاومة للصواريخ على كريات شمونة والعمليات العسكرية ضد مواقع الاحتلال إلا الرد الأولي الذي ستتبعه ردود أخرى. وحذرت المصادر من أن «تمادي جيش الاحتلال بعدوانه الى قصف المدنيين سيدفع المقاومة الى توسيع الردّ أكثر من مساء الأحد، الى أهداف مدنية أكثر عمقاً». ولاحظت المصادر أن «جيش الاحتلال تجنب الرد على رد المقاومة بقصف أهداف مدنية لكي لا يستدرج ردة فعل إضافية من المقاومة، ما يعكس التزام جيش الاحتلال بمعادلة الردع التي فرضتها المقاومة».
على الصعيد الرسمي، تقدّم لبنان بشكوى إلى مجلس الامن الدولي حول جريمة قتل “إسرائيل” لأطفال ومدنيين. وعلى أثر تقديم الشكوى، اعتبر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب “أنها جريمة حرب تعكس بوضوح سياسة “إسرائيل” باستهداف العائلات والأطفال والمسعفين والصحافيين عمداً”.
بدوره، اعتبر وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم أن “تمسك لبنان بالقرار ١٧٠١ وحرصه على تطبيق مفاعيله بواسطة الجيش اللبناني المنتشر على الحدود، وبالتعاون مع القوات الدولية اليونيفيل، لا يعنيان بالضرورة أن الاعتداءات الإسرائيلية وقتل الآمنين في منازلهم وعلى الطرقات، يمكن أن تستمر بلا حساب لان فيها استهدافاً للسيادة الوطنية اللبنانية من جهة، وانتهاكاً للقرارات الدولية من جهة أخرى، فضلاً عن أنها تشكل تهديداً مباشراً للسلام الذي تعهدت الدول المشاركة في اليونيفيل بأن تحفظه تطبيقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
وحذّر الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي من أن “احتمال خروج التصعيد عن نطاق السيطرة واضح، ويجب إيقافه”.
على صعيد آخر، تسلّم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحضور القمة العربية الطارئة “لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة والتطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة يوم السبت المقبل في الحادي عشر من الشهر الحالي في الرياض”.
وإذ توقع خبراء عسكريون توسيع المقاومة في لبنان نطاق العمليات وإطلاق الصواريخ، واصلت المقاومة عملياتها العسكرية ضد مواقع العدو الحدودية وفي عمق الشريط المحتل، وأعلنت في بيان، استهداف التجهيزات الفنية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وتمّ تدميرها. كما أعلنت استهداف موقعي المالكية وجل الدير بالأسلحة الصاروخية وحققت فيهما إصابات مباشرة”.
وأفيد عن إطلاق صليات صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة في القطاع الغربي ومحاولات اعتراض من القبة الحديدية.
في المقابل أغار طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة الواقعة بين بلدتي الضهيرة وعلما الشعب. وقصف بالمدفعية منطقة جل العلام واللبونة، كما أطراف بلدة عيتا الشعب.
إلى ذلك، لفت خبراء عسكريون لـ”البناء” الى احتمال وقوع مواجهة بين حزب الله والأميركيين، مذكرة بتركيز السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير على الدور الأميركي في الحرب على غزة ورسائل التهديد التي وجّهها الى واشنطن بأنها ستدفع ثمناً في مصالحها وقواعدها في المنطقة لا سيما في سورية والعراق والخليج وكذلك الأمر بوارجها وحاملات طائراتها ومدمراتها في البحر المتوسط التي أعدّت المقاومة لها عدتها، كما أعلن السيد نصرالله، ما يعني أنه بحال وسّع الحزب عملياته العسكرية على الجبهة الجنوبية قد تقوم البوارج بضرب أهداف للحزب في لبنان، ستدفع الحزب للردّ بقصف هذه البوارج ربما بمسيّرات متفجرة أو صواريخ أرض بحر او “طوربيدات” بحرية، وسيتكثف القصف من العراق وسورية على جميع القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة بشكل يشل الحركة الأميركية ومصالحها في الشرق الأوسط والخليج.
وكشف مسؤولون أميركيّون، أنّ إدارة الرّئيس الأميركي جو بايدن بعثت رسائل إلى كلّ من طهران و”حزب الله”، عبر شركاء إقليميّين من ضنمهم تركيا، مفادها أنّ الولايات المتحدة الأميركية عازمة على التّدخّل عسكريًّا، إذا شنّا هجمات ضدّ “إسرائيل”؛ بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركيّة.
وأوضح المسؤولون أنّ واشنطن أبلغت تلك الرسائل بشكل واضح، مؤكّدةً أنّها مستعدّة للتّدخّل عسكريًّا ضدّ كلّ من “حزب الله” وإيران وضربهما، إذا هاجما “إسرائيل”.
في المقابل أشار رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين أن “أميركا ليست قدراً لا يقاوم، وهي ليست إرادة لا تُهزم، فأميركا التي تمتلك كل السلاح في العالم المتطور والتكنولوجيا، بإمكانها أن تقتل الأطفال وتدمر البيوت وتحاصر بلداناً بأكملها وتعاقب كما تشاء، ولكنها بسلاحها وكل أساطيلها لا يمكن أن تهزم إرادة سلّمت نفسها لله رب العالمين، وجرّبت وجاهدت وقاومت وانتصرت وكسرت الإرادة الأميركية والإرادة الإسرائيلية”.
ورأى صفي الدين خلال كلمة له في الجنوب أن “ما يحصل في غزة هو مآسٍ كبيرة، وبطولات وتصدٍ لكل هذا المشروع الأميركي والإسرائيلي، ونحن على ثقة كاملة وتامة أن المقاومة في غزة قويّة ومقتدرة وباسلة، وأن الشعب في غزة قويّ ومجاهد ومعطاء وصابر ومحتسب، وأن كل مكر أميركا ومن معها وكل ضغط “إسرائيل” بالقذائف الأميركية والقتل والمجازر، لن يفيد ولن ينفع، ففي نهاية المطاف هم سيتعبون، لا سيما وأنهم يراهنون على أنه سيأتي يوم يقول مجاهدو حماس والجهاد الإسلامي وكل المقاومين أننا تعبنا، ولكن هذا اليوم لن يأتي أبداً، لأن مجاهدي المقاومة الفلسطينية من حماس والجهاد وكل المقاومين الأبطال، مجرّبون وأشاوس وقادرون على القتال كما شاهدناهم على شاشات التلفزة بكل قوة وقدرة وعزم وإرادة، ويقفون بوجه الدبابات ويدمّرونها، وبالتالي، هؤلاء يستحيل أن يستسلموا، فسيثبتون وسينتصرون، والذي سيتعب في نهاية المطاف هو الأميركي والإسرائيلي، وسينهزمون ويتراجعون”.
على صعيد آخر، أطلق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سلسلة مواقف بارزة، خلال افتتاح الدورة العاديّة السادسة والخمسين لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وقال: “يبقى الأمل في الجيش اللبنانيّ المؤتمن مع القوّات الدوليّة على الأمن في الجنوب والحدود وسائر المناطق اللبنانيّة. فمن أجل الاستقرار في البلاد، يجب تحصين الجيش والوقوف إلى جانبه وعدم المسّ بقيادته حتى انتخاب رئيس للجمهوريّة. فالمؤسّسة العسكريّة اليوم هي أمام استحقاق مصيريّ يهدّد أمن البلاد. وليس من مصلحة الدولة اليوم إجراء أي تعديلات في القيادة. بل المطلوب بإلحاح انتخاب رئيس للجمهوريّة، فتسلم جميع المؤسّسات”. كما دعا المسؤولين في الدولة اللبنانية إلى العمل على “تحييد لبنان عن ويلات هذه الحرب، هذه الحرب المدمِّرة، وعلى القيام بدوره السياسي والديبلوماسي الداعم للقضية الفلسطينية، وهو أجدى. وذلك في التمسّك بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 الذي يأمر “إسرائيل” وحزب الله بالوقف الفوري لكل الهجمات والعمليات العسكريّة من الجانبين”.
في غضون ذلك، وبعد أكثر من عام على طلب الحكومة اللبنانية “داتا” النازحين السوريين في لبنان، أعلن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، خلال لقائه المنسق الخاص للأمم المتحدة عمران ريزا، وممثل مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان ايفو فريغسن أننا “نتطلع الى التقدّم التقني الحاصل في تسليم المفوضية داتا النازحين للأمن العام، كخطوة في الاتجاه الصحيح للتشجيع على عودة النازحين، وتعزيز الثقة والتعاون مع المفوضية”.
المصدر: صحف