شن طيران الاحتلال الإسرائيلي في الساعة الأخيرة، غارات عنيفة وغير مسبوقة على قطاع غزة، بالتزامن مع قصف من مدفعية الاحتلال وزوارقه الحربية، ما أدى إلى انقطاع شبكات الاتصالات والانترنت بشكل كامل.
وهاجم الجيش الصهيوني مناطق وسط غزة وحي الزيتون وشرق جباليا وشرق الشجاعية وبيت لاهيا شمال قطاع غزة ودير البلح جنوب القطاع.
وأفادت التقارير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن هجمات واسعة النطاق، وقالت إن القصف الكبير الجاري الآن على غزة مرحلة جديدة في الحرب على القطاع. وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، فإن الغارات على قطاع غزة الآن هي الأكثر جنونا، وهي الأقوى منذ بداية العدوان.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام أن مجاهديها يتصدون لتوغل بري إسرائيلي في بيت حانون وشرق البريج، وسط اشتباكات عنيفة تدور على الأرض.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد لاطلاق صاروخ مضاد للدروع تجاه آليات للجيش الإسرائيلي قرب السياج الأمني شمال قطاع غزة.
حماس: القسام وكل قوى المقاومة بكامل جهوزيتها تتصدى بكل قوة للعدوان وتحبط التوغلات
وأكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس في بيان أن تصعيد العدو الصهيوني مجازره المروّعة وحرب الإبادة الجماعية، في جنح الظلام، ضد بيوت الآمنين العزّل في قطاع غزّة، بشتى أنواع القصف الهمجي برّاً وبحراً وجواً، هو تعبير حقيقي عن فشله الذريع في تحقيق أهدافه العدوانية، والنّيل من مقاومتنا وأبطال القسّام الذين يتصدّون بكل قوّة وإرادة وبسالة لمحاولاته الفاشلة في اقتحام قطاع غزّة.
وقال الرشق في بيان “إنَّ تعمّد الاحتلال تكثيف آلة حربه العدوانية، في هذه الأثناء، بعد قطع الاتصالات والانترنت، وقبلها الكهرباء والماء والغذاء والدواء والوقود، في ظل دعم واشنطن وبعض العواصم الغربية، هو جريمة حرب متكاملة الأركان، ستبقى وصمة عار على جبين كل الداعمين والمؤيّدين لها، والصامتين والمتقاعسين في وقفها، وهم جميعاً يتحمّلون المسؤولية الإنسانية والأخلاقية عن تداعياتها”.
وشدد الرشق على ان كتائب القسام وكل قوى المقاومة الفلسطينية بكامل جهوزيتها تتصدى بكل قوة للعدوان وتحبط التوغلات.
وأكد الرشق على أن نتنياهو لن يستعطيع وجيشه المهزوم من تحقيق أي انجاز عسكري، وما تصعيد جيش العدو إرهابه ومجازره وحرب الإبادة ضد المدنيين والمنازل إلا دليل إفلاس، وليس دليل قوة.
الإحتلال يقطع الانترنت عن قطاع غزة
وتحولت عدد من القنوات التلفزيونية التي تنقل تطورات الأحداث إلى الاعتماد على الأقمار الصناعية لنقل الصورة والتواصل مع مراسليها، في ظل توقف الاتصالات العادية أو المعتمدة على الانترنت.
وتعرضت أنحاء مختلفة في قطاع غزة لقصف إسرائيلي عنيف ومستمر، من الجو والبر والبحر، استهدف تحديدا مدينة غزة ومخيم الشاطئ ومناطق شمال قطاع غزة كافة.
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية عن انقطاع كامل لخدمات الاتصالات والانترنت كافة مع قطاع غزة، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وأشارت إلى أن القصف الشديد في الساعة الأخيرة تسبب بتدمير جميع المسارات الدولية المتبقية التي تصل غزة بالعالم الخارجي، بالإضافة للمسارات المدمرة سابقا خلال العدوان، ما أدى إلى انقطاع لكامل خدمات شركات الاتصالات عن قطاع غزة.
وأعلنت منظمة “نت بلوكس” التي تراقب الانترنت في مختلف دول العالم، بأن بيانات الشبكة الحية تظهر انهيار الاتصالات في قطاع غزة، مع تأثير كبير على شركة الاتصالات الفلسطينية “بالتل”، وسط تقارير عن قصف إسرائيلي عنيف.
وكانت شركة الاتصالات الفلسطينية قد أعلنت، في الأسبوع الأول من العدوان، أن شبكتها تكبدت أضرارا فادحة أثرت على عملها بشكل كبير، محذرة من أن تجدد الانقطاعات والأضرار على الشبكة سيتسبب بتوقف كامل لخدمات الاتصالات والانترنت.
وأشارت إلى أن العدوان على قطاع غزة تسبب في حدوث عدة انقطاعات على المسارات الرئيسية للألياف الضوئية التي تصل قطاع غزة بالضفة الغربية ثم العالم الخارجي، ما جعل القطاع بدون شبكة محمية وبوضع حساس.
وحذرت الشركة أنه في حال تجدد الانقطاعات والأضرار على الشبكة سيؤدي لانقطاع اتصال غزة مع الضفة ما يعني توقف كامل لخدمات الاتصالات والانترنت، وفقدان المواطنين القدرة على التواصل وعزلهم تماما.
“الهلال الأحمر” تحذّر من تأثير انقطاع الاتصالات على عمل طواقم الإسعاف
وفي سياق متصل، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، انقطاع الاتصال بشكل كامل مع غرفة عمليات الجمعية في قطاع غزة، في ظل قطع سلطات الاحتلال الإسرائيلي للاتصالات والانترنت.
وقالت الجمعية في بيان صدر عنها، مساء اليوم الجمعة، “نشعر بالقلق الشديد بخصوص إمكانية استمرار طواقمنا في تقديم خدماتهم الإسعافية، لاسيما وأن هذا القطع يؤثر على خدمة الاتصال المركزي 101 ويعيق وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين والجرحى”.
وأعربت الجمعية عن قلقها على سلامة طواقمها العاملة في قطاع غزة، في ظل القصف الإسرائيلي العنيف المتواصل على مدار الساعة، بينما تواصل سلطات الاحتلال ارتكابها جرائم الحرب في ظل عزل غزة عن العالم الخارجي.
وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال لتوفير الحماية العاجلة للمدنيين العزّل والطواقم والمقرات الطبية.
وزير الاتصالات: قطاع غزة بات مفصولا عن العالم الخارجي
وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إسحق سدر، إن انقطاع الاتصالات والانترنت مع غزة، نجم عن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف آخر نقطتي ربط دوليتين مع القطاع، مشيرا إلى أن قطاع غزة بات مفصولا عن العالم الخارجي.
وأوضح سدر في مقابلة مع تلفزيون فلسطين، أنه ومنذ اليوم الأول للعدوان، لحق ضرر هائل في البنى التحتية، ومنها شبكة الاتصالات، إلا أن ذلك لم يأت على كل نقاط الربط، الأمر الذي مكّن الشركات من الحفاظ على الاتصالات الأرضية والخليوية والوصول إلى الإنترنت.
وبيّن أن ما جرى مساء اليوم تمثل بقصف آخر نقطتين مخصصتين للربط الدولي مع قطاع غزة، ما أدى إلى قطع الاتصالات مع القطاع داخليا وخارجيا، وكذلك الوصول إلى شبكة الانترنت، بما يؤشر على عمق الجريمة التي تقوم بها قوات الاحتلال.
وشدد الوزير سدر، على أن انقطاع الاتصالات داخل قطاع غزة سيؤثر على العديد من الخدمات، لاسيما الصحية، حيث تتوقف نداءات الاستغاثة وطلب الإسعاف. وأكد أنه باشر بإجراء الاتصالات اللازمة مع الاتحاد الدولي للاتصالات وغيره من الأطراف الدولية الفاعلة ووضعهم في صورة الوضع، في انتظار التدخل العاجل.
وأكد الوزير أن تعمد قطع الاتصالات له مؤشرات خطيرة أقلها تكميم الأفواه، وصولاً إلى حجب صورة جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يرتكبها جيش الاحتلال. وأعرب عن أمله في أن يجري التحرك على وجه السرعة، كي لا يحرم أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من توجيه نداءات الاستغاثة، أو توثيق الجرائم التي يقترفها الاحتلال.
وأوضح أن الاحتلال يواصل تدمير مناحي الحياة كافة في قطاع غزة، ومنها البنى التحتية لقطاع الاتصالات، محملاً المجتمع الدولي المسؤولية، وداعيا للتدخل الفوري لوقف العدوان وحماية المدنيين.
نقابة الصحفيين تعبر عن قلقها على حياة الصحفيين بعد انقطاع سبل التواصل مع غزة
عبرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين عن قلقها الشديد على حياة الصحفيين في قطاع غزة، بعد انقطاع كافة سبل التواصل معهم نتيجة قصف آلة الدمار الإسرائيلية لأبراج الاتصالات، وقطع كافة إمكانيات الاتصال والتواصل مع غزة.
ورأت النقابة في بيان صدر عنها، مساء اليوم الجمعة، أن هذه الخطوة تأتي تمهيدا لمجازر جديدة ترتكبها قوات الاحتلال بعيدا عن كاميرات الصحفيين وروايتهم الموثوقة والصحيحة، وهو ما سعت إليه منذ بدء حربها على غزة.
وحملت، سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن حياة الزملاء الصحفيين، وحثت بشكل عاجل الأمم المتحدة ومنظماتها، ومنظمات حقوق الإنسان كافة على التدخل ووقف حرب الابادة في غزة، وإعادة سبل التواصل معها.
المصدر: وكالة وفا