اعتبر محللون عسكريون صهاينة أن هجوم كتائب القسام على مستوطنة غلاف غزة هو فشل وإخفاق استخباراتي صهيوني، فيما ذكرت صحيفة “معاريف” أن أجهزة الأمن رصدت “إشارات” بأن حركة حماس تخطط لعملية، وأن هذه الإشارات نوقشت في الجيش لكنها لم تتوقع الهجوم و”لم تر الصورة الكبرى”.
وتفيد التوقعات في الكيان الصهيوني بأن الكابينيت الأمني سيتخذ قرارات بتصعيد كبير ضد قطاع غزة. وقال محللون عسكريون إن الوضع ” أسوأ بكثير” مما هو معلوم حتى الآن في غلاف غزة، وأنه ليس صدفةً أنه جرى إغلاق هذه المنطقة بالكامل “كي لا يشاهد أحد ما يحدث”، “.
وأضافوا أنه “نحن في بداية كارثة، وسيكون لها تأثير على الشرق الأوسط كلها وقال المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إن “إسرائيل بحالة حرب منذ الصباح. بادرت حماس لهجوم مفاجئ وفعال، فاجأ بشكل كلي أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وانهارت كليةً العقيدة الدفاعية العملياتية عند حدود قطاع غزة. في جانبنا عدد كبير من القتلى والمصابين، ولم يتضح عددهم النهائي…”.
وأضاف أن “الجيش والشرطة يقومون هذه الساعات بمعارك من منزل لمنزل في البلدات التي لا يزال يتحصن فيها فلسطينيون مسلحون في غلاف غزة، والجيش يجند قوات احتياط بأعداد تتناسب مع حرب”. وقال إن إطلاق القذائف الصاروخية صباح اليوم تجاه القدس والمركز والجنوب كان عملية تضليل بالأساس، وأن “المجهود العسكري لحماس استهدف غلاف غزة، وبشكل تراجيدي، حقق نجاحًا كاملًا”.
وأضاف أن “المقارنة التاريخية في هذه الحالة مطلوبة… العقيدة الإسرائيلية في غزة انهارت – في السياسات ونشر القوات الدفاعية ومدى جهوزيتها لمفاجأة، ومن الواضح أيضًا الانعدام الكامل للإنذار الاستخباراتي. إذ إن حماس تجهزت لهذه المعركة طيلة شهور، لكن في إسرائيل احتاروا طيلة الوقت هل يزيدون عدد التصاريح” للعمال الفلسطينيين ”
وأوضح أن “النتيجة كارثية – خمسون عامًا ويوم واحد بعد حرب يوم الغفران. هذا إخفاق هائل تتشارك فيه كل القيادة السياسية والأمنية، لكن مثل هذه الأمور يجب أن تتضح بشكل معمق بعد الحرب. هذه المصيبة تأتي وإسرائيل في حالة أزمة داخلية غير مسبوقة
وأضاف أن “سيناريو الذعر الذي تحقق لن ينتهي بالضرورة في القطاع. ومن المحتمل أن تمتد الأمور إلى بعض الساحات الأخرى أيضًا. وكل هذا، كما ذكرنا، وإسرائيل في ظرف داخلي سيء. وربما كان هذا جزءًا من اعتبارات حماس التي افترضت إمكانية استغلال الضعف الإسرائيلي. وفي ظل الفشل الاستخباري الفادح، لا يمكن استبعاد افتراض أننا لا نعرف ما يجري في الساحات الأخرى. فهل كان هناك تحرك منسق هنا مع حزب الله وإيران؟ هل ينتظر حزب الله أن تستخدم إسرائيل جزءًا كبيرًا من مخزون القبة الحديدية من الصواريخ الاعتراضية ثم ينضم بعد ذلك إلى الهجوم؟ ويمكن الافتراض أن إسرائيل ترسل الآن تحذيرات بالغة القسوة، عبر قنوات مختلفة، إلى طهران ودمشق وبيروت”.
المصدر: اعلام العدو