نشر جيش العدو الإسرائيلي مساء الاثنين استنتاجات التحقيق في الأحداث التي وقعت في مستوطنة “كفار عزا” الصهيونية وقاعدة “ناحل عوز” التابعة للجيش الإسرائيلي في 7 أكتوبر، والقتال فيها خلال انطلاق عملية “طوفان الأقصى” من قبل المقاومة الفلسطينية.
وأظهر التحقيق سلسلة من الإخفاقات للجيش الإسرائيلي “سهّلت على المئات من مقاتلي حماس القتل والخطف، بينها النقص في الجنود المسلحين في القاعدة”، ولفت إلى أن “الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك) لم يُصدرا أي إنذار قبل الهجوم”.
وقال التحقيق إن “250 مقاتلًا دخلوا كفار عزا وقتلوا 64 شخصًا، بينهم شيوخ ونساء وأطفال، وأسروا 19 آخرين، واستمر القتال في المكان لمدة ثلاثة أيام حتى تم القضاء على آخر مقاتل في حماس”، وأشار إلى “سلسلة من الإخفاقات القيادية”، وأكد أن “الفشل في إدارة القتال في كفار عزا كان جراء الأخطاء الخطيرة التي وقعت خلال القتال، كما أن الافتقار إلى التنسيق بين القوات أدى إلى النتيجة المتمثلة في مقتل وأسر العشرات”.
وجاء في التحقيق أيضًا أن “مقاتلي حماس تمكنوا من السيطرة على قرية كفار عزا خلال الساعة الأولى من الهجوم، بسبب النقص في الجنود وحالة الارتباك التي سادت المنطقة”، وكشف أنه “في موقع ناحل عوز، عند الساعة 7:08 صباحًا، تمكن أكثر من 40 مقاتلًا من حماس من اختراق خط الدفاع الضعيف في الموقع، وبدأوا بتمشيط مبانيه بالنيران، حيث سمعت ضابطة المراقبة شير إيلات اقترابهم من باب مركز القيادة، فرفعت أوامرها فعليًا وفقًا لإجراءات ترك الموقع، وبقي 4-5 ضباط أركان من الكتيبة 13 مع ضباط المراقبة، ولم يخرجوا للقتال. وتم اجتياح القاعدة أخيرًا عند الساعة 08:54 صباحًا”.
وكشف التحقيق أن “جنديًا واحدًا فقط، من الدرجة الثالثة، كان يحرس قاعدة ناحل عوز، وأن عدة جنود منفردين كانوا يحرسون المناطق الداخلية من القاعدة، وذلك خوفًا من السرقة بشكل رئيسي، بما في ذلك المنطقة التي تحطمت فيها بالونات المراقبة”، ولفت إلى أن “فرقة الاحتياط التي كانت تعمل على حماية القاعدة بأكملها كانت تتألف من قائد فرقة وثلاثة جنود”، وأكد أن “القواعد والإجراءات في القاعدة كانت متراخية، وأن الافتقار إلى السيطرة على ما كان يحدث في القاعدة كان سائدا في ناحل عوز حتى قبل السابع من أكتوبر”.
وذكر التحقيق بخصوص موقع ناحل عوز الصهيوني أنه “في صباح يوم الهجوم كان هناك 162 جنديًا في المعسكر، منهم 81 مقاتلًا”، وقال إن “حماس كانت تعرف أين ينام كل قائد وأين تقع غرفة الطعام وأي جزء من الطرق الزراعية المؤدية من السياج إلى القاعدة يمكن أن يؤخرها، واشترطت في الخطة أن تقوم قوة النخبة التي اقتحمت القاعدة بذلك خلال 15 دقيقة كشرط لضمان السيطرة عليها”، ولفت إلى أنه “في بداية المعارك قُتل قائد سرية النخبة، لكن قواته واصلت العمل حسب الخطة وتم القضاء على حوالي نصف المقاتلين الذين غزوا القاعدة، وتمكن الباقون من العودة إلى غزة”.
أما التحقيق في أحداث 7 أكتوبر في مستوطنة “كفار عزا” الصهيونية فقد أشار إلى أن “العشرات من مقاتلي حماس من القوة الأولى كانوا بالفعل في مركباتهم على أهبة الاستعداد مقابل الحدود حوالي الساعة 6:00، في انتظار الضوء الأخضر – وهو هطول منسق من 960 صاروخًا وقذيفة هاون تم إطلاقها في الساعة 6:29 على مواقع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة”، وتابع “كانت هذه هي الإشارة لهم لاقتحام السياج المحيط، الذي تم خرقه في القسم المقابل لكيبوتس كفار عزا، في ثلاث نقاط تسلل – عند الساعة 6:35، و6:41، و6:43”.
وأشار التحقيق إلى أنه “في أحداث كفار عزا، نحو نصف قوات باتاش من كتيبة ناحل عوز، التي كان من المفترض أيضًا أن تدافع عن الكيبوتس، كانت في منازلها في تلك عطلة نهاية الأسبوع التي أعقبت عيد سمحات توراة”، وكشف أن “القوة الأولى من الكتيبة استغرقت ساعتين كاملتين للوصول إلى الكيبوتس، وهي قوة صغيرة وغير ذات أهمية مقارنة بأكثر من مائتي مقاتل من حماس من النخبة في حماس كانوا قد احتلوا الكيبوتس بالفعل، على الرغم من أن ثلاثة كيلومترات فقط تفصل غزة عن قاعدة ناحل عوز وحتى ذلك الحين، كان 18 عضوًا من فرقة الطوارئ يقومون بحمايته”.
وأوضح التحقيق عن “كفار عزا” أن “معظم سكان الكيبوتس حاصرهم قادة الكتائب في اليومين الثاني والثالث من القتال إلى جانب الجرحى والجثث، وأن القتال العنيف استمر حتى مساء الثلاثاء”، وأفاد أن “قوات الجيش الإسرائيلي تعاملت مع السكان في بعض الأماكن بشكل غير مناسب، ولم يتم إنقاذ السكان المصابين إلا عند مدخل الكيبوتس، حيث كانوا يستقلون سيارات لنقلهم إلى المستشفيات”، وتابع “تم إخلاء جثث السكان القتلى في وقت متأخر، واضطر السكان الذين نجوا من الهجوم إلى رؤية مشاهد مروعة أثناء عملية الإخلاء التي كانت غير آمنة إلى حد كبير”.
المصدر: روسيا اليوم