لم تنته تداعيات الجولة القتالية الأخيرة في اقليم ناغورني قره باغ، لجهة نتائجها أو خلفياتها. أذربيجان أعلنت انتصارها. وأرمينيا التي لم تقاتل، برزت إلى الواجهة التغيرات الطارئة ذات المنحى السلبي على علاقتها القديمة بروسيا، وذلك على مستوى النظام الحالي الممثل برئيس الوزراء نيكول باشينيان، والتي كانت بداية انحدارها الحرب الأخيرة عام 2020 التي رأت يريفان أنها لم تتلق الدعم الكافي من موسكو خلالها، ثم كانت المناورات المشتركة مع واشنطن التي تزامنت مع الجولة القتالية الأخيرة التي دامت أربعاً وعشرين ساعة فقط، لتأتي بعدها الملابسات المريبة لمقتل عدد من قوات حفظ السلام الروس في الاقليم بإطلاق النار أعقبها تظاهرات في ارمينيا ضد باشينان، وأخيراً وصول وفد من الكونغرس الأميركي “لبحث الوضع في قره باغ”.
هذا وقد وصل الوفد بقيادة السيناتور الديمقراطي غاري بيترز إلى أرمينيا أمس الجمعة لعقد اجتماعات مع قيادة البلاد، حسبما أفادت سفارة الولايات المتحدة في يريفان. وقالت السفارة في بيان صحفي إنه “خلال الزيارة التي تستمر حتى الاثنين 25 أيلول/سبتمبر، سيلتقي بيترز والوفد المرافق له رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، ورئيس البرلمان ألين سيمونيان، ونائب وزير الخارجية باروير هوفهانيسيان وجهات معنية أخرى”.
ويتوقع أن تتناول المباحثات “العلاقات الأرمنية الأمريكية وتأثير العمليات العسكرية الأخيرة التي قامت بها أذربيجان، على السكان الأرمن في قره باغ”. ومن المقرر أيضاً أن يسافر الوفد الأمريكي إلى منطقة سيونيك في جنوب أرمينيا لمناقشة القضايا الأمنية والإنسانية مع المسؤولين المحليين.
يُذكر أن منطقة سيونيك تقع بين البر الرئيسي لأذربيجان وجيب ناخيتشيفان التابع لها، وتسعى باكو للربط بينهما من خلال فتح ما يسمي “ممر زانغزور” عبر أراضي سيونيك.
وفي وقت سابق، انضمت مجموعة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي والذي تضم أكثر من 40 عضوا في الكونغرس الأمريكي، إلى دعوة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لاتخاذ إجراءات ملموسة في مجلس الأمن الدولي “لإنشاء تفويض ومهمة لحفظ السلام لحماية المسيحيين الأرمن البالغ عددهم 120 ألفا في قره باغ من الإبادة الجماعية”، حسبما ذكرت اللجنة الأرمنية الأمريكية.
وكانت أذربيجان أطلقت الثلاثاء ما أسمته “إجراءات محلية لمكافحة الإرهاب” في قره باغ، بهدف نزع سلاح القوات الأرمنية وانسحابها والعودة إلى “الأراضي المحررة من الاحتلال”، في عملية وصفها الجانب الأرمني بأنها “عدوان” هدفه التطهير العرقي. وأعلنت سلطات جمهورية قره باغ غير المعترف بها عن توصل الطرفين إلى وقف كامل للأعمال العدائية بوساطة من قوات حفظ السلام الروسية.
وتضمن الاتفاق حل جيش قره باغ ونزع سلاحه وانسحاب الوحدات المتبقية من القوات المسلحة الأرمنية من منطقة انتشار قوات حفظ السلام الروسية. كما اتفق الطرفان على مناقشة قضايا إعادة الاندماج وضمان حقوق وأمن السكان الأرمن في قره باغ. تلا ذلك إعلان الرئيس إلهام علييف انتصار بلاده في الجولة القتالية الأخيرة، أعقبه وصول وفد من السكان الأرمن في إقليم قره باغ إلى مدينة يفلاخ الأذربيجانية للقاء ممثلي سلطات أذربيجان.
المصدر: موقع المنار+روسيا اليوم