سيارة بنز جديدة، بدل معيشة يبلغ مئات الاف الدولارات شهرياً، الاقامة في أحد القصور الخالية للأمير خالد آل سعود والاف المشجعين بإنتظارك للترحيب بك، عليك فقط أن تأتي “بقدمك الرياضية” إلينا!!
830 مليون دولار ثمن رسوم الانتقالات لموسم واحد فقط
إنها السعودية لا تنفك عن اغداق واغراء الرفاهية على نيمار والبرتغالي كريستيانو رونالدو، والفرنسي كريم بنزيمة وغيرهم من النجوم البارزين، الذين انضموا إلى الدوري السعودي للمحترفين هذا العام، حيث بلغت رسوم الانتقالات هذا الموسم وحده 830 مليون دولار، بدون احتساب أجور اللاعبين الباهظة.
الإنفاق فجأة بهذا الحجم والسرعة، أمر غير مألوف في كرة القدم على الصعيد العالمي، وتعد هذه الفورة السعودية أكثر من مجرد بحث عن مكانة أو “تبييض رياضي”، كما وصفها بعض المراقبين، لصورة البلاد التي تتعرض لانتقادات شديدة لسجلها في مجال انتهاكات حقوق المرأة، وتقييد حرية التعبير، واستخدام عقوبة الإعدام، وتورطها في العدوان على اليمن، بل إن السعودية تسعى لتعزيز دورها الوجودي في المنطقة، بمعنى آخر إعادة تشكيل الاقتصاد قبل انخفاض عائدات النفط.
تقارير كثيرة، منها ما نشر على موقع بي بي سي وصحف امريكية اخرى بأن السعودية تهدف الى تغيير نظرة الغرب النمطية تجاهها، وهي تفكر في الرياضة والفن والثقافة وتسعى للظهور بانها ليست دولة متشددة. وبحسب مسؤولين سعودين صرحوا لوكالات أجنبية منها وكالة فرانس برس بأن ما تقوم به السعودية هو جزء من مشروع تحوّل ينقل البلد إلى حيث يريد أن يمضي.
فما هي وجهة السعودية؟ وإلى أين تريد أن تمضي؟
عام 2016، أعلنت البلاد عن رؤية السعودية 2030 ضمن مجموعة من المشاريع والاستثمارات التي تخولها العيش بدون نفط، وهي العضو البارز والاهم في منظمة البلدان المصدرة للنفط، وبالتالي بدأ تحقيق مستهدفات الرؤية من خلال الاستثمار في القطاع الرياضي، كما أنها وضعت مئات المليارات في مشروع مدينة نيوم التي تعتبر اول مدينة رأسمالية في العالم، بالاضافة إلى المنتجعات السياحية والترفيهية والمهرجانات الموسيقية، وصولا الى القطاع الرياضي والاستثمار في مجالاته المتنوعة من نوادي الغولف والفورملا والتنس وكرة القدم. وتلعب الصناديق السيادية دوراً مهما في الاستحواذ على أهم الاندية وتمويل انضمام اللاعبين الدوليين.
السعودية لشعبها: أتركوني وشأني!
محبو السعودية يدافعون عن رؤيتها ويبرؤون نيتها، ويقولون بأن مملكتهم تسابق الزمن، فلديها عشرين عاماً للتنويع والتخلص من تقلبات أسعار النفط، وهي تسعى فقط لجلب شعبها الى مستوى مهم من الرفاهية، والى جعل المواطنين أكثر الهاما ًوتسلية وتشجعيهم على الانفاق وتغيير نمط حياتهم.
في حين يختصر سايمون تشادويك وهو استاذ في الرياضة والاقتصاد الجيو سياسي لوكالة فرانس برس أن ما تقوم به السعودية هو بمثابة أن “تعطي الناس ما يريدون، وتأمل أن يتركوك وشأنك”. فما هو يا ترى شأن السعودية المستقبلي الذي لا تريد لشعبها التدخل به؟
غرافيك: علي كجك
المصدر: موقع المنار