من برِّه الى بحرِه – وسمائه المزدحمةِ بالرحلاتِ والدعاء، لبنانُ يدخلُ العهدَ النفطيَ معَ الاعلانِ الرسمي عن بدءِ التنقيبِ في الرابعِ والعشرينَ من آب..
هو آبُ – عهدٌ بالانتصارات، من هزيمةِ الصهاينةِ عامَ الفينِ وستة، الى التحريرِ من الارهابِ عامَ الفينِ وسبعةَ عشر، وما يشهدُه لبنانُ اليومَ من تحرير نفطِه عبرَ سواعدِ اهلِه وابقى معادلاتِه: جيشٌ وشعبٌ ومقاومة..
من اعالي السماءِ كانَ الدعاءُ بأن تتبدلَ العتمةُ بيومِ فرحٍ مع بدايةِ أعمالِ الحفر كما قال رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري من الطوافةِ التي أقلتهُ الى منصة الحفر في اعماقِ البحرِ برفقةِ الرئيسِ نجيب ميقاتي ووزيري الاشغالِ العامة والطاقة..
ومن رحلةِ الطوافةِ التي تقاطعت بالمسير والهدف مع المسيرات التي وصلت الى كاريشَ ذات يوم، كانَ الرجاءُ بأن يمنَ الله على لبنانَ بدفقٍ من كرمِهِ ليكونَ بدايةَ ازاحةِ الأزمةِ الاقتصاديةِ وكذلكَ التوافقِ على انتخابِ رئيسٍ للجمهورية، وهو ما وافقَه عليه رئيسُ الحكومةِ نجيب ميقاتي الذي رأى من على منصةِ الحفرِ صفحةً مضيئةً في تاريخِ الوطن..
هو الوطنُ الذي يصنعُ تاريخَه بسواعدِ اهلِه رغمِ الحصارِ ومشاريعِ الخراب، فتمكنت ايادي مقاوميهِ الميدانيينَ والسياسيينَ من ازاحةِ النفطِ من دائرةِ الاستهدافِ وحمايتِه باصلبِ المعادلات..
ومن اعالي السماءِ لمحَ الرؤساءُ فلسطينَ وبحرَها وارضَها المنتظرةَ على صفيحِ الايام، نصراً وتحريراً لا بدَ انه آت..
وهو ما تؤكدُه سننُ التاريخ، وتنفّذُه ايادي المقاومينَ وصمودُ الفلسطينيينَ من جنينَ الى الحوارة ونابلس والخليل، وكلِّ شبرٍ من ارضِ فلسطينَ باتَ يلفظُ الاحتلالَ ويُضيِّقُ على قادتِه ومستوطنيهِ كلَّ الخيارات، وباتَ اجتماعُ الحكومةِ الصهيونيةِ بعدَ كلِّ عمليةٍ فدائية، منصةً لتوزيعِ الاتهامات، وتاكيداً للفشلِ الذريعِ الذي يصيبُ الكيانَ ويعصفُ بقوةِ ردعِه، ولم يكن اجتماعُهم اليومَ غيرَ سابِقيه..
المصدر: قناة المنار