نصفُ قرنٍ من السنينَ واربع، وما قَدِرَ لهيبُ حقدِهم على اسكاتِ صوتِ الاذانِ في المسجدِ الاقصى، ولا استطاعوا اَن يُخرجوا اهلَه منهُ او اَن يُخرجوهُ منهم. فما زالَ محرابُه قِبلةَ الجهاد، واَذانُه صوتَ الحقِّ الذي يُزلزلُ الاحتلال..
اربعةٌ وخمسونَ عاماً على جريمةِ احراقِ المسجدِ الاقصى بنيرانٍ صهيونية، وها هو عامرٌ باهلِه ومُصلِّيه، يَنتظرُ الفاتحينَ الذين لا بدَّ قادمون .. فيما مَن اَضرموا النارَ يَحترقونَ اليومَ ومشاريعَهم وقوةَ ردعِهم المتآكلةَ من الخليلِ وجنينَ الى كلِّ جبهاتِ المقاومين..
خيرُ اِحياءٍ للذكرى كانَ عمليةً فدائيةً في الخليل، حيثُ اخترقت رصاصاتُ مقاومٍ فلسطينيٍّ كلَّ اجراءاتِ العدوِ وقواتِه المستنفِرة، فقَتلت مستوطنةً واصابت آخرَين بجراح مختلِفة، وعمَّقت الجراحَ في حكومةِ بنيامين نتنياهو وزادت من شللِ خياراتِها حتى جَعلتها مُعدَمة، واَثبتت تلك الرصاصاتُ المباركةُ انَ عملياتِ الاعدامِ التي تنفذُها القواتُ الصهيونيةُ في عمومِ مدنِ الضفةِ لن تَعمِيَ الفلسطينيينَ عن ابتكارِ السبلِ لضربِ المحتل، فكما حوارةَ بالامسِ كانت الخليلُ اليوم، وغداً مدينةٌ اخرى من مدنِ الثورةِ على طريقِ التحرير ..
امّا ما حررتهُ اقلامُ الاعلامِ العبري فمقالاتٌ حذرت من خطورةِ هذه العملياتِ النوعيةِ ودقتِها، متوقعةً المزيدَ منها.
في التوقعاتِ اللبنانيةِ السياسيةِ لا شيءَ جديداً امامَ انسدادِ الافقِ الرئاسي وسْطَ ازديادِ الهجومِ المعارضِ على ورقةِ لودريان ، واشتدادِ الاحتقانِ الوزاري في ملفِ الفيول ومعاملِ الانتاجِ الذي حاولت لجنةُ خطةِ الكهرباءِ اليومَ توفيرَ مخارج حلٍّ له قبلَ تأزُّمِه اكثر .
ومن التحدياتِ التي يخوضُها لبنانُ على المستوى الدبلوماسي سيكونُ بعدَ ايامٍ في مجلسِ الامنِ معَ مُهمةِ اعادةِ القرارِ الخاصِّ بعملِ القواتِ الدوليةِ في جنوبِ لبنانَ الى ما كانَ عليهِ قبلَ العامِ الفينِ واثنينِ وعشرين، وهو ما يحاولُ العدوُ منعَه بل ضمانَ اعطاءِ القبعاتِ الزرقاءِ تفويضاً بمزيدٍ من المهامِ غيرِ المرغوبِ بها لبنانيا.
المصدر: قناة المنار