“عبروا الجسر في الصباح خفافاً حيث امتدت الأضلاع لهم جسراً وطيداً”، تلك حالة النازحين في عدوان تموز 2006، بعد 17 عاما تعود الينا مشاهد الانتصار والإصرار والعزيمة حيث زحف المواطنون الى قراهم ومنازلهم على ما تبقى من جسور وأثر طريق، اعتمدوا بوصلة القلب والحب ووصلوا وكان عليهم التعامل مع الدمار الشامل للبنية التحتية، ونقص الإمدادات الأساسية، وتهديدات الألغام والذخائر غير المنفجرة.
ووجد العائدون دماراً هائلاً حيث سويت أحياء سكنية بأكلمها بالأرض وما تبقى لا يصلح للسكن بعدما أصبح على وشك الانهيار، كما طال الدمار المرافق الأساسية والمستشفيات .
ورغم حجم المعاناة الإنسانية بدت الفرحة على العائدين حيث أطلق الكثيرون أبواق سياراتهم وأشاروا بعلامة النصر حاملين أعلام لبنان وحزب الله وصور الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، خرجوا منتصرين لأنهم لقنوا العدو درساً في الصمود والتحدي كما لقنه المقاومون درساً في القتال.
وقرر البعض إقامة خيام مؤقتة في بلداتهم والبدء فورا في إعادة البناء، وتوفير المواد التموينية الأساسية بعدما حملت القوافل جزءا منها خلال رحلة العودة.
عاد الجنوبيون الى قراهم رغم كل المخاطر وخاصة القنابل العنقودية التي اسقطت حيث ذكرت التقارير أن”الجيش الإسرائيلي قد أسقطت أكثر من 1.2 مليون قنبلة عنقودية. وأُسقِط نحو 90 في المائة من هذه القنابل خلال فترة ال 72 ساعة الأخيرة من الحرب في الوقت الذي كانت القوات الإسرائيلية تُدرِك فيه بالفعل أن وقف إطلاق النار وشيك الحدوث”.
اكتملت صورة النصر في الرابع عشر من آب 2006 ، يوم عاد النازحون الى قراهم وعبروا الجسور المهدمة والدمار نحو نصر تاريخي للبنان.. بوحدة شعب وتضحية جيش ومقاومة.
المصدر: موقع المنار