توقف بث القناة التلفزيونية الرسمية “تلفزيون لبنان” اليوم الجمعة، للمرة الاولى منذ تأسيسه في العام 1959، جراء الإضراب الشامل الذي ينفذه الموظفون للمطالبة بنيل حقوقهم وتحسين أوضاعهم ورواتبهم في ظل الازمة المالية التي تعصف بالبلاد. وهم كانوا بدأوا إضرابا مفتوحا الخميس الماضي، نتيجة المشاكل المالية المستمرة منذ اشهر. وقال مسؤولون لبنانيون أن رواتب موظفي تلفزيون لبنان لا تزال بين مليون و500 ألف وبين 5 ملايين ليرة لبنانية.
وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري قال في تصريح: “تلفزيون لبنان” لم يُقفل ولا نية لديّ بذلك وكلّ ما نُشر كذب ونحن نُحاول معالجة المشاكل وغالبية مطالب الموظّفين حُقّقت”. اضاف:” تلفزيون لبنان سيعاود البث ونعمل مع جزء من الموظفين”.
مطالب واضرابات
في ايار الماضي أعلنت نقابة موظفي “تلفزيون لبنان” في بيان اثر اجتماعها أنه “تنفيذا لقرار مجلس النقابة المنعقد في 24 الحالي، قرر المجتمعون تنفيذ الاضراب التحذيري كما يلي: وقف كل اعمال الانتاج بما فيها البرامج المباشرة ونشرات الأخبار باستثناء تغطية نشاط المقرات الرسمية الثلاث ونشرة الأخبار المسائية فقط، وذلك لمدة 24 ساعة بدءا من صباح يوم الأربعاء 1-6-22. ويطلب من جميع الموظفين التزام مكان عملهم بحسب جداول الخدمة”.
وأكدت النقابة أنها “تتابع أعمال الترهيب والترغيب التي يمارسها بعض المسؤولين، وتذكرهم بأن القانون يمنع هذه الممارسات وسيصار الى تقديم شكاوى بحقهم”، مشددة على أن “الوقوف صفا واحدا خلف النقابة هو السبيل الوحيد لتحقيق المطالب، وهي:
1- تنفيذ مرسوم غلاء المعيشة فورا
2- تسديد المساعدة الاجتماعية وفروقات المنح المدرسية
3- تنفيذ جميع بنود دفتر شروط مناقصة عقد التأمين”.
في حزيران الماضي نفّذ موظّفو تلفزيون لبنان اعتصاماً أمام مقر التلفزيون بدعوة من النقابة لتحسين رواتبهم واوضاعهم.
في اوائل شهر آب الجاري أكد وزير الاعلام ان “موظفي التلفزيون هم أكثر موظفي القطاع العام ظلما وغبنا من حيث تقديماتهم ورواتبهم”.
وكشف المكاري أن وزير المال وافق على صرف 17 مليار ليرة “تشمل كل مستحقات الموظفين في التلفزيون منذ تشرين الثاني 2022، وهي الفترة التي سبقت تسلمي وزارة الاعلام ثم ادارة التلفزيون “.
واضاف: “في 26 تموز الماضي حصلنا على قرار رسمي من وزير المال بهذا المبلغ، وأبلغنا الموظفين بأنهم سينالون مستحقاتهم، لكنهم قرروا في 28 تموز إعلان الاضراب بحجة أن لا ثقة لديهم بالادارة وبالمسؤولين”.
واشار الى أن” الموظفين كانوا اجتمعوا بالمدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحه ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، وتم الاتفاق على انهم في حال لم يحصلوا على مستحقاتهم الاربعاء فان الاضراب سينفذ”.
وأوضح أن “المبلغ متوافر، لكن هناك اجراءات يجب ان تتخذ والمعاملة موجودة في ديوان المحاسبة، وكان يفترض السير بها الثلاثاء، لكنّ خللا تقنيا في مبنى ديوان المحاسبة أدى الى التأخير، وما هي الا مسألة أيام حتى يحصل الموظفون على كامل مستحقاتهم”.
منذ يومين أعلنت مديرية الخزينة في وزارة المالية انها حولت اليوم الى مصرف لبنان، مبلغاً وقدره ستة مليارات وثلاثماية وستة وتسعين مليوناً وخمسماية واثنين وثلاثين الف ليرة لبنانية /6،396،532،000/ل.ل. كدفعة من مساهمة لدفع التعويض الموقت للعاملين في تلفزيون لبنان عن الاشهر أيار ، وحزيران وتموز ٢٠٢٣.
نبذة
تأسس تلفزيون لبنان الرسمي عام 1959، وكان في البداية مملوكا لشركتين خاصتين. عام 1977 تم دمج «شركة التلفزيون اللبنانية» و«تلفزيون لبنان والمشرق». وتعتبر الشركتان من أقدم شركات التلفزة في المنطقة العربية. وكان الإنتاج التلفزيوني للشركة السباق في إنتاج الدراما العربية.
أسس وسام عزالدين شركة التلفزيون اللبنانية بالشراكة مع شركة طومسون الفرنسية المنتجة للتلفزيونات. وكانت تبُث بلغتين: اللغة العربية فيما عرف «بالقناة 7» وباللغة الفرنسية فيما سمي بـ«القناة 9» بمشاركة شركة أوأر تي أف الفرنسية.
وفي عام 1991م، بعد عودة الاستقرار إلى لبنان، وحدت الحكومة اللبنانية المحطتين والغت القناة الفرنسية وأصبح تلفزيون لبنان محطة التلفزة الرسمية في لبنان.
المصدر: موقع المنار +مواقع
