رمَوا ببيانِهم من اعلى الشجرة، بعدَ ان انكشفت للعيانِ الوانُه السياسيةُ رغمَ محاولاتِ تغليفِه بمسمياتٍ امنية.
فطلباتُ بعضِ الدولِ المعروفةُ والمكرَّرةُ من رعاياها مغادرةَ لبنانَ جاءت على خلفيةِ احداثِ عينِ الحلوة كما قالَ السفيرُ السعوديُ في لبنانَ وليد البخاري، مع انَ التحذيراتِ جاءت بعدَ ساعاتٍ من وقفِ الاقتتالِ في المخيم. وبعدَ ان اُصيبت محاولاتُ الضغطِ هذهِ بحرجٍ قاتلٍ خرجَ السفيرُ البخاري مؤكداً دعمَ بلادِه للسياحةِ في لبنان، على أن تثبتَ الايامُ ذلك – كما قال.
امّا ما اثبتتهُ نتائجُ الفحصِ الدقيقِ لبياناتِ التهويل فهو انها تحتوي على كمياتٍ سياسيةٍ سامة، وخاليةٍ من ايِّ محتوىً امني، وهي موادُّ تَستخدمُها تلكَ الدولُ عادةً للضغطِ على اللبنانيينَ لفرضِ خياراتها عليهم، وخاصةً انَ المهلَ تتآكلُ نحوَ ايلول، الموعدِ المرتقبِ لجولةٍ جديدةٍ بعناوينَ رئاسية..
وفيما الخارجُ خرجَ بسيفِ التهويلِ الامنيّ حيناً والعقوباتِ احيانا، لم يَجِد بعضُ اللبنانيينَ الا الحوارَ سبيلاً لتقريبِ وجهاتِ النظرِ نحوَ نقطةٍ من الممكنِ ان تكونَ ارتكازيةً في ملفِ انتخابِ رئيسِ الجمهورية، وهو الحوارُ بينَ حزبِ الله والتيارِ الوطني الحر، الذي قال متابعون له اِنه جديٌ وبنّاءٌ وبمثابةِ فسحةِ أمل، واِن كانت نتائجُه تحتاجُ الى بعضِ الوقت..
اما الوقتُ الحكوميُ الآنَ فمستنزفٌ بنقاشِ الموازنةِ التي يملكُ الوزراءُ طرفَها ويرمونَ بآخرِه عندَ المصرفِ المركزي الذي قالَ رئيسُ الحكومةِ اِنه يثقُ بحاكمِه الجديد وسيم منصوري..
ولمن يُحَكِّمُونَ الفراغَ نصيحةٌ تحذيريةٌ من رئيسِ كتلةِ الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بانَ ارباكاً واضحاً حصلَ على ابوابِ استحقاقِ حاكميةِ مصرفِ لبنان، فكيفَ اذا استمرَ الفراغُ ووصلَ الى قيادةِ الجيشِ في كانونَ الثاني المقبل؟ ودعوةٌ إلى التوقفِ عن الرهانِ على الاميركي الذي يريدُ تعميمَ الفراغ ..
المصدر: قناة المنار