لا تزالُ سحابةُ اشتباكاتِ مخيمِ عينِ الحلوة تغطي المشهدَ المزدحم، وتُدمِعُ الاعينَ القلقةَ على اللبنانيينَ والفلسطينيينَ الذين يدفعون فاتورةَ المتفلتينَ الذين يخدمونَ عن قصدٍ او غيرِ قصدٍ العدوَ الصهيوني..
وفيما القوى السياسيةُ الفلسطينيةُ واللبنانيةُ تتحاورُ وتتوافقُ للمرةِ الثالثةِ على وقفِ اطلاقِ النار، الا انَ اصواتَ الاشتباكاتِ بسلاحِ هؤلاءِ بَقِيَت هي العليا. وعلى علوٍّ سياسيٍّ منخفضٍ تَكثُرُ التحليلاتُ وتُرْتَجَلُ مواقفُ لبنانيةٌ ممجوجةٌ لبعضِ القوى المسكونةِ في عمقِ احقادِها، على انَ المطلوبَ كلمةٌ طيبةٌ ومساعٍ جديةٌ من الجميعِ لتطويقِ هذه النارِ المشتعلةِ قبلَ انفلاتِها..
مالياً وقبلَ انفلاتِ الامورِ استوى مشهدُ مصرفِ لبنانَ على صورةٍ واضحةٍ يكونُ فيها وسيم منصوري حاكماً بالوكالةِ للمصرفِ بعدَ ثلاثينَ عاماً من حكمِ رياض سلامة – بل تَحكُّمِهِ بالماليةِ العامةِ كما بالمصرفِ المركزي. اما الكلمةُ الـمُرَكَّزَةُ لمنصوري ونوابِه الثلاثةِ فكانت واضحةً بلا تكلفٍ ولا وعود، وانما وضوحٌ معَ اللبنانيينَ بالعملِ وفقَ تعاونٍ يبدو انه مضمونٌ معَ السلطتينِ التشريعيةِ والتنفيذية، على اَن يُنفِّذَ الحكامُ الجددُ لمصرفِ لبنانَ سياسةً ماليةً أكثرَ شفافيةً لعلها تُسهمُ في وقفِ الانهيارِ واعادةِ بناءِ الاملِ بماليةِ الدولةِ واقتصادِها. وما سَمِعَهُ اللبنانيون من منصوري ورفاقِه سمِعَهُ الوزراءُ المجتمعون في جلسةٍ حكوميةٍ مكتملةِ النصابِ حضرَها الحاكمُ الجديدُ للمصرفِ المركزي، فهل استشعرَ الجميعُ الاخطارَ فحضَرُوا الجلسةَ، وباتَ التركيزُ على اداءٍ أكثرَ مسؤوليةً تجاهَ الملفاتِ الحساسة؟ أم حَسَّنَت الحواراتُ الثنائيةُ التي لم تَنتظر مواعيدَ ايلولَ صورةَ بعضِ الحلولِ الاقتصادية ؟ وهل من الممكنِ ان تنسحبَ على تلك الرئاسية؟
وبما امكنَ من وقتٍ في ظلِّ زحمةِ الملفاتِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والامنيةِ يُطلُ الامينُ العامّ لحزبِ الله سماحةُ السيد حسن نصر الله عبرَ الشاشةِ من مدينة النبطية، في ختامِ المسيرةِ العاشورائيةِ التي ينظمُها حزبُ الله عندَ الساعةِ الرابعةِ والنصفِ من عصرِ الغد..
المصدر: قناة المنار