من جُمُعةِ القدسِ العظيمةِ في كلِّ أصقاعِ الارض، الى سبتِ النورِ الحزينِ في بيتَ لحم، بقيَ الفلسطينيونَ ومقدساتُهم عنوانَ الامةِ ومحطَّ حدَثِها.
فبعدَ منبرِ القدسِ ويومِها وما اعتلاهُ من مواقفَ هزّت الاحتلال، وقفَ الصهاينةُ عندَ التحليلِ رابطينَ المنابرَ بالساحاتِ التي تَوحدت على الاستعدادِ للردِّ على التمادي بحماقاتِ الاحتلال، وفرضِ المعادلاتِ التي تسحبُ المبادرةَ من يدِ الجيشِ الصهيوني وقيادتِه السياسية.
ولعلَّ كلامَ الامينِ العامّ لحزبِ الل سماحةِ السيد حسن نصر الل لخّصَ الصورةَ وتركَ الصهاينةَ ومحلليهم وقادتَهم الامنيينَ يستغرقونَ في القراءة، لتكونَ النتيجةُ لدى هؤلاءِ انَّ تل ابيب فقدت الردعَ امامَ المقاومة، ووضوحُ كلامِ الامينِ العامّ لحزبِ الل اصابَ الصهاينةَ بالاحباطِ لما حملَه من ثقةٍ بالنفسِ ووضوحٍ برسمِ المعادلةِ وصدقٍ بانَّ الصهاينةَ لم يَستطيعوا الردَّ الوازنَ على الصواريخِ التي طالت كيانَهم من لبنان، فبقُوا مردوعينَ تحتَ سقفِ الخطوطِ التي رسمتها تهديداتُ السيد نصر الل ..
ومن المسجدِ الاقصى الى كنيسةِ القيامة، لم تَقعُدِ العدوانيةُ الصهيونيةُ عن انتهاكِ المقدسات، ومعَ احياءِ الاعيادِ المجيدةِ في كنائسِ فلسطينَ ضيَّقَ الصهاينةُ على المصلين، وزادوا من الاجراءاتِ المعيقةِ لوصولِهم الى الكنائسِ والاديرة، مؤكدينَ طبيعتَهم العدوانيةَ العابرةَ للطوائفِ والاديان، الرافضةَ لكلِّ ما هو غيرُ صهيونيٍ من ايِّ ديانةٍ كان..
فهل من كلامٍ من نورٍ لرجالِ السياسةِ والدينِ دفاعاً عن المقدساتِ وعن حقِ المؤمنينَ بالصلاة ..
في السودانِ ارتفعت اصواتُ القذائفِ فوقَ كلِّ كلامٍ سياسي، واستحالَت عاصمتُه ومدنُه الكبرى الى ساحاتِ حربٍ بينَ شركاءِ الحكمِ من جيشٍ وقواتِ دعمٍ سريع، مَهَّدت لها خلافاتُ رعاةِ الطرفينِ من دولٍ اقليميةٍ ودولية. ومعَ دخانِ القصفِ المتبادلِ الذي يُغطي الصورةَ وايَّ رؤيةٍ للحلّ، تطايرت بياناتُ الاستنكارِ والخشيةِ على مستقبلِ هذا البلدِ الذي يدفعُ اهلُه ثمنَ صراعِ بعضِ حكامِه الداخليينَ على سلطتِه ورعاتِه الخارجيينَ على ثروتِه..