بينَ وَحدةِ الساحاتِ التي تُطوِّقُهُ، وتراكمِ الازماتِ التي تُرهقُه، يَعلقُ الكيانُ العبريُ بحساباتٍ اَحلاها مرٌ ، ويَزيدُها شكلُ الحكومةِ المتناقضةِ من داخلِها. ففي ذروةِ الحراجةِ التي يعيشُها بنيامين نتنياهو قادَ سبعةٌ من وزرائِه اليومَ تظاهرةً للمستوطنينَ الى جبلِ صبيح في نابلس دعماً للاستيطان، فيما حكومتُه عاجزةٌ عن بناءِ الثقةِ معَ مستوطنيها وجيشِها، فكيفَ بالذهابِ الى توسيعِ الاستيطانِ وما يترتبُ عليه من تداعيات ؟
وعليه فانَ التشظيَ داخلَ الكيانِ المؤقتِ مستمر، والازمةَ متفاقمة، ومحاولةَ الحكومةِ أن تقتاتَ على دماءِ الفلسطينيينَ لن تُنجِيَها في ظلِّ غضبِ الضفةِ الذي يُلهبُ كلَّ الساحاتِ، وجهوزيةِ غزةَ التي يَعرفُ الصهاينةُ ما تختزنُهُ من استعداد..
في الساحاتِ اللبنانيةِ لا استعدادَ الى الآنَ لتحقيقِ ايِّ اختراقٍ على ايٍّ من الصُعُدِ الاقتصاديةِ او السياسية، وحالةُ المراوحةِ لدى البعضِ تَنتظرُ على بساطِ التطوراتِ الاقليميةِ وتتطلعُ الى الايادي الخارجية ..
وخارجَ كلِّ التأويلاتِ والاتهاماتِ على الساحةِ البلديةِ اَعلنت قيادتا حزبِ الله وحركةِ امل رفعَ الجهوزيةِ وانطلاقَ الاستعداداتِ لخوضِ الانتخاباتِ البلديةِ التي دعا اليها وزيرُ الداخليةِ الشهرَ المقبل ..
واستعداداً لما تُقبلُ عليه المنطقةُ من حركاتٍ تجاريةٍ وربطٍ لساحاتِها السياسية، خطةٌ لربطِ الموانئِ العربيةِ وتفعيلِ التجارةِ البينية، وتعزيزِ لبنانَ ودورِه وموقعِه على شاطئِ المتوسطِ تَقدَّمَ بها وزيرُ الاشغالِ علي حمية ونالت ترحيبَ وزراءِ النقلِ العرب، يُعملُ على وضعِ خطتِها العملية ..
في اليمنِ ترحيبٌ شعبيٌ ورسميٌ بأيِّ قرارٍ لوقفِ الحربِ المفروضةِ عليهم، بما يحفظُ ثوابتَهم ويخففُ معاناتَهم، وهي القاعدةُ التي تَجري على اساسِها مباحثاتُ الوفدينِ السعودي والعماني معَ القادةِ اليمنيينَ لترتيبِ اتفاقاتٍ يبدو انَ مؤشراتِها تنحو الى الايجابية..