يطمح الكيان الصهيوني إلى تطبيع العلاقة مع السعودية أكثر من غيرها، معتبرا التطبيع معها سيولد أكثر من فرصة بالنسبة له وأولها ازالة الحواجز من امام بعض الدول وذلك لثقل مكانة السعودية عربيا واسلاميا .
السعودية ومبادرة السلام
اما سبب عدم اقدام المملكة على التطبيع العلني حتى الان هو لاعتبارها أن التطبيع يمكن أن يقوض موقعها الإسلامي ورمزيتها في قيادة الحرمين ، ولهذا لا يزال الملك سلمان بن عبد العزيز ملتزماً بـ “مبادرة السلام العربية لعام 2002″، التي تتضمن إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين استناداً إلى القرارات الدولية .
ولكن ما يتوقف عنده الملك سلمان لا يعتبره ولي العهد محمد بن سلمان عائقا و الموقف السعودي الذي كان حساسا في السابق في التورط بأي علاقة علنية مع الكيان يبدو أنه أصبح أقل حساسية على الاقل على مستوى فتح الابواب للصهاينة للدخول الى السعودية فقد كشفت صحف عبرية عن سعي السعودية لجذب السياحة الصهيونية لجزيرتي “تيران” و”صنافير”، وذلك في إطار المساعي المتزايدة لتطبيع العلاقات بشكل علني مع الاحتلال ولو بوتيرة بطيئة.
وقال موقع “جلوبس” الاقتصادي العبري، في تقرير له، إن السعودية قد تسمح للصهاينة بقضاء العطلات في الجزيرتين اللتين اشترتهما المملكة من مصر عام 2016، وتخطط لبناء جسر يربط الجزيرتين بمصر، بحيث ينتقل إليها السياح الصهاينة القادمون من شبه جزيرة سيناء مضيفة أن ولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، يسعى إلى تطوير بلاده وفتحها على العالم، بما في ذلك المشاريع السياحية الضخمة على طول ساحل البحر الأحمر وصولاً إلى إيلات، كما يرغب في تحويل تيران وصنافير إلى وجهتين سياحيتين.
وقالت مصادر سياسية لموقع جلوبس، أن فتح جزيرتي تيران وصنافير أمام السياح الصهاينة يشير إلى رغبة السعودية في تعزيز خطوات التقرب من الكيان ، لكنها أشارت إلى أن “هذه الرؤية ستتحقق تدريجياً ” وأضافت بأن “الأمر سيكون بوتيرة بطيئة، مع المزيد من الخطوات الإضافية التي ستقرب الدولتين من بعضهما البعض”.
وتسعى المملكة لجلب السياحة الصهيونية التي تزور مدينة طابا المصرية، من خلال تسهيل التنقل إليها حيث بدأت في تغيير قوانينها لتسهيل عملية انتقال السياح، من السماح بالإقامات في الفنادق بدون زواج، مع السماح للنساء بارتداء ملابس البحر في شواطئ البحر الأحمر.
كما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين سعوديين ، قولهم إنّ تطبيع المملكة العربية السعودية مع الكيان الصهيوني ليس سوى مسألة وقت ومؤكدين لموقع قناة “i24NEWS” الصهيونية : “التطبيع مع إسرائيل ليس سوى مسألة وقت”، فيما اشترط ولي العهد محمد بن سلمان تأكيد التحالف الأميركي- السعودي، والالتزام بمتابعة إمدادات الأسلحة كما لو كانت السعودية دولة شبيهة بحلف شمال الأطلسي (الناتو).
زيارات متكررة للصهاينة
وتزايدت مؤخرًا زيارات الإعلاميين والحاخامات اليهودية للمملكة، ونشر التقارير من هناك، والتي كان أبرزها تدنيس صحفي صهيوني لمكة المكرمة .
و كان الصحفي الصهيوني انريكي تسيمرمان قد صرح خلال تواجده في المملكة لموقع i24 الصهيوني: “بتنا نلمس وجود جالية يهودية في الرياض ونشاطا لرجال أعمال إسرائيليين يعملون منذ فترة في المملكة، نحن أمام بداية حقبة جديدة، بدأت أمور جديدة لكنها تستغرق مزيدا من الوقت”
وأضاف خلال تواجده في العاصمة السعودية الرياض: “خلال الأسابيع الأخيرة تضاعفت الأنباء عن علاقات رسمية بين السعودية وإسرائيل، وتكاثرت المعلومات بشأن إنشاء علاقات مستقبلية بين الطرفين، وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية فاجأ المجتمع الدولي في آب/ أغسطس 2020 بإنشاء علاقات (تطبيع) مع الإمارات والسودان والمغرب والبحرين، هذه الدول لم تكن لتوقع على الاتفاق دون موافقة المملكة السعودية، وهي الدولة الأكثر تأثيرا في العالم العربي”
واما آخر النشاطات الشبه رسمية والتي كانت أكثر وضوحا حول الموقف السعودي من تطبيع العلاقات مع العدو فكانت زيارة وفد صهيوني للرياض حيث اجتمع مع كبار القادة السعوديين وعلى رأسهم محمد بن سلمان، بحسب ما أعلنه جون هانا، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني .
وعن تفاصيل الزيارة أوضح هانا خلال مقابلة أجراها عبر برنامج “زووم” من مكتبه في واشنطن في بداية العام الحالي مع موقع “ALL ISRAEL NEWS” : “التقينا مع ولي العهد، وأجرينا لقاءات مع وزير الدفاع، ووزير الخارجية، وقائد البحرية وقائد القوات الجوية والمسؤولين عن التحول الدفاعي بوزارة الدفاع” مضيفا “خرجت بانطباع أقوى مما كان لدي في أي وقت مضى بأن القيادة السياسية والأمنية العليا في ذلك البلد اتخذت قرارًا بأنها في الواقع على استعداد لصنع “السلام” مع “إسرائيل”، وتطبيع العلاقات” و وفق الموقع فقد أخبر السعوديون هانا أنّ العقبة تكمن في العلاقة المتوترة في الوقت الحالي بين الرياض وواشنطن، مشيرين إلى أن “زيارة بايدن للمملكة الصيف الماضي كانت بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها لم تكن كافية”.
ووعد رئيس الحكومة الصهيونية ، بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة، بتطبيع العلاقات مع السعودية حيث أكد في تصريح صحفي، في تشرين الاول من العام الماضي إن عملية التطبيع مع السعودية بدأت تدريجيا، معتبرا أن التطبيع مع الدول العربية الخليجية لم يكن ليتم دون موافقة المملكة ليعود ويؤكد خلال تصريح له في مقابلة مع قناة “سي إن إن” الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن التطبيع مع السعودية سيمهد الطريق إلى السلام مع الفلسطينيين و أشار نتنياهو إلى أنه “إذا توصلنا إلى سلام مع السعودية، وهذا يعتمد على القيادة السعودية، وجلبنا الصراع العربي – الإسرائيلي إلى نهايته، فأعتقد أننا سنعود إلى الفلسطينيين ونحقق سلاماً عملياً معهم”.
المصدر: اعلام العدو