ودَّعَ العالمُ ألفينِ واثنينِ وعشرينَ كلٌّ على طريقتِه ، الا أنَ العامَ الثقيلَ على البشرية ، أبى أن يرحلَ قبلَ أن يُسلّمَ خليفتَه جملةَ تحديات. ففي لبنانَ الغارقِ في الازمات، كانَ مشهدُ اليومِ الاخيرِ من العامِ الفائتِ في بحرِ الشمالِ خيرَ دليلٍ على ما ينتظرُ اللبنانيينَ هذا العامَ بسببِ الازمةِ الاقتصاديةِ المتفاقمة ، قواربُ موتٍ محملةٌ بأضعافِ سَعتِها تُبحرُ وسطَ أمواجٍ عاتيةٍ بحثاً عن لقمةِ عيشٍ كريمٍ على شواطىءِ اوروبا ، هرباً من شِباكِ حكامِ المال ، وطُعمِهم لاصطيادِ ما تبقى من قوةٍ شرائية ، ومن نرجسيةِ مسؤولينَ سياسيينَ يُحرقونَ كلَّ مراكبِ الحوار. فكيفَ السبيلُ الى سُترةِ النجاةِ الوحيدة ، الى الغازِ والنفطِ في المياهِ الجنوبيةِ في بلدٍ الفراغُ يَشغلُ فيه أعلى هرمِ السلطة ، وحكومتُه شبهُ مشلولة، والانقسامُ يَستحكمُ في مجلسِ النواب. ففيما خطةُ الكهرباءِ تنتظرُ الضوءَ الاخضرَ الحكومي ، فانَ دولاً بكاملِ سلطاتِها وقدراتِها تحذرُ من تردداتِ أزمةِ الطاقة ، فالرئيسُ الفرنسيُ يؤكدُ أنَّ أكبرَ تحدٍّ يواجهُ البلادَ في العامِ الجديدِ انقطاعُ التيارِ الكهربائي ، داعياً مواطنيهِ الى ترشيدِ الاستهلاك.
إيمانويل ماكرون شددَ على دعمِ اوروبا لاوكرانيا في الحربِ في دلالةٍ على استمرارِ الكباشِ بينَ روسيا والاطلسي ، وما يتركُه من تداعياتٍ اقتصاديةٍ على العالمِ باسرِه ، وعودةٍ الى سباقِ التسلحِ الذي وصلَ الى شبهِ الجزيرةِ الكورية، فزعيمُ كوريا الشماليةِ كيم جونغ أون دعا إلى زيادةٍ هائلةٍ في ترسانةِ بلادِه النوويةِ لشنِّ ضرباتٍ نوويةٍ مضادةٍ رداً على ايِّ اعتداءٍ أمريكي. العِداءُ الاميركيُ الذي واجهَه بكلِّ حزمٍ القائدُ قاسم سلمياني في المنطقةِ حتى الشهادة.
الامامُ السيدُ علي الخامنئي ولدى استقبالِه أسرةَ وأعضاءَ لجنةِ إحياءِ ذكرى الشهيد سليماني، اعتبرَ أنَ عملَ هذا القائدِ الكبيرِ أعادَ بث الروح في المقاومةِ ضدَّ الكيانِ الصهيوني ونفوذِ أمريكا ودولِ الاستكبار، وأنَّ الشهادةَ التي أوردَها السيد حسن نصرالله عن كفاحِ هذا الرجلِ العظيمِ نافذةٌ كبيرةٌ لفهمِ أهميةِ عملِ الشهيدِ سليماني على صعيدِ احياءِ المقاومة.
المصدر: قناة المنار