أفادت تقارير صهيونية على تعرض الصحفيين الصهاينة لتعامل قاس من مشجّعين في قطر، ومنها صراخ مشجّعين في وجه مراسل صهيوني، بأنّه “لا يوجد إسرائيل، بل فقط فلسطين”، والقول له إنّه غير مرحّب به هنان وما كان ملفتا هو حادثة إضافية سُلِّط الضوء عليها في الكيان و هي تهديد شرطي قطري يقوم بإيصال طاقم صحافي صهيوني، إلى أحد الملاعب، بأنّه سينزلهم في منتصف الطريق لو تبيّن له أنّهم من الكيان المؤقت.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت حادثة جرت مع طاقمها في قطر، حيث قال لهم أحد السكان المَحلّيين إنّه يُودّ أن يقول لهم “أهلاً وسهلًا”، لكن سيقول لهم فعلاً “لا أهلاً ولا سهلاً بكم – أُخرجوا من هنا”.
وممّا أثار أيضاً حفيظة الإسرائيليين، هو قيام مشجّعي المنتخب التونسي برفع لافتة ضخمة كُتِب عليها “فلسطين حرّة”، باللغة الإنكليزية، خلال المباراة ضدّ أستراليا، وتحديداً بوجهٍ خاص في الدقيقة 48، في إشارة إلى نكبة 1948 التي يُحييها الفلسطينيون.
بدا من كثرة التعليقات والتحليلات التي قُدّمت في وسائل الإعلام الصهيونية حول طريقة تعاطي الجماهير العربية في قطر مع المراسلين ، أنّه يوجد خيبة أمل كبيرة من عدم إنعكاس “إتفاقات أبراهام” على الشعوب العربية، لاسيّما التي وقّعَت حكوماتها على هذه الإتفاقيات. وفي هذا الإطار، قال مُعلّقون إنّهم لا يستطيعون أن يفسّروا ما يجري، “هذا جنون وأمر لا يصدّق”.
إضافةً إلى ذلك، كتب مُعلّقون صهاينة متواجدون في قطر أنّهم مُحاطون بعداء في ظلّ شتائم ونظرات كراهية من مشجعين من الدول العربية، وأضافوا أنّهم في قطر عرفوا “إلى أيّ مدى يثير كلّ ما يتعلّق بإسرائيل حقداً شديداً في نفوس الجماهير العربية”.
وأشار مُعلّقون إلى أنّ الأحداث التي جرت على هامش كأس العالم في قطر تُظهِر أنّه يوجد سقف زجاجي فيما يتعلّق بمكانة إسرائيل الإقليمية ومضمون إتفاقات أبراهام. وأضاف مُعلّقون أنّ “كلّ من يزعم أنّ سكان دول الخليج ليس لديهم عداء تجاه إسرائيل يخدعون أنفسهم. ووصف مُعلّقون ما يجرى بأنّه “صفعة مدوّية على الوجه” لمن يظنّ أنّ “السلام” في متناول اليد، وأنّ التطبيع مع الدول العربية ليس سوى مسألة وقت.
ولفت مُعلّقون إلى أنّ سلوك المواطن العربي العادي تجاه إسرائيل يشير إلى وجود عداء يزيد عمره عن 70 عاماً، ويؤكِّد أنّ “أصل المشكلة لا يزال حيّاً ويركل ويصفع بشدّة”، فالواقع المرّ والصعب يُفيد أنّه إذا لم تحلّ القضية الفلسطينية بطريقة مقبولة من جميع الأطراف، لن يكون الإسرائيليون موضع ترحيب في الدول العربية، حتى التي أبرمت إتفاقات سلام وتطبيع مع إسرائيل.
وفي التعليقات “اللافتة” حول حوادث “العداء” التي تعرّض لها الإسرائيليون في قطر، أفاد مُعلّقون أنّ الجمهور العربي يقوم بذلك لإنتاج وعي في العالم من خلال تصوير الأحداث ونشرها في وسائل التواصل الإجتماعي لكي يرى الجميع رسالة في مجال الوعي، هدفها القول، إنّه “لا سلام ولا تطبيع” مع الإسرائيليين.
الكيان ينتقد قطر
وأمام ما تعرَّض له الإعلاميون والمراسلون الصهاينة في قطر، وجّه الكيان الصهيوني، رسالة إلى قطر والـ”فيفا”، حيث تضمنت الرسالة التي نُقلت إلى المسؤولين القطريين أنّ إسرائيل تتوقّع منهم ضمان حرّية وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأن يشعر الإسرائيليون في قطر أنّهم آمنون. وأضاف الكيان في رسالته أنّ المسؤولية حول ما يحدث في قطر مُلقاة على عاتق السلطات القطرية. وفي الوقت الذي لم يُعلِّقوا فيه على هذا الخبر في وزارة الخارجية الصهيونية، قال مصدر سياسي إنّه “ليس أكيداً أن يساعد القطريون في ذلك”.
من جهته، غرّد عضو الكنيست من حزب الليكود، عميحاي شكلي، على موقع تويتر، أنّ “قطر هي دولة إسلامية ديكتاتورية متطرِّفة معادية للسامية حتى النخاع، قمعيّة تقمع حقوق الإنسان. قطر هي الوجه السُنِّي لإيران وهي المُموِّلة الرئيسية لحماس الإرهابية والإخوان المسلمون ومنظّمات إرهابية أخرى. لا تتوقعوا أيّ شيء من هذه الدويلة، لا ينفع أن تخيب آمالكم منها- هذه هي دولة عدو بامتياز.” وهاجم مُعلّقون صهاينة قطر وقالوا إنّ “الدولة العربية الوحيدة التي تؤيّد وتساعد وتتعاون في شتى المجالات، إقتصادياً، إستخباراتياً، وسياسياً، مع النظام الإيراني المنتهي هي دويلة قطر”، وهددوا بأنّ “قطر ستدفع الثمن غالياً”.
في الخلاصة يتبين للكيان الصهيوني ان كل محاولاته في اختراق الوعي العربي واختراق الجمهور العربي هو امر بعيد المنال وان محاولاته لتطبيق نظرية حرب الافكار لا تزال صعبة جدا ، فالتطبيع مع الانظمة تحت ضغط التهديدات من الولايات المتحدة ، يختلف كثيرا عن التطبيع مع الشعب العربي الذي كان ولا زال وسيبقى رافضا لكل اشكال التطبيع مع كيان مغتصب لأرض مقدسة
المصدر: قناة المنار