أطلقت تركيا عملية عسكرية تركية جديدة في شمال سوريا العراق، وسط ظروف إقليمية ودولية متشابكة. فمنذ لحظة التفجير في إسطنبول تحددت هوية وبصمات المنفذين ومن ورائهم… في أراضي الجارة الجنوبية اتت الأوامر من تنظيم يتموضع بين شمالي سوريا والعراق ويستفيد من دعم سياسي ولوجيستي تقدمه الولايات المتحدة إلى الحد الذي جاهرت به أنقره برفض تعزية السفارة الأميركية.
لكن انقرة التي تربط، في خطاب محلي، هذا الارهاب بالاستخبارات الأميركية، لم يفتها، مع اقتراب الموسم الانتخابي، أن تدخل في سجال حاد مع أحزاب معارضة للحكومة التركية بل وإتهامها بالدعم السياسي للمنظمة العابرة للحدود بين بلاد الشام والاناضول.
لكن الخطاب الدعائي في الداخل، خالفه حضور أردوغان باللقاء مع رئيس الدولة المتهمة بدعم منفذي تفجير اسطنبول بعد أيام من وقوعه، خطوة قد تفسر مناوشة لأنقره مع واشنطن تمهيداً أو استدراجاً لضوء أخضر أميركي في الشمال السوري وربما العراقي.. بدت تباشيره في الإعلان عن عملية مرتقبة تتخطى الضربات الجوية.
وعلى ما يبدو فإن رغبات أنقرة تتماهى مع واقع جيوسياسي مختلف، وسط غض نظر يطبقه اللاعبون المناؤون للولايات المتحدة في العراق وسوريا، فبينما لا تزال موسكو المنشغلة بعمليتها في الدونباس صامتة أمام أي عملية جديدة، قد ترى طهران في خطوة أنقرة تقاطعاً ما في اقتلاع جذور إرهاب بين البلدين.
المصدر: المنار