“.. نريد رئيساً شجاعاً لا يخاف، يُقدّم المصلحة الوطنية على خوفه، وثانياً بصراحة أكثر نريد رئيساً لا يُباع ولا يُشترى.. أكثر من ذلك، أنا أقول لكم، نحن لا نريد رئيساً للجمهورية يغطي المقاومة، لا نريد رئيساً للجمهورية يحمي المقاومة، المقاومة في لبنان ليست بحاجة إلى غطاء والمقاومة في لبنان ليست بحاجة إلى حماية، ما نريده رئيساً لا يطعن المقاومة في ظهرها ولا يتآمر عليها ولا يبيعها، فقط. هذا حقنا الطبيعي…”، بهذه الكلمات حدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال كلمته بذكرى يوم الشهيد في 11-11-2022 أولى المواصفات التي تريدها المقاومة لرئيس الجمهورية في لبنان.
لا شك ان لبنان هو بلد مقاوم ولو حاول البعض الإيحاء بغير ذلك وحاول رفع الصوت أحيانا للاعتراض على السلاح الرادع لعدو الاسرائيلي، ولو حاول البعض انتقاد المقاومة زاعما انها تتحمل مسؤولية الوضع القائم في البلد، والاكيد ان الشعب اللبناني بغالبيته هو شعب مقاوم لا يقبل التقارب مع العدو الاسرائيلي، فمختلف اللبنانيين من كل الطوائف والاطياف يعتقدون ان الكيان الصهيوني هو عدوهم الاول ولا يسمحون بأي مجال للتلاقي معه تحت أي عنوان من العناوين.
هذا من حيث المبدأ، إلا انه في الواقع القائم قد يحاول من لديه أجندات خارجية ويعادي المقاومة، الإيحاء انه بالإمكان إيصال رئيس للجمهورية يعمل ضد المقاومة، ما يعني ضمنا العمل لمصلحة العدو الاسرائيلي عبر إشغال المقاومة بالداخل تارة وبالحصار الاقتصادي وطورا بالسياسة واحيانا اخرى بالفتن المتنقلة، لذلك نرى البعض يركب موجة انتقاد المقاومة ويرفع شعارات بعيدة عن الواقع حول سلاح المقاومة الذي تخشاه “اسرائيل” معتقدا انه بذلك قد يصل الى قصر بعبدا، وحول هذه النقطة بالتحديد قال السيد نصر الله خلال كلمته في يوم الشهيد “.. عندما تأتي وتقول لي انتخب فلان زيد أو عمر وهو من أول الطريق يناقشك بالمقاومة وبسلاح المقاومة وفي لبنان هناك ألف ملف يحتاجون إلى علاج وهو قفز عن كل الملفات وجاء إلى هنا يعني بدأنا خطأً يا شباب…”.
في الواقع هناك شخصية معادية للمقاومة، عندما تسمع بطرح اسمها للتدوال بانتخابات الرئاسة تسارع للظهور على الشاشات لإلقاء المداخلات عن وجوب سحب سلاح المقاومة وكيفية ذلك والرهان على بعض الطرق لمحاصرتها، فهؤلاء اولا يهدفون لرفع اسهمهم على الصعيد الشخصي ويعتبرون انهم اسماء “جدية” للوصول الى الرئاسة، وثانيا هم يعبرون عما يحلمون به من سحب سلاح المقاومة ولو كان على حساب مصلحة لبنان.
وحول كل ذلك قال الخبير بالشؤون الاستراتيجية الدكتور علي حمية إن “الرئيس في لبنان يجب ان يكون توافقيا بامتياز“، وسأل “لكن هل يجب ان يكون وفق للخطوط الحمراء التي يرسمها كل فريق على مقاسه او بمسميات وعناوين براقة حسب ما يذيعه السفير السعودي الذي يظهر عند كل استحقاق ليخلف اللبنانيين فيما بينهم تحت عناوين وذرائع متنوعة”.
وأوضح حمية في حديث لموقع قناة المنار ان “المقاومة وحلفاءها يريدون رئيسا على مستوى وطن وليس طائفة، بحيث لا يكون ضعيفا ولا يخاف ولا يباع ولا يشترى، ولا يطعن المقاومة في الظهر”، وأضاف “تلك المطالب تأتي من جهة قدمت التضحيات وأهدت الانتصارات لكل لبنان، بينما الفريق الآخر ينادي بالسيادة على مستوى السفارات وعبر الخضوع لعواصم القرار”، وقال إن “الرئيس في لبنان يجب ان يكون سياسيا اقتصاديا ووطنيا يؤمن بأن اسرائيل هي العدو ويضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار”.
وفيما دعا حمية للتوافق بين مختلف القوى على اسم لرئيس جديد للجمهورية، لفت الى انه “يجب العمل لتحديد المهل من أجل أي استحقاق قادم كي تنتهي كافة انواع المماطلة، سواء بخصوص الاستحقاق الرئاسي او غيره”، واضاف “لقد وصل بنا الاعتقاد ان الناس قد سئمت من الانتظار وقد فرغت جيوبها الا من القليل”، وأشار الى ان “الفراغ والممايعة وتقطيع الوقت بات شأنا قاتلا لاخر مقومات النهوض بالوطن”، وتابع “انتخبوا رئيسا للجمهورية قبل ان نفتش عن وطن مبعثر”.
المصدر: موقع المنار